عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه. المعنى العام إن الأمن على النفس والمال والعرض من نعم الله الكبرى، وأقرب الناس تهديدا لهذا الأمن هو الجار، لأن الحذر منه أصعب من الحذر من غيره، والضرر منه أشد خطرا من الضرر من غيره، إنه يعرف كثيرا من الخفايا, ويكشف كثيرا من الأستار، ويطلع على كثير من العيوب، إنه أعلم بمواطن الضعف، وأقدر على توصيل الأذى. والإسلام يحرص على استتباب الأمن، ونشر الطمأنينة والاستقرار بين أبناء المجتمع الواحد، لهذا جعل مسالمة الجار من الإيمان، جعل حبس النفس عن أذى الجار من الإيمان، بل جعل خوف الجار من الجار دليلا على ضعف إيمان الجار الذي بعث الخوف، وإن لم يصل ضرره لجاره بالفعل، فقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: والله لا يؤمن. والله لا يؤمن. كررها ثلاثا، وكان متكئا فقام، وبدا الغضب في وجهه الشريف، حتى انزعج الصحابة، فقالوا: من يا رسول الله هذا الذي تقسم على سلب إيمانه؟ ومن سلب إيمانه لا يدخل الجنة، فمن هو الذي خاب وخسر؟ قال: الذي لا يأمن جاره أذاه، والذي يخاف جاره اعتداءه، والذي لا يطمئن جاره لجواره. نعم هذا التشريع الحكيم لو أمن كل جار جاره، وكف كل جار عن ضرر جاره، وحمى كل جار محارم جاره، لكانت المدينة الفاضلة، ولكان المجتمع الموادع الأمين، ولعاش الناس سعداء آمنين.
- حديث من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم جاره - جامع العلوم والحكم
- فصل: قال الطبري:|نداء الإيمان
- ومن الناس من يعبد الله على حرف
- يعبد الله على حرفه
حديث من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم جاره - جامع العلوم والحكم
حديث والله لا يؤمن الذي لا يأمن جاره بوائقه رياض الصالحين قناة سمسم - YouTube
فصل: قال الطبري:|نداء الإيمان
ويقول ﷺ: مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يُؤْذِ جاره ، وفي روايةٍ أخرى: فليُحْسِنْ إلى جاره ، وفي الرواية الثالثة: فليُكْرِم جاره ، فالواجب إكرام الجار، والإحسان إليه، وكفّ الأذى عنه. وهكذا الضيف: مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليُكْرِم ضيفه. وهكذا حفظ اللسان: يجب حفظ اللسان مما لا ينبغي، ولهذا يقول ﷺ: مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت يعني: الواجب حفظ اللسان عمَّا لا ينبغي، إما الكلام الطيب، وإما الصمت. وفَّق الله الجميع. الأسئلة:
س: الواجب في العدل بين النساء هل هو في المبيت والنفقة فقط؟
ج: في القسم والنفقة، كلٌّ على قدره، يقول ﷺ: اللهم هذا قسمي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك ، يقسم بينهم، والنفقة على حسب أحوالهن، فمَن كانت عندها عيال فإنَّ نفقتها أكثر، كلٌّ على قدره. س: تربية الحيوانات في البيت –كالدجاج والغنم- هل هي من أذية الجار؟
ج: ما لها تعلُّقٌ بالجار، يكفّ أذاها ولا بأس، يُربي الدجاج، ويربي كل شيءٍ ولا بأس، ولكن يكفّ الأذى عن الجار. س: جبل النور الموجود في مكة، رُئِيَ مَن يُصلي فيه ركعتين، ويتبرك بحجارته، ويبكي عنده ما لا يبكِ عند غيره، ويقول: يا محمد، يا الله؟
ج: هذا من جهالة الغرباء في جبل النور، وأيضًا في محل إقامته ﷺ في الجبل في غار حراء، وفي غار أحد في المدينة، هذه خرافات والجهاد معهم واجب.
طوال شهر رمضان، تصحبكم "الشروق" في رحلة مع تاريخ محافظة القاهرة ومعالمها وحكاياتها المحفورة في ذاكرة التاريخ، وتذخر بها العديد من المجلدات والكتب. وفي تلك الحلقة، تعرض "الشروق" حكاية "شارع محمد محمود". يجاور شارع محمد باشا محمود -الذي يبدأ بواجهة أمريكية تعبر عن الطبقة الأرستقراطية في مصر- المطاعم العالمية ومباني الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وينتهي بخلفية شعبية معظم سكانها من أبناء الطبقات الفقيرة والمتوسطة التي انهارت في العقود الأخيرة. كانت أرض الشارع من ناحية الواجهة الأمريكية، ضمن المجرى الذي تدفقت فيه مياه النيل لقرون عديدة، وعندما انحسرت في القرنين الـ6 والـ7 الهجريين، ظهرت أرض الشارع وما حولها وعرفت باسم "أرض اللوق"؛ لأن الفلاحين كانوا يعتمدون في زراعتها بعد انتهاء فيضان النيل الذي كان يغمرها على "التلويق"، أي بذر البذور فيها ثم ضغطها بألواح الخشب حتى تختفي في باطن الأرض الموحلة، حسب كتاب "القاهرة شوارع وحكايات". بعد انتصار الجيش العربي الإسلامي بقيادة السلطان قطز في موقعة عين جالوت، انتقلت أرض الشارع والمنطقة المحيطة إلى مرحلة جديدة، أخلتها من أهل البلد من فلاحي التلويق، ومنحتها لفلول الأعداء، فقد اختارها السلطان الظاهر بيبرس قاتل السلطان قطز، لإقامة جنود وعائلات التتار الذين انضموا إليه بعد دحر قادتهم في عين جالوت.
وقيل: نزلت في النضر بن الحارث. وقال ابن زيد وغيره: نزلت في المنافقين. ومعنى على حرف على شك ، قاله مجاهد ، وغيره. وحقيقته أنه على ضعف في عبادته كضعف القائم على حرف مضطرب فيه. وحرف كل شيء طرفه ، وشفيره ، وحده ؛ ومنه حرف الجبل ، وهو أعلاه المحدد. وقيل: على حرف أي على وجه واحد ، وهو أن يعبده [ ص: 18] على السراء دون الضراء ؛ ولو عبدوا الله على الشكر في السراء والصبر على الضراء لما عبدوا الله على حرف. وقيل: على حرف على شرط ؛ وذلك أن شيبة بن ربيعة قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يظهر أمره: ادع لي ربك أن يرزقني مالا ، وإبلا ، وخيلا ، وولدا حتى أومن بك وأعدل إلى دينك ؛ فدعا له فرزقه الله - عز وجل - ما تمنى ؛ ثم أراد الله - عز وجل - فتنته واختباره وهو أعلم به ، فأخذ منه ما كان رزقه بعد أن أسلم فارتد عن الإسلام ، فأنزل الله تبارك وتعالى فيه: ومن الناس من يعبد الله على حرف يريد شرط. وقال الحسن: هو المنافق يعبد الله بلسانه دون قلبه. وبالجملة فهذا الذي يعبد الله على حرف ليس داخلا بكليته ؛ فإن أصابه خير صحة جسم ورخاء معيشة رضي وأقام على دينه. وإن أصابته فتنة أي خلاف ذلك مما يختبر به انقلب على وجهه أي ارتد فرجع إلى وجهه الذي كان عليه من الكفر.
ومن الناس من يعبد الله على حرف
قال تعالى: « وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ « سورة الحج –الآية 11. إن من الناس من يعبد الله -سبحانه وتعالى- على جانب وطرف من الدين، وهؤلاء هم الذين لا يعبدون الله على ثقة ولم يتمكن الايمان في قلوبهم... فإن عقيدتهم مزعزعة فهم المتذبذبون يعبدون الله بألسنتهم دون قلوبهم. كالذي يكون على طرف الجيش في المعركة فإن شعر بالنصر ثبت واستقرّ، وإن شعر بالهزيمة لم يثبت بل يفرّ. فإن ناله في حياته من صحة وعافية ومال استقر على دينه واطمأن له واستبشر بهذا الخير. وإن ناله بلاء ومحنة رجع وارتد الى ما كان عليه. (كان رجل في المدينة فيسلم فإن ولدت امرأته غلاماً ونجت خيله قال: هذا دين صالح وإن لم تلد ولداً ولم تنجُ خيله قال: هذا دين سوء. فأنزل الله (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ... ) أخرجه البخاري عن ابن عباس -رضي الله عنهما-. (قال أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه-: أسلم رجل من اليهود فذهب بصره وخسر ماله فتشاءم بالإسلام فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: أقلني.
يعبد الله على حرفه
ويروي التاريخ شواهد كثيرة لمثل هؤلاء كعبيد الله بن الحر الجعفي الذي كان مواليا لأمير المؤمنين (×) ولما طلب الامام الحسين (×) منه النصرة وهو في طريقه الى الكوفة امتنع وأهدى له سيفه وفرسه فرفضهما الإمام الحسين (×) ثم ندم على خذلانه وصار قائداً في جيش المختار الثقفي ثم انشق عنه والتحق بمصعب بن الزبير وقاتل معه المختارَ حتى انتصروا ثم تمرد عليه بجمع من الجيش وغادر الكوفة. ومثل شبث بن ربعي الذي كان في جيش أمير المؤمنين (×) في صفين ثم سقط في فتنة الخوارج، وبعدها كان ممن كاتب الإمام الحسين (×) طالباً منه المجيء الى الكوفة لكنه انخدع بمناصب الولاة والتحق بجيش بن زياد لقتال الإمام الحسين (×) وكان قائداً للمقاتلين المشاة (الرجّالة) يوم عاشوراء وقد ذكره الإمام الحسين (×) باسمه في احتجاجه على الجيش المعادي حين نادى: (يا شبث بن ربعي، ويا حجار بن أبجر، ويا قيس بن الأشعث، ويا يزيد بن الحارث، ألم تكتبوا لي أن أينعت الثمار واخضرّ الجناب، وإنما تقدم على جند لك مجندة) ( [5]). ومما جرى من الحوارات يوم عاشوراء لما خطب الحسين (×) واحتج عليهم بالكثير مما قاله رسول الله ' ورواه أصحابه قاطعه الشمر قائلا عن نفسه: هو يعبد الله على حرف إن كان يدري ما تقول.
فقال له حبيب بن مظاهر: والله اني أراك تعبد الله على سبعين حرفاً وأنا أشهد أنك صادق ما تدري ما يقول قد طبع الله على قلبك ( [6]). ولما كانت الامور تعرف بأضدادها، فمن ضد هذا الوصف وهذه الصورة نتعرف على ما يجب أن تكون عليه قيمة الدين في حياة الانسان فهو مستقر في قلبه ووجدانه، سعيد به ثابت عليه، يلجأ اليه في كل اموره، ويجعله قائداً له في حياته يستهدي به ويزن به الامور، فيفرّق به بين حقها وباطلها، وهذا الثبات والاستقرار في العقيدة تجسّد في أصحاب الحسين (×) وأهل بيته بحيث يفرحون ويستبشرون حينما يُعْلِمَهُمْ الامام الحسين (×) بالقتل. ([1]) ألقيت يوم الجمعة 28/صفر1437 الموافق 11/12/2015 وقد شارك بها ممثل عن سماحة الشيخ المرجع (دام ظله) في مؤتمر الطف الدولي السابع الذي أقامته كلية الآداب في الجامعة المستنصرية يومي 7-8/12/2015 وجعلها سماحته إنموذجاً لوحدة الخطاب القرآني والحسيني. ([2]) الدر المنثور: 4/346. ([3]) وكان بعض هؤلاء من الصحابة المعدودين قريبين للنبي (') لكنهم كانوا يشككون في تصرفاته ويعترضون ويتمردون كما تنقل كتب الفريقين وفي آخر حياته قالوا (إن الرجل ليهجر) وهؤلاء كانوا مستعدين للانقلاب عن الدين والرجوع الى جاهليتهم كما أخبر عنهم الله تعالى (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ) (آل عمران: 144) فرأى امير المؤمنين (×) ان الصبر على المظالم التي لحقت به أحجى وقد سجل ذلك كله في خطبه المأثورة.