بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: هذه وقفات مع قاعدة عظيمة من قواعد القرآن الكريم، ويستدل بها على جميع المسائل الدينية، واللهَ أسأل أن ينفع بها ويتقبلها. الوقفة الأولى: في دلالة الآية على أن الله تعالى يأمر بجميع أنواع الإحسان، المستحب منه والواجب. والإحسان على نوعين: الأول: الإحسان في عبادة الخالق: وهو مراقبة الله على الدوام والإخلاص له سبحانه. الثاني: بذل الخير والإحسان للمخلوقين. ومن صور وأمثلة الإحسان: الإحسانُ والإخلاص في عِبادة الله تعالى؛ كالإحسان في أداء الصلاة كما أمر الله ورسوله، والإحسان في جميع العبادات. الإحسان إلى الوالدَينِ، بالقول والفعل. الإحسان إلى الأرحام والأقارب. الإحسان إلى الجارِ. الإحسان إلى اليتامَى والمَساكين. وأحسنوا إن الله يحب المحسنين. الإحسان إلى المُسيء إليك. الإحسان في الكلام. الإحسان في الجِدال. الإحسان إلى الحيوان. قال النبي صلى الله عليه وسلم: « إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ »؛ رواه مسلم. قال العلامة السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره على هذه الآية: (أمر بالإحسان عمومًا؛ فقال: ﴿ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾، وهذا يشمل جميع أنواع الإحسان؛ لأنه لم يقيده بشيء دون شيء، فيدخل فيه الإحسان بالمال كما تقدم.
وأحسنوا إن الله يحب المحسنين
فمن صور الإساءة وأمثلتها: • ترك الإخلاص في عبادة الله تعالى، أو أداء العبادة على غير ما أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. • وعقوق الوالدين. • وقطع الأرحام. • وسوء الجوار. • وترك الإحسان إلى الفقراء والمساكين، وغير ذلك من سيء الأقوال والأعمال مما هو ضد الإحسان. قال الإمام الطبري رحمه الله تعالى في تفسيره على هذه الآية: يعني جل ثناؤه بقوله: ﴿ وَأَحْسِنُوا ﴾؛ أحسنوا أيها المؤمنون في أداء ما ألزمتكم من فرائضي، وتجنُّب ما أمرتكم بتجنبه من معاصيَّ. الوقفة الثالثة: في دلالة الآية على أن محبة الله تعالى تُنال بالإحسان، فكلما كان العبد أكثر إحسانًا كان أحب الله تعالى وأقرب. ومن أحبه الله أكرمه ونصره وأعانه. فمن أراد محبة الله فعليه أن يعمل بما أمر الله: ﴿ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [البقرة: 195]. الوقفة الرابعة: في دلالة الآية على أن الله تعالى يتصف بالمحبة، فهو يحب عباده المحسنين؛ كما أخبر عن نفسه: ﴿ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [البقرة: 195]. الخاتمة: على العبد أن يسعى دائمًا أن يكون في دائرة الإحسان في جميع أقواله وأعماله ونياته، فمن كان كذلك فحري به أن يجازى بالحسنى عند لقاء ربه.
وكما قرر العلماء أن الإحسان المأمور به نوعان:
الأول: إحسان واجب، وهو والقيام بما يجب عليك للخلق بحسب ما توجه عليك من الحقو، من بر للوالدين وصلة الأرحام والقيام بالواجبات والانتهاء عن المحرمات. والثاني: إحسان مستحب؛ وهو ما زاد على ذلك من بذل نفعٍ بدني، أو مالي، أو علمي، أو توجيه لخير ديني، أو مصلحة دنيوية، فكل معروف صدقة، وكل ما أدخل السرور على الخلق صدقة وإحسان. وكل ما أزال عنهم ما يكرهون، ودفع عنهم ما لا يرتضون من قليل أو كثير، فهو صدقة وإحسان. نسأل الله أن يجعلنا من المحسنين المخلصين المتابعين رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.
حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا مهران، قال: ثنا سفيان، عن سالم بن أبي حفصة، عن أبي يعلى، عن محمد ابن الحنفية ( هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إِلا الإحْسَانُ) قال: هي مسجَّلة للبرّ والفاجر.
إسلاميات : هل جزاء الإحسان إلا الإحسان..
10 -
هشام المحجوبي، ووديع الراضي (27-4-2013م)،
"
الإحسان في الإسلام
", الألوكة, هشام المحجوبي، ووديع الراض. 11 -
سورة الرعد، آية: 21..
12 -
رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 1423، صحيح..
13 -
رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 6009، صحيح..
هل جزاء الإحسان إلا ...؟ ( قصة )
5ـ التفقد في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرة الصاحبة والتابعين واتخاذ القدوة الحسنة منهم في القول والعمل. 6ـ وأخيرا.. من الأمور المهمة في التخلق بخلق الإحسان: الصبر والتدرج فيه، والمجاهدة. Powered by vBulletin® Version 3. 8. 5 Copyright ©2000 - 2022, Jelsoft Enterprises Ltd By AliMadkour
الإحسان اصطلاحاً: أن يَعبد المسلم اللهَ تبارك وتعالى وأن تكون هذه العبادة مع حضور القلب واستشعار مُراقبة الله تبارك وتعالى، فتسمو العبادة مع الشعور بمراقبة الله، وتسمو الروح مع الشعور بالقرب من الله فالله مُطّلعٌ عليه والله ناظرٌ إليه، ممّا يُشَكل الدافعية التامّة لدى المسلم لدوام طاعة الله تبارك وتعالى ودافعيةٌ عظيمةٌ لمداومة التقرّب إلى الله، ودافعيةٌ لترك المعاصي وعدم اقترافها بل وهجرها والشعور بالخطأ لمجرد التفكير فيها.