ثلاثة لا ترد دعوتهم
حديث ثلاثة لا ترد دعوتهم
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة لا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ الإِمَامُ الْعَادِلُ وَالصَّائِمُ حِينَ يُفْطِرُ وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ يَرْفَعُهَا فَوْقَ الْغَمَامِ وَتُفَتَّحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ وَعِزَّتِي لأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ رواه الترمذي (2525) ، وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" (2050).
- دعوة الصائم حين يفطر
- الدرر السنية
- ثلاث لاترد دعوتهم
- ثلاثة لا ترد دعوتهم - موقع المتقدم
- تفسير قوله تعالى (وكانوا قليلاً من الليل ما يهجعون) - موضوع
- القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الذاريات - الآية 17
- كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18) الذاريات – اجمل واروع الصور الاسلامية والدينية 2020
- فصل: إعراب الآيات (43- 44):|نداء الإيمان
دعوة الصائم حين يفطر
- ثلاثةٌ لا تُردُّ دعوتُهم الصَّائمُ حتَّى يُفطرَ والإمامُ العادلُ ودعوةُ المظلومِ يرفعُها اللهُ فوق الغمامِ وتُفتَّحُ لها أبوابَ السَّماءِ ويقولُ الرَّبُّ وعزَّتي لأنصُرنَّك ولو بعد حينٍ
الراوي:
أبو هريرة
| المحدث:
المنذري
| المصدر:
الترغيب والترهيب
| الصفحة أو الرقم:
2/121
| خلاصة حكم المحدث:
[إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]
| التخريج:
أخرجه الترمذي (3598) واللفظ له، وابن ماجه (1752)، وأحمد (8030). ثلاثة لا تردُّ دعوتُهم... والصَّائمُ حتَّى يفطرَ ودعوةُ المظلومِ...
أبو هريرة | المحدث:
الألباني
|
المصدر:
صحيح ابن ماجه
الصفحة أو الرقم: 1432 | خلاصة حكم المحدث: صحيح
التخريج:
أخرجه الترمذي (3598)، وابن ماجه (1752)، وأحمد (8030) مطولاً. دعوة الصائم حين يفطر. بيَّنَ لنا النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أسبابَ إجابةِ الدُّعاءِ، وبيَّنَ صِفاتِ الأشخاصِ الَّتي يقبَلُ اللهُ دُعاءَهم.
الدرر السنية
وعَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ لِلَّهِ عِنْدَ كُلِّ فِطْرٍ عُتَقَاءَ وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ رواه ابن ماجه (1643) ، وصححه الألباني في "صحيح ابن ماجه (1332)
فمن دعا ربه بقلب حاضر ودعاء مشروع وهو صائم ولم يمنع من إجابة الدعاء مانع كأكل الحرام ونحوه فإن الله تعالى قد وعده بالإجابة. وخصوصاً إذا أتى بأسباب إجابة الدعاء وهو الاستجابة لله تعالى بالانقياد لأوامره ونواهيه القولية والفعلية والإيمان به الموجب للاستجابة ، قال تعالى: وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون
وعليه أن يلح في الدعاء وطلب الغفران فإنه في شهر فاضل وموسم عظيم من مواسم العبادة ، وموطن حري أن يستجاب فيه الدعاء. ثلاث لاترد دعوتهم. وعلى الصائم أن يحذر أن تكون لحظات الإفطار وقتاً للقيل والقال أو الانشغال بأمور لا تفوت بتأخيرها ، فإن هذه دقائق غالية فلا ترخصوها بالغفلة. ويشرع للصائم حال فطره أن يجيب المؤذن فيقول مثل قوله عند كل جملة إلا في حي على الصلاة حي على الفلاح فيتابع بقول: لا حول ولا قوة إلا بالله ، وذلك لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ، وهذا عام في كل الأحوال إلا ما دل الدليل على استثنائه.
ثلاث لاترد دعوتهم
ثانيا: هذا الحديث صحيح، رواته كلهم ثقات.
ثلاثة لا ترد دعوتهم - موقع المتقدم
عن أبي هريرةَ - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ثلاثةٌ لا تُرَدُّ دعوتُهم: الإمام العادل، والصائم حين يفطر، ودعوة المظلوم، يرفعها الله فوق الغَمام، وتُفتح لها أبوابُ السماء، ويقول الربُّ - تبارك وتعالى -: وعِزَّتي وجلالي لأنصرنَّك ولو بعد حين))؛ رواه أحمد، والترمذيُّ، وابن ماجَهْ. إن الحديثَ تناوَل دعواتٍ مستجابةً:
الأولى: دعوة الإمام العادل:
وهو كلُّ رئيسٍ يرْعى مصالحَ المسلمين، ويرْفَع شأنهم، ويُبعد الشر عنهم، وكل مَن كانتْ له رعايةٌ أو سُلطة على الناس؛ كالوزير، والمحافظ، والمدير، والعمدة، ورؤساء المصالح؛ مِن مدرسة، أو مستشفى، أو شركة، أو أي مرفق من مرافق الدولة؛ فهو إمامٌ في دائرته. فهؤلاءِ جميعًا يجب أن يكونَ الناسُ أمام كل منهم سواسية كأسنان المشط؛ لأن الإسلامَ لا يُحابي ذا قرابةٍ، أو مالٍ، أو جاهٍ، أو سلطانٍ، ولا يميز بين الشريفِ والوضيع، بل يأخُذ الناس على جادة الحقِّ، ويُمَهِّد لهم سبيل إقامة الدين، ولا يقف في طريق الدعوة إلى الله، أو التأسِّي بالرسول الكريم - صلوات الله وسلامه عليه - ومُجانَبة البِدَع والخرافات، التي شوَّهَتْ معالم الدين، مِن غير إفراطٍ ولا تفريطٍ.
حديث: «ثلاث لا ترد»: السؤال الثاني من الفتوى رقم (8378): س2: «ثلاث لا ترد: اللبن والوسادة والعود» (*) هل هذا حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ ج2: الحديث رواه الترمذي في سننه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاث لا ترد: الوسائد والدهن واللبن» (*) والمراد بالدهن: الطيب، ثم قال الترمذي: هذا حديث غريب، ورمز له السيوطي في الجامع الصغير براموز الحسن، وسنده جيد. حديث: «إن الله يبعث على رأس مائة عام من يصلح لهذه الأمة أمر دينها»: الفتوى رقم (8687): س: سمعت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يبعث على رأس مائة عام من يصلح لهذه الأمة أمر دينها» (*) ولي بعض الاستفسارات: (أ) ما هو سند هذا الحديث ومتنه الصحيح ومن هو راويه؟ (ب) ذكر هؤلاء الصالحين إن أمكن ذلك. (ج) ما معنى: صلح أمر الدين، وقد تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على المحجة البيضاء؟ (د) كيف يستدل عليهم؟ (هـ) ما مدى صحة القول أنهم يأتون على رأس الثانية عشرة من كل قرن هجري؟ ج: أولا: روى هذا الحديث أبو داود في سننه عن سليمان بن داود المهري قال: أخبرنا عبدالله بن وهب أخبرني سعيد ابن أبي أيوب عن شراحيل بن يزيد المعافري عن أبي علقمة عن أبي هريرة، فيما أعلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة من يجدد لها دينها» (*).
وإني لا أقول ذلك جُزافًا، ولكن مِن واقع القضايا التي طَفَحَتْ بها المحاكمُ، حتى أربتْ على مئات الألوف مِن القضايا، وعجزتْ عن الإصلاح بين الناس، حتى كَثُرَت الشكوى، وعمَّت البلوى، ورفَع أهلُ الغيرة على الحق من النواب أصواتهم لكَشْفِ هذا الظلم عن المظلومين، وهيهات هيهات لِمَنْ يستجيب، أو يجد مَن يُلقي السمع وهو شهيد. فالمظلومُ على أي وجهٍ كان إذا دعا الله تعالى يجد الله سميعًا مجيبًا، فلْيَحْذَر الظالمون مِن سوء العاقبة؛ فإنَّ ربك لبالمرصاد، الذي يُملي للظالم حتى إذا أخَذَهُ لم يُفْلِتْه، والظلمُ ظُلمات يوم القيامة، ومَن كانتْ لأخيه مَظْلَمة عنده فليتحللْ منها في دنياه قبل أن يأتيَ الظالمون يوم القيامة ﴿ سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ * لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ [إبراهيم: 50، 51]. والله وليُّ التوفيق
المصدر: مجلة التوحيد - عدد 1409 رمضان هـ - صفحة 12
كانوا قليلا من الليل ما يهجعون، وبالاسحار هم يستغفرون | بصوت طفل ملائكي | سورة الذاريات - YouTube
تفسير قوله تعالى (وكانوا قليلاً من الليل ما يهجعون) - موضوع
وعرضت عملي على عمل أهل النار فإذا قوم لا خير فيهم يكذبون بكتاب الله وبرسل الله ، يكذبون بالبعث بعد الموت ، فوجدت من خيرنا منزلة قوما خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا. وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: قال رجل من بني تميم لأبي: يا أبا أسامة ، صفة لا أجدها فينا ، ذكر الله قوما فقال: ( كانوا قليلا من الليل ما يهجعون) ، ونحن والله قليلا من الليل ما نقوم. فقال له أبي: طوبى لمن رقد إذا نعس ، واتقى الله إذا استيقظ. وقال عبد الله بن سلام: لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة ، انجفل الناس إليه ، فكنت فيمن انجفل. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الذاريات - الآية 17. فلما رأيت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه رجل كذاب ، فكان أول ما سمعته يقول: " يا أيها الناس ، أطعموا الطعام ، وصلوا الأرحام ، وأفشوا السلام ، وصلوا بالليل والناس نيام ، تدخلوا الجنة بسلام ". وقال الإمام أحمد: حدثنا حسن بن موسى ، حدثنا ابن لهيعة ، حدثني حيي بن عبد الله ، عن أبي عبد الرحمن الحبلي ، عن عبد الله بن عمرو; أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها ، وباطنها من ظاهرها ". فقال أبو موسى الأشعري: لمن هي يا رسول الله ؟ قال: " لمن ألان الكلام ، وأطعم الطعام ، وبات لله قائما والناس نيام ".
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الذاريات - الآية 17
إعراب الآية 17 من سورة الذاريات - إعراب القرآن الكريم - سورة الذاريات: عدد الآيات 60 - - الصفحة 521 - الجزء 26. (كانُوا) كان واسمها (قَلِيلًا) صفة مفعول مطلق محذوف (مِنَ اللَّيْلِ) متعلقان بقليلا (ما) زائدة (يَهْجَعُونَ) مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة الفعلية خبر كانوا وجملة كانوا بدل من سابقتها كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17(أي عاملين الحسنات كما فسره قوله: { كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون} الآية. فالمعنى: أنهم كانوا في الدنيا مطيعين لله تعالى واثقين بوعده ولم يروه. وجملة { كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون} بدل من جملة { كانوا قبل ذلك محسنين} بدل بعض من كل لأن هذه الخصال الثلاث هي بعض من الإحسان في العمل. فصل: إعراب الآيات (43- 44):|نداء الإيمان. وهذا كالمثال لأعظم إحسانهم فإن ما ذكر من أعمالهم دال على شدة طاعتهم لله ابتغاء مرضاته ببذل أشد ما يبذل على النفس وهو شيئان أولهما: راحة النفس في وقت اشتداد حاجتها إلى الراحة وهو الليل كله وخاصة آخره ، إذ يكون فيه قائم الليل قد تعب واشتد طلبه للراحة. وثانيهما: المال الذي تشحّ به النفوس غالباً ، وقد تضمنت هذه الأعمال الأربعة أصلَي إصلاح النفس وإصلاح الناس. وذلك جماع ما يرمي إليه التكليف من الأعمال فإن صلاح النفس تزكية الباطن والظاهر ففي قيام الليل إشارة إلى تزكية النفس باستجلاب رضى الله تعالى.
كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18) الذاريات – اجمل واروع الصور الاسلامية والدينية 2020
وذلك أنَّ في الثلث الليل الأخير ينزل رب العزة والجلال إلى السماء الدنيا نزولاً
حقيقياً يليق بجلاله وعظمته؛ كما جاء ذلك في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي
هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( يتنزل
ربنا -تبارك وتعالى- كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول:
من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له)) 16. كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18) الذاريات – اجمل واروع الصور الاسلامية والدينية 2020. وفي الليل الساعة من وفق لها فقد وفق لخيري الدنيا والآخرة؛ فعَنْ جَابِرٍ رَضِيَ
اللَّه عنْهُ قَالَ: سمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقُولُ:
(( إِنَّ في اللَّيْلِ لَسَاعةً، لا يُوافقُهَا رَجـُلٌ
مُسلِمٌ يسأَلُ اللَّه –تعالى- خيراً من أمرِ الدُّنيا وَالآخِرِةَ إِلاَّ أَعْطاهُ
إِيَّاهُ، وَذلكَ كلَّ لَيْلَةٍ)) 17. وإذا اعتاد الإنسان على قيام الليل فنام ذات ليلة ولم يقم، فله أن يقض في النهار؛
فعن عائشة رضي الله عَنْها قالَتْ: كان رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم
إِذا فاتتْهُ الصَّلاةُ من اللَّيل مِنْ وجعٍ أَوْ غيرِهِ، صَلَّى مِنَ النَّهارِ
ثِنَتي عشَرة ركْعَة 18. وعنْ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضِي اللَّه عنْهُ قَال: قَالَ رسُولُ اللَّهِ صَلّى
اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: (( مَنْ نَام عن حِزْبِهِ، أو
عَنْ شْيءٍ مِنهُ، فَقَرأهُ فِيما بينَ صَلاِةَ الفَجْرِ وصَلاةِ الظُّهْرِ، كُتِب
لهُ كأَنَّما قَرَأَهُ منَ اللَّيْلِ)) 19.
فصل: إعراب الآيات (43- 44):|نداء الإيمان
نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا. أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا. إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا. إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا} [المزمل:2-6]! قم الليل! يأمره الله عزوجل والمؤمنين معه بالقيام.. لأن ناشئة الليل هي التي تغير في القلب.. وتقوي الإخلاص.. وقال الله عزوجل أيضًا لنبيه: { فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ} [الشرح:7]، إي إذا فرغت من الدنيا.. ماذا تفعل؟ قم لله وانصب..! وماذا قال الله عزوجل عن صفات عباد الرحمن؟ { وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا} [الفرقان:64]، أي "والذين يكثرون من صلاة الليل مخلصين فيها لربهم، متذللين له بالسجود والقيام" ( التفسير الميسر). وبما وصف المتقيين في سورة الذاريات؟ { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ. آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُحْسِنِينَ. كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ. وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الذاريات:15-18].. يناموا شيء قليل.. وليلهم ما بين قيام بين يدي لله.. واستغفار بالأسحار! ووصف الله عزوجل أولوا الألباب.. هؤلاء الذين يميزون بين حقيقة الدنيا والآخرة.. { أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الزمر:9].. هم من كان ليلهم قيام وقنوت.. يتفكروا في حالهم ويرجون من الله عزوجل رحمته!
و { من الليل} تبعيض. ثم أتبع ذلك بأنهم يستغفرون في السحر ، أي فإذا آذن الليل بالانصرام سألوا الله أن يغفر لهم بعد أن قدّموا من التهجد ما يرجون أن يزلفهم إلى رضى الله تعالى. وهذا دل على أن هجوعهم الذي يكون في خلال الليل قبل السحر. فأما في السحر فهم يتهجدون ، ولذلك فسر ابن عمر ومجاهد الاستغفار بالصلاة في السحر. وهذا نظير قوله تعالى: { والمستغفرين بالأسحار} [ آل عمران: 17] ، وليس المقصود طلب الغفران بمجرد اللسان ولو كان المستغفر في مضجعه إذ لا تظهر حينئذٍ مزية لتقييد الاستغفار بالكون في الأسحار. والأسحار: جمع سحر وهو آخر الليل. وخص هذا الوقت لكونه يكثر فيه أن يغلب النوم على الإنسان فيه فصلاتهم واستغفارهم فيه أعجب من صلاتهم في أجزاء الليل الأخرى. وجَمْع الأسحار باعتبار تكرر قيامهم في كل سحر.
{ { آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ}} يحتمل أن المعنى أن أهل الجنة قد أعطاهم مولاهم جميع مناهم، من جميع أصناف النعيم، فأخذوا ذلك، راضين به، قد قرت به أعينهم، وفرحت به نفوسهم، ولم يطلبوا منه بدلاً، ولا يبغون عنه حولاً، وكل قد ناله من النعيم، ما لا يطلب عليه المزيد، ويحتمل أن هذا وصف المتقين في الدنيا، وأنهم آخذون ما آتاهم الله، من الأوامر والنواهي، أي: قد تلقوها بالرحب، وانشراح الصدر، منقادين لما أمر الله به، بالامتثال على أكمل الوجوه، ولما نهى عنه، بالانزجار عنه لله، على أكمل وجه، فإن الذي أعطاهم الله من الأوامر والنواهي، هو أفضل العطايا، التي حقها، أن تتلقى بالشكر لله عليها، والانقياد. والمعنى الأول، ألصق بسياق الكلام، لأنه ذكر وصفهم في الدنيا، وأعمالهم بقوله: { { إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ}} الوقت الذي وصلوا به إلى النعيم { { مُحْسِنِينَ}} وهذا شامل لإحسانهم بعبادة ربهم، بأن يعبدوه كأنهم يرونه، فإن لم يكونوا يرونه، فإنه يراهم، وللإحسان إلى عباد الله ببذل النفع والإحسان، من مال، أو علم، أو جاه أو نصيحة، أو أمر بمعروف، أو نهي عن منكر، أو غير ذلك من وجوه الإحسان وطرق الخيرات. حتى إنه يدخل في ذلك، الإحسان بالقول، والكلام اللين، والإحسان إلى المماليك، والبهائم المملوكة، وغير المملوكة من أفضل أنواع الإحسان في عبادة الخالق، صلاة الليل، الدالة على الإخلاص ، وتواطؤ القلب واللسان، ولهذا قال: { { كَانُوا}} أي: المحسنون { { قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ}} أي: كان هجوعهم أي: نومهم بالليل، قليلاً، وأما أكثر الليل، فإنهم قانتون لربهم، ما بين صلاة، وقراءة، وذكر، ودعاء، وتضرع.