مما ذكرته هذه السورة من شأن موسى عليه السلام خروجه من مصر فراراً من بطش فرعون وقومه بعد قتله للقبطي، حيث استقر المقام به عليه الصلاة والسلام في مدين، فقد دخلها نهاراً ووجد فيها بئراً يسقي منها الرعاة أغنامهم، ورأى بينهم امرأتين لا تقدران على السقي، فأعانهما عليه، فكان ذلك أول أمره في مدين ومكثه فيها حتى تكليفه بالرسالة. مراجعة لما سبق تفسيره من آيات سورة القصص
تفسير قوله تعالى: (ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل)
تفسير قوله تعالى: (ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس... )
تفسير قوله تعالى: (فسقى لهما ثم تولى إلى الظل... )
تفسير قوله تعالى: (فجاءته إحداهما تمشي على استحياء... عسى ربي ان يهديني سواء السبيل. )
قراءة في كتاب أيسر التفاسير
والآن إليكم شرح الآيات من الكتاب فتأملوها أيضاً. معنى الآيات
هداية الآيات
قال الشارح: [ من هداية هذه الآيات: أولاً: وجوب حسن الظن بالله تعالى، وقوة الرجاء فيه عز وجل، والتوكل عليه]، وقد تجلى هذا في أن يخرج موسى من مصر بيديه حتى بدون نعلين ولا طعام ولا شراب ولا مركب ولا شيء آخر، وبالتالي لولا رجاؤه في الله وتوكله عليه واعتماده على إحسانه ما يفعل هذا، ولذا فواجب المؤمن أن يكون متوكلاً على الله معتمداً عليه راجياً إحسانه وفضله في أية مهمة تصيبه أو حادثة تنزل به.
- شرح دعاء " عسى ربي أن يهديني سواء السبيل " - الكلم الطيب
- القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة القصص - الآية 22
- إعراب قوله تعالى: ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل الآية 22 سورة القصص
- الباحث القرآني
- الفرق بين المؤمن والمسلم - منبع الحلول
شرح دعاء " عسى ربي أن يهديني سواء السبيل " - الكلم الطيب
وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَىٰ رَبِّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ (22) قوله تعالى: ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل لما خرج موسى عليه السلام فارا بنفسه منفردا خائفا ، لا شيء معه من زاد ولا راحلة ولا حذاء نحو مدين ، للنسب الذي بينه وبينهم; لأن مدين من ولد إبراهيم ، وموسى من ولد يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم; ورأى حاله وعدم معرفته بالطريق ، وخلوه من زاد وغيره ، أسند أمره إلى الله تعالى بقوله: عسى ربي أن يهديني سواء السبيل وهذه حالة المضطر. قلت: روي أنه كان يتقوت ورق الشجر ، وما وصل حتى سقط خف قدميه. قال أبو مالك: وكان فرعون وجه في طلبه وقال لهم: اطلبوه في ثنيات الطريق ، فإن موسى لا يعرف الطريق. إعراب قوله تعالى: ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل الآية 22 سورة القصص. فجاءه ملك راكبا فرسا ومعه عنزة ، فقال لموسى اتبعني فاتبعه فهداه إلى الطريق ، فيقال: إنه أعطاه العنزة فكانت عصاه. ويروى أن عصاه إنما أخذها لرعي الغنم من مدين وهو أكثر وأصح. قال مقاتل والسدي: إن الله بعث إليه جبريل; فالله أعلم. وبين مدين ومصر ثمانية أيام; قال ابن جبير والناس: وكان ملك مدين لغير فرعون.
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة القصص - الآية 22
و[الكربُ] اسمها مرفوع. ويلاحظ هنا أنّ الفعل المضارع [يكون] غير مسبوق بـ [أنْ]، وينشأ عنه أنّ خبر [عسى] في هذه الحال هو جملة الفعل المضارع: [يكون وراءه فرجٌ]. ·] وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبّوا شيئاً وهو شرٌّ لكم [ (البقرة 2/216) تكررت [عسى] في الآية مرتين، وهي في كلتيهما فعلٌ تامّ لا يطلب اسماً وخبراً، بل يطلب فاعلاً. الباحث القرآني. وذلك أنها تجرّدت من اسم لها ظاهرٍ أو مضمر. وتلاها [أن] وفعلٌ مضارع منصوب بها: [تكرهوا، تحبوا]، ومتى كان ذلك (أي: متى تجرّدت من اسم لها، وتلاها أنْ وفعل مضارع) كانت تامة، وكان فاعلُها المصدرَ المؤوّل من [أنْ] والفعل المضارع. ومثل ذلك قولُه تعالى: ·] عسى أنْ يبعثكَ ربُّكَ مقاماً محموداً [ (الإسراء 17/ 79) فهي هنا تامة، والمصدر المؤوّل من [أنْ يبعثك ربُّك] هو الفاعل. وذلك كثير في القرآن، ومنه أيضاً: ·] لا يَسخَرْ قومٌ من قومٍ عسى أن يكونوا خيراً منهم [ (الحجرات 49/11) فإنّ [عسى] هنا تامّة، فاعلها المصدر المؤوّل من [أن يكونوا... ·] قال هل عسيتم إنْ كُتِب عليكمُ القتال ألاّ تقاتلوا [ (البقرة 2/246) [عسيتم]: عسى في الآية ناقصة ترفع الاسم وتنصب الخبر. وذلك أنها اتّصلت بضمير، ومتى اتّصلت به كان هو اسمَها ودليلَ نقصانها.
إعراب قوله تعالى: ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل الآية 22 سورة القصص
(أَنْ) نافية (تُرِيدُ) مضارع فاعله مستتر (إِلَّا) حرف حصر (أَنْ تَكُونَ) مضارع ناقص منصوب بأن واسمه مستتر (جَبَّاراً) خبره والمصدر المؤول من أن وما بعدها مفعول تريد (فِي الْأَرْضِ) متعلقان بجبارا، (وَما تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ) معطوفة على ما قبلها وإعرابه واضح.. إعراب الآية (20): {وَجاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعى قالَ يا مُوسى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ (20)}. (وَجاءَ) الواو حرف استئناف (جاءَ رَجُلٌ) ماض وفاعله والجملة مستأنفة لا محل لها و(مِنْ أَقْصَى) متعلقان بمحذوف صفة لرجل (الْمَدِينَةِ) مضاف إليه (يَسْعى) مضارع فاعله مستتر والجملة صفة ثانية لرجل. (قالَ) ماض فاعله مستتر (يا) حرف نداء (مُوسى) منادى والجملة الندائية مقول القول (إِنَّ) حرف مشبه بالفعل (الْمَلَأَ) اسمها (يَأْتَمِرُونَ) مضارع وفاعله والجملة خبر إن (بِكَ) متعلقان بالفعل (لِيَقْتُلُوكَ) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل والواو فاعله والكاف مفعوله. والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر باللام والجار والمجرور متعلقان بيأتمرون، (فَاخْرُجْ) الفاء الفصيحة (اخرج) أمر فاعله مستتر والجملة جواب شرط مقدر لا محل لها (إِنِّي) إن واسمها (لَكَ) متعلقان بالناصحين (مِنَ النَّاصِحِينَ) متعلقان بمحذوف خبر إن والجملة الاسمية تعليل لا محل لها.. شرح دعاء " عسى ربي أن يهديني سواء السبيل " - الكلم الطيب. إعراب الآية (21): {فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبُ قالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (21)}.
الباحث القرآني
* * *
وأمّا قَوْلُهُ: ﴿فَقالَ رَبِّ إنِّي لِما أنْزَلْتَ إلَيَّ مِن خَيْرٍ فَقِيرٌ﴾ فالمَعْنى: إنِّي لِأيِّ شَيْءٍ أنْزَلْتَ إلَيَّ مِن خَيْرٍ قَلِيلٍ أوْ كَثِيرٍ غَثٍّ أوْ سَمِينٍ لَفَقِيرٌ، وإنَّما عَدّى فَقِيرًا بِاللّامِ؛ لِأنَّهُ ضُمِّنَ مَعْنى سائِلٍ وطالِبٍ. واعْلَمْ أنَّ هَذا الكَلامَ يَدُلُّ عَلى الحاجَةِ، إمّا إلى الطَّعامِ أوْ إلى غَيْرِهِ، إلّا أنَّ المُفَسِّرِينَ حَمَلُوهُ عَلى الطَّعامِ. قالَ ابْنُ عَبّاسٍ: يُرِيدُ طَعامًا يَأْكُلُهُ، وقالَ الضَّحّاكُ: مَكَثَ سَبْعَةَ أيّامٍ لَمْ يَذُقْ فِيها طَعامًا إلّا بَقْلَ الأرْضِ.
الإعراب: (أن) حرف مصدريّ ونصب (أنكحك) مضارع منصوب (إحدى) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدرة (هاتين) عطف بيان على ابنتيّ مبنيّ على الياء في محلّ جرّ، (أن) مثل الأول (ثماني) ظرف زمان منصوب وعلامة النصب الفتحة متعلّق ب (تأجرني)، ومفعول تأجرني محذوف أي: تأجرني نفسك... والمصدر المؤوّل (أن أنكحك... ) في محلّ نصب مفعول به عامله أريد. والمصدر المؤوّل (أن تأجرني... ) في محلّ جرّ ب (على) متعلّق بحال من فاعل أنكحك أو من مفعوله أي مستأجرا- بكسر الجيم- أو مستأجرا- بفتحها-. الفاء عاطفة (أتممت) ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط (عشرا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (أتممت)، الفاء رابطة لجواب الشرط (من عندك) خبر لمبتدأ مقدّر أي: التمام من عندك الواو عاطفة (ما) نافية (أن أشقّ) مثل أن أنكحك (عليك) متعلّق ب (أشقّ)... والمصدر المؤوّل (أن أشقّ... السين حرف استقبال، والنون في (تجدني) للوقاية (شاء) فعل ماض في محلّ جزم فعل الشرط (من الصالحين) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله تجدني... جملة: (قال... وجملة: (إنّي أريد... وجملة: (أريد... وجملة: (أنكحك... وجملة: (تأجرني... ) لا محل لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني.
تاريخ النشر: الأحد 23 محرم 1425 هـ - 14-3-2004 م
التقييم:
رقم الفتوى: 19304
160740
0
608
السؤال
ما الفرق بين المؤمن والمسلم وهل كل مسلم مؤمن؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن تحديد الفرق بين المؤمن والمسلم ينبني على تحديد الفرق بين الإسلام والإيمان، والقاعدة عند العلماء: أنهما إذا اجتمعا افترقا، وإذا افترقا اجتمعا. فإذا ورد الإسلام والإيمان في نص واحد، كان معنى الإسلام: الأعمال الظاهرة. ومعنى الإيمان: الاعتقادات الباطنة، كقوله تعالى: (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْأِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ) [الحجرات:14]. أما إذا ذكر الإسلام وحده دخل في معناه الإيمان، كقوله تعالى: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ) [آل عمران:19]. وإذا ذكر الإيمان وحده دخل فيه الإسلام، كقوله تعالى: ( وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْأِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ) [المائدة:5]. وعلى هذا التفصيل، فإن كل مؤمن مسلم، وليس كل مسلم مؤمناً، لذلك يحكم للمنافق في أحكام الدنيا بالإسلام، وقلبه خاوٍ من الإيمان، وإن مات على نفاقه فهو في الآخرة من الخاسرين.
الفرق بين المؤمن والمسلم - منبع الحلول
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: حين جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن الإسلام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت الحرام" ثم سأله عن الإيمان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره". الفرق بين المؤمن والمسلم الإسلام: هو الأعمال الظاهرة التي تكمن بقول اللسان وعمل الجوارح. الإيمان: هو الأعمال الباطنة والتي محلها القلب من إقرار واعتراف. فالإسلام والإيمان مرتبطان ببعضهما البعض لأن الإيمان تصديق القلب ومن ثم يأتي الإسلام ليكون عمل وقول وانقياد كامل لله عز وجل، وإذا أطلقنا أحدهما شمل الآخر كما ورد في قوله تعالى: (إنّ الدّينَ عِندَ اللهِ الإسّلام) {آل عمران 19} ومن هنا نستنجد أن كل مؤمن هو مسلم ولكن ليس بالضرورة كل مسلم أن يكون مؤمناً ودليل ذلك قوله تعالى في كتابه الكريم: (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْأِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ) {الحجرات 14}.
النقص في الأركان
المؤمن لا يمكن أن يشوب إيمانه النقص أو الخلل، فأي خلل أو تشكيك في أي ركن من أركان الإيمان يحوله من مؤمن إلى كافر، لأنّ هذا مرتبط باليقين والتصديق القلبي بالأمور، فعندما يكون الشخص مؤمنًا بالله والملائكة لكنّه غير مؤمن بالكتب السماوية جميعها أو بالرسل والديانات جميعًا فهنا إيمانه ناقص ويحتاج إلى تقويم. أما الإسلام؛ وبما أنّه مرتبط بالسلوكيات فإنّ العاق لوالديه أو لأحدهما أو التارك للصلاة أو الغشاش أو المغتاب ما دام ناطقًا بالشهادتين لا يخرجه هذا من الإسلام، لكنّ إسلامه ناقص ويجب أن يكمل حتى ينال فعلًا الأجر والثواب الذي وعد الله به المسلمين في كتابه الحكيم [٢] [٣]. المراجع
↑ "الفرق بين الإسلام والإيمان " ، الإسلام سؤال وجاوب ، اطّلع عليه بتاريخ 22-03-2019. بتصرف
^ أ ب "كل مؤمن مسلم وليس العكس" ، الإيمام ابن باز ، اطّلع عليه بتاريخ 22-03-2019. بتصرف
^ أ ب "كل مؤمن مسلم وليس كل مسلم مؤمن" ، إسلام ويب ، اطّلع عليه بتاريخ 22-03-2019. بتصرف