وانظر الفتوى: 163107 حول النفقة على الزوجة الموظفة. والله أعلم.
متى تسقط نفقة البنت الصغيرة
السؤال:
♦ ملخص السؤال:
سيدة متزوجةٌ وزوجُها يعمل وراتِبُه قليلٌ جدًّا، مما يجعلها تَقْتَرِضُ مِنْ والدِها، وتعجز عن السَّدِّ في أحيان كثيرةٍ، وتسأل: ماذا أفعل فيما لا أستطيع أن أسددهُ لوالدي لكثرة الالتزامات؟
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. متى تسقط نفقة البنت الصغيرة. أنا سيدة مُتزوِّجة، وزوجي دخْلُه ضعيفٌ جدًّا، لا يُوَفِّي احتياجاتنا، ووالدي له معاش كبيرٌ، ويعيش معنا، ويحدِّد لي مَبلغًا من المال شهريًّا كمساعدة منه لنا، وأحيانًا لا يكفي ما آخذه؛ فأستأذنه في اقتراض مال آخر فيسمح لي، ومع كثرة الطلبات والالتزامات لا أستطيع أن أسدد ما أخذتُه. فما رأيكم فيما لا أستطيع أن أسدده لوالدي؟
أفيدوني جزاكم الله خيرًا
الجواب:
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فأسأل الله أن يُوَسِّعَ عليك، وأن يرزقك وزوجك مِن حيثُ لَم تَحْتَسِبَا. أوْجَبَ الشارعُ الحكيمُ أيتها الأخت الكريمة على الأب الغنيِّ أن يُنْفِقَ على أولاده المعسرين، وهذا إجماعٌ مِن الأئمة، وكذلك تَجب نفقة سائر الأصول وهم الآباء، والفروع وهم الأبناء مهما علوا أو نزلوا عند الجمهور. ويتحقَّق الإعسارُ بالنسبة للمنفق عليه لعدم وجود الكفاية؛ كُلاًّ أو جزءًا مع العَجْز عن الكَسْب.
قالت محكمة النقض، في حكم قضائي أصدرته أخيرا، إن قانون الأحوال الشخصية ينص على أن نفقة الفتاة التي لا مال لها على أبيها واجبة حتى تتزوج، بينما تجب النفقة للابن حتى يصل إلى الحد الذي يتكسب فيه أمثاله، ما لم يكن طالب علم يواصل دراسته بنجاح معتاد. وأضافت أن النفقة لا تجب على الأم الموسرة، إلا إذا فقد الأب، أو ثبت عدم مقدرته على الإنفاق. نفقة الأب على بنته المتزوجة. وأيدت المحكمة حكما ابتدائيا يلزم أبا برد 117 ألف درهم، دفعتها الأم مصاريف دراسية لابنتها دون إذن من طليقها. كما أيدت المحكمة إلزام الأب بدفع 80 ألف درهم مؤخر صداق. وكانت الزوجة أقامت دعوى لدى محكمة أبوظبي الابتدائية، تطلب فيها إلزام طليقها بمؤخر صداقها، ونفقة لابنتهما بقيمة 5000 درهم شهريا، ابتداء من سنة سابقة على رفع الدعوى، وبأجرة مسكن حاضنة بقيمة 150 ألف درهم، ابتداء من سنة سابقة على تاريخ رفع الدعوى، وأن يؤدي لها مبلغ 117 ألف درهم قيمة المصروفات الدراسية، بعد امتناعه - على الرغم من يساره - وقضت محكمة أول درجة بإلزام المدعى عليه بأن يؤدي للمدعية مؤخر صداقها، وأن يدفع للمدعية 3000 درهم شهريا نفقة لابنته للمأكل والمشرب والملبس، يسدّدها ابتداء من تاريخ المطالبة القضائية.
وإقحام فعل ( كان) لإفادة أن توقيته متأصل في علم الله لما اقتضته حكمته تعالى التي هو أعلم بها وأن استعجالهم به لا يقدمه على ميقاته. [ ص: 30] وتقدم يوم الفصل غير مرة أخراها في سورة المرسلات. ووصف القرآن بالفصل يأتي في قوله تعالى: إنه لقول فصل في سورة الطارق. والميقات: مفعال مشتق من الوقت ، والوقت: الزمان المحدد في عمل ما ، ولذلك لا يستعمل لفظ وقت إلا مقيدا بإضافة أو نحوها نحو: وقت الصلاة. إن يوم الفصل كان ميقاتا. فالميقات جاء على زنة اسم الآلة وأريد به نفس الوقت المحدد به شيء ، مثل ميعاد وميلاد ، في الخروج عن كونه اسم آلة إلى جعله اسما لنفس ما اشتق منه. والسياق دل على متعلق ميقات ، أي: كان ميقاتا للبعث والجزاء. فكونه ميقاتا كناية تلويحية عن تحقيق وقوعه ؛ إذ التوقيت لا يكون إلا بزمن محقق الوقوع ولو تأخر وأبطأ. وهذا رد لسؤالهم تعجيله وعن سبب تأخيره ، سؤالا يريدون منه الاستهزاء بخبره. والمعنى: أن ليس تأخر وقوعه دالا على انتفاء حصوله. والمعنى: ليس تكذيبكم به مما يحملنا على تغيير إبانه المحدد له ، ولكن الله مستدرجكم مدة. وفي هذا إنذار لهم بأنه لا يدرى لعله يحصل قريبا ، قال تعالى: لا تأتيكم إلا بغتة ، وقال قل عسى أن يكون قريبا.
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧ - الصفحة ٨٩
إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ
تفسير بن كثير يقول تعالى مخبراً عن عدله وتنزيهه نفسه عن اللعب والعبث والباطل { وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين} كقوله جلَّ وعلا: { وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلاً ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار}. وقال تعالى: { أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون} ؟ ثم قال تعالى: { إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين} وهو يوم القيامة يفصل اللّه تعالى فيه بين الخلائق، فيعذب الكافرين ويثيب المؤمنين، وقوله عزَّ وجلَّ { ميقاتهم أجمعين} أي يجمعهم كلهم أولهم وآخرهم { يوم لا يغني مولى عن مولى شيئاً} أي لا ينفع قريب قريباً كقوله سبحانه وتعالى: { فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتسألون} ، وكقوله جلتَّ عظمته: { ولا يسأل حميم حميماً. يبصرونهم} ، أي لا يسأل أخ أخاً له عن حاله وهو يراه عياناً، وقوله جلَّ وعلا: { ولا هم ينصرون} ، أي لا ينصر القريب قريبه ولا يأتيه نصر من خارج، ثم قال: { إلا من رحم اللّه} أي لا ينفع يومئذ إلا رحمة اللّه عزَّ وجلَّ بخلقه { إنه هو العزيز الرحيم} أي عزيز ذو رحمة واسعة. بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧ - الصفحة ٨٩. تفسير الجلالين { إن يوم الفصل} يوم القيامة يفصل الله فيه بين العباد { ميقاتهم أجمعين} للعذاب الدائم.
تفسير إن يوم الفصل كان ميقاتا [ النبأ: 17]
وتتقرَّر حقيقةُ أن النهاية سابقةٌ للبداية كذلك في قوله - تعالى -: ﴿ قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ ﴾ [غافر: 11]. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم-: ((إن أحدكم يُجمَع في بطن أمه أربعين يومًا، ثم يكون عَلَقة مثل ذلك، ثم يكون مُضْغَة مثل ذلك، ثم يَبعَث الله ملكًا، فيؤمر بأربع كلماتٍ، ويقال له: اكتب عملَه، ورزقَه، وأجلَه، وشقيٌّ أم سعيد، ثم ينفخ فيه الروح... ))؛ رواه البخاري. وفي رواية أخرى - واللفظ لمسلم -: ((إن الله - عز وجل - قد وكَّل بالرحم ملكًا، فيقول: أيْ ربِّ نُطفَة، أي ربِّ عَلَقة، أي ربِّ مُضْغَة، فإذا أراد الله أن يقضي خلقًا، قال: قال الملك: أي ربِّ، ذكر أو أنثى؟ شقي أو سعيد؟ فما الرزق؟ فما الأجل؟ فيُكتَب كذلك في بطن أمه)). تفسير إن يوم الفصل كان ميقاتا [ النبأ: 17]. فالإنسان المسكين الذي يظن نفسه شيئًا - بين بدايته، وهي: ((يجمع في بطن أمه أربعين يومًا، ثم يكون عَلَقة مثل ذلك، ثم يكون مُضْغَة))، ونهايته ومصيره، وهي:) (وأجله، وشقي أم سعيد)). وبعد انتهاء الأجل يأتي يوم الفصل؛ ليفصل الله بين عباده، بعد امتحان زمني طويل، منذ آدم - عليه السلام - إلى آخر إنسان يموت على هذه الأرض، فترة زمنية عتيقة جدًّا، ضاربة في عمق التاريخ والأزمان، ولكنها تساوي صفرًا على الشمال بالنسبة ليوم الفصل، الذي مقداره: ﴿ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ﴾ [المعارج: 4].
إن يوم الفصل كان ميقاتا
إعراب الآية 17 من سورة النبأ - إعراب القرآن الكريم - سورة النبأ: عدد الآيات 40 - - الصفحة 582 - الجزء 30. (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ) إن واسمها المضاف إلى الفصل و(كانَ) ماض ناقص اسمه مستتر و(مِيقاتاً) خبره والجملة خبر إن وجملة إن.. مستأنفة لا محل لها. إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا (17) هذا بيان لما أجمله قوله: { عن النبإ العظيم الذي هم فيه مختلفون} [ النبأ: 2 3] وهو المقصود من سياق الفاتحة التي افتتحت بها السورة وهيأتْ للانتقال مناسبة ذكر الإِخراج من قوله: { لنخرج به حباً ونباتاً} [ النبأ: 15] الخ ، لأن ذلك شُبه بإخراج أجساد الناس للبعث كما قال تعالى: { فأنبتنا به جنات وحب الحصيد} إلى قوله: { كذلك الخروج} في سورة ق ( 9 11). وهو استئناف بياني أعقب به قوله: { لنخرج به حباً ونباتاً} [ النبأ: 15] الآية فيما قصد به من الإِيماء إلى دليل البعث. وأكد الكلام بحرف التأكيد لأن فيه إبطالاً لإِنكار المشركين وتكذيبهم بيوم الفصل. ويومُ الفصل: يوم البعث للجزاء. والفصل: التمييز بين الأشياء المختلطة ، وشاع إطلاقه على التمييز بين المعاني المتشابهة والملتبسة فلذلك أطلق على الحكم ، وقد يضاف إليه فيقال: فصل القضاء ، أي نوع من الفصل لأن القضاء يميز الحق من الظلم.
إن يوم الفصل هو يوم القضاء والحكم بين الناس، وهو ميعادهم الذي يحضرون فيه أجمعين، قال - تعالى -: ﴿ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ [الدخان: 40]. يومٌ يُفصَل فيه في الدماء، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((أول ما يُقضَى بين الناس في الدماء))؛ متفق عليه. ويُفصَل فيه في الأعراض التي اتُّخذت غرضًا؛ فعن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((أتدرون ما المفلس؟))، قالوا: المفلس فينا مَن ليس له درهم ولا متاع، فقال: ((إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكَل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا؛ فيُعطَى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فَنِيت حسناته قبل أن يُقضَى ما عليه، أُخِذ من خطاياهم، فطُرِحت عليه، ثم طُرِح في النار))؛ متفق عليه. ويُفصَل - في يوم الفصل - في كل صغيرة وكبيرة، حتى إنه لَيفصلُ بين الحيوانات، فيأخذ الحيوان الذي اعتُدِي عليه حقَّه من المعتدي؛ فعن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لتؤدُّنَّ الحقوقَ إلى أهلها يوم القيامة، حتى يُقَاد للشاة الجَلْحَاء من الشاة القَرْنَاء))؛ متفق عليه.