قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: والسدس مُبْتَدَأٌ، وَخَبَرُهُ لِأَبَوَيْهِ، وَالْبَدَلُ مُتَوَسِّطٌ بَيْنَهُمَا انْتَهَى. وَقَالَ أَبُو الْبَقَاءِ: السُّدُسُ رُفِعَ بالابتداء، ولكل واحد منهما الخبر، ولكل بدل من الأبوين، ومنهما نعت لواحد. وَهَذَا الْبَدَلُ هُوَ بَدَلُ بَعْضٍ مِنْ كُلٍّ، وَلِذَلِكَ أَتَى بِالضَّمِيرِ، وَلَا يُتَوَهَّمُ أَنَّهُ بَدَلُ شَيْءٍ مِنْ شَيْءٍ، وَهُمَا لِعَيْنٍ وَاحِدَةٍ، لِجَوَازِ أَبَوَاكَ يَصْنَعَانِ كَذَا، وَامْتِنَاعِ أَبَوَاكَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَصْنَعَانِ كَذَا. ما معنى العصر في سورة العصر - عربي نت. بَلْ تَقُولُ: يَصْنَعُ كَذَا. وَفِي قول الزمخشري: والسدس مُبْتَدَأٌ وَخَبَرُهُ لِأَبَوَيْهِ نَظَرٌ، لِأَنَّ الْبَدَلَ هُوَ الَّذِي يَكُونُ الْخَبَرُ لَهُ دُونَ الْمُبْدَلِ مِنْهُ، كَمَا مَثَّلْنَاهُ فِي قَوْلِكَ: أَبَوَاكَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَصْنَعُ كَذَا، إِذَا أَعْرَبْنَا كُلًّا بَدَلًا. وَكَمَا تَقُولُ: إِنَّ زَيْدًا عَيْنَهُ حَسَنَةٌ، فَلِذَلِكَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ إِذَا وَقَعَ الْبَدَلُ خَبَرًا فَلَا يَكُونُ الْمُبْدَلُ مِنْهُ هُوَ الْخَبَرَ، وَاسْتَغْنَى عَنْ جَعْلِ الْمُبْدَلِ مِنْهُ خَبَرًا بِالْبَدَلِ كَمَا اسْتَغْنَى عَنِ الْإِخْبَارِ عَنِ اسْمِ إِنَّ وَهُوَ الْمُبْدَلُ مِنْهُ بِالْإِخْبَارِ عَنِ الْبَدَلِ.
ما معنى العصر في سورة العصر - عربي نت
* ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) قال: الصبر: طاعة الله. حدثني عمران بن بكار الكُلاعي، قال: ثنا خطاب بن عثمان، قال: ثنا عبد الرحمن بن سنان أبو روح، قال: سمعت الحسن يقول في قوله: ( وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) قال: الصبر: طاعة الله. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن الحسن ( وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) قال: الصبر: طاعة الله. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة العصر. آخر تفسير سورة والعصر
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة العصر
إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) ( إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) يقول: إلا الذين صدّقوا الله ووحَّدوه، وأقرّوا له بالوحدانية والطاعة، وعملوا الصالحات، وأدّوا ما لزمهم من فرائضه، واجتنبوا ما نهاهم عنه من معاصيه، واستثنى الذين آمنوا من الإنسان، لأن الإنسان بمعنى الجمع، لا بمعنى الواحد. وقوله: ( وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ) يقول: وأوصى بعضهم بعضا بلزوم العمل بما أنـزل الله في كتابه، من أمره، واجتناب ما نهى عنه فيه. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ) والحق: كتاب الله. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن الحسن ( وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ) قال: الحقّ كتاب الله. حدثني عمران بن بكار الكلاعي، قال: ثنا خطاب بن عثمان، قال: ثنا عبد الرحمن بن سنان أبو روح السكوني، حمصيّ لقيته بإرمينية، قال: سمعت الحسن يقول في ( وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ) قال: الحقّ: كتاب الله. وقوله: ( وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) يقول: وأوصى بعضهم بعضا بالصبر على العمل بطاعة الله.
في آية واحدة هي الآية الثالثة من السورة ، وهذا هو الإعجاز الذي لا يقدر عليه إلا الله ، وهذه معاني الكلمات الواردة في السورة: [3]
والعَصْر: قسم بالدهر أو عصر النبوة. إنّ الإنسان: جنس الإنسان (جواب القسم). لفِي خُسْر: خسران ونقصان وهلكة. توَاصَوْا بالحَقّ: بالخير كله اعتقادا وعملا. تواصَوْا بالصّبر: عن المعاصي وعلى الطاعات والبلاء. فضلها [ عدل]
ولقد علم سلفنا الصالح ما لهذه السورة من الأهمية البالغة حتى كان الرجلان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقيا لم يفترقا حتى يقرأ أحدهما على الآخر سورة العصر ثمً يسلِّم أحدهما على الآخر. قال الشافعي عنها: « لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم ». عند الشيعة [ عدل]
ورد فضائل كثيرة في قراءتها، منها:
روى الطبرسي عن النبي محمد أنه قال: «من قرأها ختم الله له بالصبر، وكان من أصحاب الحقّ»، [4] وورد في فضلها أيضاً عن [جعفر الصادق] قال: «من قرأ (والعصر) في نوافله، بعثه الله يوم القيامة مشرقاً وجهه، ضاحكاً سنّه، قريرة عينه، حتى يدخل الجنة»، [5] وروي عنه: «إذا قُرئت على ما يدفن حُفظ بإذن الله، ووكل به من يحرسه إلى أن يخرجه صاحبه». [6]
غاياتها [ عدل]
والحقيقة الضخمة التي تقررها هذه السورة بمجموعها هي أنه على امتداد الزمان في جميع العصور، وامتداد الإنسان في جميع الدهور، ليس إلا منهج واحد رابح، وطريق واحد ناج.