[3160] كفى بالمرء فتنة! - رسول الله (صلى الله عليه وآله): كفى بالمرء في دينه فتنة أن يكثر خطأه، وينقص عمله، وتقل حقيقته، جيفة بالليل، بطال بالنهار، كسول هلوع رتوع (9). [3161] الفتنة (م) - رسول الله (صلى الله عليه وآله): ليغشين أمتي من بعدي فتن كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا، يبيع أقوام دينهم بعرض من الدنيا قليل (10). - الإمام علي (عليه السلام): دوام الفتن من أعظم المحن (11). - عنه (عليه السلام): قد لعمري يهلك في لهب الفتنة
(١) الغارات: ١ / 6 و 9 و 10، راجع نهج البلاغة: الخطبة 93. (2) غرر الحكم: 1210. (3) الترغيب والترهيب: 1 / 54 / 5. (4) نهج البلاغة: الخطبة 183 و 5. (5) نهج البلاغة: الخطبة 183 و 5. فتن كقطع الليل المظلم - عبد الكريم بن عبد الله الخضير - طريق الإسلام. (6) كنز العمال: 30883. (7) كنز العمال: 31170. (8) تنبيه الخواطر: 2 / 87. (9) كنز العمال: 43839، 30893. (10) كنز العمال: 43839، 30893. (11) غرر الحكم: 5140. (٢٣٦٦)
- الدرر السنية
- فتن كقطع الليل المظلم - عبد الكريم بن عبد الله الخضير - طريق الإسلام
الدرر السنية
تُؤيّد هذه الفقرة ما تقدّم من القول بأن ابن خلدون حين هجائه للعرب، وشتمه لهم، لم يكن يُفرّق بين باديتهم وحاضرتهم، ويظهر ذلك من خلال ما يلي:
أنه جعل دولة الرسول عليه الصلاة والسلام وخلفائه من بعده من دولهم التي تُحسب لهم، وتُعدّ من مآثرهم، وما كان له أن يجعل هذه الدولة لهم لولا أنه كان يدمج في مصطلح العرب بين الحاضرة والبادية. أنه صيّر دولتي بني أمية وبني العباس، وهم من الحاضرة، جزءا من صنائع العرب وأعمالهم، ولو كان يقصد بالعرب البُداة فقط ما كان له أن يجعل هاتين الدولتين ضمن دولهم المعدودة. وهكذا يتضح جواب السؤال الذي وضعته عنوانا لهذا المقال، ويتضح معه أن ابن خلدون لم يكن يرى للعرب قدرة على بناء الدول وسياستها؛ فهم إما سجناء في عرقهم الذي يمنعهم من ذلك، وإما سجناء للمذاهب التي فرّقتهم، والنحل التي أضعفت اتحادهم وأُلفتهم واجتماعهم!
فتن كقطع الليل المظلم - عبد الكريم بن عبد الله الخضير - طريق الإسلام
قال: فإذا جاء أحد يريد يعني قتلكم، أو فإن جاء أحدكم من يريد قتله « فليكن كخير ابني آدم » 1 يعني اجتنبوا اعتزلوا الفتنة، فإن جاء أحد يريد قتلكم أو قتل أحدكم « فليكن كخير ابني آدم » 1 أخبرنا الله عن نبئهم ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ﴾ 2. يعني لا تقاوم كن « كخير ابني آدم » 1 وهذا عند أهل العلم يخص عموم أحاديث قتال الصائل. الحديث الذي فيه قلت يا رسول الله: « أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي؟! قال: لا تعطه مالك. قال: إن قاتلني؟ قال: قاتله. قال: إن قتلني؟ قال: فأنت شهيد. قال: إن قتلته؟ قال: هو في النار. » 3 ففي هذا الإذن بالمقاومة؛ مقاومة الصائل. قالوا: إلا إذا كان في الفتنة، فينبغي ألا يدافع. ؛ لأنه إذا دافع كأنه شارك، نوع من المشاركة. المقاومة نوع من المشاركة. وهذا جاء بتأويل، هذا القاتل جاء بتأويل؛ متأول يرى أنه يقاتل بحق.
والمراد بالفِتْنَة: هي التي يُخلَطُ فيها الحَقُّ بالباطِلِ بين أهْلِ الإسْلامِ، فيصْعُبُ على المُطَّلَعِ الفَصلُ والتَّمييزُ فيها، «يُصبِحُ الرَّجُلُ فيها مُؤمِنًا ويُمْسي كافِرًا، ويُمْسي مُؤمِنًا ويُصْبِحُ كَافرًا»؛ وذلك لهَولِها وعِظَمِها، فَتَحْتارُ معَها العُقولُ، فَيُصبِحُ مُحرِّمًا لِدَمِ أخيه وعِرْضِه ومالِه، ويُمْسي مُسْتَحِلًّا لِكلِّ ذلك مِن شِدَّةِ الفِتنِ.