قال ابن جرير: وإنما قيل: للهاوية أمه، لأنه لا مأوى له غيرها". وقال السيوطي في "الدر المنثور": "وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ} قال: جهنم، والسعير، ولظى، والحطمة، وسقر، والجحيم، والهاوية وهي أسفلها.. وأخرج ابن جرير و ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله: { لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ} قال: أولها جهنم، ثم لظى، ثم الحُطَمة، ثم السعير، ثم سقر، ثم الجحيم، ثم الهاوية.. وأخرج عبد الرزاق و ابن أبي حاتم عن الأعمش رضي الله عنه قال: أسماء أبواب جهنم: الحطمة والهاوية ولظى وسقر والجحيم والسعير وجهنم والنار هي جماع". وعن عُتبة بن عبد السلمي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( الجنَّةُ لها ثمانيةُ أبوابٍ، و النارُ لها سبعةُ أبواب) رواه أحمد وصححه الألباني. يدخل الايمان بالجنه والنار في الايمان بالله. قال ابن عبد البر في "الاستذكار": "وقد قيل إن للجنة ثمانية أبواب، وأبواب جهنم سبعة - أجارنا الله منها ـ، فأما أبواب جهنم ففي كتاب الله ما يكفي في ذلك المعنى قال الله عز وجل: { وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ * لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ}(الحجر:44:43). وأما أبواب الجنة فموجودة في السُنة مِنْ نقل الآحاد العدول الأئمة".
يدخل الايمان بالجنه والنار في الايمان بالقدر
ونعلم أن المؤمن يفتح له باب إلى الجنة فيأتيه من نعيمها، والكافر يفتح له باب إلى النار، فيأتيه من حرها وسمومها. يدخل الايمان بالجنه والنار في الايمان – الملف. إذاً هناك حكمة وفائدة من خلقهما الآن، فهذا من جهل المعتزلة وضلالهم، حيث إنهم عارضوا النصوص بأفهامهم وآرائهم الفاسدة. قوله رحمه الله: (الجنة في السماء السابعة وسقفها العرش) هذا جاء في الحديث، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس، فإنه وسط الجنة وأعلى الجنة وسقفها عرش الرحمن) ، والنار تحت الأرض السابعة السفلى، ويوم القيامة تبرز وتظهر، قال تعالى: {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى} [النازعات:36] ، أي في السماء السابعة التي تظهر للناس، وفي الحديث: (يُجاء يوم القيامة بجهنم لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها) ، وتسجر البحار وتكون جزءاً من جهنم، نسأل الله السلامة والعافية. فالجنة في السماء السابعة، وسقفها العرش، والنار تحت الأرض السابعة السفلى. وهما مخلوقتان دائمتان لا تفنيان ولا تبيدان، قد علم الله عدد أهل الجنة ومن يدخلها، وعدد أهل النار ومن يدخلها، فالله تعالى قدر المقادير، وخلق للجنة أهلاً، وبعمل أهل الجنة يعملون، وللنار أهلاً، وبعمل أهل النار يعملون، فقد كتب الله تعالى في اللوح المحفوظ كل ما يكون في هذا الكون من أرزاق العباد وآجالهم وأعمالهم وشقاوتهم وسعادتهم، والإنسان إذا خلقه الله ومضى عليه أربعة أشهر يأتي إليه الملك بأمر الله، فينفخ فيه الروح، ويقول: يا رب!
[الإيمان بالجنة والنار] قال المؤلف رحمه الله تعالى: [والإيمان بأن الجنة والنار حق، وأنهما مخلوقتان، الجنة في السماء السابعة، وسقفها العرش، والنار تحت الأرض السابعة السفلى، وهما مخلوقتان، قد علم الله تعالى عدد أهل الجنة ومن يدخلها، وعدد أهل النار ومن يدخلها، لا تفنيان أبداً، بقاؤهما مع بقاء الله تبارك وتعالى أبد الآبدين، ودهر الداهرين]. أي: يجب على المسلم الإيمان بالجنة والنار، فهما يدخلان ضمن الإيمان باليوم الآخر الذي هو أصل من أصول الإيمان، فمن أركان الإيمان: الإيمان باليوم الآخر وما يكون فيه من البعث، أي: أن الله يبعث الأجساد ويحاسب الخلائق، والإيمان بالميزان والصراط والجنة والنار، فمن أنكر وجود الجنة أو أنكر النار كفر؛ لأنه مكذب لله، قال تعالى: {وَبَشِّرِ لَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ) [البقرة:25]} [لقمان:8] ، وقال: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ} [فاطر:36] ، فمن أنكر الجنة أو النار فقد كذب الله، ومن كذب الله كفر. قوله: (وأنهما مخلوقتان) ، أي: مخلوقتان الآن، هذا هو قول أهل السنة والجماعة، أن الجنة والنار الآن مخلوقتان دائمتان لا تفنيان، وأنكر المعتزلة خلقهما الآن، فقالوا: الجنة والنار لم تخلقا بعد، ولكن سوف يخلقهما الله تعالى يوم القيامة، أما الآن فلا توجد جنة ولا نار.
ثلاثة حق على الله عونهم فالشيخ رحمه الله افترض بذكر هذا الحديث يعني مما اشتمل عليه من الندب إلى هذه الأمور الثلاثة والندب إلى الإنفاق فيها، فقوله حق على الله عونهم يشمل العون الشرعي والعون الكوني، والله أعلم، حسبك يا شيخ فهد.
أرشيف الإسلام - شرح وتخريج حديث ( ثلاثة حق على الله عونهم المكاتب الذي يريد الأداء ، ... ) من السنن الكبرى للنسائي
السؤال:
من استطاع الباءة، وله أسرة كبيرة: والداه، وثمانية أخوات، وثلاثة إخوان لم يتزوج أي منهم، وحالتهم وسط -والحمد لله- ويحتاجون له إن أراد الله لإحداهن الزواج، فهل ينتظرهن، أو يتزوج، كما أن الرسول ﷺ قال: "اطلبوا الغنى في النكاح"؟
الجواب:
لا، لا ينتظرهم، إذا تيسر أمره؛ يتزوج، ما عليه يتزوجـ ولو قبل أخيه الكبير، ولو قبل أخته الكبيرة، لا ينتظرهم، متى يسر الله الزواج؛ فليبادر بالزواج، وهذا يقوله الله في كتابه العظيم يقول الله سبحانه: وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ [النور:32]. السؤال: صحة الحديث؟
الجواب: ليس بحديث لا، هذا قوله -جل وعلا-: وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ [النور:32]. السؤال: أقول الحديث الذي ذكره يا شيخ: «اطلبوا الغنى في النكاح»؟
الجواب: أقول ما أعلم له أصلًا، لكن فيه معنى آخر، يقول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: ثلاثة حق على الله عونهم، وذكر منهم المتزوج يريد العفاف، يعان، يعينه الله، ويسهل الله أمره.
ثلاثة حق على الله عونهم - إسلام ويب - مركز الفتوى
ثلاثة حق على الله تعالى عونهم، فمن هم
مرحباً بكم أعزائنا الزوار على موقع مصباح المعرفه الموقع الرسمي في حل وإيجاد جميع الأسئلة العامه والثقافية في شتى المجالات،
الاجابة الصحيحة هي
الثلاثة الذين حق على الله تعالى عونهم هم
( المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف)
كل ماعليكم هو طرح السؤال وانتظار الاجابة الشافيه عبر مشرفي الموقع أو المستخدمين الآخرين ولكم جزيل الشكر.
ثلاثةٌ حقٌّ على الله عَوْنُهم
مكاتب يريد الأداء " يعني يريد أن يسدد دين الكتابة وهذا يعني من مصارف الزكاة، المكاتب يريد الأداء، المكاتب من مصارف الزكاة يعان، وهذا من العون الإلهي، من العون الإلهي أن المكاتب يعطى من الزكاة لقضاء دينه. "المكاتب يريد الأداء والمجاهد في سبيل الله" المكاتب يريد تحرير نفسه، يريد أن يصير حرًا يصير إنسانا مثل الناس، يتصرف ويبيع ويشتري ويتزوج، ويصير مثل الناس؛ الحرية كرامة، الحرية، لكن الرق حكم شرعي من ينكره فهو كافر، حكم معلوم من دين الإسلام بالضرورة، الرق هذا الذي ينكره الكفرة والجهلة، الرق وأحكام الرقيق منصوصة في القرآن: إلَّا عَلَى أزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أيْمَانُهُمْ إلى غير ذلك: وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أيْمَانُكُمْ. الثالث: ناكح يريد العفاف، متزوج يريد العفاف يريد بزواجه العفاف، يريد أن يعف نفسه عن الحرام، وهذا فيه التنبيه على حسن الإرادة في الزواج يعني لا يكون الهم مجرد يعني مجرد قضاء الوطر يعني قضاء الشهوة بس، إشباع الرغبة، يعني فيه صنف من الناس -وهم كثير- يتزوج من أجل أنه يبني البيت ويصير له أولاد ويصير مثل الناس، وما عنده يعني ما عنده يعني نظرة إلى قضية أنه يعف نفسه ويحصن نفسه ويحصن زوجته، لا ما عنده ما يفكر.
الدرر السنية
بسم الله الرحمن الرحيم الـحـمــد لله رب الـعـآلمـيـن والـصـلاة والـســلآم عـلـى سـيــد الأنـبـيــاء والـمـرسـلـيــن, سـيــدنــا مـحـمــد عـلـيــه أفـضــلُ الـصــلاةِ و أتـم الـتـسـلـيــم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "ثلاثةٌ حقٌّ على الله عَوْنُهم: المُكاتب يريد الأداء، والمتزوج يريد العَفاف، والمجاهد في سبيل الله" رواه أهل السنن إلا النسائي. وذلك: أن الله تعالى وعد المنفقين بالخلف العاجل، وأطلق النفقة. وهي تنصرف إلى النفقات التي يحبها الله؛ لأن وعده بالخلف من باب الثواب الذي لا يكون إلا على ما يحبه الله. وأما النفقات في الأمور التي لا يحبها الله: إما في المعاصي، وإما في الإسراف في المباحات: فالله لم يضمن الخلف لأهلها، بل لا تكون إلا مغرماً. وهذه الثلاثة المذكورة في هذا الحديث من أفضل الأمور التي يحبها الله. *فالجهاد في سبيل الله هو سنام الدين وذروته وأعلاه. وسواء كان جهاداً بالسلاح، أو جهاداً بالعلم والحجة. فالنفقة في هذا السبيل مخلوفة وسالكُ هذا السبيل معانٌ من الله، مُيَسَّرٌ له أمرُه. *وأما المكاتب: فالكتابة قد أمر الله بها في قوله تعالى: {فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا} أي: صلاحاً في تقويم دينهم ودنياهم.
تاريخ النشر: السبت 28 ربيع الأول 1423 هـ - 8-6-2002 م
التقييم:
رقم الفتوى: 17288
9764
0
326
السؤال
أنا عمري الآن ثلاثة وعشرون سنة وأحياناً أشعر برغبة جنسية شديدة وملحة تفقدني القدرة على التركيز في أي شىء فماذا أفعل علماً أنه أمامي ما لا يقل عن 10 سنوات حتى أتمكن من الزواج وبالطبع لا أقدر على إغضاب الله عز وجل ولكني أبغي الحلال فماذا أفعل
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فنهنئ السائل أولاً على حرصه على الخير وعلى إعفاف نفسه، وخوفه من غضب الله عز وجل. ومما لا شك فيه أن الله تعالى جعل بين الذكر والأنثى غريزة مرتكزة في النفوس، ومن هنا شرع الزواج لتستقر النفوس، وعلاجاً لداء القلق والاضطراب، قال سبحانه: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [الروم: 21]. وقد أمر الله عز وجل به في كتابه فقال: وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ [ النور:32]. وأمر به النبي صلى الله عليه وسلم في سنته، روى الشيخان عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء.