ثم قام عمرو بن العاص رضي الله عنه وخطب في الجيش أيضًا قائلًا" يا معشر المسلمين أشرعوا الرماح ولاتبرحوا مراكزكم فإذا حمل عليكم عدوكم أمهلوهم حتى إذا ركبوا أطراف الأسنة فثبوا في وجوههم وثوب الأسد، فوالذي يرضى الصدق ويثيب عليه ويمقت الكذب ويعاقب عليه لقد بلغني أن المسلمون سيفتحونها كفرا كفرا وقصرا قصرا". [1]
مظاهر الإيثار في غزوة اليرموك
بجانب مظاهر الشجاعة والصبر وقوة الإيمان التي ظهرت جلية في موقعة اليرموك تجلت أيضًا مظاهر الإيثار فنجد أن الكبير منهم يتواضع للصغير مثل أبو سفيان بن حرب وقد كان سيد قومه وقائدهم، لكنه قاتل تحت راية ابنه وكانت كلما هدأت الأصوات وقت المعركة يصرخ في المسلمين ليحثهم على القتال قائلًا " يا نصر الله اقترب، الثبات الثبات يا معشر المسلمين". ومما رواه عكرمة بن أبي جهل رضوان الله عليه قصة عن الايثار وكيف يفضل المسلم أخيه على نفسه أنه قال: قاتلت رسول الله في مواطن وأفر منكم؟ فمن يبايع على الموت؟ فبايعه عمه الحارث بن هشام وضرار بن الأزور ومعهم أربعمائة فارس، فقاتلوا جميعًا أمام فسطاط خالد بن الوليد حتى جرحوا جميعًا واستشهد ضرار بن الأزور ورجال آخرون. قصة آثر الرسول فيها أصحابه على نفسه - موضوع. أما من بقي فبعد أن سالت منهم دماء كثيرة شعروا بالعطش وطلبوا الماء، فجيء لهم بالماء، فأخذ أولهم الماء ثم نظر لأخيه فأعطاها له ولم يشرب، ومررها الآخر لآخيه والآخر أخيه، ووصلت لأخرهم وفي النهاية استشهدوا جميعًا قبل أن يشرب أحدًا منهم رضوان الله عليهم جميعًا.
- قصة قصيرة عن الايثار
- حديث القاتل والمقتول في النار أنى أحبك
- حديث القاتل والمقتول في النار وبنت الماء
- حديث القاتل والمقتول في النار الشامل
- حديث القاتل والمقتول في النار على
- حديث القاتل والمقتول في النار في
قصة قصيرة عن الايثار
إن الشيء الذي كان مع المرأة عبارة عن بردة جاءت هذه المرأة كي تعطيها لرسول الله صلى الله عليه وسلم هدية له. إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان حسن الخلق، فكان لا يحب أن يرد أحدًا من الناس بهدية كان يقدمها له، كان سيدنا محمد يقبل الهدايا من جميع الناس مهما كانت قيمة الهدية. عندما أخذ الرسول الهدية من المرأة والتي كانت عبارة عن بردة، قام بارتدائها، لأنه في الحقيقة كان في أمس الحاجة لهذه البردة. فقام أحد من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم بطلب هذه البردة من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بإعطاء البردة لصاحبه على الفور، رغم أنه كان في أمس الحاجة لارتداء هذه البردة. ورأي أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ما يفعله الرسول، فتقدم إلى الرسول وقال له كيف ستعطيها له وأنت في أمس الحاجة لارتداء هذه البردة. فنجد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتزحزح عن رأيه، وبالفعل قام بخلص البردة وأعطاها لصحابه الذي قام بطلب البردة منه. قصة الإيثار في معركة اليرموك | قصص. فعندما خلع رسول الله صلى الله عليه وسلم البردة، فقال طالب البردة بأنه لم يقصد أن يأخذها كي يلبسها، ولكن طلبها لأنه يتمنى أن يكفن بهذه البردة بعد موته.
فأعطاه إيّاه.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة "أنه جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي؟ قال: فلا تعطه، قال: إن قاتلني" قال: فاقتله، قال: فإن قتلني؟ قال: فأنت شهيد، قال: أرأيت ان قتلته؟ قال: فهو في النار"، وفي حديث عبدالله بن عمرو عند أبي داود والترمذي وصححه "من قُتِلَ دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دونه دمه فهو شهيد، ومن قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قُتل دون أهله فهو شهيد". وظاهر الحديث أن درجة القاتل والقتيل في العذاب بالنار سواء، لأن كلاً منهما بذل منتهى جهده لقتل صاحبه، غاية الأمر أن ضربة أحدهم.... قبل الأخرى، وقيل: بل درجتها مختلفة، فالقاتل يعذب على القتال والقتل، والقتيل يعذب على القتال فقط؛ فعذاب القاتل أطول أو أشد.
حديث القاتل والمقتول في النار أنى أحبك
نكتة لطيفة: في هذه الآية لم يرتب سبحانه وتعالى عقوبة أخروية على الطائفة الباغية التي وصفها بأنها مؤمنة؛ حتى لا يتشبث بذلك أصحاب بيت العنكبوت، فلم يقل: فإن أبت فلها عذاب أليم، أو فلهم نار جهنم، فتنبه أيها اللبيب لذلك.
حديث القاتل والمقتول في النار وبنت الماء
تاريخ النشر: الأربعاء 6 صفر 1429 هـ - 13-2-2008 م
التقييم:
رقم الفتوى: 104753
201322
0
437
السؤال
ما المقصود بقول النبي صلى الله عليه وسلم: أن القاتل والمقتول في النار؟ فهل هناك علاقة بينهما في القتل، ولذلك ما معنى أن الله تعالى لا يكتب بالسيئة على من نوى أن يفعل معصية حتى أتى بها؟
الإجابــة
خلاصة الفتوى:
عزم المقتول وإصراره على قتل صاحبه لم يكن مجرد نية أو هم بالسيئة. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحديث المشار إليه حديث صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا التقى المسلمان بسيفيهما، فالقاتل والمقتول في النار. فقيل: يا رسول الله هذا القاتل، فما بال المقتول؟! شبهة حديث: (القاتل والمقتول في النار). قال: إنه كان حريصاً على قتل صاحبه. رواه البخاري ومسلم. وسبب دخول المقتول النار هو عزمه وإصراره على قتل صاحبه ولكنه عجز عنه، ولذلك أجاب النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا الإشكال في آخر الحديث فقال: إنه كان حريصاً على قتل صاحبه، فليس عنده نية المعصية فقط، فهذا مثل قوله صلى الله عليه وسلم: إنما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالاً وعلماً فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعلم أن لله فيه حقاً، فهذا بأفضل المنازل، وعبد رزقه الله علماً ولم يرزقه مالاً فهو صادق النية يقول لو أن لي مالاً لعملت بعمل فلان فهو بنيته فأجرهما سواء.
حديث القاتل والمقتول في النار الشامل
وقوله: " ذهبت لانصر هذا الرجل " يعني: عليا، كذا هو في مسلم من هذا الوجه، وقد اشار اليه المؤلف في الفتن ولفظه: " اريد نصرة ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " زاد الاسماعيلي في روايته يعني: عليا.
وابو بكرة باسكان الكاف هو الصحابي المشهور، وكان الاحنف اراد ان يخرج بقومه الى علي بن ابي طالب ليقاتل معه يوم الجمل فنهاه ابو بكرة فرجع، وحمل ابو بكرة الحديث على عمومه في كل مسلمين التقيا بسيفيهما حسما للمادة، والا فالحق انه محمول على ما اذا كان القتال منهما بغير تاويل سائغ كما قدمناه، ويخص ذلك من عموم الحديث المتقدم بدليله الخاص في قتال اهل البغي، وقد رجع الاحنف عن راي ابي بكرة في ذلك وشهد مع علي باقي حروبه، وسياتي الكلام على حديث ابي بكرة في كتاب الفتن ان شاء الله تعالى.
اما القول أن هذا الحديث يعارض قول الله!!
حديث القاتل والمقتول في النار على
د. ت. هـ. الوجه الرابع:
لمّا ثبت لنا أن الصحابة مؤمنين كما سبق في الوجه الثالث بنص القرآن؛ علمنا أن الآية في سورة الحجرات وهي قوله تعالى: ((وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)). تتنزل عليهم وإن كانت لم تنزل فيهم، فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فكان برهاناً على برهان؛ إذْ أن الصحابة في موقعت الجمل وصفين طائفتان، وهما مؤمنتان لا شك ولا ريب بنص القرآن والسنة، فقد تضمنت الآية الأولى منقبتين للصحابة: رضا الله تعالى لهم، وأنهم مؤمنين، ((لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ)) والآية الثانية؛ تضمنت مناقبٌ ثلاث: رضا الله، ودخولهم الجنة، وخلودهم فيها، ((رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ …… وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ ……. خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً)). حديث: القاتل والمقتول في النار – شبكة أهل السنة والجماعة. فبهذا يخرجون الصحابة من الوعيد الذي جاء في الحديث المذكور بالنص. وقد بوب البخاري في صحيحه بهذه الآية فقال:
"بَاب (وَإِنْ طَائِفَتَانِ من الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا) فَسَمَّاهُمْ الْمُؤْمِنِينَ".
حديث القاتل والمقتول في النار في
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لِأَنَّهُ كَانَ حَرِيصًا عَلَى قَتْلِ صَاحِبِهِ»، فهو حريص على قتل صاحبه، ولهذا جاء بآلة القتل ليقتله، ولكن تفوق عليه الآخر فقتَله، فيكون هذا - والعياذ بالله - بِنيَّتِه القتل، وعمله السبب الموصل للقتل يكون كأنه قاتل، ولهذا قال: «لِأَنَّهُ كَانَ حَرِيصًا عَلَى قَتْلِ صَاحِبِهِ».
السؤال:
ورد حديث عن الرسول ﷺ: إذا التقى المسلمان بسيفهما فالقاتل، والمقتول في النار إذا كان هذا حديث صحيح، فما حكم قتل جيوش المسلمين الذين يقتل بعضهم بعضًا مثل العراق، والإيرانيين، أفيدونا جزاكم الله خيرًا؟
الجواب:
الحديث صحيح في الصحيحين، عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: إذا التقى المسلمان بسيفهما فالقاتل، والمقتول في النار قيل يا رسول الله هذا القاتل فما شأن المقتول؟ قال: لأنه كان حريصًا على قتل صاحبه. فالمسلمان إذا التقوا ظلمًا، وعدوانًا هذا وعيدهم، أما إذا التقوا بشبهة، ولأمر مشروع، كما يقوم أهل العدل في قتال أهل البغي، فهؤلاء الذين قاموا بإزالة البغي محسنون، ومقتولهم شهيد، ويرجى له الخير؛ لأنهم قاموا بإزالة البغي كما قال الله -جل وعلا-: وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ [الحجرات:9]. فقتال الباغية حتى تفيء قتال شرعي، والمقتول في ذلك ليس داخلًا في الحديث؛ لأنه مأمور بالقتال، فالمقتول في هذا شهيد، والقاتل الذي يقاتل -وهو باغي- هو الذي على خطر، أما من قاتل لإزالة البغي، ولإيقاف الباغية عند حدها، ثم قتل؛ فهو شهيد، وإنما الخطر على مقتول الباغية التي أبت أن ترجع الحق، هذا هو الذي عليه الوعيد، وعليه الغضب؛ لأنه بغى، واعتدى، ولم يرجع عن خطئه، وضلاله، وهكذا المتقاتلون ظلمًا، وعدوانًا على الرياسات، أو على أمور فيما بينهم، أو على أشياء فيما بينهم من أحقاد، وشحناء هؤلاء داخلون في الحديث، ولا حول، ولا قوة إلا بالله.