مع آية: ﴿ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ ﴾ [لقمان: 17]
حلقة من برنامج: " مشاعر "، يقدمها الشيخ "د. راشد بن عثمان الزهراني" ، يورد فيها بعض الفوائد التدبرية والدروس المستنبطة من قوله تعالى على لسان لقمان: ﴿ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [لقمان: 17].
يابني اقم الصلاة - Youtube
سورة لقمان الآية رقم 17: إعراب الدعاس
إعراب الآية 17 من سورة لقمان - إعراب القرآن الكريم - سورة لقمان: عدد الآيات 34 - - الصفحة 412 - الجزء 21.
وحين اشتكى طائفة من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم أنهم لا يجدون ما ينفقون, كان مما أرشدهم إليه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. فعَنْ أَبِى ذَرٍّ أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالُوا لِلنَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالأُجُورِ يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّى وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ وَيَتَصَدَّقُونَ بِفُضُولِ أَمْوَالِهِمْ. قَالَ « أَوَلَيْسَ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ مَا تَصَّدَّقُونَ إِنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً وَكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ وَنَهْىٌ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ وَفِى بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ » رواه مسلم. يابني اقم الصلاة. والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب من أسباب التمكين للمؤمنين في الأرض ، قال الله تعالى: ( الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) [الحج:41].
تفسير: يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور - شبكة الوثقى
ا لخطبة الأولى ( أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ)
الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة لقمان - الآية 17. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون
قال الله تعالى على لسان لقمان: (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) (17) لقمان
إخوة الإسلام
فالصلاة تكفر بها الذنوب وتغفر بها الخطايا وتمحى بها السيئات ، وفي صحيح مسلم قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – « مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَتَطَهَّرُ فَيُتِمُّ الطُّهُورَ الَّذِى كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَيُصَلِّى هَذِهِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ إِلاَّ كَانَتْ كَفَّارَاتٍ لِمَا بَيْنَهَا ».
صلاةٌ لها في مقامِ العبوديةِ أسمى مقام، هي ركنُ الإسلامِ المتين، شُرِعَت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلةَ المعراجِ في السماء السابعة، خَاطبَه الله بها كفاحاً بلا ترجمان، ففرضها عليه خمسَ صلوات في اليوم والليلة، وفي الحديث الطويلِ في قصةِ الإسراء والمعراج، قال الله: " يا مُحَمَّدُ، قالَ: لَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ، قالَ: إنَّه لا يُبَدَّلُ القَوْلُ لَدَيَّ، كما فَرَضْتُهُ عَلَيْكَ في أُمِّ الكِتَابِ، فَكُلُّ حَسَنَةٍ بعَشْرِ أمْثَالِهَا، فَهي خَمْسُونَ في أُمِّ الكِتَابِ، وهي خَمْسٌ عَلَيْكَ "(رواه البخاري)؛ خمس صلواتٍ بأجر خمسين. إنها ركنُ الإسلامِ المتين.. لا يقومُ إسلامُ المرءِ إلا بإقامتها، حُكمٌ حكمَ به اللهُ ورسولُه، عن بُرَيْدَةَ بنِ الحُصَيْبِ -رضي الله عنه- قال: سمعت رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: " العهدُ الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر "، والله في كتابه قد قال: ( فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ)[التوبة: 11]. صلاةٌ.. يَصْطَبِرُ عليها المسلمُ ويأمرُ أَهْلَه بها. تفسير: يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور - شبكة الوثقى. أمرٌ أُمِرَ به رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن بهذا الأمرِ مخاطبون ( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى)[طه: 131]، في مَسْلَكٍ سَلَكَه النبيونَ الأولون، والصلحاءُ الناصحون ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا * وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا)[الأنبياء: 54- 55]، وكان يأمر أهلَه بالصلاة.
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة لقمان - الآية 17
وَفِى حَدِيثِ وَهْبٍ « إِلاَّ عَمَّهُمْ ». ( وعَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلاَ يُسْتَجَابُ لَكُمْ ». أخرجه الترمذي وحسنه ونواصل الحديث في لقاء آخر إن شاء الله
الدعاء
أما بعد: فا تقوا الله عباد الله. أيها المسلمون: والدٌ.. رحيمٌ شفيقٌ، عطوفٌ رفيقٌ. يُصابُ أحَدُ أهلِهِ بمرضٍ أو داءٍ، فلا يقَرُّ له قرارٌ، ولا يَطيبُ له مرقدٌ، ولا يَهْنَأُ له عيشٌ، يُطَوِّفُ المشافي يَبْحَثُ لَهُ عن طبيبٍ أَرِيْب، ودواءٍ قريب. وَمَن أدركَ أن مُصابَ الابنِ في دِيْنِهِ أعظُمُ مِن مصابِه في بَدَنِه، وأن خطر الآخرةِ أعظمُ مِن خَطَرِ الدنيا، وتدبر قولَ رب العالمين {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}
سعى جاهداً في وِقايَةِ نفسِهِ وأهلِه من عذاب الله، بالتزامِ أمرِ الله، وتربيةِ أهلِه على طاعةِ الله وتحذيرِهم من معصيةِ الله. يابني اقم الصلاة - YouTube. وأخطرُ مصابٍ يصابُ به الولَدُ في دينِه.. أن يكون مُفرطاً في صلاتِه مُضَيِعاً لها. لذا.. أمَرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الوالدَ أن يأمُر ابنَه الصغير بالصلاةِ وهو صغير.. لكي يتربى ويعتادَ عليها، ويتعلمَ أحكامها وآدابها. حتى إذا ما بلغَ مرحلةَ التكليفِ كان محافظاً على صلاتِه مُقيماً لها كما أُمِر.