والله عز وجل يقول لنبيه محمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: " وأنذر عشيرتك الأقربين ". والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- صعد الصفا وقال: " يا معشر قريش، يا بني عبد مناف يا بني هاشم، ودعا بطون قريش وأنذرهم ". فعلى هذا الأخ أن يخلص النصح لهم، ولكن الهداية الحقيقة التي يدخلها الله في القلوب هي إلى الله، والله عز وجل يقول: " ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء "، والله يقول في حق نبيه -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: " وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم " أي: تدل على الصراط المستقيم، وأما الهداية التي يجعلها الله في القلب فإنها إلى الله عز وجل.
- سلام الله ابن مطبر
- فضل سورتي البقره وال عمران فارس عباد
- فضل سورتي البقرة وال عمران
- فضل سورتي البقره وال عمران عباد
سلام الله ابن مطبر
كما ليكن همُّ الأتباع الخروج عن تبعة الأحكام الشرعية بأخذها من العلماء العاملين، من أهل الورع والتقوى والنزاهة والإخلاص والاستقامة، وممن لا تنالهم الطعون ولا تلوكهم الألسن، لبعدهم عن الشبهات وعن مواقع التهم، مع كمال التثبت والتروي، ليكونوا بذلك على بصيرة من الخروج عن المسؤولية وقيام العذر لهم بين يدي الله تعالى، يوم يعرضون عليه لا يخفى عليه منهم خافية، ولا يكون اتّباعهم للشخص مبنياً على التسرع والانخداع ببهرجة الأقوال أو لموافقته لأهوائهم ورغباتهم، فإن الرقيب في جميع ذلك هو الله تعالى المطلع على السرائر والعالم بالخفايا والضمائر، ولا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء. "قُلْ فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ" (الأنعام:149). اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
سلام الله ابن مطبر ( [1]): سلام الله بن علي بن مطبر بن عمر بن أبي طاهر مطهر الرضى بن الغياث بن الرضى البكري الصديقي، الكوبناني ( [2]) المحتد البمي المولد، الكرماني الأصبهاني الموطن، الشافعي، وُلِد في شهر شعبان عام 813 هـ. أخذ عن أبي سعيد بن الجلال الكازروني المحدث، وأحمد الباوردي، والعفيف الإيجي، وأبي الفتح المراغي وغيرهم. كان عالماً تقياً ورعاً حكيماً. عالم بعلوم القرآن والحديث الشريف، وقد جاور بمكة مراراً. وأخذ عنه المظفر محمود الأمشاطي الطب، وأخذ عنه أيضاً: عبد المحسن الشرواني. توفي سلام الله سنة 886 هـ وقيل: 887 هـ. المصدر: كتاب السلالة البكرية الصديقية - الجزء الثاني ، لأحمد فرغل الدعباسي البكري. تاريخ النشر
يوم 1 رمضان 1438 هـ / 26 مايو 2017 م
( [1]) الضوء اللامع لأهل القرن التاسع 3/ 257-258
( [2]) كوبنان: من أعمال كرمان
فضل سورتي البقرة وآل عمران هو ما سيتناوله موضوع هذا المقال، ولكن قبل ذلك لا بدّ من التعريف ب فضل تلاوة القرآن الكريم بشكلٍ عام، فتلاوة القرآن الكريم فيها نجاةُ من السوء وسببٌ للرفعة في الحياة الدنيا وفي الآخرة، كما تعدّ تلاوته سببٌ موجبٌ للبركة في الدنيا والآخرة، وكذلك هي خيرٌ من الدنيا وما عليها، بالإضافة إلى الكثير من الفضائل التي تستوجبها قراءة القرآن الكريم.
فضل سورتي البقره وال عمران فارس عباد
وكذلك تناولت أحداث بني إسرائيل. كما ذكرت قصّة سيدنا آدم ووصاياه، وسيدنا يعقوب ووصاياه. وقد تناولت بعض من الأحكام الشرعية الواجبة عى المسلم، في الحج والصلاة والصوم والصدقة والدين والنكاح والطلاق ونحو ذلك من الأحكام الشرعية. كذلك بيّنت قدرة الله سبحانه على إحياء الموتى وإعجازه عزّ وجل. ذكرت قصة طالوت وجالوت من بعد سيدنا موسى عليه السلام. كما تناولت قصة الرجل الذي حاجّ سيدنا إبراهيم الخليل في خالقه. سورة آل عمران
كذلك لا بدّ من التعريف بسورة آل عمران بعد الخوض في تعريف سورة البقرة ، فسورة آل عمران أيضًا من السور التي نزلت بعد هجرة النبيّ محمّد صلّى الله عليه وسلّم، أيّ هي من السور المدنيّة، وقد أطلق عليها بالإصافة إلى اسم "آل عمران" لقب "الزهراوين" مع سورة البقرة، وهو ما تمّ بيانه فيما قد سلف، وقد تناولت هذه السورة الكريمة الكثير من الموضوعات في آياتها، وهذه الموضوعات هي: [4]
التأكيد على وحدانية الخالق سبحانه وتعالى، وبيان ألوهيته وربوبيّته وأسمائه وصفاته. سورتان تحاجان صاحبها يوم القيامه هي - الموقع المثالي. كذلك تأكيد المصدر الواحد لكلّ الكتب السماويّة، بالإضافة إلى بيان الناس وأقسامهم في القرآن الكريم. التحذير والترهيب للكافرين والمعادين لله ورسوله وللمؤمنين، وبيان عاقبتهم.
ومن ذلك حديث النواس بن سمعان قال الإمام أحمد:
حدثنا يزيد بن عبد ربه حدثنا الوليد بن مسلم عن محمد بن مهاجر عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي عن جبير بن نفير قال:
سمعت النواس بن سمعان الكلابي يقول:
يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمهم سورة البقرة وآل عمران وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد قال:
كأنهما غمامتان أو ظلتان سوداوان بينهما شرق أو كأنهما فرقان من طير صواف يحاجان عن صاحبهما. ورواه مسلم عن إسحاق بن منصور عن يزيد بن عبد ربه به والترمذي من حديث الوليد بن عبد الرحمن الجرشي به وقال: حسن غريب. وقال أبو عبيد:
حدثنا حجاج عن حماد بن سلمة عن عبد الملك بن عمير قال:
قال حماد: أحسبه عن أبي منيب عن عمه أن رجلا قرأ البقرة وآل عمران فلما قضى صلاته قال له كعب:
أقرأت البقرة وآل عمران؟
قال: نعم. فضل سورتي البقره وال عمران فارس عباد. قال: فوالذي نفسي بيده إن فيهما اسم الله الذي إذا دعى به استجاب. قال: فأخبرني به. قال: لا والله لا أخبرك به ولو أخبرتك به لأوشكت أن تدعوه بدعوة أهلك فيها أنا وأنت. وحدثنا عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن سليم بن عامر أنه سمع أبا أمامة يقول:
إن أخا لكم رأى في المنام أن الناس يسلكون في صدع جبل وعر طويل وعلى رأس الجبل شجرتان خضراوان يهتفان هل فيكم قارئ يقرأ سورة البقرة؟
وهل فيكم قارئ يقرأ سورة آل عمران؟
قال: فإذا قال الرجل نعم دنتا منه بأعذاقهما حتى يتعلق بهما فيخطران به الجبل.
فضل سورتي البقرة وال عمران
اللهم أحينا مسلمين، وأمتنا مسلمين، واحشرنا في زمرة الصالحين. وقد التبس فهم هذا الحديث على بعض الناس، بل على بعض أهل العلم ممن لم يكلفوا أنفسهم بالبحث عن معانيه، ظنًا منهم أن الرجل كان من كتاب الوحي، وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يملي عليه (غفور رحيمًا) فيكتب (عليمًا حكيمًا)، فيقول له النبي صلى الله عليه وسلم أكتب ما شئت - إلى آخر الحديث - وبئس ما ظنوا وحاشاه أن يُغير أو يبدل شيئًا مما أوحاه اللَّه إليه من القرآن؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى، فعامة الروايات في هذا الحديث جاءت مطلقة غير مقيدة، وليس فيها أنه كان يكتب الوحي، وقد ذهب الطحاوي إلى أنه كان يكتب الرسائل يبعث بها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في دعائه الناس إلى الإسلام. قال الطحاوي في «مشكل الآثار» (8/241): «والذي في هذا الحديث قد يحتملُ أن يكون فيما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُمليه على ذلك الكاتب من كتبه إلى الناس في دعائه إيَّاهم إلى اللَّه عز وجل، وفي وصفهم له ما هو جلَّ وعزَّ عليه من الأشياء التي كان يأمرُ ذلك الكاتب بها، ويكتب الكاتب خلافها فما معناها، معناها (أي مما يقارب المعنى المقصود)، إذ كانت كلها من صفات اللَّه عز وجل، فبان بحمد اللَّه وبنعمته أن لا تضاد في شيء من ذلك ولا اختلاف».
[6]
كذلك هي من أهمّ الأسباب التي تدفع لوقوع البركة لقارئها. كما تعدّ سورة البقرة من السور التي تدافع عن صاحبها يوم القيامة.
فضل سورتي البقره وال عمران عباد
فتظلل سورة البقرة وسورة آل عمران من كان يقرأهما وتشفعان له عن الله سبحانه وتعالى، فالقرآن شفيعٌ لمن قرأه وتعبّد الله تعالى فيه وتدبّر آياته بالعمل والتّطبيق. فضل قراءة سورة البقرة وآل عمران سورة البقرة وال عمران تحاجان عن صاحبهما يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حيث وردت الكثير من الأحاديث النبوية التي تدل على فضل قراءة سورة البقرة وآل عمران، واللتان تسمّان بالزهراوين، ومن أبرز ما ورد في فضل هاتين السورتين: (اقرَؤوا القُرآنَ؛ فإنَّه شافعٌ لأصحابِه يومَ القيامةِ، اقرأوا الزَّهراوَينِ: البَقرةَ، وآلَ عِمرانَ؛ فإنَّهما يَأتِيانِ يومَ القيامةِ كأنَّهما غَمامتانِ، أو كأنَّهما غَيايتانِ، أو كأنَّهما فِرقانِ مِن طَيرٍ صَوافَّ يُحاجَّانِ عن أهلِهما، ثُمَّ قال: اقرَؤوا البَقرةَ؛ فإنَّ أخذَها بَركةٌ، وتَركَها حَسرةٌ، ولا يَستطيعُها البَطَلةُ). عن أنس بن مالك قال: (أنَّ رجُلًا كان يَكتُبُ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فإذا أَمْلى عليه «سميعًا» يقولُ: كتَبْتُ: سميعًا بصيرًا، قال: دَعْهُ، وإذا أَمْلى عليه: «عليمًا حكيمًا» كتَبَ: عليمًا حليمًا -قال حَمَّادٌ: نحوَ ذا- قال: وكان قد قرَأَ البقرةَ وآلَ عِمْرانَ، وكان مَن قَرأهُما قد قرَأَ قُرآنًا كثيرًا).
ومن فضائل تدبر أواخر سورة آل عمران ما رواه ابن حبان عن عائشة رضي الله عنها قالت: "قَامَ -صلى الله عليه وسلم- فَتَطَهَّرَ ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، قَالَتْ: فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى بَلَّ حِجْرَهُ. قَالَتْ: وَكَانَ جَالِساً فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى بَلَّ لِحْيَتَهُ. قَالَتْ: ثُمَّ بَكَى حَتَّى بَلَّ الأرْضَ. فضل سورتي البقرة وال عمران. فَجَاءَ بِلاَلٌ يُؤْذِنُهُ بِالصَّلاَةِ، فَلَمَّا رَآهُ يَبْكِي، قَالَ: يَا رَسُولَ الله تَبْكِي وَقَدْ غَفَرَ الله لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟
قَالَ: " أَفَلاَ أكُونُ عَبْداً شَكُوراً؟ لَقَدْ نَزَلَتْ عَلَيَّ اللَّيْلَةَ آيَة، وَيْل لِمَنْ قَرَأَهَا وَلَمْ يَتَفَكَّرْ فِيهَا": {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماوات} الآيَةَ كُلَّهَا "
جميع هذه الفضائل تدفع المسلم إلى تعلم هاتين ن السورتين وحفظهما وتدبر معانيهما والعمل بأحكامهما، فبادروا رحمكم الله قبل فوات الفوت. وفقنا الله جميعا لما يحبه ويرضاه، وجعلنا من أهل القرآن.