يَحدث أن يدخل الإنسان في الصلاة فيجدَ نفسه بعد فترة من الوقت ساهيا لا يذكر هل أدى بعض أركان الصلاة وواجباتها أم فوَّتها. والواقع أن السهو في الصلاة أمر طبيعي وعادي لا يسلم منه أحد بما في ذلك النبي صلى الله عليه وسلم الذي ورد عنه أنه سها في صلاته. ونستعرض فيما يلي باقة من أقوال وآراء أهل العلم في حكم السهو أثناء الصلاة وكيفية تَدارُكه. يقال في سجود السهو مثل ما يقال في سجود الصلاة. للإجابة عن هذا السؤال يقوم فضيلة الشيخ محمد صالح العثيمين رحمه الله في المجلد الرابع عشر من "مجموع الفتاوى والرسائل" بشرح وتفصيل نتائج السهو في الصلاة ويلخصها في ثلاث نقط رئيسية هي الزيادة، أو النقص، أو الشك في عدد الركعات والسجدات وغيرها، وكلها أمور لا تبطل الصلاة -حسب فضيلته - لأن سببها خارج إرادة المسلم ولا تَعمُّدَ فيه. ويضيف -رحمه الله تعالى- أن السهو في الصلاة يوجب على المصلي القيام بسجود السهو قبل الجلوس للسلام إذا ترك واجباً من الواجبات أو إذا شك في عدد الركعات ولم يترجح عنده أحد الطرفين. ويكون بعد السلام في ما إذا زاد في صلاته أو شك وترجح عنده أحد الطرفين. وفي الفتوى المنشورة على موقعه الالكتروني، يرى فضيلة الشيخ عبد العزيز ابن باز -رحمه الله- أن السهو في الصلاة ظاهرة طبيعية لم يسلم منها حتى الأنبياء مشيرا إلى أنها لا تبطل الصلاة.
يقال في سجود السهو مثل ما يقال في سجود الصلاة
20- تقصير الجلسة الوسطى. 21- تقديم اليدين قبل الركبتين في الهوي إلى السجود، وتأخيرهما عن ركبتيه في قيامه. 22- الأذكار المأثورة دبر الصلوات. وقد نظم ابن عاشر رحمه الله المندوبات بقوله:
مندوبها تيامن مع السلام
تأمين من صلى عدا جهر الإمام
وقول: ربنا لك الحمد عدا
من أم، والقنوت في الصبح بدا
رداً وتسبيح السجود والركوع
سدل يد تكبيره مع الشروع
وبعد أن يقوم من وسطاه
وعقده الثلاث من يمناه
لدى التشهد وبسط ما خلاه
تحريك سبابتها حين تلاه
والبطن من فخذ رجال يبعدون
ومرفقا من ركبة إذ يسجدون
وصفة الجلوس تمكين اليد
من ركبتيه في الركوع وزد
نصبهما قراءة المأموم في
سرية وضع اليدين فاقتفي
لدى السجود حذو أذن وكذا
رفع اليدين عند الاحرام خذا
تطويله صبحًا وظهرًا سورتين
توسط العشا وقصر الباقيين
كالسورة الأخرى كذا الوسطى استحب
سبق يد وضعا وفي الرفع الركب. وأما بخصوص ما يترتب على ترك شيء من هذه المذكورات، فنقول:
من ترك واجبًا من صلاته -مثل الركوع، أو الرفع منه، أو السجود- عمدًا؛ بطلت صلاته. ماهو علاج السهو والسرحان أثناء الصلاة؟ - اليوم السابع. وإن تركه سهوًا؛ تداركه، ما لم يفت محل تداركه. فإن فات محله؛ ألغى الركعة، وقضاها، إن كان ذلك بقرب. وإن نقص سنة مؤكدة، كجلسة الوسطى، أو تكبيرتين فأكثر عمدًا؛ فلا سجود عليه.
سجدة السهو في الصلاة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن واجبات الصلاة في المذهب المالكي، وتسمّى فرائض، وأركانًا أيضًا، هي ما يلي:
1- النية (أي: نية الصلاة المعينة). 2- تكبيرة الإحرام. 3- القيام لها في الفرض. 4- الفاتحة على الإمام، والفذ. 5- القيام لها. 6- الركوع. 7- الرفع منه. 8- السجود على الجبهة. 9- الجلوس بين السجدتين. 10- السلام. 11- الجلوس للسلام. 12- الاعتدال. 13- الطمأنينة. 14- ترتيب الفرائض. 15- متابعة المأموم لإمامه في الإحرام، والسلام. علاج السهو والسرحان في الصلاة - إسلام ويب - مركز الفتوى. 16- نية الاقتداء على المأموم مطلقًا، وعلى الإمام في أربع مسائل: في صلاة الخوف على هيئتها المعروفة، وفي الجمع، وفي الجمعة، وفي الاستخلاف. قال صاحب المرشد المعين ناظمًا هذه الفرائض:
فَرائِضُ الصَّلاَةِ سِتَّ عشَرَهْ
شُرُوطُها أَرْبَعَةٌ مُفْتَقِرهْ
تكبيرة الإحْرامِ والْقِيام
لَها وَنِيَّةٌ بِها تُرام
فاتِحَةٌ مَعَ الْقيام والرُّكُوعْ
والرَّفْعُ منه والسُّجُودُ بالخُضُوعْ
والرَّفْعُ مِنْهُ والسَّلاَمُ والْجُلُوسْ
لَهُ وتَرْتِيبُ أَدَاءٍ في الأُسُوسْ
والاِعْتِدالُ مُطْمَئِنا بالتِزامْ
تَبَع مَامُومٌ بإِحْرَامٍ سَلاَم
نِيَّتُهُ افْتِدا كَذا الإمامُ في
خَوْفٍ وَجَمْعٍ جُمعَةٍ مُسْتَخْلَفٍ.
بَاب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى [البقرة: 125]
395 - حَدَّثَنَا الحُمَيْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: سَأَلْنَا ابْنَ عُمَرَ رضي الله تعالى عنهما...
بَاب مَا جَاءَ فِي القِبْلَةِ، ومَنْ لا يَرَى الإِعَادَةَ عَلَى مَنْ سَهَا، فَصَلَّى إِلَى غَيْرِ القِبْلَةِ
«وقَدْ سَلَّمَ النَّبِيُّ ﷺ فِي رَكْعَتَيِ الظُّهْرِ، وأَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ بِوَجْهِهِ ثُمَّ أَتَمَّ مَا بَقِيَ». 402 -...
الجواب:
هذا الشك بعدما سلم، وإلا شك قبل. السؤال: يقول: ما فهمت نفسي إلا وأنا مسلم مع الإمام، لكن ما أدري هل قرأت التشهد، أم لا؟
الجواب: شكه بعد السلام يعني. سجدة السهو في الصلاة. السؤال: يقول: ما شعرت بنفسي إلا وأنا أسلم مع الإمام؟
الجواب: إذا شك بعد السلام...
هذا غلط، إذا قام الإنسان إلى الخامسة في الظهر، أو في العصر، أو في العشاء، ثم نُبه على أنها زائدة، ثم رجع، فإنه يلزمه أن يسجد للسهو قبل أن يسلم؛ لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- كان إذا زاد على الصلاة، أو نقص؛ سجد سجدتين.
2 ـ وفي الإخبار بأنه ما من خير نفعله إلا وهو يعلمه سبحانه وتعالى، دلالة واضحة على أن هذا متضمن الإثابة على هذا، والحض عليه، وإلا فإنه سبحانه وتعالى يعلم الخير والشر، ونظير هذه القاعدة قوله سبحانه وتعالى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ} [البقرة: 270]. 3 ـ وفي قوله تعالى: {من خير} في سياق هذه الجملة الشرطية: {وما تفعلوا} دليل على شمول الآية لكل خير قليلاً كان أو كثيراً. 4 ـ ثم ختمت الآية بأمرين مهمين، تضمنهما قوله سبحانه وتعالى: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} ، ففي قوله تعالى: {وتزودوا} أي اتخذوا زاداً لغذاء أجسامكم، وغذاء قلوبكم -وهذا أفضل النوعين - لقوله تعالى: {فإن خير الزاد التقوى} ، فلما رغب سبحانه وتعالى في التقوى، أمر بها طلباً لخيرها فقال تعالى: {واتقون يا أولي الألباب} ، وإنما خوطب أصحاب العقول بهذا الخطاب ـ وهم أولوا الألباب ـ لأنهم هم الذين يدركون فائدة التقوى، وثمرتها؛ أما السفهاء فلا يدركونها" (3).
وما تفعلوا من خير يعلمه الله الدكتور حسن الحسيني #خلاصة_التفسير - Youtube
ثانياً: ومن المعاني التي تربيها هذه القاعدة: {وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ} في نفوس أهلها: راحة النفس، واطمئنان القلب، ذلك أن المحسن إلى الخلق، المخلص في ذلك لا ينتظر التقدير والثناء من الخلق، بل يجد سهولةً في الصبر على نكران بعض الناس للجميل الذي أسداه، أو المعروف الذي صنعه! فإنه إذا يفعل الخير ويوقن بأن ربّه يعلمه علماً يثيب عليه، هان عليه ما يجده من جحود ونكران، فضلاً عن التقصير في حقه، ولسان حاله ـ كما أخبر الله عن أهل الجنة ـ: {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا} [الإنسان: 9]. وما تفعلوا من خير يعلمه الله. أعرف رجلاً مفضالاً، له شفاعات ووجاهات لنفع الخلق، وابتلي بأناس نسوا جميله، وتنكروا لمعروفه، بل شعر أن بعضهم طعنه من الخلف، أو قلب له ظهر المجن! فذكرتُ له هذا المعنى ـ الذي ندندن حوله ههنا ـ فاستراح كثيراً.
وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ &Laquo; البتار
ومن الناس: من يحسن إلى غيره ليمن عليه، أو يرد الإحسان له بطاعته إليه، وتعظيمه أو نفع آخر، وقد يمن عليه، فيقول: أنا فعلت بك كذا، فهذا لم يعبد الله ولم يستعنه، ولا عمل لله ولا عمل بالله، فهو المرائي، وقد أبطل الله صدقة المنان وصدقة المرائي... الخ"(6). والمقصود ـ أيها القراء الكرام ـ أن من فهم ما ترشد إليه هذه القاعدة القرآنية المحكمة: { وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ} أقدم على فعل الخير، وسهل عليه الصبر على تقصير الخلق وجفائهم؛ لأنه لا يرجو سوى الله، نسأل الله تعالى بمنّه وكرمه أن يرزقنا فعل الخيرات، والإخلاص لله تعالى في كل ما نأتي ونذر، والحمد لله رب العالمين. ________________ (1) تفسير السعدي (91). (2) تفسير ابن كثير (1/197). (3) ينظر: تفسير القرآن للعثيمين: (2/415). (4) بدائع الفوائد 3/847 (ط. عالم الفوائد). اعراب سورة البقرة الأية 197. (5) مجموع الفتاوى (1/31). (6) مجموع الفتاوى (14/329).
"وما تفعلوا من خير يعلمه الله" - عالم حواء
في حياتنا.. واردٌ للمرء أن.. يُحسن أو يُسيء
فيُخال إليهِ في بعض الأحيان؛ أن الخير الذي يفعله تجاه أحدهم، غير ملحوظٍ ومقدر! أو غير منتظر منه أصلاً وغير متبادل! بل وقد يصل الأمر إلى حافةٍ تشعره أن كل ما فعله لــــم يكُـــــــــن!! (المزيد…)
Read Full Post »
اعراب سورة البقرة الأية 197
د. عمر بن عبد الله المقبل الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبدالله، وعلى وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد: فهذا لقاء يتجدد بكم ومعكم في حلقة من حلقات هذه السلسلة: قواعد قرآنية، نقلب فيها شيئاً من معاني قاعدة قرآنية محكمة، وثيقة الصلة بقضية مهمة في باب الصلة مع الله، ومع عباده، تلكم هي القاعدة التي دل عليها قوله سبحانه وتعالى: { وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ}[البقرة: 197]. وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ « البتار. وهذه القاعدة القرآنية المحكمة، جاء ذكرها ضمن سياق آيات الحج، قال تعالى: { الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} [البقرة: 197]. ويحسن قبل الشروع في مذاكرة هذه القاعدة، أن نوضح معنى الآية التي تضمنتها هذه القاعدة بإيجاز، فيقال: 1 ـ لما تقرر فرض فالحج، وذكرت بعض قبل هذه الآية ـ فيما يخص الإتمام والإحصار ـ بدأ الحديث عن جملة من الآداب والأحكام، ومنها: النهي عن الرفث "وهو الجماع ومقدماته الفعلية والقولية، خصوصا عند النساء بحضرتهن، والفسوق وهو: جميع المعاصي، ومنها محظورات الإحرام، والجدال وهو: المماراة والمنازعة والمخاصمة، لكونها تثير الشر، وتوقع العداوة"(1) فـ"لما نهاهم عن إتيان القبيح قولا وفعلا، حثهم على فعل الجميل وأخبرهم أنه عالم به، وسيجزيهم عليه أوفر الجزاء يوم القيامة"(2).
ومن الناس: من يحسن إلى غيره ليمن عليه، أو يرد الإحسان له بطاعته إليه، وتعظيمه أو نفع آخر، وقد يمن عليه، فيقول: أنا فعلت بك كذا، فهذا لم يعبد الله ولم يستعنه، ولا عمل لله ولا عمل بالله، فهو المرائي، وقد أبطل الله صدقة المنان وصدقة المرائي... الخ"(6). والمقصود ـ أيها القراء الكرام ـ أن من فهم ما ترشد إليه هذه القاعدة القرآنية المحكمة: {وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ} أقدم على فعل الخير، وسهل عليه الصبر على تقصير الخلق وجفائهم؛ لأنه لا يرجو سوى الله، نسأل الله تعالى بمنّه وكرمه أن يرزقنا فعل الخيرات، والإخلاص لله تعالى في كل ما نأتي ونذر، والحمد لله رب العالمين. ________________
(1) تفسير السعدي (91). (2) تفسير ابن كثير (1/197). (3) ينظر: تفسير القرآن للعثيمين: (2/415). (4) بدائع الفوائد 3/847 (ط. عالم الفوائد). (5) مجموع الفتاوى (1/31). (6) مجموع الفتاوى (14/329).