وايوب اذ نادى ربه اني مسني الضر وانت ارحم الراحمين - تلاوة جميلة من سورة الأنبياء للقارئ بيشةوا قادر - YouTube
وايوب اذ نادي ربه اني مسني الضر و انت ارحم الراحمين
قال أبو الدرداء: " من يكثر قرع الباب يوشك أن يفتح له، ومن يكثر الدعاء يوشك أن يستجاب له ". وفي بلاء أيوب عليه السلام أمل يلوح سناه بين جهام البلاء المتلبد؛ فلا تأسر لحظة شدته الحاضرة أمل الفرج المتيقن الذي يعقبه؛ فما بعد العسر إلا اليسر، وما بعد الشدة إلا الفرج، ﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾ [الشرح: 5، 6]. الشيخ ياسر الدوسري تلاوة من سورة الانبياء ( وايوب إذ نادى ربه أنى مسنى الضُّرُّ وأنت أرحم الراحمين) - YouTube. وفرج الله سبحانه بحر لا تحيط الظنون بمسارب وروده؛ فبلاءٌ ممضٌّ طاولت أيامه ثمان عشرة سنة رفعه الله بحركة قدم! وفي ضراعة أيوب عليه السلام تجلية لأعظم ما يخفف وطأة البلاء؛ وذلك باستشعار قرب المولى جل وعلا، وتذكر دنو رحمته وكريم لطفه. دخل محمد بن المنكدر على عون بن عبد الله في مرضه, فلما رأى محمد وجعه ترقرقت عيناه بالدموع حتى دمعتا, فكشف عون وجهه فقال: ما شأنك يا أبا عبد الله؟ قال: رأيت شكواك، قال: " حسبي ربي عز وجل, هو عدتي لكل كربة, وصاحبي عند كل شدة, ووليي في كل نعمة ". وتلمح عقبى الأجر وحسن العاقبة بلسم يداوى به ألم البلاء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقاريض» ( رواه الترمذي وحسنه الألباني).
وايوب اذ نادي ربه اني مسني الضر وانت ارحم
الثاني: أنه إقرار بالعجز فلم يكن منافيا للصبر. الثالث: أنه سبحانه أجراه على لسانه ليكون حجة لأهل البلاء بعده في الإفصاح بما ينزل بهم. الرابع: أنه أجراه على لسانه إلزاما له في صفة الآدمي في الضعف عن تحمل البلاء. الخامس: أنه انقطع الوحي عنه أربعين يوما فخاف هجران ربه فقال: مسني الضر. وهذا قول جعفر بن محمد. السادس: أن تلامذته الذين كانوا يكتبون عنه لما أفضت حاله إلى ما انتهت إليه محوا ما كتبوا عنه ، وقالوا: ما لهذا عند الله قدر ؛ فاشتكى الضر في ذهاب الوحي والدين من أيدي الناس. وايوب اذ نادي ربه اني مسني الضر وانت. وهذا [ ص: 230] مما لم يصح سنده. والله أعلم ؛ قاله ابن العربي. السابع: أن دودة سقطت من لحمه فأخذها وردها في موضعها فعقرته فصاح مسني الضر فقيل: أعلينا تتصبر. قال ابن العربي: وهذا بعيد جدا مع أنه يفتقر إلى نقل صحيح ، ولا سبيل إلى وجوده. الثامن: أن الدود كان يتناول بدنه فصبر حتى تناولت دودة قلبه وأخرى لسانه ، فقال: مسني الضر لاشتغاله عن ذكر الله ، قال ابن العربي: وما أحسن هذا لو كان له سند ولم تكن دعوى عريضة. التاسع: أنه أبهم عليه جهة أخذ البلاء له هل هو تأديب ، أو تعذيب ، أو تخصيص ، أو تمحيص ، أو ذخر أو طهر ، فقال: مسني الضر أي ضر الإشكال في جهة أخذ البلاء.
وايوب اذ نادى ربه اني مسني الضر
الرابع عشر: أن معنى مسني الضر من شماتة الأعداء ؛ ولهذا قيل له: ما كان أشد عليك في بلائك ؟ قال شماتة الأعداء. قال ابن العربي: وهذا ممكن فإن الكليم قد سأله أخوه العافية من ذلك فقال: إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء. وايوب اذ نادي ربه اني مسني الضر وانت ارحم. الخامس عشر: أن امرأته كانت ذات ذوائب فعرفت حين منعت أن تتصرف لأحد بسببه ما تعود به عليه ، فقطعت ذوائبها واشترت بها ممن يصلها قوتا وجاءت به إليه ، وكان يستعين بذوائبها في تصرفه وتنقله ، فلما عدمها وأراد الحركة في تنقله لم يقدر قال: [ ص: 231] مسني الضر. وقيل: إنها لما اشترت القوت بذوائبها جاءه إبليس في صفة رجل وقال له: إن أهلك بغت فأخذت وحلق شعرها. فحلف أيوب أن يجلدها ؛ فكانت المحنة على قلب المرأة أشد من المحنة على قلب أيوب. قلت: وقول سادس عشر: ذكره ابن المبارك: أخبرنا يونس بن يزيد عن عقيل عن ابن شهاب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر يوما أيوب النبي - صلى الله عليه وسلم - وما أصابه من البلاء ؛ الحديث. وفيه أن بعض إخوانه ممن صابره ولازمه قال: يا نبي الله لقد أعجبني أمرك وذكرته إلى أخيك وصاحبك ، أنه قد ابتلاك بذهاب الأهل والمال وفي جسدك ، منذ ثمان عشرة سنة حتى بلغت ما ترى ؛ ألا يرحمك فيكشف عنك!
وايوب اذ نادي ربه اني مسني الضر وانت
الثاني: أنه إقرار بالعجز فلم يكن منافيا للصبر. الثالث: أنه سبحانه أجراه على لسانه ليكون حجة لأهل البلاء بعده في الإفصاح بما ينزل بهم. الرابع: أنه أجراه على لسانه إلزاما له في صفة الآدمي في الضعف عن تحمل البلاء. الخامس: أنه انقطع الوحي عنه أربعين يوما فخاف هجران ربه فقال {مسني الضر}. وهذا قول جعفر بن محمد. السادس: أن تلامذته الذين كانوا يكتبون عنه لما أفضت حال إلى ما انتهت إليه محوا ما كتبوا عنه، وقالوا: ما لهذا عند الله قدر؛ فاشتكى الضر في ذهاب الوحي والدين من أيدي الناس. وهذا مما لم يصح سنده. وايوب اذ نادى ربه اني مسني الضر وانت ارحم الراحمين - تلاوة جميلة من سورة الأنبياء للقارئ بيشةوا قادر - YouTube. والله أعلم؛ قال ابن العربي. السابع: أن دودة سقطت من لحمه فأخذها وردها في موضعها فعقرته فصاح {مسني الضر} فقيل: أعلينا تتصبر. قال ابن العربي: وهذا بعيد جدا مع أنه يفتقر إلى نقل صحيح، ولا سبيل إلى وجوده. الثامن: أن الدود كان يتناول بدنه فصبر حتى تناولت دودة قلبه وأخرى لسانه، فقال {مسني الضر} لاشتغاله عن ذكر الله، قال ابن العربي: وما أحسن هذا لو كان له سند ولم تكن دعوى عريضة. التاسع: أنه أبهم عليه جهة أخذ البلاء له هل هو تأديب، أو تعذيب، أو تخصيص، أو تمحيص، أو ذخر أو طهر، فقال {مسني الضر} أي ضر الإشكال في جهة أخذ البلاء.
قوله: وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين
قوله تعالى: وأيوب إذ نادى ربه أي واذكر أيوب إذ نادى ربه. أني مسني الضر أي نالني في بدني ضر وفي مالي وأهلي. قال ابن عباس: سمي أيوب لأنه آب إلى الله تعالى في كل حال. وروي أن أيوب - عليه السلام - كان رجلا من الروم ذا مال عظيم ، وكان برا تقيا رحيما بالمساكين ، يكفل الأيتام والأرامل ، ويكرم الضيف ، ويبلغ ابن السبيل ، شاكرا لأنعم الله تعالى ، وأنه دخل مع قومه على جبار عظيم فخاطبوه في أمر ، فجعل أيوب يلين له في القول من أجل زرع كان له فامتحنه الله بذهاب ماله وأهله ، وبالضر في جسمه حتى تناثر لحمه وتدود جسمه ، حتى أخرجه أهل قريته إلى خارج القرية ، وكانت امرأته تخدمه. وايوب اذ نادي ربه اني مسني الضر و انت ارحم الراحمين. قال الحسن: مكث بذلك تسع سنين وستة أشهر. فلما أراد الله أن يفرج عنه قال الله تعالى له: اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب فيه شفاؤك ، وقد وهبت لك أهلك ومالك وولدك ومثلهم معهم. وسيأتي في ( ص) ما للمفسرين في قصة أيوب من تسليط الشيطان عليه ، والرد عليهم إن شاء الله تعالى. واختلف في قول أيوب: مسني الضر على خمسة عشر قولا: الأول: أنه وثب ليصلي فلم يقدر على النهوض فقال: مسني الضر إخبارا عن حاله ، لا شكوى لبلائه ؛ رواه أنس مرفوعا.
ورُوي عن عليّ في معنى قوله ( وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى) ما حدثنا به القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن القاسم، عن عليّ بن أبي طالب، قال: يصرفان وجوه الناس إليهما. قال أبو جعفر: وهذا القول الذي قاله ابن زيد في قوله ( وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى) وإن كان قولا له وجه يحتمله الكلام، فإن تأويل أهل التأويل خلافه، فلا أستجيز لذلك القول به. -------------------- الهوامش: (3) البيت للمتلمس: جرير بن عبد العزى ، وقيل جرير بن عبد المسيح ، من كلمة له رواها ابن الشجري ( انظر كتاب الأشموني في النحو بشرح الأستاذ محيي الدين عبد الحميد ، طبعة الحلبي 1: 47). قال: أطرق: سكت فلم يتكلم وأرخى عينيه ينظر إلى الأرض. والشجاع: ضرب من الحيات لطيف دقيق ، وهو أجرؤها. أو هو الحية العظيمة تثب على الفارس والراجل وتقوم على ذنبها ، وربما بلغت رأس الفارس ، وتكون في الصحاري. ومساغا: اسم مكان من ساغ يسوغ: إذا دخل ونفذ. اعراب ان هذان لساحران يريدان. وصمما عضد ونيب. والبيت جار على لغة بني الحارث بن كعب ومن لف لفهم ، والشاهد فيه أن قوله لناباه مثنى مجرور باللام ، وقد جاء بالألف ، وهي لغة بني الحارث بن كعب وبني العنبر وبني الهجيم وبطون من ربيعة وبكر بن وائل ، وزبيد وخثعم وهمدان وعذرة.
فصل: إعراب الآية رقم (61):|نداء الإيمان
قَالَ: وَزَعَمَ أَبُو الْخَطَّاب أَنَّهُ سَمعَ قَوْمًا منْ بَني كنَانَة وَغَيْرهمْ, يَرْفَعُونَ الاثْنَيْن في مَوْضع الْجَرّ وَالنَّصْب. قَالَ: وَقَالَ بشْر بْن هلَال: إنَّ بمَعْنَى الابْتدَاء وَالْإيجَاب. أَلَا تَرَى أَنَّهَا تَعْمَل فيمَا يَليهَا, وَلَا تَعْمَل فيمَا بَعْد الَّذي بَعْدهَا, فَتَرْفَع الْخَبَر وَلَا تَنْصبهُ, كَمَا نَصَبْت الاسْم, فَكَانَ مَجَاز " إنَّ هَذَان لَسَاحرَان ", مَجَاز كَلَامَيْن, مَخْرَجه: إنَّهُ: إي نَعَمْ, ثُمَّ قُلْت: هَذَان سَاحرَان. فصل: إعراب الآية رقم (61):|نداء الإيمان. أَلَا تَرَى أَنَّهُمْ يَرْفَعُونَ الْمُشْتَرَك كَقَوْل ضَابئ: فَمَنْ يَكُ أَمْسَى بالْمَدينَة رَحْله فَإنّي وَقَيَّار بهَا لَغَريب وَقَوْله: إنَّ السُّيُوف غُدُوّهَا وَرَوَاحهَا تَرَكْت هَوَازن مثْل قَرْن الْأَعْضَب قَالَ: وَيَقُول بَعْضهمْ: إنَّ اللَّه وَمَلَائكَته يُصَلُّونَ عَلَى النَّبيّ, فَيَرْفَعُونَ عَلَى شَركَة الابْتدَاء, وَلَا يَعْمَلُونَ فيه إنَّ. قَالَ: وَقَدْ سَمعْت الْفُصَحَاء منْ الْمُحْرمينَ يَقُولُونَ: إنَّ الْحَمْد وَالنّعْمَة لَك وَالْمُلْك, لَا شَريك لَك. قَالَ: وَقَرَأَهَا قَوْم عَلَى تَخْفيف نُون إنْ وَإسْكَانهَا.
قَالَ: وَيَجُوز; لأَنَّهُمْ قَدْ أَدْخَلُوا اللَّام في الابْتدَاء وَهيَ فَصْل, قَالَ: أُمّ الْحُلَيْس لَعَجُوز شَهْرَبَهْ قَالَ: وَزَعَمَ قَوْم أَنَّهُ لَا يَجُوز, لأَنَّهُ إذَا خَفَّفَ نُون " إنْ " فَلَا بُدّ لَهُ منْ أَنْ يُدْخل " إلَّا " فَيَقُول: إنْ هَذَا إلَّا سَاحرَان. قَالَ أَبُو جَعْفَر: وَالصَّوَاب منْ الْقرَاءَة في ذَلكَ عنْدنَا: { إنَّ} بتَشْديد نُونهَا, وَهَذَان بالْأَلف لإجْمَاع الْحُجَّة منْ الْقُرَّاء عَلَيْه, وَأَنَّهُ كَذَلكَ هُوَ في خَطّ الْمُصْحَف. وَوَجْهه إذَا قُرئَ كَذَلكَ مُشَابَهَته الَّذينَ إذْ زَادُوا عَلَى الَّذي النُّون, وَأَقَرَّ في جَميع الْأَحْوَال الْإعْرَاب عَلَى حَالَة وَاحدَة, فَكَذَلكَ { إنَّ هَذَان} زيدَتْ عَلَى هَذَا نُون وَأَقَرَّ في جَميع أَحْوَال الْإعْرَاب عَلَى حَال وَاحدَة, وَهيَ لُغَة الْحَارث بْن كَعْب, وَخَثْعَمَ, وَزُبَيْد, وَمَنْ وَليَهُمْ منْ قَبَائل الْيَمَن. ' وَقَوْله: { وَيَذْهَبَا بطَريقَتكُمْ الْمُثْلَى} يَقُول: وَيَغْلبَا عَلَى سَادَاتكُمْ وَأَشْرَافكُمْ, يُقَال: هُوَ طَريقَة قَوْمه وَنُظُورَة قَوْمه, وَنَظيرَتهمْ إذَا كَانَ سَيّدهمْ وَشَريفهمْ وَالْمَنْظُور إلَيْه, يُقَال ذَلكَ للْوَاحد وَالْجَمْع, وَرُبَّمَا جَمَعُوا, فَقَالُوا: هَؤُلَاء طَرَائق قَوْمهمْ; وَمنْهُ قَوْل اللَّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى: { كُنَّا طَرَائق قدَدًا} 72 11 وَهَؤُلَاء نَظَائر قَوْمهمْ.