وقال القاضي عياض رحمه الله في كتابه الشفا (2: 582): "لا خلاف أن سابَّ الله تعالى من المسلمين كافرٌ حلال الدم". وقال ابن قدامة رحمه الله في كتابه الكافي (4: 60): "الردَّة تَحصُل بجحد الشهادتين، أو إحداهما، أو سبِّ الله تعالى أو رسوله صلى الله عليه وسلم". وقال شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله في الصارم المسلول (ص: 512): "إن سبَّ الله أو سب رسوله كُفْر ظاهرًا وباطنًا، سواء كان السابُّ يَعتقِد أن ذلك مُحرَّمًا أو كان مُستحلاًّ له أو ذاهلاً عن اعتقاده؛ هذا مذهب الفقهاء وسائر أهل السُّنة القائلين بأن الإيمان قول وعمل". ما حكم من سب الله في حالة غضب أو جحوداً وتكبراً أو عناداً للملتزمين، وما موقف المسلم منهم؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني. وسُئل الشيخ عبدالعزيز بن باز عن حُكْم سبِّ الدين والرب؛ فقال رحمه الله تعالى: "سبُّ الدين من أعظم الكبائر ومن أعظم المُنكَرات، وهكذا سبُّ الرب عز وجل، وهذان الأمران من أعظم نواقض الإسلام، ومن أسباب الردَّة عن الإسلام، فإذا كان مَنْ سبَّ الربَّ سبحانه أو سب الدين يَنتسِب للإسلام، فإنه يكون مرتدًّا بذلك عن الإسلام، ويكون كافرًا يُستتاب، فإن تاب وإلا قُتِل من جِهة وليِّ أمر البلد بواسطة المحكمة الشرعية.
حكم سب الصحابة رضي الله عنهم
وقبل أن يفعل هذا صلاته غير صحيحة ؛ لأنها صلاة كافر، فلابد من توبةٍ قبل الصلاة" انتهى. ولكن.. إن وقع ذلك من شخص قد مات ، كما في السؤال ، فإنه يتوجه الحكم له بالتوبة والإسلام ، إحساناً للظن بالمسلم ، وحملا لفعله على أحسن الأحوال ، ولأنه لم يعد في محل الأمر بالتوبة ، أو التشديد عليه حتى يرجع ، وأمره إلى الله تعالى العالم بحقيقة الحال. والله أعلم.
حكم سب الله الشيخ فركوس
ثم نقل أقوال الأئمة رحمهم الله ومنها: "قول الإمام أحمد رحمه الله: من شتم النبي صلى الله عليه وسلم قُتل، وذلك أنه إذا شتم فقد ارتد عن الإسلام، ولا يشتم مسلم النبي صلى الله عليه وسلم. وقول القاضي أبي يعلى: من سب الله أو سب رسوله فإنه يكفر، سواء استحل سبه أو لم يستحله". وقول ابن راهويه: قد أجمع المسلمون أن من سب الله أو سب رسوله صلى الله عليه وسلم أو دفع شيئًا مما أنزل الله أو قتل نبيًا من أنبياء الله أنه كافر بذلك وإن كان مقرًا بكل ما أنزل الله.
حكم سب الله دون قصد
وقال القاضي عياضٌ المالكيُّ ـ رحمه الله ـ: «لا خلافَ أنَّ سابَّ اللهِ تعالى مِنَ المسلمين كافرٌ حلالُ الدم، واخْتُلِفَ في استتابتِه» ( ٢) ، وقال ابنُ قدامة المقدسيُّ الحنبليُّ ـ رحمه الله ـ: «ومَنْ سبَّ اللهَ تعالى كَفَرَ سواءٌ كان مازحًا أو جادًّا» ( ٣) ، ومثلُه عن ابنِ تيمية ـ رحمه الله ـ قال: «إنَّ سَبَّ اللهِ أو سَبَّ رسوله كفرٌ ظاهرًا وباطنًا، وسواءٌ كان السابُّ يعتقد أنَّ ذلك محرَّمٌ أو كان مُسْتحِلًّا له أو كان ذاهلًا عن اعتقاده، هذا مذهبُ الفقهاءِ وسائرِ أهلِ السُّنَّةِ القائلين بأنَّ الإيمانَ قولٌ وعملٌ» ( ٤).
الله سبحانه هو الذي خلق الخلق جميعًا، وأمرهم بعبادته وتعظيمه، وهو أهل لأن يُتَّقى ويُعظَّم، له الأسماء الحسنى والصفات العُلى، وسبُّ الله كُفْر عظيم، وهو أعظم من الشرك به؛ لأنَّ المشرك لم يُنْزِل الله إلى رتبة الحجر, وإنَّما رفع الحجر إلى رتبة الله, ومن سبَّ الله سبحانه فقد أنزله دون رتبة الحجر. المَطْلَبُ الأوَّلُ: حُكمُ سَبِّ اللهِ تعالى أو الاستهزاءِ به - الموسوعة العقدية - الدرر السنية. والسب هو الكلام الذي يُقصَد به الانتقاص والاستخفاف، وهو ما يُفهَم منه السب في عقول الناس على اختلاف اعتقاداتهم، كاللعن والتقبيح والاستخفاف ونحو ذلك. و الإيمان بالله مبنيٌّ على التعظيم والإجلال للرب عز وجل، ولا شك أن سبَّ الله تعالى والاستهزاء به يُناقِض هذا التعظيمَ، قال ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين (2: 464): "وروح العبادة هو الإجلال والمحبَّة". ولذا كان سبُّ الله أقبح وأشنع أنواع المكفِّرات القوليَّة؛ يقول الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا ﴾ [الأحزاب: 57]، وسب الله فيه إيذاء عظيم لله سبحانه وتعالى، وكفى بهذا كُفْرًا بواحًا بالإجماع. قال الإمام إسحاق بن راهويه رحمه الله: " أجمع المسلمون أن مَن سَبَّ الله أو سب رسول الله أنه كافر بذلك، وإن كان مُقِرًّا بما أنزل الله"؛ نقله عنه ابن تيمية في الصارم المسلول على شاتم الرسول (ص: 512).