ملخص المقال
الزهد في الدنيا من أعظم أخلاق العلماء، فلماذا يكون العالم زاهدا ؟ وكيف نتعامل مع الدنيا والمال ؟ وهل لا يمكن الجمع بين العلم والدنيا ؟
يأتي الزهد في الدنيا نتيجة طبيعية وحتمية للإخلاص عند العلماء؛ فإذا لم يكن العالم مخلصًا في علمه لله تعالى، متجردًا فيه عن إغراءات الدنيا وزخارفها، لن يكون بإمكانه تحقيق خُلق وفضيلة الزهد فيها، وما لم يحقق الزهد فيها فلن يكون علمه خالصًا لوجه الله تعالى. ضرورة التخلق بالزهد
وأعني فيما أعني هنا، ألا نطلب الدنيا بعلمنا.. وهذه حقيقة يقع فيها الكثيرون، وخاصة وأن أغلب العلوم الآن -وبالأخص العلوم الحياتية- تعد من مصادر الدخل الأساسية للفرد، وقد يكثر المال بسبب التفوق في هذه العلوم، فيفتن به وينسى قضيته، وتتبدل نيته!! الزهد في الدنيا - صحيفة الأيام البحرينية. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: "فَوَاللَّهِ مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنْ أَخَشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا، وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ" [1]. أمرٌ جد خطير أن نسعى لتحصيل العلم ونتعلم -أيًّا كانت العلوم- من أجل المال، وأخطر منه أن يفتح الله تعالى أبواب الرزق الواسعة على العالم فتنة له، فيقع فيها، فتراه لا يعد يصرف علمه إلا في الوجه الذي يأتي فقط بمال!!
- 162 من: (باب فضل الزهد في الدنيا والحثّ عَلَى التَّقلل منها وفضل الفقر)
- الزهد في الدنيا - صحيفة الأيام البحرينية
- الحديث الحادي والثلاثون : الزهد في الدنيا - الاربعين النووية
- قولُ الله تعالى (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ) | موقع سحنون
- القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة النازعات - الآية 41
- فإن الجنة هي المأوى - الآية 41 سورة النازعات
- الآيات التي يمكن أن يوعظ بها متعاطي المخدرات - الداعم الناجح
162 من: (باب فضل الزهد في الدنيا والحثّ عَلَى التَّقلل منها وفضل الفقر)
وبالفعل أخذ التاج وخرج به ، ولكن يزيد بن الملهب أمر أحد الرجال بأن يتبعه ليرى ما سيفعله هذا الرجل بالتاج الذي بين يديه ، وبمراقبته رأى الرجل أنه قد مرّ بسائل في الطريق ، وحينما طلب منه أن يعطيه شيئًا ؛ لم يتردد في منحه التاج النفيس الذي كان معه ، ثم انصرف دون ندم ، وحينما علم يزيد بما حدث ؛ أرسل إلى السائل الكثير من الأموال ، ثم استعاد منه التاج. قصة ما معك من الدنيا
ذات يوم قدم عمير بن سعد وكان أميرًا لحمص على أمير المؤمنين عمر رضي الله عنهما ؛ فقال له عمر: ما معك من الدنيا؟" ؛ فأجابه عمير: "معي عصاي أتوكأ بها ، وأقتل بها حية إن لقيتها ، ومعي جرابي أحمل فيه طعامي ، ومعي قصعتي آكل فيها وأغسل راسي وثوبي ، ومعي مطهرتي أحمل فيها شرابي وطهوري للصلاة ، فما كان بعد هذا من الدنيا فهو تبع لما معي" ، حينها قال عمر: "صدقت رحمك الله". قصة جائزة الفضيل
ورد أن بعض الخلفاء كانوا يرسلون إلى الفقهاء جوائز ؛ فكانوا يقبلونها ، بينما أُرسلت جائزة مقدارها عشرة آلاف إلى الفضيل بن عياض ، ولكنه لم يقبلها ؛ فسأله بنوه:"لقد قبل الفقهاء ؛ بينما ترد أنت على حالتك هذه" ، حينها بكى الفضيل قائلًا: "أتدرون ما مثلي ومثلكم؟!..
الزهد في الدنيا - صحيفة الأيام البحرينية
ج: أتى بالرابعة عن ترك الجلوس؟
س: نعم. ج: ليس عليه شيء ما دام جاهلًا، لكن يُعَلَّم. س: وما حكمه إن لم يكن جاهلًا؟
ج: ما هو.......... إلَّا جاهل. س: الجزية إذا أُخِذَتْ؟
ج:................ لبيت المال. س: أقصد أنه إذا لم يكن جاهلًا وفعل هذا ناسيًا؟
ج: النَّاسي أشدّ وأشدّ. س: إذا كان طالب علمٍ وأراد أن يُتاجر كي يكتسب مالًا ويتصدق على الفقراء، ألا يُخْشَى عليه أن يقع في حبِّ.. الحديث الحادي والثلاثون : الزهد في الدنيا - الاربعين النووية. ؟
ج: لا، لقد اتَّجر الصحابةُ وهم أفضل منا، وعملوا، ونفعوا الناس: فعبدالرحمن اتَّجر، والصديق اتَّجر، وعمر اتَّجر، وغيرهم من الصحابة اتَّجروا، والأنصار مزارعون، وعندهم المزارع العظيمة ، ونفع الله بهم المهاجرين. س: لكن كثيرًا من طلاب العلم فعلوا ذلك ووقعوا في حبِّ.. ؟
ج: لا، عليه بتجارةٍ لا تشغله عن طلب العلم وعن التَّفقه في الدين.
الحديث الحادي والثلاثون : الزهد في الدنيا - الاربعين النووية
انتهى. والله أعلم.
وهذه -وللأسف- حقيقة مشاهدة، ومن دعاة في الدين وعلماء!! فقد كان أحد من أعرفهم إمامًا في مسجد في دولة غربية، وكان يأخذ راتبًا على هذه الإمامة، ولما انفصم العقد الذي كان بينه وبين إدارة المسجد، وجدته وقد قرَّر أن يظل بالبلد يعمل بأي عمل آخر ولو كان بعيدًا تمامًا عن مجال الدعوة والدين، فالمهم عنده هو الاستمرار في تحصيل المال والثروة. ورغم أن بيته كان قريبًا من المسجد الذي كان يعمل إمامًا له، إلا أنه لم يعدْ يأتي إلى الصلاة، لقد ذهب الراتب، فذهبت الدعوة، بل وذهبت صلاة الجماعة!! الزهد في الدنيا للشيخ النابلسي. أما الغريب، فهو أن هذا الشيخ بعينه هو الذي قصَّ عليَّ قبل ذلك -متندرًا أحوال العلماء والدعاة الذين يقومون بمثل ذلك، فحكى لي في أسًى -أن أحدهم- وكان إمامًا أيضًا- إذا جاء يوم إجازة الأسبوع، كان لا ينزل إلى المسجد يُصلِّي، رغم أن بيته فوق المسجد تمامًا!! وقد مرَّت الأيام، ووقع هو فيما وقع فيه صاحبه، والمؤمن لا يأمن على نفسه الفتنة أبدًا، ونسأل الله الثبات. ومثل هذه الصورة نراها أيضًا في غير أئمة المساجد، فحين كنت في الأردن وجدت من يشكو إلى أن إحدى الإذاعات طلبت من أحد الدعاة البارزين أن يلقي حديثًا فيها، لتعليم الناس ونشر العلم وغيره، فوافق على أن يُدفع له أولاً مبلغٌ وقدره كذا!!
[ ص: 212] القول في تأويل قوله تعالى: ( فأما من طغى ( 37) وآثر الحياة الدنيا ( 38) فإن الجحيم هي المأوى ( 39) وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى ( 40) فإن الجنة هي المأوى ( 41)). قولُ الله تعالى (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ) | موقع سحنون. يقول تعالى ذكره: فأما من عتا على ربه ، وعصاه واستكبر عن عبادته. حدثني محمد بن عمرو ، قال: ثنا أبو عاصم ، قال: ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال: ثنا الحسن ، قال: ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله: ( طغى) قال: عصى. قوله: ( وآثر الحياة الدنيا) يقول: وآثر متاع الحياة الدنيا على كرامة الآخرة ، وما أعد الله فيها لأوليائه ، فعمل للدنيا ، وسعى لها ، وترك العمل للآخرة ( فإن الجحيم هي المأوى) يقول: فإن نار الله التي اسمها الجحيم ، هي منزله ومأواه ، ومصيره الذي يصير إليه يوم القيامة. وقوله: ( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى) يقول: وأما من خاف مسألة الله إياه عند وقوفه يوم القيامة بين يديه ، فاتقاه بأداء فرائضه ، واجتناب معاصيه ، ( ونهى النفس عن الهوى) يقول: ونهى نفسه عن هواها فيما يكرهه الله ، ولا يرضاه منها ، فزجرها عن ذلك ، وخالف هواها إلى ما أمره به ربه ( فإن الجنة هي المأوى) يقول: فإن الجنة هي مأواه ومنزله يوم القيامة.
قولُ الله تعالى (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ) | موقع سحنون
مقالات متعلقة
تاريخ الإضافة: 28/1/2016 ميلادي - 18/4/1437 هجري
الزيارات: 189235
سلسلة نصوص وفهوم
الحلقة الثانية
﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾
د. عثمان محمد غريب [1]
يستدلُّ بعض العلماء بقوله تعالى: ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: 3، 4] على حجيَّة السنَّة؛ لأنَّ الآية في نظرهم عامَّة لكل ما يَنطق به الرسول صلى الله عليه وسلم، سواء كان قرآنًا أو غيـرَ قرآن، والأصل في العموم أن يبقى على عمومه ولا يُخصَّصَ إلا بدليل؛ قال الغزالي: "وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم حجَّة؛ لدلالة المعجزة على صدقه، ولأمر الله تعالى إيَّانا باتباعه، ولأنه لا يَنطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يُوحى، لكنَّ بعض الوحي يُتلى فيُسمَّى كتابًا، وبعضه لا يُتلى، وهو السنَّة" [2]. قال القرطبي: "وفيها أيضًا دلالة على أن السنَّة كالوحي المنزَّل في العمل" [3]. فإن الجنة هي المأوى - الآية 41 سورة النازعات. وقال آخرون: إنَّ الآية خاصة بالقرآن، ولا علاقة لها بالسنَّة. قال القاسمي: "والضمير للقرآن؛ لفهمِه مِن السياق، ولأنَّ كلام المُنكِرين كان في شأنه، وأرجَعَه بعضُهم إلى ما ينطق به مطلقًا، واستدلَّ على أن السنن القولية من الوحي".
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة النازعات - الآية 41
{يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ مَا سَعَى} لأن النتائج السلبية أو الإيجابية في الآخرة خاضعة للسعي الخيّر أو الشرّير في الدنيا، فهو يعصر فكره ليستحضر كل تاريخه ليعرف مصيره في تلك اللحظة الحاسمة. {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَى} في عملية إظهارٍ إيحائيٍّ لكل الذي يملك عينين ليتعرف النتائج الصعبة للعاملين في الخط المنحرف عن خط الله... ثم تتنوّع المصائر تبعاً لتنوّع المواقف العملية في الدنيا.
فإن الجنة هي المأوى - الآية 41 سورة النازعات
ثم قال: "والصواب هو الأول؛ أعني: كون مرجع الضمير للقرآن؛ لما ذكرنا، فإنه ردٌّ لقولهم: (افتراه)، والقرينة من أكبر المخصَّصات" [4]. وظنَّ المُنكرون لحجيَّة السنَّة أنهم وجدوا ضالتهم في هذا الرأي، وفرحوا به أيَّما فرَح. وأنا لست هنا بصدد الترجيح لرأي دون آخر، بَيْدَ أنني هنا أوجِّه إلى هؤلاء المُنكِرين لحجيَّة السنَّة سؤالًا:
لو أخذنا بهذا الرأي الثاني، وسلَّمنا بأن الآية خاصة بالقرآن الكريم دون السنَّة النبوية، فهل يَنطق رسول الله صلى الله عليه وسلم خارج القرآن عن الهوى؟!
الآيات التي يمكن أن يوعظ بها متعاطي المخدرات - الداعم الناجح
يقول تعالى لنبيه:
تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا [الأحزاب:51]
أي تقرب إليك من شئت منهن وتجعلهن تحت جناحك وفي حنانك وكنفك ، وترجي من شئت أي تبعدهن حتى إذا شئت أن تؤوي ممن أرجيت وأبعدت فلا جناح عليك فيحصل الرضى في أنفسهن ولا يجدن في أنفسهم حزناً على فوات قربك فيحصل الرضى منهن جميعاً.
( قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ) [هود:80]
فهو يتحسر على انعدام المعين من قومه ممن يمنعهم من الوصول لضيفه أو يأوي إلى من يركن إليه ليحميه من عدوانهم فكان المأوى هنا هو المستقر الآمن والمحل الآنف عن وصول المعتدي وقدرته.