مثلت المدارس النظامية سابقة حضارية في فن "الإحياء الاجتماعي" الذي استعادت به المجتمع من "مافيات" المليشيات، وكان ذلك تحت الغطاء الدولي الذي دعت إليه الدولة من خارج حدودها السياسية، ولكن من داخل حدودها الحضارية وتمخض عن حلف حضاري ثقافي (عباسي-سلجوقي، عربي-تركي) عُد من أخصب الحقب الثقافية التي مرت على مجتمع الحضارة الإسلامية، وامتدت آثاره قرابة قرنين ولا يزال وبعد 8 قرون مادة للبحوث العلمية. الأرشيف العثماني هو سبق حضاري، وهو الأولى بالبحوث والتفعيل الاجتماعي لقربه من مشاكل عصرنا والأقدر على التخاطب مع مجتمع لا يريد سماع وجهات نظر فكرية، وإنما يطلب وثائق قطعية الدلالة تعيد له ثقته بنفسه وتمنحه أوراقا قضائية يخوض بها معركته أمام المحافل الدولية، كما تصنع له أوراقا سياسية يرسم بها مستقبله. هذا المجتمع بحاجة لمعرفة عقده الاجتماعي الذي ضم 80 قومية ودينا ومذهبا لـ5 قرون، وأن مجتمعه ليس عالة على الحضارات، واليقين أنه هو مهندس المجتمعات ولا أحد غيره، وأن مفهوم المواطنة المعاصر هو بضاعة مجتمعه العثماني السابق، وأنه صاحب أول نظام لجوء سياسي في العالم، وهذه كلها مضامير سبق حضاري مؤيدة بالوثائق قادرة على رسم شكل المستقبل وجلب الاستقرار إلى منطقته بزوال العائق: إخراج المليشيات من مدنه.
سجل عضوية مجانية الآن وتمتع بكافة مميزات الموقع! يمكنك الآن تسجيل عضوية بمركز مركز تحميل تو عرب | المناهج العربية الشاملة بشكل مجاني وسريع لتتمتع بخواص العضويات والتحكم بملفاتك بدلاً من الرفع كزائر
3/4/2022 - | آخر تحديث: 4/4/2022 12:57 AM (مكة المكرمة) تناولت الحلقتان السابقتان بنية الأرشيف العثماني وعلاقته بالعقد الاجتماعي لمجتمع ضم 80 قومية ودينا ومذهبا وامتد 6 قرون، كما تناولتا الأصل الحضاري والفكري للأرشيف كمادة للتماسك المدني في زمن الاستقرار ورافعة اجتماعية في زمن الأزمات، وتتناول هذه الحلقة عملية تفعيل الأرشيف العثماني باعتباره منظومة مدنية ومفهوما يتبلور حوله المجتمع وتفهم الأحداث المعاصرة على ضوئه ويرسم المستقبل من خلاله. تغذية الأرشيف العثماني
تغذية الأرشيف العثماني بوثائق (تحريرية) توقفت في عام 1915 أي بعد اشتعال الحرب العالمية الأولى بعام، ومن غير الواقعي أو المطلوب أن ترسل بيروت أو بغداد أو سراييفو وثائقها العقارية الجديدة لإيداعها في إسطنبول، فدائرة التسجيل العقاري بلندن على سبيل المثال لم تنتقل إلى بروكسل عندما أصبحت بريطانيا عضوة في الاتحاد الأوروبي. ما تتطلبه العلاقة الجديدة (المتبادلة) بين هذه المدن (المستقلة) وبين الأرشيف العثماني هو قوالب العقد الاجتماعي الفكرية التي يوثقها الأرشيف، فتكون ركنا في المفهوم المشترك الجديد بين الولايات السابقة، هذا من جهة. من جهة أخرى، فإن البيانات التي كانت تغذي بها مدننا الأرشيف العثماني لم تتوقف وتتدفق من معالم اجتماعية سامقة لم يجرفها الطوفان الليبرالي (هي في حكم المنقرضة عند مجتمعات الأمم الأخرى)، لكنها من دون عناوين أو تصنيف اجتماعي يفسر ما أصلها وكيف صمدت قرونا طويلة، كما أنها لا تساهم في تكوين عصبية اجتماعية (بالمعنى الخلدوني، الفكرة التي يجتمع حولها الناس فيكونون مجتمعا منيعا) في عصر تشكو فيه شعوب الأرض قاطبة من تقوض العصبيات وهشاشة المجتمعات.
الوصول إلى المجتمع (خطوات عملية)
مجتمعاتنا بحاجة إلى هذا الكم والنوع من المعلومات كمجتمعات انفلقت من مجتمع كبير، مما تسبب في اختلال عمقها الحيوي والجغرافي والثقافي وجعلها عاجزة عن حماية ما يفترض أنه أمنع حصونها: مواضع السبق الحضاري، لذا ينبغي أن يأتي الدفاع وثائقيا لا خطابيا، وأن تدخل وثائق الأرشيف العثماني الحياة العامة وتصل إلى الجمهور الذي لا يحسن قراءة الوثائق. المهمة إذن هي نقل الأرشيف من لغة الوثائق إلى لغة يفهمها الناس ويتفاعلون معها، وقد أثبتت العقود القليلة الماضية أن الإعلام المرئي (ندوات تلفزيونية، مسلسلات، يوتيوب) هو أنجع طرق التواصل المعرفي مع المجتمع والتأثير على توجهاتها. المطلوب: ندوات حوارية دورية تلفزيونية على الهواء باللغتين العربية والتركية تقدم المادة الوثائقية للأرشيف العثماني إلى المجتمع، ويكون الهدف الواضح منها هو: الإحياء الاجتماعي وحماية المجتمعات. وربما تكون أفكار هذه الندوات بهذه الطريقة:
فكرة تأسيس الأرشيف العثماني ومراحل تكوينه: طريقة توفير المادة في المدن وتحويلها إلى وثائق ونقلها وحفظها في إسطنبول على مدى 5 قرون، والهدف هو زرع هذه الصورة الاجتماعية في الذاكرة الفردية والجمعية كأساس للانتماء الاجتماعي والمكانة على رقعة المجتمعات العالمية.
توفير "سيناريو" لأفلام وثائقية عن القصة الكاملة لأكبر وأقدم سجل اجتماعي في تاريخ البشرية، وهذا يوفر مادة تعليمية للمؤسسات التربوية والأكاديمية وللتعليم الذاتي. تضع المصانع الكبرى (الطائرات والسيارات مثلا) في مبنى الاستقبال شاشة كبيرة تبث صورا حية لخطوط إنتاجها الغرض منها وضع الزائر أمام هيبة المشهد، والمطلوب وضع شاشة في قاعة مخصصة في مبنى الأرشيف العثماني تنقل الندوات التلفزيونية وتفاعل المجتمع معها، وهي تظهر عملية تحويل الوثائق الخام إلى آليات حياة، والهدف: نقل الحيوية الاجتماعية إلى مقر الأرشيف العثماني الذي هو رمز العقد الاجتماعي. معالم تغيير مبكرة
ستجتمع النخب العلمية المختلفة تحت سقف الإحياء الاجتماعي، وستلتقي مع الناس في فعالية ثقافية جديدة، ويبدأ المجتمع بالتفكير على مسافة تناسب المسافة التي تبصرها العين، فبين الجغرافيا والفكر علاقة طردية. وستوفر الندوات مادة علمية لمؤتمرات دولية موجهة إلى المؤسسات الأكاديمية والبحوث تنقل مفاهيم العقد الاجتماعي الذي يوثقه الأرشيف العثماني إلى المجال البحثي والتعليمي، ويصبح هو العلامة الاجتماعية لمنطقة الشرق الأوسط، وما سواها هو طارئ. لسان حال المشاركين في البرامج التفاعلية هو: الأرشيف العثماني ليس مفكرة لـ5 قرون خلت فحسب، وإنما هو دليل للقرون القادمة.
خبراء يتحدثون عن جوانب الحياة الاجتماعية التي تغطيها وثائق الأرشيف (اجتماع، اقتصاد، تعليم، حقوق مدنية، خرائط مدن، أوقاف)، و الهدف هو ربط المادة الأرشيفية بالشؤون المعاصرة. ضيوف من المدن التي في الأرشيف (الموصل، صفاقس، حلب، سراييفو، بيروت) يروون الأحوال الاجتماعية في مدنهم من خلال وثائق الأرشيف، والهدف هو ملاحظة مدى تشابه روايات المدن، وسيظهر طيف اجتماعي مشترك جديد يعزز التماسك الاجتماعي المحلي في هذه المدن، وفي نفس الوقت يكون عنصر استقرار للأمن العالمي. مشاركة الجمهور (من خلال شبكات التواصل الاجتماعي) في تغذية الندوات بمعلومات من الذاكرة الحية للمجتمع التي مصدرها الآباء والأجداد، وهذا سيعمل على ربط الأرشيف العثماني بالحياة الاجتماعية وإيجاد أفكار هجينة بين النخبة والشارع. جولة في مدينة: زيارة لمدينة مختارة من خلال وثائقها في الأرشيف العثماني، وتسليط الضوء على المعالم الفارقة لأحوالها الاجتماعية (التعددية العرقية، التجارة الإقليمية، التأهيل الثقافي للأقليات، اللجوء السياسي، أوقاف غير المسلمين)، وهذا من شأنه أن يعزز الهوية الاجتماعية المعاصرة للمدينة برصيدها التاريخي. بث الندوات على شبكات التواصل مع إبقاء الباب مفتوحا للإضافات والنقاشات، وهذا يوجد مساحة مستدامة لتغذية الاحياء الاجتماعي وتوسيع دائرته.
كشفت أمانة عسير عبر بيان صحفي نشرته على حسابها الرسمي في تويتر سبب التخلص من طائرة سما أبها. وقالت الأمانة "نظرا لتقادم هيكل طائرة سما أبها وتعرضها للتلفيات، مما جعله غير صالح للاستخدام فقد تقرر التخلص من هيكل الطائرة". صحيفة تواصل الالكترونية. وأضافت أن من بين أسباب هذا القرار "عزوف المستثمرين عن التقدم لاستثمارها وانسحاب من تقدم منهم مما جعلها عبئا على الخصائص الطبيعية لقمم جبال سما أبها". وتابعت في بيانها "نؤكد أن المنطقة لديها الآن توجهات واعدة لتطوير وتحسين موقع سما أبها بما يليق بمنطقة عسير ومواطني عسير والمستثمرين وبما يتوافق مع استراتيجية منطقة عسير". وأكدت الأمانة أنها تسعى أيضا من خلال هذه الخطوة "لتهيئة مواقع جديدة استعدادا لطرحها للاستثمار بما يتواءم مع استراتيجية هيئة تطوير المنطقة التي من شأنها أن تسهم في تطوير الموقع بمساحته الأشمل وبالشكل الأمثل لجذب فرص استثمارية جديدة لموقع سماء أبها". يذكر أن الطائرة من طراز جامبو 747 وصلت في مارس 2014 لأبها قادمة من المدينة المنورة في رحلة استغرقت 14 يومًا، وفي يوليو من نفس العام، أعلنت أمانة عسير عن مسح للموقع لإقامة مشروع المطعم. وفي فبراير 2015 تم ترسية مشروع مطعم الطائرة بأبها بـ25 مليون ريال، وفي عام 2017 تم الإعلان عن تعثر المشروع لمشكلة مالية وعدم تأهل المقاول المنفذ.
صحيفة تواصل الالكترونية
صحيفة تواصل الالكترونية
★ ★ ★ ★ ★
بعد المصير الذي آلت إليه طائرة «أم الركب» في أبها، التي كانت تنوي أمانة عسير استثمارها في مشروع سياحي، وبعد كل التعليقات والتندرات على مصير الطائرة، اتضح أن التجربة أنهت أي طموحات مستقبلية باستثمار الطائرات المعطلة سياحيا، وتحويلها إلى مطاعم أو خلاف ذلك من الأفكار. وعلمت «الوطن» أن الطائرة بيعت، أمس، عبر مناقصة بـ500 ألف ريال، على أن يتم تفكيكها، وبيع الألمونيوم والحديد فيها على شكل «سكراب». بينما ستعرض أمانة عسير الموقع للاستثمار في مجال آخر. 7 سنوات شكل المشروع علامة للتندر من قِبل الكثيرين، حيث لم تفلح محاولات استثمار مشروع الطائرة السياحي، وتحويلها إلى مطعم على غرار مشاريع مشابهة في دول أخرى، بعدما استمر حلم المشروع 7 سنوات منذ نقل الطائرة من المدينة المنورة إلى أبها، في عملية أثارت الكثير من الجدل آنذاك. لم يتغير شيء قد أرست الأمانة في 2019 مشروع «سما أبها» على مساحة 27 ألف م2. وأكد أمين منطقة عسير، وليد الحميدي، آنذاك أن المشروع سيجد أصداء كبيرة، لكونه يضم العديد من المسوغات التي تجعله يحمل اسم «حلم أبها» بشكل فعلي، نظرا لما حمله هذا المشروع من أفكار إنشائية، ومعمارية مميزة، ومنها شاليهات، ومول تجاري، ليستقطب أهم الماركات العالمية، ومراكز تسوق، وقسم خاص بالمطاعم والكافيهات الخارجية.