الأمير سعيد بن عبد العزيز بن مشيط ويكنى بأبي محمد نسبة إلى أكبر ابنائه (محمد). وكانت اخته منيره حظوه خاصة عنده، لذا كان يعتزي بها أيضاً فيقول "أخو منيره" وكان يلقب نفسه في خطاباته الرسمية والخاصة بـ (الواثق بالله)، كما يقال له من رجال البادية خاصه "سعيد بن عبد" مولده ونشأته ولد الأمير سعيد بن عبد العزيز ابن مشيط في قرية ذهبان عام 1287هـ تقريباً. نشأ في كنف والده الشيخ عبد العزيز بن حسين الذي رباه على الفضائل والسجايا الحميدة، وعلمه علوم الدين واهمها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، كما هو معروف عن أسرة آل مشيط وغير ذلك من العلوم النافعة، كما تدرب على الفروسية والقتال حتى صار أحد فرسان العرب المعاصرين شجاعة ة إقداما لا يشق له غبار (بحاجه لمصدر). وقد اكتسب خبره واسعه من والده. استلامه للإمارة بعد وفاة الشيخ عبد العزيز بن حسين، وصلت قيادة قبائل شهران وإدارة السوق إلى ابنه الأمير سعيد بن عبد العزيز بن مشيط، وانضمت اليه شهران كلها، قد ذاع صيته في المنطقة الجنوبية، ووثَقَت به جميع القبائل، ونال احترام رجال الدولة، والأسرة الحاكمة وقد جمع بين حب المليك، واحترام الرعية. وقد انتخبه أبناء المنطقة -على حياة والده- لينوب عنهم مع الشيخ عبد الله بن أحمد آل مجثل في مجلس المبعوثان في الآستانة.
سعيد بن مشيط بالانجليزي
بعد ان استقر الأمر لـ الملك عبدالعزيز -رحمه الله- في عسير, و عاد الأمير عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي إلى الرياض, تاركاً فهد العقيلي اميراً لأبها, جمع الأمير حسين بن عايض بعض القوات, وهاجم العقيلي في القصر و اخرجه منه, فإتجه العقيلي إلى خميس مشيط, فإستقبله الأمير سعيد ابن مشيط, و قدم له ولمرافقيه واجب الضيافه, و زوده بكل ما يحتاج اليه, ثم جهز الأمير سعيد ابن مشيط والأمير فهد العقيلي مندوبين للسفر إلى نجد لإخبار الملك عبدالعزيز بما فعله حسن بن عايض, علم ابن عايض بذلك فأسرع بتجهيز جيش, و سار به إلى خميس مشيط التي غزاها على حين غفلة من اهلها, و ذلك انتقاماً من الأمير سعيد ابن مشيط لإستقباله العقيلي. رجال في ذاكرة التاريخ 3/77كتاب الشيخ سعيد بن عبدالعزيز ابن مشيط شيخ شمل قبائل شهران في الذاكرة دخل الأمير حسين بن عايض إلى خميس مشيط دون ان يقتل أحد وذلك لأن اهلها قد فروا إلى الجبال, و هدم ابن عايض قصوراً كثيره و احرقها, و هدم الآبار. رجال في الذاكرة 3/77 و قد تحصن الأمير سعيد ابن مشيط بتوفيق من الله في قصوره بذهبان و معه رجاله و مواليه. من رساله ارسلها الأمير سعيد إلى الملك عبدالعزيز إلى ما جرى بين ( قحطان و عسير) كتبت هذه الرسالة في شوال 1339 هـ و كان معه جماعه من آل رشيد, منهم ابن سباح, و سعد بن شلوان, و علي بن عبدالله بن مرعي, و بطي بن عبدالله بن مرعي (راوي هذه الرواية) و مانع بن مشروق, و بعض الرجال من جماعته آل رشيد.
و قد دام الحصار ثلاثة ايام, دار فيها قتال عنيف بين الأمير ابن عايض و الأمير سعيد بن مشيط و من معه من اولاده و مواليه, و بعض جماعاته الذين كانوا معه في القصور. كان لدى الأمير سعيد بن مشيط من البنادق ما تسمى (العصملي) و الكثير من العتاد الذي حصل عليه من الاتراك ايام وجودهم في ابها, و هو ما ساعده بعد الله على مقاومة جيش ابن عايض. في اليوم الثالث من القتال, تدخلت قبيلة بني جري -عن طريق الأستاذ محمد بن هشلول العكاسي -رحمه الله- الذي كان يدرس ابناء الأمير سعيد بن مشيط للصلح, و جرت مشاورات و مباحثات بين الأمير سعيد بن مشيط و كبار بني جري على الصلح مع ابن عايض, و توقف القتال, و فٌك الحصار.. و حسب الاتفاق جاء ابن عايض و كبار قومه إلى الشيخ سعيد بن مشيط في قصره, و قدم لهم واجب الضيافه ثم قام الأمير ابن عايض برحلة في بلاد قحطان يرافقه الأمير سعيد بن مشيط لعدة ايام, ثم عاد الأمير سعيد بن مشيط إلى قصره في خميس مشيط, و عاد الأمير ابن عايض إلى ابها لما تواترت الاخبار عن وصول الأمير فيصل بن عبدالعزيز على رأس الجيش متجهاً إلى ابها. وصبت قوه كبيره في شوال سنة 1340هـ بقيادة الأمير فيصل بن عبدالعزيز, و ما ان وصلت هذه القوة إلى رنيه حتى ارسل الأمير فيصل رساله عاجله إلى الأمير سعيد بن مشيط تخبر بقدوم الحملة, فخرج الأمير سعيد مستقبلاً لهذه الحملة بمن معه من كبار شهران, و في مقدمتهم اقرب الناس اليه الشيخ عبدالوهاب بن محمد أبو ملحه الذي كان له دور بارز في استقبال الأمير فيصل و تقديم ما يحتاج اليه الجيش, و قد انضم الأمير سعيد و من معه إلى الحملة ووضع جميع امكانياته تحت تصرف الأمير فيصل بن عبدالعزيز.
ويصح أن يراد بهم جميع من عذبوا المؤمنين والمؤمنات، ويدخل فيه أصحاب الأخدود، وكفار قريش دخولا أوليا. وجمع- سبحانه- بين عذاب جهنم لهم، وبين عذاب الحريق، لبيان أن العذاب لهم مضاعف، بسبب طغيانهم وشركهم. ﴿ تفسير ابن كثير ﴾
وقوله ( إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات) أي حرقوا قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة والضحاك وابن أبزى( ثم لم يتوبوا) أي لم يقلعوا عما فعلوا ويندموا على ما أسلفوا( فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق) وذلك أن الجزاء من جنس العمل قال الحسن البصري انظروا إلى هذا الكرم والجود قتلوا أولياءه وهو يدعوهم إلى التوبة والمغفرة
﴿ تفسير القرطبي ﴾
قوله تعالى: إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات أي حرقوهم بالنار. والعرب تقول: فتن فلان الدرهم والدينار إذا أدخله الكور لينظر جودته. ودينار مفتون. ويسمى الصائغ الفتان ، وكذلك الشيطان ، وورق فتين ، أي فضة محترقة. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة البروج - الآية 10. ويقال للحرة فتين ، أي كأنها أحرقت حجارتها بالنار ، وذلك لسوادها. ثم لم يتوبوا أي من قبيح صنيعهم مع ما أظهره الله لهذا الملك الجبار الظالم وقومه من الآيات والبينات على يد الغلام. فلهم عذاب جهنم لكفرهم. ولهم عذاب الحريق في الدنيا لإحراقهم المؤمنين بالنار.
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة البروج - الآية 10
^ أ ب ت مقاتل بن سليمان، تفسير مقاتل ، صفحة 647-648. بتصرّف. ↑ سورة البروج، آية:8-9
↑ القرطبي، تفسير القرطبي ، صفحة 294. ^ أ ب ابن عاشور، التحرير والتنوير ، صفحة 244-243. بتصرّف. ↑ ابن عاشور، التحرير والتنوير ، صفحة 244. بتصرّف. ↑ سورة البروج، آية:10-11
^ أ ب وهبة الزحيلي، التفسير الوسيط للزحيلي ، صفحة 2853. بتصرّف. ↑ سورة البروج، آية:12-16
^ أ ب ت مساعد الطيار، تفسير جزء عم للشيخ مساعد الطيار ، صفحة 111-110. بتصرّف. ↑ سورة البروج، آية:13
↑ سورة البروج، آية:17-19
^ أ ب الواحدي، التفسير البسيط ، صفحة 397-398. ان الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات. بتصرّف. ↑ سورة البروج ، آية:20-22
↑ القرطبي، تفسير القرطبي ، صفحة 298. بتصرّف. ↑ جعفر شرف الدين، الموسوعة القرآنية ، صفحة 167-171. بتصرّف.
وتأكيد الخبر ب { إنَّ} للرد على المشركين الذين ينكرون أن تكون عليهم تبعةً من فتن المؤمنين. والذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات: هم مشركو قريش وليس المراد أصحاب الأخدود لأنه لا يلاقي قوله: { ثم لم يتوبوا} إذ هو تعريض بالترغيب في التوبة ، ولا يلاقي دخول الفاء في خبر { إنَّ} من قوله: { فلهم عذاب جهنم} كما سيأتي. ان الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات تفسير. وقد عُدّ من الذين فتنوا المؤمنين أبو جهل رأسُ الفتنة ومِسْعَرها ، وأميةُ بن خلف وصفوانُ بن أمية ، والأسودُ بن عبد يغوث ، والوليدُ بن المغيرة ، وأمُّ أنْمار ، ورجل من بني تَيْم. والمفتونون: عد منهم بلالُ بن رباح كان عبداً لأمية بن خلف فكان يعذبه ، وأبو فُكيهة كان عبداً لصفوان بن أمية ، وخَبَّابُ بن الأرتِّ كان عبداً لأمّ أنمار ، وعَمّار بن ياسر ، وأبوه ياسِر ، وأخوه عبد الله كانوا عبيداً لأبي حذيفة بن المغيرة فوكَل بهم أبا جهل ، وعامرُ بن فُهيرة كان عبداً لرجل من بني تَيْم. والمؤمنات المفتونات منهنّ: حَمَامَةُ أمُّ بلال أمَةُ أمية بن خلف. وزِنِّيرَة ، وأمُّ عنَيْس كانت أمة للأسود بن عبد يغوث والنهدية. وابنتها كانتا للوليد بن المغيرة ، ولطيفةُ ، ولبينةُ بنت فهيرة كانت لعُمر بن الخطاب قبل أن يسلم كان عمر يَضربها ، وسُمية أمُّ عمار بن ياسر كانت لعمّ أبي جهل.