وكان لديه من العلم ما يكفي لحل مشكلة ما، وكان رجلًا صالحًا يكره الفاحشة. وقد كان إذا حكم بين الناس يحكم بالعدل ولا ينحاز إلى مذهب معين من المذاهب، وكان إذا جاءت الصلاة يتجنب مخالطة الناس ويعزل نفسه. ما قاله ابن قاضي شهبة عن ابن رجب الحنبلي
كان مبتعدًا عن الناس لا يخالطهم، ولا يتردد على أحد من ذوي الولايات ويسكن بالمدرسة العسكرية بالقطاعين، وكان لا يعرف شيئًا من أمور الدنيا فارغًا عن السياسة وأسبابها ليس له شغل إلا الاشتغال بالعلم، وكان فقيرًا متعففًا غني النفس، وبالجملة فلم يخلق بعده مثله. أعمال ابن رجب الحنبلي
لابن رجب الكثير من المصنفات أهمها:
شرح الترمذي. شرح علل الترمذي. طبقات الحنابلة. جامع العلوم والحكم حيث شرح فيه خمسين حديثًا نبويًا من أحاديث جوامع الكلم. كتاب التوحيد. كتاب فتح الباري في شرح صحيح البخاري، لكن ابن رجب رحمه الله لم يتمه. تحقيق كلمة الإخلاص. أسباب المغفرة. بيان فضل علم السلف على علم الحلف. أحكام الاختلاف في رؤية هلال ذي الحجة. شرح حديث لبيك اللهم لبيك. الاستخراج لأحكام الخراج. كلمة الإخلاص وتحقيق معناها. تفسير ابن رجب الحنبلي. تسلية نفوس النساء والرجال عند فقد الأطفال.
ص411 - كتاب ابن رجب الحنبلي وأثره في توضيح عقيدة السلف - المبحث الثاني النفاق وكلام ابن رجب عليه - المكتبة الشاملة
مؤلفات الحنبلي
- جامع العلوم والحكم. - تفسير سورة الإخلاص. - تفسير سورة النصر. - شرح علل الترمذي. - أهل القبور. - فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن رجب. - فضل علم السف علي علم الخلف. - لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف. - الفرق بين النصيحة والتعبير. - ذم المال والجاه. - نزهة الأسماع في مسألة السماع. وفاة الحنبلي
مات في شهر رجب أو في شهر رمضان سنة 795 هـ بدمشق، ودفن بالباب الصغير جوار قبر الشيخ ابي الفرج عبد الواحد بن محمد الشيرازي ثم المقدسي المتوفى سنة 486 هـ كما في الشذرات, وهذا الشيرازي هو الذي نشر المذهب الحنبلي بين الدمشقيين.
ذات صلة أحمد بن حنبل والخباز ابن دقيق العيد
ابن رجب الحنبلي
هو الحافظ زين الدين وجمال الدين أبو الفرج، عبد الرحمن بن الإمام المقرئ المحدّث شهاب الدين أحمد بن الإمام المحدّث الشيخ أبي أحمد رجب عبد الرحمن البغدادي الدمشقي الحنبلي المشهور بابن رجب، يُلقّب جدّه بعبد الرحمن، كان ابن رجب خير قدوة، عالماً، وشيخاً، وإماماً، وعلّامةً، وعُرف بالزهد والبركة والحفظ، وأنّه عمدة وثقة وحُجّة في العلم، كما اتبع المذهب الحنبلي.
ابن رجب الحنبلي &Bull; الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة
من هو ابن رجب الحنبلي
هو الشيخ الحافظ الزاهد عبد الرحمن بن أحمد بن رجل السلامي البغدادي الدمشقي أبو الفرج زين الدين، وهو أحد الشيوخ الأفاضل، والأئمة الزاهدين النابغين في العلم والمعرفة، حيث إنه قدوة لا مثيل لها ولد في بيت علم باحث ومثقف في الفقه الإسلامي. عرف بالزهد والتقوى، فكان نبراس لطلاب العلم والفقه، ومن يرغب في تعلم الدين الإسلامي، حيث كان الشيخ بن رجب، من نوابغ العصر الذين حرصوا كل الحرص على تعلم الشريعة الإسلامية وحفظ كتاب الله، كما نبغ في ذلك وكان مهتم بشكل كبير بالتعرف على السنة النبوية الشريفة
قال عنه أبو المحاسن الدمشقي، الإمام الحافظ الحجة والفقيه العمدة أحمد العلماء، وفال الأسيوطي عنه هو الإمام الحافظ المحدث الفقيه الواعظ، كما قال عنه ابن حجر، رافق شيخنا زين الدين العراقي في السماع كثيراً، ومهر في فنون الحديث أسماء ورجالاً وعللاً وطرقاً واطلاعا على معانيه. نشأة ابن رجب الحنبلي
ولد بن رجب في بغداد عام 736، لأسرة تهتم بالعلم والعلوم، فكان والده يهدف بشكل أساسي لتعليم وتفقيه أبنائه كل العلوم الدينية والفقه، ولاسيما أن والده كان يتمنى أن يحفظ ولده القرآن الكريم والسنة النبوية، لذا لم يلبس ببغداد كثيرًا حتى أنتقل مع أسرته إلى الشام، عام 744 هجرياً، وهناك تعلم القرآن الكريم، ودرس الفقه، وتتلمذ على يد الإمام النووي، والإمام النقيب، حتى حصل حينها على الإجازة في القرآن الكريم.
ولما انتقل إلى مصر قرأ عن صدر الدين أبي الفتح الميدومي وجماعة من أصدقاء ابن البخاري وجماعة أخرى كانت معروفة برواية الآثار. ونقل عن الكثير منهم محمد بن الخباز وإبراهيم بن داود العطار، ومحمد بن القلانسي أبي الحرم، وقال عنه ابن حجي: "اجتهد في الحديث وصار أعلم أهل زمانه وعصره بالأسباب والعلل". كما أنه اتبع المذهب الحنبلي وكان عالمًا وشيخًا وقدوة وعُرف بالزهد والتطلع والرقي والتقدم. نشأة وحياة ابن رجب الحنبلي
نشأ وعاش ابن رجب الحنبلي بين أسرة تهتم بالعلم والعلماء ولديها من العلم ما يكفي لتعلم أبنائهم كل ما يخص الفقه والعلوم الدينية مما أدى إلى تأثره بالأسرة التي يعيش فيها حيث إنه أصبح لديه موهبة وقادر على تنميتها، فاشتهرت أسرته بالعلم. من أهم الشخصيات التي عرفت بالعلم في أسرته
جده أبو أحمد رجب بن الحسن بن محمد بن أبي البركات مسعود البغدادي:
وكان لديه اسم حقيقي واسم مستعار يناديه ويلقبه به الناس، وكان اسمه الحقيقي عبد الرحمن ولكنه كان يلقب برجب نسبة لشهر رجب الذي وُلد فيه وكان عالمًا كبيرًا مشهورًا ومعروفًا. كان يقيم حلقة علمية يأتي إليها طلاب العلم من كل مكان، وكان يقيم حلقة ذكر ويجلس حوله التلامذة لكي يستفيدوا من علمه.
روائع التفسير الجامع لتفسير الإمام ابن رجب الحنبلي - المكتبة الوقفية للكتب المصورة Pdf
وزاد فيه: أنَّه قال: وكلاهُما بحمدِ اللَّهِ لنا عيدٌ. وخرَّج الترمذيُ، عن ابنِ عباسٍ، أنَّه قرأ هذه الآيةَ، وعندَه يهوديّ. فقال: لو أُنزلتْ هذه الآية ُ علينَا لاتخذنا يومَها عيدًا، فقال ابنُ عباسٍ: فإنَّها. صفحة: 389
ذلك، ويتوصل بهذه الخديعة إلى غرضه، ويفرح بمكره وخداعه، وحمد الناس له على ما أظهره، ويتوصل به إلى غرضه السيء الذي أبطنه، وهذا قد حكاه الله في القرآن عن المنافقين واليهود، فحكى عن المنافقين أنهم {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (١٠٧)} (١). وأنزل في اليهود {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (١٨٨)} (٢). وهذه الآية نزلت في اليهود، سألهم النبي - صلى الله عليه وسلم - عن شيء فكتموه وأخبروه بغيره، فخرجوا وقد أروه أن قد أخبروه بما سألهم عنه، واستحمدوا بذلك، وفرحوا بما أتوا من كتمانهم، وما سئلوا عنه قال ذلك ابن عباس، وحديثه مخرج في الصحيحين (٣). وفيهما أيضًا عن أبي سعيد: أنها نزلت في رجال من المنافقين كانوا إذا خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الغزو تخلفوا عنه، وفرحوا بمقعدهم خلافه، فإذا قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الغزو، اعتذروا إليه وحلفوا، وأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا (٤).
فالأعمال جعلها الله سببا لدخول الجنة ومادة لنعيمها وأصلا لسعادتها. تفسير القرطبي
" كلوا واشربوا " أي يقال لهم ذلك. " هنيئا " لا تكدير فيه ولا تنغيص. " بما أسلفتم " قدمتم من الأعمال الصالحة. " في الأيام الخالية " أي في الدنيا. وقال: كلوا بعد قوله: فهو في عيشة راضية لقوله: " فأما من أوتي " و " من " يتضمن معنى الجمع. وذكر الضحاك أن هذه الآية نزلت في أبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد المخزومي; وقاله مقاتل. والآية التي تليها في أخيه الأسود بن عبد الأسد; في قول ابن عباس والضحاك أيضا; قاله الثعلبي. ويكون هذا الرجل وأخوه سبب نزول هذه الآيات. ويعم المعنى جميع أهل الشقاوة وأهل السعادة; يدل عليه قوله تعالى: " كلوا واشربوا ". تفسير آية كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ. وقد قيل: إن المراد بذلك كل من كان متبوعا في الخير والشر. فإذا كان الرجل رأسا في الخير ، يدعو إليه ويأمر به ويكثر تبعه عليه ، دعي باسمه واسم أبيه ، فيتقدم حتى إذا دنا أخرج له كتاب أبيض بخط أبيض ، في باطنه السيئات وفي ظاهره الحسنات فيبدأ بالسيئات فيقرأها فيشفق ويصفر وجهه ويتغير لونه ، فإذا بلغ آخر الكتاب وجد فيه " هذه سيئاتك وقد غفرت لك " فيفرح عند ذلك فرحا شديدا ، ثم يقلب كتابه فيقرأ حسناته فلا يزداد إلا فرحا; حتى إذا بلغ آخر الكتاب وجد فيه " هذه حسناتك قد ضوعفت لك " فيبيض وجهه ويؤتى بتاج فيوضع على رأسه ، ويكسى حلتين ، ويحلى كل مفصل منه ويطول ستين ذراعا وهي قامة آدم عليه السلام; ويقال له: انطلق إلى أصحابك فأخبرهم وبشرهم أن لكل إنسان منهم مثل هذا.
تفسير آية كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قال الله: (كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأيَّامِ الْخَالِيَةِ) إن أيامكم هذه أيام خالية: هي أيام فانية، تؤدي إلى أيام باقية، فاعملوا في هذه الأيام، وقدّموا فيها خيرًا إن استطعتم، ولا قوّة إلا بالله. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قوله: (بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأيَّامِ الْخَالِيَةِ) قال: أيام الدنيا بما عملوا فيها.
لذلك قلنا في آية الرحمن: { وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} [الحمن: 46] فكيف نجمع بينهما؟ قالوا: جنتان، لأن الحديث هنا عن الإنس والجن الثقلان { سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ ٱلثَّقَلاَنِ} [الرحمن: 31]. فالمراد: مَنْ خاف مقام ربه من الجن له جنة، ومن خاف مقام ربه من الإنس له جنة. وحرف الجر { فِي جَنَّاتٍ... } [الطور: 17] يعني: أن الجنات ظرف والمتقين مظروف، الجنة محيطة بالمتقي، ثم قال: { وَنَعِيمٍ} [الطور: 17] لأن مَنْ في الجنة ليس بالضرورة أنْ يكون في نعيم. كما نرى مثلاً الباشا يجلس في حديقة منزله، وفيها الأشجار والزهور والثمار، وعنده العامل يقصف الأشجار يُقلِّمها ويرويها، فالحديقة نعيم فقط لصحابها، لكنها لستْ نعيماً لمَنْ يعمل فيها. أما هؤلاء المتقون فهم في جنات وفي نعيم، فهم يتنعَّمون فيها، لذلك أكّد الحق سبحانه هذا المعنى، فقال بعدها: { فَاكِهِينَ بِمَآ آتَاهُمْ رَبُّهُمْ... } [الطور: 18] أي: فاكهين بما هم فيه من النعيم، وفاكهين يعني: فرحين. هذه إضافة أخرى لأن الإنسان قد يكون في جنة وفي نعيم لكنه غير فرح بما هو فيه. وهذه المسألة رأيناها مثلاً في مصر بعد الثورة، حيث رأينا الباشا فلان عنده الحدائق والبساتين وفيها ألوان الفاكهة والثمار ويأكل منها، لكنه غير فرح بها ويُنغِّصها عليه خوفُ التأميم، لأنهم كانوا يأخذون الأرض منهم ويُؤممونها للدولة، فهو في جنة، وفي نعيم، لكنه غير فاكه بها.