__ قال البعض أن أحاديث تسجد لزوجها إنما ذلك لعظم العلاقة الزوجية ، لكن أجاب البعض أن ذلك لم يرد في أي حديث منها ، بل ووردت كلها بلفظ لما عظّم الله عليها ( هي) من حقه ( هو) ، ولم يرد العكس في أي حديث. ولعل في المسألة مزيد تفصيل ونظر وتأويل ، وليس الكتاب في الرأي وإنما في جمع الأحاديث الواردة في المسألة. كتب سابقة: 1_ الكامل في السُّنن ، أول كتاب علي الإطلاق يجمع السنة النبوية كلها ، بكل من رواها من الصحابة ، بكل ألفاظها ومتونها المختلفة ، من أصح الصحيح إلي أضعف الضعيف ، مع الحكم علي جميع الأحاديث ، فيه ( 60. 000) أي 60 ألف حديث.. درجة حديث "لو كنتُ آمرًا أحدًا أن يسجد..". صدر منه الإصدار الثالث. 2_ الكامل في أسانيد وتصحيح حديث ( الإيمان معرفةٌ وقولٌ وعمل) ، وحديث ( النظر إلي وجه عليٍّ عبادة) وبيان معناه ، وحديث ( أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها) وتصحيح الأئمة له.
درجة حديث "لو كنتُ آمرًا أحدًا أن يسجد.."
بعد ذلك، تتراجع الإشارات المماثلة إلى القذافي "الماكر" وشخصيته "الخبيثة"، ليحضر "الطاغية" في السرد فحسب. والبطل في سرد مذكرات جلود هو جلود نفسه، كما يقول الزين، "حتى أنه يروي وقائع يبدو فيها صاحب القرار ولا رجل أول فوقه. في حين كان رئيساً للوزراء لكنه انشغل عن مهماته في بلده لمواجهة المؤامرة التي تُحاك ضد سوريا ومنظمة التحرير الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية. وفي هذه الأثناء، يحضر القذافي بوصفه صديقاً وشريكاً أكثر منه زعيماً أو رئيساً". لا يتوقف جلود في مذكراته عن تعرية القذافي وشخصيته وفضح أساليبه في تشييد سلطته معتمداً التجهيل والإفقار والقمع. فالقذافي في مذكرات جلود هو "الطاغية" الذي منع بناء الدولة، وهو مَن احتقر المجتمع وفتته وسلط الفاسدين والسيئين عليه، وهو مَن زرع الشك بين الناس ومَن أفقدهم الثقة بأنفسهم وبالآخرين، وهو مَن حرص على منع اجتماع الطلاب وتنظيم العمال، إذ يعتبر هؤلاء أعداءه وخطراً عليه. رجل الدين الشيعي اللبناني الإمام موسى الصدر الذي قتله القذافي قضية موسى الصدر يتهم جلود الطاغية بقتل الإمام موسى الصدر. الدرر السنية. يتذكر: "خلال احتفالات الفاتح من سبتمبر (أيلول) كل عام، يحضر العديد من الوفود الرسمية والحزبية والشخصيات المرموقة.
حديث
الحمد لله. السجود لا يكون إلا لله وحده ، فلا يجوز السجود لغير الله. وقد منع النبي صلى الله
عليه وسلم من السجود له ، فالمنع من السجود لغيره أولى. أما قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ
يَسْجُدَ لِغَيْرِ اللَّهِ ، لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا)
رواه ابن ماجة (1853) ، وصححه الألباني في " صحيح سنن ابن ماجة ". فالمقصود بالسجود هنا:
حقيقة السجود ، ومعنى الحديث: أن السجود لغير الله لو كان جائزا لأمر الرسول صلى
الله عليه وسلم المرأة أن تسجد لزوجها ؛ وذلك لعظم حقه عليها. حديث. والحديث رواه الإمام أحمد (12614) بلفظ: ( لَا يَصْلُحُ لِبَشَرٍ أَنْ يَسْجُدَ
لِبَشَرٍ ، وَلَوْ صَلَحَ لِبَشَرٍ أَنْ يَسْجُدَ لِبَشَرٍ ، لَأَمَرْتُ
الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا، مِنْ عِظَمِ حَقِّهِ عَلَيْهَا) ، وصححه
الألباني في " صحيح الجامع " (7725). وهذا الأسلوب في اللغة
العربية يدل على أن سجود البشر لبشر ممنوع ، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأمر
المرأة أن تسجد لزوجها ، ولذلك تسمى ( لو) في هذا السياق: حرف امتناع لامتناع. أي: امتنع جوابها الذي هو ( لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها) لامتناع شرطها الذي هو
( جواز السجود لبشر) ، وهذا يدل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم امتنع أن يأمر
المرأة بالسجود لزوجها.
الدرر السنية
الموقع الرسمي لسماحة الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله
موقع يحوي بين صفحاته جمعًا غزيرًا من دعوة الشيخ، وعطائه العلمي، وبذله المعرفي؛ ليكون منارًا يتجمع
حوله الملتمسون لطرائق العلوم؛ الباحثون عن سبل الاعتصام والرشاد، نبراسًا للمتطلعين إلى معرفة المزيد
عن الشيخ وأحواله ومحطات حياته، دليلًا جامعًا لفتاويه وإجاباته على أسئلة الناس وقضايا المسلمين.
تاريخ النشر: الإثنين 21 ربيع الأول 1425 هـ - 10-5-2004 م
التقييم:
رقم الفتوى: 48461
182981
0
386
السؤال
هل هذا الحديث صحيح "لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها" ؟ ولماذا قال الألباني عنه مرة إسنادة جيد رجاله ثقات، ومرة أخرى إسناده صحيح رجاله ثقات، وكلاهما فى السلسلة الصحيحة، وما الفرق بين قول المحدث حسن صحيح وقوله صحيح، أم لا فرق؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن هذا الحديث صحيح، فقد صححه الترمذي والحاكم ووافقه الذهبي ، وقال الهيثمي في إحدى روايات أحمد والبزار رجالها رجال الصحيح. وأما الشيخ الألباني رحمه الله فإنه قد تحدث عن صحة هذا الحديث في كتابه الإرواء، وذكر له ست طرق، وحكم عليها كلها بما تستحق، فبعض الروايات إسنادها صحيح كما في إحدى روايات الحاكم ذكر أن رجالها رجال مسلم ، وبعضها أقل درجة من ذلك، ولكن مجموع الروايات يقضى بصحة الحديث. وأما الفرق بين قول المحدث حسن صحيح وبين قوله صحيح، فيرجع إليه في الفتوى رقم: 11828. والله أعلم.
• ومِن صُوَر رحمته - صلى الله عليه وسلم - بالخَدم: ما رواه أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: خدَمت النبي - صلى الله عليه وسلم - عشر سنين، فما قال لي: أُفٍّ، ولا: لِمَ تَصنع؟ ولا: ألاَ صَنعت" [8]. • ومن رحمته - صلى الله عليه وسلم - بأنس - رضي الله عنه - أنه كان يناديه قائلاً: ((يا بني))؛ أي: إنك عندي بمنزلة ولدي في الشفقة [9]. ومما يؤكد هذا المعنى: ما ورَد في الحديث عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "ما ضرَب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا قط بيده، ولا امرأة ولا خادمًا، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نِيل منه شيء قطُّ، فينتَقم من صاحبه، إلا أن يُنتهك شيءٌ من محارم الله - عز وجل - فينتَقم لله" [10]. رحمة الرسول صلى الله عليه وسلم. • وتبلغ الرحمة أيضًا مَداها، فيُنكر على مَن يدعو قائلاً: اللهم ارحمني ومحمدًا، ولا تَرحم معنا أحدًا؛ كما ثبت عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صلاة، وقمنا معه، فقال أعرابي وهو في الصلاة: اللهمَّ ارحمني ومحمدًا، ولا ترحم معنا أحدًا، فلما سلَّم النبي - صلى الله عليه وسلم - قال للأعرابي: ((لقد حجَّرت واسعًا)) [11]. فرحمة الله - عز وجل - واسعة وَسِعت كلَّ شيء.
رحمة الله عليه وعل
قالوا: ولا أنت يا رسول الله ؟ قال: ( لا ، ولا أنا ، إلا أن يتغمدني الله بفضل ورحمة ، فسددوا وقاربوا ، ولا يتمنين أحدكم الموت ،: إما محسناً فلعله أن يزداد خيراً ، وإما مسيئاً فلعله أن يستعتب) رواه البخاري (5349) ومسلم (7042). وعلى المؤمن أن يبقى بين رجاء رحمة الله والخوف من عقابه ، فهو القائل: ( نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم ، وأن عذابي هو العذاب الأليم) الحجر / 49-50. وأما قولك " بأن الله يحبنا أكثر من محبة سبعين أم لطفلها " فالله أعلم بذلك ، ويكفينا أنّ نعلم بأن رحمة الله وسعت كل شيء ، فاللهم ارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين.
رحمة الله عليه السلام
فناداني ملك الجبال فسلَّم عليَّ، ثمَّ قال: يا محمَّد، فقال: ذلك فيما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين. فقال النَّبي صلى الله عليه وسلم: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئًا » ( البخاري [3231]). قال ابن حجر: "في هذا الحديث بيان شفقة النَّبي صلى الله عليه وسلم على قومه، ومزيد صبره وحلمه، وهو موافق لقوله تعالى: { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ} [آل عمران من الآية:159]، وقوله: { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:107] ((فتح الباري [6/316]). رحمته صلى الله عليه وسلم بالحيوان:
[1]
[2]
رحمته صلى الله عليه وسلم بالجماد:
- عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم: كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرة أو نخلة، فقالت امرأة من الأنصار، أو رجل: يا رسول الله، ألا نجعل لك منبرًا؟ قال:
«
إن شئتم
». رحمة الرسول بالجاهلين - رحمة الرسول - أخلاق الرسول| قصة الإسلام. فجعلوا له منبرًا، فلما كان يوم الجمعة دفع إلى المنبر، فصاحت النخلة صياح الصبي، ثم نزل النَّبي صلى الله عليه وسلم فضمَّه إليه أي: ضمَّ جذع النخلة إليه عليه الصلاة والسلام. تئنُّ أنين الصبي الذي يسكن، قال: « كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها » (البخاري [3584]).
رحمه الله عليه واسكنه فسيح جناته
[3]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] (روى مسلم [342] أوله، وأبو داود [2549] واللفظ له، وأحمد [1/203] [1745]، والحاكم [2/109]. قال ابن تيمية في (الجواب الصحيح [6/186]: روى مسلم بعضه، وبعضه على شرطه، وقال ابن الملقن في (تحفة المحتاج [2/438]): سنده في مسلم، ووثق رواة إسناده البوصيري في (إتحاف الخيرة المهرة [7/105]، وصحح إسناده أحمد شاكر في تحقيق (مسند أحمد [3/189]، وصححه الألباني في (صحيح سنن أبي داود [2549]، والوادعي في (صحيح دلائل النبوة [559]، وقال: على شرط مسلم وقد أخرج بعضه). رحمة الله بعباده - الإسلام سؤال وجواب. [2] (أبو داود [2675]، وصحح إسناده النووي في ( رياض الصالحين [455])، وابن الملقن في (البدر المنير [8/689])، وصححه الألباني في (صحيح سنن أبي داود [2675]). [3]الجفنة: القصعة ((القاموس المحيط) للفيروزآبادي. ص [1186]). المصدر: الدرر السنية
47
21
168, 919
رحمة الرسول صلى الله عليه وسلم
ووالله إنَّه لموقفٌ نادرٌ حقًّا!! إن أَحْلَمَ الناس في هذا الموقف سيكتفي بأن يأمره بأن يقطع بوله، فكفاه ما فعل بمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد هَمَّ الصحابة أن يقوموا بذلك فعلًا مع حلمهم المشتهر وأدبهم المعروف.. لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بما لم يأتِ به الأولون والآخرون! لقد تعاظمت رحمته حتى شملت هذا الأعرابي، الذي لم يتخلَّق بعدُ بأخلاق المدينة، بل ظل على جفاء البادية.. أي رحمة هذه التي نتحدث عنها!! رحمة الله عليه. أترانا لو بحثنا عن مثل هذه المواقف في تاريخ الأمم هل سنصل إلى شبيه أو مثيل؟! إنَّ الإجابة على هذا السؤال توضح الفارق الجليَّ بين أخلاق عامَّة البشر وأخلاق النبوَّة، وصدق الله العظيم إذ يقول: " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ " [الأنبياء: 107]. [1] مسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب تحريم الكلام في الصلاة ونسخ ما كان من إباحة (537)، والنسائي (1218)، وأبو داود (930)، وأحمد (23813). [2] عرجون ابن طاب: العرجون هو العذق من النخل، وقيل: إذا يبس، وابن طاب نوع من تمر المدينة منسوب إلى ابن طاب رجل من أهلها. ابن منظور: لسان العرب1/566، 13/284. [3] إذا لم يكن هناك بساط أو حصير.
رحمة الله عليه
[٨] [٩]
رحمته بالمؤمنين وأُمّته ورعيّته
بلغ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قمّة الرحمة في أُمّته؛ حيث دعا دعوةً وطلب تأخير إجابتها إلى يوم القيامة، وهي شفاعته لأمّته، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (إنه لم يكنْ نبيٌّ إلا له دعوةٌ قد تَنَجَّزها في الدنيا، وإني قد اختبأتُ دعوتي شفاعةً لأمتي) ، [١٠] وبشّر أمّته بأنهم أكثر أهل الجنة. [١١] ومن عظيم رحمته وأخلاقه في التعامل مع من أخطأ من أمّته؛ قصّة الرجل الذي قام بالتبوّل في المسجد أمام الناس، فقد نهى الصحابة -رضي الله عنهم- عن تغليظه ونهره، ونصحه وعلّمه وأرشده بلطفٍ، بالإضافة إلى الاهتمام بالأمّة في جانب العبادات، والتيسير عليهم؛ كمُراجعته لربّه في تخفيف الصلاة عن أُمّته وجعلها خمس صلوات بدلاً من خمسين. [١١] وكان يُعرض عن القيام ببعض العبادات أحياناً؛ مخافة أن تُفرض عليهم، كما كان يُكثر من الدعاء لأمّته بالخير والرّفق، والبُعد عن العذاب والهلاك، وقد ضحّى -عليه الصلاة والسّلام- في عيد الأضحى عن نفسه وعن من لم يُضحّي من أمّته؛ رحمةً بالفقراء منهم. رحمة الله عليه وعل. [١١]
رحمته بجنوده وبالشُهداء
فيُعامل جُنوده كنفسه، ولا يُعاتبهم أو يُعاقبهم على أخطائهم في الحرب؛ ومن ذلك رحمته بالصحابة -رضي الله عنهم- في غزوة أُحد، وعدم مُحاكمتهم لأخطائهم في مُخالفتهم لأوامره، أمّا رحمته بالشُّهداء فقد تمثّلت في دفنهم دون إرسالهم إلى أهلهم؛ حتى لا يتألّموا على رؤيتهم، وكان يأمر الأهل الذين يأخذون شهداءهم أن يردّوهم إلى أماكنهم؛ حتّى يُدرك الناس فضلهم، ولتخفيف المُصاب والحزن على أهاليهم.
كما تجلّت رحمته صلى الله عليه وسلم أيضاً في ذلك الموقف العظيم ، يوم فتح مكة وتمكين الله تعالى له ، حينما أعلنها صريحةً واضحةً: ( اليوم يوم المرحمة) ، وأصدر عفوه العام عن قريش التي لم تدّخر وسعاً في إلحاق الأذى بالمسلمين ، فقابل الإساءة بالإحسان ، والأذيّة بحسن المعاملة. لقد كانت حياته صلى الله عليه وسلم كلها رحمة ، فهو رحمة ، وشريعته رحمة ، وسيرته رحمة ، وسنته رحمة ، وصدق الله إذ يقول: { وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} ( الأنبياء: 107).