وقال الحسن: إن الجن كانوا في الأرض يفسدون ويسفكون الدماء، ولكن جعل اللّه في قلوبهم الضمير في قلوبهم يعود على الملائكة لا على الجن فتنبه أن ذلك سيكون، فقالوا بالقول الذي علمهم. واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة. وقال قتادة في قوله {أتجعل فيها من يفسد فيها}: كان اللّه أعلمهم أنه إذا كان في الأرض خلق أفسدوا فيها وسفكوا الدماء، فذلك حين قالوا: {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء}؟. قال ابن جرير: وقال بعضهم إنما قالت الملائكة ما قالت {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء} لأن اللّه أذن لهم في السؤال عن ذلك بعد ما أخبرهم أن ذلك كائن من بني آدم، فسألته الملائكة فقالت على التعجب منها: وكيف يعصونك يا رب وأنت خالقهم؟ فأجابهم ربهم {إني أعلم ما لا تعلمون}، يعني أن ذلك كائن منهم، وإن لم تعلموه أنتم ومن بعض ما ترونه لي طائعاً، قال، وقال بعضهم ذلك من الملائكة على وجه الاسترشاد عما لم يعلموا من ذلك، فكأنهم قالوا: يا رب خبرنا - مسألة استخبار منهم لا على وجه الإنكار - واختاره ابن جرير. وقوله تعالى: {ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك}، قال قتادة: التسبيح والتقديس الصلاة، وقال السدي عن ابن عباس {ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك}: نصلي لك. وقال مجاهد {ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك}، قال نعظمك ونكبرك.
ولكن لحرص هذا الإنسان وحبه للماديات والحياة أصبحت الأرض محطة صراعات أدت إلى الفساد وسفك الدماء.
اول ما اكل ادم عندما هبط الى الارض ، بعد أن أنزله الخالق وزوجته حواء من الجنة لأنهما خالفا أمر ربهما وأكلا من الشجرة التي حرمها الله عليهما، فقد ذكرت قصة سيدنا آدم في سورة البقرة كأول قصة ورد ذكرها والنبي آدم هو أول الأنبياء والأب لجميع الخلق على سطح الأرض، ومن خلال السطور التالية عبر موقع محتويات سيتم التعرف إلى الشجرة التي أكل من ثمارها سيدنا آدم عليه السلام بعد نزوله للأرض. اول ما اكل ادم عندما هبط الى الارض
اول ما اكل ادم عندما هبط الى الأرض هو ثمار شجرة النبق، وشجرة النبق من الأشجار التي تعطي ثمارها في فصل الربيع، وهي من الأشجار المرتفعة التي قد يصل ارتفاعها إلى سبعة أمتار، وهي من الثمار المكونة من لحاء خارجي يكون لونه مختلف عن لون الثمرة الداخلية، وهي من الأشجار التي أنبتها الخالق لآدم عليه السلام وزوجته لتناولا منها ليتمكنا من الاستمرار في الحياة على الأرض.
{ الخليفة}: من يخلف غيره ، والمراد به هنا آدم عليه السلام. { يفسد فيها}: الافساد فى الأرض يكون بالكفر وارتكاب المعاصى. { يسفك}: يسيل الدماء بالقَتْلِ وَالجَرْحِ. { نسبح بحمدك}: نقول سبحان الله وبحمده. والتسبيح: التنزيه عما لا يليق بالله تعالى. { ونقدس لك}: فننزهك عما لا يليق بك. والتقديس: التطهير والبعد عما لا ينبغى. واللام فى لك زائدة لتقوية المعنى إذ فعل قدس يتعدى بنفسه يقال قدّسَه. { آدم}: نبىّ الله أبو البشر عليه السلام. { الأسماء}: أسماء الأجناس كلها كالماء والنبات والحيوان والانسان. { عرضهم}: عرض المسميات أمامهم ، ولما كان بينهم العقلاء غلب جانبهم ، وإلا لقال عرضها
{ أنبئونى}: أخبرونى. { هؤلاء}: المعروضين عليهم من سائر المخلوقات. { سبحانك}: تنزيها لك وتقديساً. { غيب السموات}: ما غاب عن الأنظار فى السموات والأرض. { تبدون}: تظهرون من قولهم { أتجعل فيها من يُفسد فيها} الآية. { تكتمون}: تبطنون وتخفون يريد ما أضمره إبليس من مخالفة أمر الله تعالى وعدم طاعته. { الحكيم}: الحكيم الذى يضع كل شىء فى موضعه ، ولا يفعل ولا يترك الا لحكمه. التفسير:
يأمر تعالى رسوله أن يذكر قوله للملائكة انى جاعل فى الأرض خليفة يخلفه فى إجراء أحكامه فى الأرض ، وان الملائكة تساءلت متخوفة من أن يكون هذا الخليفة ممن يسفك الدماء ويفسد فى الأرض بالكفر والمعاصى قياساً على خلق من الجن حصل
منهم ما تخوفوه.
بقلم: أ. د عوض بن خزيم آل مارد الأسمري
عندما تنظر إلى الأرض من مكان بعيد في هذا الكون، فإنك تجدها نقطة صغيرة جدًّا مقارنة مع كواكب ونجوم ومجرات أخرى، عندها تدرك أنها صغيرة الحجم جدًّا ولا تتحمل هذه الصراعات الكبيرة التي تحصل فيما بين سكانها. لكنها في حقيقة الأمر كوكب خصب وأرض طيبة للتعاون والتصالح وعمل الخير. ولهذا أرسل الله أطيب وأشرف وأحب خلقه من ذرية آدم عليه السلام إلى سكان الأرض لتوجيههم وتقويمهم وتبليغهم رسالتهم الحقيقية التي خُلُقوا من أجلها. خلق الله أبانا آدم وأعطاه عقلًا عظيمًا، وجعله خليفة في الأرض وكلفه بحمايتها والاهتمام والإشراف على خيراتها ومقدراتها. يقول الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: آية 30]. شاء الله سبحانه وتعالى أن تكون الأرض وما فيها من كنوز ونعم وخيرات وإمكانات تحت تصرف هذا الإنسان. بل جعل كل الموجودات تحت تصرفه لرجاحة عقله وكفاءة إدراكه.
وقال ابن جرير: التقديس هو التعظيم والتطهير. ومنه قولهم: سبوح قدوس، يعني بقولهم سبوح تنزيه له، وبقولهم قدوس طهارة وتعظيم له، وكذلك قيل للأرض: أرض مقدسة، يعني بذلك المطهرة فمعنى قوله الملائكة إذا {ونحن نسبح بحمدك}: ننزهك ونبرئك مما يضيفه إليك أهل الشرك بك، {ونقدس لك} ننسبك إلى ما هو من صفاتك من الطهارة من الأدناس وما أضاف إليك أهل الكفر بك. عن أبي ذر رضي اللّه عنه أن رسول اللّه صلى اللَه عليه وسلم سئل أي الكلام أفضل؟ قال: (ما اصطفى اللّه لملائكته: سبحان اللّه وبحمده) ""رواه مسلم عن أبي ذر الغفاري"" وروي أن رسول اللّه صلى اللَه عليه وسلم ليلة أسري به سمع تسبيحاً في السماوات العلا (سبحان العلي الأعلى سبحانه وتعالى) ""رواه البهيقي عن عبد الرحمن بن قرط""{قال إني أعلم ما لا تعلمون} قال قتادة: فكان في علم اللّه أنه سيكون في تلك الخليقة أنبياء ورسل وقوم صالحون وساكنو الجنة. وقد استدل القرطبي وغيره بهذه الآية على وجوب نصب الخليقة، ليفصل بين الناس فيما اختلفوا فيه، ويقطع تنازعهم وينتصر لمظلومهم من ظالمهم، ويقيم الحدود، ويزجر عن تعاطي الفواحش إلى غير ذلك من الأمور المهمة التي لا تمكن إقامتها إلا بالإمام، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
[3]
وفي الختام تم التعرف إلى اول ما اكل ادم عندما هبط الى الأرض، وقد تبين أن النبي آدم أكل من شجرة النبق بعد نزوله إلى الأرض بعد أن أغواها الشيطان وزوجته لعصيان الخالق، كما تم ذكر الآيات الكريمة التي تتكلم عن خلق آدم عليه السلام. المراجع
^
عن أوس بن أوس ، الصفحة أو الرقم:1373، صحيح, رواه الألباني ، في صحيح النسائي
سورة البقرة, الآية 30
^, قصة آدم عليه السلام في القرآن, 19/4/2022
وكانت نتيجة هذه الهدنة التي مدتها ثلاث سنوات هو احتفاظ المسلمين ببيت المقدس، كما أعطت هذه الهدنة الفرصة للجيوش الإسلامية المرابطة في الشام أن تلتقط أنفاسها من عناء ومشقة الحرب. وبهذه الهدنة عادت الحياة الطبيعية لبلاد الشام وبدأ عهد جديد من العلاقات السلمية بين المسلمين والصليبين في ذلك الزمن، ودبت الحياة الاقتصادية بين المسلمين في بلاد الشام والصليبين الذين في عكة وبدأت القوافل التجارية تنتقل بين الجانبين بكل يسر وسهولة ودون خوفًا من هجوم العساكر عليهم. (4) الحملة الصليبية الخامسة 614-618هـ/1217-1221م كانت الهدنة التي وقعها السلطان صلاح الدين الأيوبي مع الملك ريتشارد قلب الأسد في صلح الرملة سنة 588هـ/1192م قد انتهت مدتها، ثم توالى عقد الهدن بين الأيوبيين والصليبيين حتى قدوم الحملة الصليبية الخامسة سنة 614هـ/1217م. الحملة الصليبية الثانية - شعلة.com. أما الحملة الصليبية الرابعة فلم يكتب لها النجاح للوصول إلى البلاد الإسلامية، وقد ارتبطت الحملة الصليبية الرابعة بالبابا أنوست الثالث (1198-1216م)، وتم توجيهها إلى مدينة القسطنطينية، حيث كان هدفها توحيد الكنائس الشرقية مع كنيسة روما، وبالفعل تمكن الصليبيون من غزو القسطنطينية ودخولها سنة 599هـ/1203م والإطاحة بإمبراطورها الكسيوس الثالث، وكان العالم الإسلامي يتابع هذه الحملة بقلق وخوف شديد وخصوصا المسلمين الذين في بلاد الشام ومصر، ويخشون تقدم الصليبيين إلى أراضيهم، إلا أن الله وقاهم شرهم.
كلية الآداب والعلوم الإنسانية | المواد | الحروب الصليبية
وفي عام 612هـ/1215م استنجد الصليبيون الذين بعكا بالبابا (أنوست الثالث) وطلبوا منه المساعدة ضد الأيوبيين في الشام، وخصوصا عندما انتهى الملك المعظم من بناء قلعة الطور، حيث أصبحت هذه القلعة تهدد كيانهم في عكا، فاستجاب البابا لهم، ودعا إلى حملة صليبية تكون وجهتها إلى مصر. وفي سنة 614هـ/1217م وصلت طلائع الحملة الصليبية الخامسة إلى عكة برئاسة ملك المجر أندرو الثاني (601-632هـ/1205-1235م)، ولما علم الملك العادل الأيوبي الذي اُشتهر عنه حبه للموادعة والمهادنة مع الصليبيين بوصول الحملة الصليبية بدأ يعد العدة لمواجهتهم عسكرياً. كان هدف الحملة الصليبية الخامسة مهاجمة مصر، ولذلك اتجهت الحملة الصليبية في شهر ربيع الأول من سنة 615هـ/مايو 1218م إلى مصر ونزلوا قبالة دمياط، ثم حاولوا العبور إلى الجانب الشرقي للاستيلاء على برج السلسلة، وفي خضم هذه الأحداث العسكرية توفي الملك العادل الأيوبي في شهر جمادى الآخرة من سنة 615هـ/أغسطس 1218م. كلية الآداب والعلوم الإنسانية | المواد | الحروب الصليبية. وبعد وفاته اقتسم أبناؤه الثلاثة مملكته، فكان نصيب الملك الكامل محمد (مصر)، والملك المعظم عيسى (دمشق والقدس والأردن)، والملك الأشرف موسى (الرها وحران وخلاط). وكان الملك الكامل هو كبير البيت الأيوبي، وهو الذي وقع عليه العبء الثقيل في مواجهة الحملة الصليبية ومقاومتها، فسار بجيشه إلى العادلية وعسكر بها، وأصبح يفصل بينه وبين الصليبيين نهر النيل.
الحملة الصليبية الثانية - شعلة.Com
عوامل دفعت نور الدين زنكي للتركيز على الاستيلاء على مصر:
خوفا من سقوطها في يد الصليبيين. الخلاف المذهبي مع الفاطميين مما سبب الفرقة بين المسلمين. تحيز السلاجقة وبالذات نور الدين زنكي للمذهب السني والخلافة العباسية. 1) /
العودة مرة ثانية للصراع على مصر: استنجد الخليفغة الفاطمي (العاضد) بنور الدين زنكي للخلاص من الوزير شاور فتدخل عموري وعادة الجولات السابقة بين النور الدين وعموري لكن عموري استطاع هذه المرة أن يحقق بعض النتائج:
دفع الفاطميين له جزية سنوية 100 ألف دينار. بقاء قوة صليبية تحمي أبواب القاهرة. تعيين مندوب (سحنه) للملك الصليبي لتدخل في شؤون مصر. البحث الصليي عن تحالف بيزنطي للاسيتلاء على مصر: تحالف عموري والإمبراطور البيزنطي في الهجوم على مصر لأن شاور تنكر لإلتزاماته المالية للصليبيين لكن الإمبراطور البيزنطي كان مشغولا ً في ترتيب أوضاع البلقان فطلب إمهاله بعض الوقت ولكن عموري هاجم مصر فاستنجد شاور بضغط من الرأي العام بنور الدين زنكي ففشل عموري في مهاجمته لمصر للمرة الرابعة وذلك بإتحاد المسلمين ضده وذلك عام 1169م 564 هـ. شيركوه وزيرا ً في مصر: فرح أهل مصر بمقدمه وخلع عليه الخليفة الفاطمي خلعة الوزارة وسماه بـ (المنصور) فشكى أهل مصر من شاور فتم قتله وولده الكامل وقد شارك الخليفة الفاطمي بالتخلص منه 564هـ 1169م ،بعدها توفي أسد الدين شيركوه بعد شهرين من دخوله القاهرة وخلفه في الوزارة أبن أخيه صلاح الدين الأيوبي.
تمكن الصليبيون من مهاجمة معسكر العادلية والاستيلاء على ما فيه من مؤن وسلاح ومتاع وذلك في جمادى الأولى من سنة 615هـ/يونيو 1218م، كما تمكنوا في الخامس من شهر شعبان سنة 616هـ/نوفمبر 1219م من الاستيلاء على دمياط ، حيث غدروا بأهلها وقتلوا وأسروا منهم أعدادا كثيرة. وكان سبب حدوث هذه الأحداث هو عدم استقرار الأمراء الأيوبيين سياسيا بعد وفاة والدهم الملك العادل، كذلك عدم تقديم المساعدة للملك الكامل من أخويه في الشام. ونظرا لتأزم الأمور أمام الكامل فإنه بدأ يعرض على الصليبيين الهدنة وبشروط مغرية جدا، حيث كان من ضمن العروض تسليمهم بيت المقدس، إلا أنهم رفضوا تلك العروض بسبب رغبتهم في احتلال مصر، وظنا منهم بأن الأيوبيين قد ضعفوا عسكريا وأنهم باستطاعتهم احتلال مصر. في سنة 618هـ/1221م بدأ الصليبيون يتجهزون لمهاجمة مصر فنزلوا قبالة جيش المسلمين المعسكر في المنصورة، ولما علم الكامل بتحركهم كاتب أخوته وبقية أمراء البيت الأيوبي في الشام يطلب المدد منهم ويحثهم على القدوم عليه بأسرع وقت لإنقاذ مصر.