تعس عبد الدينار فهو وإن لم يصل للدينار ويسجد، لكنه في الواقع قد عبّد قلبه ونفسه و جوارحه لهذا الدينار، فحياته مسخرة من أجل كسبه، والحلال عنده ما حل باليد بغير نظر في طرق هذا الاكتساب، أهله لا يعرفونه، جيرانه لا يعرفونه، قراباته لا يعرفونه، المسجد لا يعرفه، وإن صلى فقلبه مشغول، يصلي وهو يحسب الحسابات ويخطط للصفقات، فمثل هذا يكون عبداً للدينار بهذا الاعتبار، فالعبودية هي عبودية القلب، والحرية هي حرية القلب، فمن كان قلبه مسترَقاً للدينار والدرهم فإنه في حال كما وصف النبي ﷺ، تعس عبد الدينار أي: هلك عبد الدينار والدرهم، تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم.
- تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم
- حديث تعس عبد الدينار
- تعس عبد الدينار والدرهم
- من يرى ليلة القدر المحتوم
تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم
تاريخ النشر: الأحد 9 رجب 1431 هـ - 20-6-2010 م
التقييم:
رقم الفتوى: 136989
14827
0
250
السؤال
تعس عبد المرأة هل هذا حديث صحيح... أرجو تبيين الأمر، وإن كان غير صحيح أرجو تبيين السند والمتن.... والإفادة أكثر...
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليس هناك حديث بهذا اللفظ البتة، وإنما يُذكر ذلك في الكتب التي لا تعنى بالإسناد ولا يتحرى أصحابها صحة ما يوردونه من الأحاديث، ككتاب قوت القلوب وكتاب إحياء علوم الدين فقد أوردوه بلفظ: تعس عبد الزوجة. وهذا مما استنكره العراقي في تخريج الإحياء وقال: لم أقف له على أصل، والمعروف تعس عبد الدينار، وعبد الدرهم.. الحديث، رواه البخاري من حديث أبي هريرة. اهـ. وقال الفتني في تذكرة الموضوعات: لا أصل له. اهـ. ولما ترجم السبكي للغزالي في طبقات الشافعية الكبرى قال في آخر ترجمته: فصل جمعت فيه جميع ما في كتاب الإحياء من الأحاديث التي لم أجد لها إسنادا. اهـ. وذكر منها هذا الحديث: تعس عبد الزوجة!!. والحديث الثابت في هذا ـ كما أشار إليه العراقي ـ هو ما رواه البخاري من حديث أبي هريرة مرفوعا: تعس عبد الدينار والدرهم والقطيفة والخميصة، إن أعطي رضي وإن لم يعط لم يرض.
حديث تعس عبد الدينار
إذا شيك فلا انتقش)، ولا أحد يخرجها له بالمنقاش، فقد يهتم به أحد ليخرجها له بالمنقاش، لكن يدعو عليه أنه إذا أصابته ولو شوكة، بألا يجد أحداً يخرجها له، فكيف بما هو أعظم من الشوكة؟! إذاً: النبي عليه الصلاة والسلام يدعو عليه ألا يرق له قلب إنسان، ولا يعطف عليه إنسان، حتى لا تهون عليه مصيبته، ولا يتسلى بكلام الناس وتعزيتهم له، بل إنه يزيد غيظه، لأنه لا يجد أحداً يهتم به، ولا شك أن فرح الأعداء غيظ بالنسبة للمصاب. فما دعا عليه بهذه الدعوات، وتنوعت الدعوات وتكررت وصارت بهذه الشدة إلا لأن هذا الرجل وضعه في غاية السوء، إنه جعل مقصوده ومطلوبه هو المال والدنيا، وسعى للتحصيل بكل سبيلٍ ممكن، حتى صارت نيته مقصورةً على الدنيا يغضب لها ويرضى لها، ولذلك سماه عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد القطيفة وعبد الخميصة وذكر في هذا الحديث دعاءٌ وما هو خبر: (تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش) هذه حال من أصابه شر، لا نال المطلوب ولا تخلص من المكروه، وهذا حال من عبد المال أيضاً. قال في الحديث: (إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط) محتمل أن يكون المعطي هو الله، ومحتمل أن يكون المعطي إنساناً آخر، فهذا الرجل: إذا أعطاه الله شيئاً ربما يفرح لذلك وينشرح صدره، وإذا ما أعطاه الله قال: (ربي أهانن) سخط على ربه، وسخط على القضاء والقدر، ويحتمل أن يكون المعطي والمانع شخصاً من الأشخاص، مثل حال المنافقين مع النبي صلى الله عليه وسلم، ماذا قال الله عنهم؟ قال جل وعلا: وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ.
تعس عبد الدينار والدرهم
[موارد الظمآن لدروس الزمان (2/ 176)]. وقد أوصى أحدُ الدعاةِ إخوانه فقال: « لا تذهب وراء أكذوبة جمع المال وعبادة المال؛ فالمال خادم جيِّد ولكنه سيد سيئ، فاجعل المال يخدمك في جيبك، والتفت لدينك وصحتك وأهلك ولا تصرف الأيام في جمع الحطام فتذهب منك الصحة والاستقرار والهدوء ونعمة العيش مع العائلة، يقول أحدهم: أنفقنا صحتنا في شبابنا لجمع المال، ثم أنفقنا المال للبحث عن صحتنا في شيخوختنا».
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "تَعِسَ عَبْدُ الدينار، تَعِسَ عَبْدُ الدرهم، تَعِسَ عَبْدُ الخَمِيصَة، تعس عَبْدُ الخَمِيلَة، إن أُعْطِيَ رَضِيَ، وإن لم يُعْطَ سَخِطَ، تَعِسَ وانْتَكَسَ، وإذا شِيكَ فلا انتَقَشَ، طُوبَى لعبد آخذ بعِنَانِ فرسه في سبيل الله، أشعث رأسه، مُغْبَرَّةً قدماه، إن كان في الحِرَاسَةِ كان في الحِرَاسَةِ، وإن كان في السَّاقَةِ كان في السَّاقَةِ، إن استأذن لم يُؤْذَنْ له، وإن شَفَعَ لم يُشَفَّعْ". [ صحيح. ] - [رواه البخاري. ملحوظة:
أول الحديث في كتاب التوحيد يخالف ما في صحيح البخاري، لفظ البخاري: (تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ، وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ، وَعَبْدُ الخَمِيصَةِ)، وليس في مصادر التخريج ذكر الخميلة، لكن عند ابن الأعرابي في معجمه (2/ 455 ح890) وأبي الشيخ الأصبهاني في أمثال الحديث (ص: 154 ح116): (عبد الحُلة). ] الشرح
في هذا الحديث بيَّن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن من الناس من تكون الدنيا أكبر همه، ومبلغ علمه، وهدفه الأول والأخير، وأن من كانت هذه حالته سيكون مصيره الهلاك والخسران، وعلامة هذا الصنف من الناس حرصه الشديد على الدنيا، فإن أُعْطِيَ منها رَضِيَ، وإن لم يُعْطَ منها سَخِطَ.
فأصبح وأمسى وهي همّـه. ونام وقام وهي في قلبـه. وما ذُكر في الحديث لا يُراد به الحصر ، وإنما هذه أمثلة لما يتعلق به الإنسان فيُصبح عبدا له. فهذا تعلق بالدنانير والدراهم
وذاك تعلّق بالبيوت والفُرش والأثاث والمتاع
وثالث تعلّق ببغي من بغايا بني ألأصفر ( الروم)! ورابع تعلق بسيجارة
وخامس تعلق بحقنة
وسادس أو سادسة تعلقوا بالمغني الفلاني ، فعلى صوته ينامون ، وعلى صوته يستيقظون
فصوته ومعازفه أذكار صباحهم ومساهم!!! والجامع المشترك بينهم أنهم لا يصبرون عنها ، ولا يرضون بفراقها ، وإن غابت سخطوا.
تاريخ النشر: الأربعاء 17 شوال 1435 هـ - 13-8-2014 م
التقييم:
رقم الفتوى: 264190
24214
0
298
السؤال
قرأت لفضيلتكم أن من رأى ليلة القدر فإنه يجوز أن يخبر بها إخوانه، فكيف يراها المسلم؟ وكيف يجزم بذلك؟. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد يختص الله سبحانه وتعالى بعض عباده فيطلعه على علامة لليلة القدر، بحيث يحس في نفسه أنها هذه الليلة، كرؤيا يراها في نومه أو تغير يراه في بعض ظواهر الكون ونحو ذلك، فيحصل له من ذلك ما يجزم أو يغلب به على ظنه أنها هي، كما روى البخاري وغيره: أن رجالاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رأوا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر. وكما وقع لأبي بن كعب ـ رضي الله عنه ـ فقد روى مسلم في صحيحه وغيره أنه قال: وَاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، إِنَّهَا لَفِي رَمَضَانَ، يَحْلِفُ مَا يَسْتَثْنِي، وَوَاللهِ إِنِّي لَأَعْلَمُ أَيُّ لَيْلَةٍ هِيَ.. الحديث. وقد سبق أن بينا في الفتاوى التالية أرقامها: 6198 ، 13509 ، 56233 ، أمارات ليلة القدر، وأن الله تعالى يختص بعض عباده الصالحين بكرامة رؤيتها.
من يرى ليلة القدر المحتوم
[٨] [٩] للمزيد من التفاصيل حول علامات ليلة القدر الاطّلاع على مقالة: (( فضل ليلة القدر وعلاماتها)). الحكمة من معرفة علامات ليلة القدر
إنّ لمعرفة علامات ليلة القدر حِكم عديدة، ومنها:
معرفة العلامات الخاصّة بليلة القدر تُدخل الفرح إلى قلب المسلم إذا أحيا تلك الليلة بالطاعات والعبادات، فيُؤدّي المسلم شُكر الله -تعالى- على توفيقه لقيامها، كما يشعر بالمسؤولية إن كان قد قصّر في قيامها. [١٠]
معرفة ليلة القدر بشارة خير للمُسلم بمضاعفة الأجر والثواب له؛ فالعبادة فيها قد تساوي عبادة عُمر الإنسان كاملاً. [١١]
هذه العلامات دليلٌ على صِدق الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- فيما أخبر به. [١١] فضل ليلة القدر
ليلة القدر إحدى الليالي التي اختصّ الله بها أُمّة النبيّ مُحمد -صلّى الله عليه وسلم-، [١٢] وقد فضّل الله ليلة القدر على غيرها من الليالي، كما أنّ فعل الخير فيها ليس كفِعله في غيرها؛ فالعمل الصالح فيها خير من العمل في ألف شهر ممّا سواها. وقد ورد عَن أنس -رضي الله عنه- أنّه قال: "الْعَمَل فِي لَيْلَة الْقدر وَالصَّدَقَة وَالصَّلَاة وَالزَّكَاة أفضل من ألف شهر"، [١٣] وتختصّ إلى جانب ذلك ببعض الخصائص والفضائل، ومنها ما يأتي: [١٤]
نزول سورة كاملة في فضلها وقد سُمِّيت السورة باسمها، كما أنّ القُرآن الكريم نزل فيها، وينزل فيها جبريل -عليه السلام- ومعه الملائكة إلى الأرض، ويبقون فيها يُؤمّنون على دعاء الداعين إلى طلوع الفجر، قال -تعالى-: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ).
وذلك لكثرة نزول وصعود وحركة الملائكة فيها فتستر بأجنحتها وأجسامها اللطيفة ضوء الشمس وشعاعها 2 - يطلع القمر فيها مثل شق جفنة عن أبي هرير رضي الله عنه قال: تذاكرنا ليلة القدر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ( « أيكم يذكر حين طلع القمر وهو مثل شق جفنة ») مسلم والشق: هو النصف شق الشيء نصفه والجفنة: القصعة. 3 - تكون الليلة معتدلة لا حارة ولا باردة قال صلى الله عليه وسلم ( « ليلة طلقة لا حارة ولا باردة تصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة ») [ رواه ابن خزيمة وصححه الألباني]. 4- لا يرمى فيها بنجم والدليل ما ثبت عند الطبراني بسند حسن، من حديث واثلة بن الأسقع، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إنها ليلة بلجة -أي: منيرة- مضيئة، لا حارة ولا باردة، لا يرمى فيها بنجم} أي: لا ترى فيها الشهب التي ترسل على الشياطين * تنبيه: لا يشترط أن تخرج كل هذه العلامات في هذه الليلة بل قد يخرج بعضها أو أكثرها * علامات لا تصح: 1 - أن الأشجار تسقط حتى تصل الأرض ثم تعود إلى أوضاعها. 2 - أن ماء البحر ليلتها يصبح عذبا. 3 - أن الكلاب لا تنبح فيها 4 - أن الملائكة تنزل وتسلم على المسلمين. 5-الحمير لا تنهق فيها فكل هذا وغيره مما لا أصل له ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم, حتى وإن ذكره بعض أهل العلم.