2- وأما عن النميمة فقد قال الله تعالى في سورة القلم آية (10،11):
"وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَّهِينٍ هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ". كما قال صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل الجنة نمام ". امسك عليك لسانك والزم بيتك. (متفق عليه). وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يبلغني أحد عن أحد من أصحابي شيئا فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر " رواه أبو داود والترمذي. 3- وأما عن الكذب فقد قال الله تعالى في سورة غافر آية (28):
"وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ". * ولا تنسى يا أخ الإسلام أن القلوب قدور تغلي بما فيها وألسنتنا مغارفها ، فما نطق به اللسان له أصل في القلب، وما أسر العبد سريرة إلا وأظهرها الله على وجهه أو في فلتات لسانه. * كما أن اللسان يؤثر في القلب والقلب يؤثر في سائر الجوارح فذكر الله بخشوع وتدبر يؤثر في القلب حيث قال الله تعالى في سورة الرعد آية (28):
"الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ".
الدرر السنية
وقد بوب الإمام البخاري في صحيحه بقوله: " بابُ لا يُقالُ فلان شهيد ".
والكلمة الواحدة قد ترفع وقد تخفض، وورد في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يلقي لها بالاً يرفع الله تعالى بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم). ولم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم يخاف على المسلم إلا من لسانه وفرجه، ويروي أبو هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال: (تقوى الله وحسن الخلق)، وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال: (الفم والفرج)، وقد روى الترمذي والنسائي وابن ماجة ،عن سفيان بن عبد الله رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله ، حدثني بأمر أعتصم به، قال: (قل ربي الله ثم استقم) قلت: يا رسول الله ، ما أخوف ما يخاف عليّ؟ ، فأخذ بلسان نفسه ثم قال: (هذا). ترجمان القلب
واللسان هو ترجمان القلب، ومظهر ما بداخله، وينضح بما فيه، ويربط رسولنا الكريم استقامة القلب باستقامة اللسان، ففي الحديث الذي رواه الإمام أحمد: (لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه)، وفي الترمذي، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله، فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله تعالى قسوة للقلب، وإن أبعد الناس من الله تعالى القلب القاسي)، وفيه أيضا، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من وقاه الله تعالى شر ما بين لَحْيَيْهِ ، وشر ما بين رجليه دخل الجنة).
وهذه القرية هي " أيلة " وهي على شاطئ بحر القلزم. قال محمد بن إسحاق: عن داود بن الحصين ، عن عكرمة عن ابن عباس في قوله: ( واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر) قال: هي قرية يقال لها " أيلة " بين مدين والطور. وكذا قال عكرمة ، ومجاهد ، وقتادة ، والسدي. وقال عبد الله بن كثير القارئ ، سمعنا أنها أيلة. وقيل: هي مدين ، وهو رواية عن ابن عباس وقال ابن زيد: هي قرية يقال لها. " مقنا " بين مدين وعيدوني. وقوله: ( إذ يعدون في السبت) أي: يعتدون فيه ويخالفون أمر الله فيه لهم بالوصاة به إذ ذاك. ( إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا) قال الضحاك ، عن ابن عباس: أي ظاهرة على الماء. القرية التي قال الله عنها إنها حاضرة البحر - فقه. وقال العوفي ، عن ابن عباس: ( شرعا) من كل مكان. قال ابن جرير: وقوله: ( ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم) أي: نختبرهم بإظهار السمك لهم على ظهر الماء في اليوم المحرم عليهم صيده ، وإخفائه عنهم في اليوم المحلل لهم صيده ( كذلك نبلوهم) نختبرهم ( بما كانوا يفسقون) يقول: بفسقهم عن طاعة الله وخروجهم عنها. وهؤلاء قوم احتالوا على انتهاك محارم الله ، بما تعاطوا من الأسباب الظاهرة التي معناها في الباطن تعاطي الحرام. وقد قال الفقيه الإمام أبو عبد الله بن بطة ، رحمه الله: حدثنا أحمد بن محمد بن مسلم ، حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني ، حدثنا يزيد بن هارون ، حدثنا محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة; أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود ، فتستحلوا محارم الله بأدنى الحيل " وهذا إسناد جيد ، فإن أحمد بن محمد بن مسلم هذا ذكره الخطيب في تاريخه ووثقه ، وباقي رجاله مشهورون ثقات ، ويصحح الترمذي بمثل هذا الإسناد كثيرا.
تفسير سورة الأعراف الآية 163 تفسير السعدي - القران للجميع
وذكر مرة أخرى بقصد الحوت المعروف وذلك في قصة النبي يونس عليه السلام. الأحاديث والروايات الواردة في المخلوق:
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من سلك طريقا طلب فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا به وإنه يستغفر لطالب العلم من في السماء ومن في الأرض حتى الحوت في البحر وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر النجوم ليلة البدر وإن العلماء ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ولكن ورثوا العلم فمن أخذ منه أخذ بحظ وافر. معلومات عامة:
الحيتان تتنفس عن طريق الرئة (ليس عن طريق الخياشيم كما في الاسماك). والحيتان من ذوات الدمّ الحار (الاسماك هي من ذوات الدمّ البارد)، تلد الحيتان صغارها حية تحت الماء وتقوم الحيتان بارضاع صغارها بالحليب عن طريق جلدها الخارجي المغطى بشكل قليل جدا بالشعر. الأنف تحوّر عند الحيتان إلى فتحة مفردة فوق رأسها. تفسير سورة الأعراف الآية 163 تفسير الطبري - القران للجميع. وجسم الحيتان يستهلك الأكسجين بكفاءة جيدة لكي تتمكن من الغطس لمدة طويلة. عندما تخرج الحيتان رأسها فوق سطح الماء تقوم باستخراج الهواء المستهلك عن طريق بخّه إلى الأعلى من فتحة الأنف العلوية وتكون عادة مصحوبة برذاذ بخار الماء لعلو عدة أمتار.
- واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر - الجليل - Youtube
وهذا الطَّبري يقول في تفسيره للقصَّة: "قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: واسأل يا محمد هؤلاء اليهود، وهم مجاوروك، عن أمر "القرية الّتي كانت حاضرة البحر"، يقول كانت بحضرة البحر، أي بقرب البحر وعلى شاطئه، واختلف أهل التّأويل فيها، فقال بعضهم: هي "أيلة" بين مَدْيَن والطّور، وقال بعضهم: هي "مَقْنا" بين مدْين وعينوني. تفسير سورة الأعراف الآية 163 تفسير السعدي - القران للجميع. وكان اعتداؤهم في السَّبت أنَّ الله حرّم عليهم السَّبت (الصّيد فيه)، فكانوا يصطادون فيه السَّمك، حيث كانت الأسماك والحيتان ظاهرةً بوفرة على الماء يوم السّبت، فالله أظهر السّمك لهم في اليوم المحرَّم صيده، وأخفاه عنهم في اليوم المحلَّل صيده، كي يختبرهم "بما كانوا يفسقون"، بفسقهم عن طاعة الله وخروجهم عنها". [التّفسير الجامع للطبري]. وعلى المعتبِر من القصَّة أن يفتح عقله ومشاعره على الحكمة في كلِّ ذلك، كي يزداد إيماناً بالغيب وبمعجزة الله تعالى وقدرته وعلمه المطلق. *إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.
القرية التي قال الله عنها إنها حاضرة البحر - فقه
إنّها قصّة أخرى من قصص القرآن الكريم، حيث الإشارة إلى الماكرين والمخادعين الّذين يختبرهم الله تعالى ويبلوهم بأعمالهم، ليميز الخبيث منهم من الطيِّب، فمكر الله فوق مكر الماكرين وتمرّد الخائنين على دعوته، وفي ذلك عِبرة لنا كي نتعلّم أنَّ الله لا مجال لخداعه والتمرّد على أوامره، فهو العالم بالسرّ والعلن والظّاهر والباطن، وهو معنا أينما كُنّا، وهو الكاشف لأعمالنا الخفيَّة، مهما خطَّطنا وابتعدنا عن أعين النّاس. يقول الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز: { واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ}[الأعراف: 163].
تفسير سورة الأعراف الآية 163 تفسير الطبري - القران للجميع
روي في قصص هذه الآيات أنها كانت في زمن داود عليه السلام. واختلف أهل التفسير في تعيين هذه القرية: أي قرية هي؟ فقيل أيلة، وقيل طبرية، وقيل مدين بين أيلة والطور، وقيل إيليا، وقيل قرية من قرى ساحل الشام بين مدين وعينون. وكان اليهود يكتمون هذه القصة لما فيها من السبة عليهم. قال أبو جعفر الطبري: والصواب من القول في ذلك أن يقال: هي قرية حاضرة البحر، وجائز أن تكون أي من القري المذكورة، لأن كل ذلك حاضرة البحر، ولا خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقطع العذر بأي من ذلك. حرّم الله سبحانه على أهل هذه القرية صيد الحيتان يوم سبتهم، فكانت الحيتان تأتيهم يوم سبتهم شرعاً من كل مكان في ساحل البحر. فإذا مضى يوم السبت، غاصت فلم يأت حوت واحد، فلا يقدروا عليها حتى يغوصوا. فمكثوا بذلك ما شاء الله. وكانوا قوماً قد اشتدت شهوتهم إلى أكل الحيتان ولقوا من ذلك بلاءً، فاتخذ رجل منهم خيطاً ووتداً، وأخذ حوتاً فربط في ذنبه الخيط، ثم ربطه إلى الوتد، ثم تركه في الماء، حتى إذا غربت الشمس من يوم الأحد، اجتره بالخيط ثم شواه. فوجد جار له ريح حوت، فقال: يا فلان، إني أجد في بيتك ريح نون! فقال: لا! قال: فتطلع في تنوره فإذا هو فيه، فأخبره حينئذ الخبر.
ويحتمل أنها لم تمسخ، لأنها - وإن كانت ظالمة لنفسها عاتية عن أمر ربها ونهيه، لكنها - لم تظلم نفسها بهذه المعصية الخاصة، وهي صيد الحوت في يوم السبت، ولا عتت عن نهيه لها عن الصيد. وأما إذا كانت الطائفة الثالثة ناهية كالطائفة الثانية، وإنما جعلت طائفة مستقلة لكونها قد جرت المقاولة بينها وبين الطائفة الأخرى من الناهين المعتزلين، فهما في الحقيقة طائفة واحدة لاجتماعهما في النهي والاعتزال والنجاة من المسخ. وهكذا نجد أن الآيات قد نصت على نجاة الناهين وهلاك الظالمين، وسكتت عن الساكتين، لأن الجزاء من جنس العمل!! فهم لا يستحقون مدحا فيمدحوا، ولا ارتكبوا عظيما فيذموا. ومما يدل على أنه إنما هلكت الفرقة العادية لا غير، قوله تعالى: ﴿ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا ﴾ [ الأعراف: 165]. وقوله تعالى في سورة البقرة: ﴿ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ ﴾[ [ البقرة: 65].