كثُّر مؤخرًا الحديث عن التعلم عن بعد، وعادت للسطح نظريات التعلم وكيفية تطبيقها، وقد تخبَط البعض في عملية التخطيط والتطبيق لهذه النظريات، أما البعض الآخر فقد مارسها بشكلٍ فطريٍّ بحت. ومن تبقى أبدع في عملية التعلم عن بعد بالتطبيق الفعلي والفعّال للنظريات. ومما لفت انتباهي -في دراستي الجامعية للدبلوم العالي في التربية- نظرية التعلم ذو المعنى، التي تنادي إلى فهم وإدراك العلاقة بين المفاهيم أو المتغيرات ذات الصلة بالمادة التعليمية أكثر من مناداته بعملية التعزيز. فيكوًن المعلم بُنى معرفية ليتمكن من التبصر في كل علاقات الموقف. فيتم اكتشاف وتعلم العلاقات بين الأفكار المركبة. ومن أبرز النظريات المعرفية للتعلم ذو المعنى: 1. نظرية التعلم بالاستبصار- المدرسة الجشتالتية 2. نظرية جيروم برونر 3. نظرية ديفيد أوزبل وسنلقي الضوء على نظرية التعلم ذو المعنى من وجهة نظر أوزبل، والذي يحدث عند ربط ودمج المعلومات والمعارف الجديدة بوعي وإدراك مع البُنية المعرفية السابقة عند المتعلم ، ليُعاد تشكيلها من جديد؛ أي أن التعلم لا يحدث نتيجة تراكم المعلومات الجديدة وإضافتها دون فهم وإدراك لها مع المعلومات السابقة. وحتى يكون التعلم ذو المعنى فعالًا، يجب ارتباط المفاهيم الجديدة بما يُختزن في البُنية المعرفية المناسبة لها.
كيف يكون التعلم عن بعد ذو معنى حسب نظرية اوزبل - أجيب
لا يوجد الكثير لنتكلم به بما يخص تصنيف التعلم والذي يلعب دورًا هامًا في تأطير تصميم تجارب التعلم بالنسبة للطلاب. وتكمن الفكرة وراء تصنيف التعلم كونه وسيلةً من أجل وصف سمات وميّزات نوع التعلم ومقارنته ببقيّة الأنواع ، حيث يبدو التعلم ذو المعنى (أحد تلك الأنواع) وكأنّه يتمتع بثباتٍ أكبر وقدرة على التأثير وتحسين حاضر الطالب ومستقبله، بينما تُركّز بعض أنواع التعلّم الأخرى على الصفوف الدراسية لذلك هو أقل أهميّة خارجها. تقوم نظرية التعلم ذو المعنى والتي وضعها أوزوبل في التعليم وبنى عليها عدة نظريات فرعية وتصنيفات، تقوم على فكرة رئيسة وهي أن المتعلم يربط المعلومات الجديدة بوعي وإدراك مع معلومات موجودة أصلاً في بيئته المعرفية، أي أن التعلم لا يحدث نتيجة تراكم معلومات جديدة إضافة للمعلومات السابقة التي سبق وتعلمها، ولكن عندما يتمكن من ربط المعلومات بالبيئة المعرفية، والبيئة المعرفية هي الإطار الذي يتضمن معلومات الفرد الحالية وهي تتكون من مجموعة من المفاهيم العامة ومفاهيم وسطية.. مما يجعل لكل فرد بيئته المعرفية الخاصة به. الطبيعة التفاعليّة للتعلم ذو المعنى
إحدى الميّزات الهامة لهذا التصنيف هي أنّه ليس هرميًا بل مترابط وتفاعلي، فمن خلال نظرةٍ أكثر تمعنًا بهذا التصنيف سنرى أنّ كل نوعٍ من التعلّم مُتعلّقٌ ببقية الأنواع وأن إنجاز أيٍ منها سيُعزز إمكانيّة تطبيق البقيّة.
ومن الضروري كذلك التنبيه على أهمية نظرية أوزوبل التطبيقية في تصميم وبناء المناهج المدرسية وأساليب التدريس، خاصة فيما يتعلق بعمليات التعلم بالاستقبال أو التلقي. الأمر الذي تظهر ثماره في تماسك البناء المعرفي للطلاب وصلابته. وختاماً نقول: بالرغم من إيجابيات نظرية أوزوبل في النمو المعرفي ، والتي استطاعت أن تقدم لنا تفسيراً لكيفية حصول المعرفة وبناء المنظومة المعرفية، الأمر الذي انعكس إيجاباً على المنظومة التعلمية في تعليم الطلاب وكذلك في عمليات التعلم الذاتي، إلا أن نظرية التعلم ذو المعنى لأوزوبل لم تسلم من نقد، إذ رأى البعض أنها تولي اهتماً كبيراً لعمليات التعلم بالتلقي، على حساب إهمال أساليب التعلم بالاكتشاف. لكن على الرغم من ذلك النقد تبقى نظرية التعلم ذو المعنى من النظريات الهامة في المجالات التربوية والمعرفية.
نظرية التعلم اللفظي المعرفي القائم على المعنى د.عبدالقوي القدسي - Yecm
هذه الميّزة هامة بالنسبة للمعلمين لأنّها تعني أن الأنواع المختلفة من التعلم مترابطة مع بعضها، وليس عليهم التخلّي عن نوعٍ واحد منها لتطبيق آخر. فعندما يجد المعلّم طريقةً لمساعدة الطالب في تحقيق نوعٍ واحدٍ من التعلم، سيُعزز بذلك من إنجازه في بقيّة الأنواع، مثلًا إذا وجد المعلم طريقةً لمساعدته على تعلم كيفية استخدام المعلومات والمفاهيم بشكلٍ أكثر فعاليّة في الدراسة من أجل حل مشاكل محددة سيساعدهم ذلك ليكونوا أكثر حماسةً في ما يخصُّ الموضوع. تصنيف التعلم ذو المعنى
يمكن اعتبار هذا التصنيف أحد أشكال تصنيف التعلم الشهير والذي قاد بدوره إلى ثلاث تصنيفاتٍ هي:
المعرفي. العاطفي. الحركي النفسي. حيث اعتمد معظم المُعلمون على التصنيف المعرفي والذي يتكوّن من ستة أنواعٍ من التعلّم هي التقييم والتركيب بين النقائض والتحليل والتطبيق والاستيعاب والمعرفة، ليصبح كإطار عمل لتحديد أهداف المنهاج التعليمي وكأساس لتقييم تعلّم الطلاب. وما يجعل هذا التصنيف أكثر فائدةً هو إنشاؤه إطارًا مرئيًا يُساعد على استخلاص الفكرة إضافةً لمرونة النموذج نفسه، حيث يتمتع أيضًا بمساحةٍ تتضمّن خبراتٍ أكاديمية ومحتوى قائمٌ على التفكير الناقد ومعايير ومبادرات نابعة من الطفل بالكامل، كما يُشبه إلى حدٍّ كبير التعلم القائم على مشاريع تُعتبر كإطار عمل.
التصميم التعليمي والتعلم ذو المعنى يا لها من مكتبة عظيمة النفع ونتمنى استمرارها أدعمنا بالتبرع بمبلغ بسيط لنتمكن من تغطية التكاليف والاستمرار أضف مراجعة على "التصميم التعليمي والتعلم ذو المعنى" أضف اقتباس من "التصميم التعليمي والتعلم ذو المعنى" المؤلف: عادل سرايا الأقتباس هو النقل الحرفي من المصدر ولا يزيد عن عشرة أسطر قيِّم "التصميم التعليمي والتعلم ذو المعنى" بلّغ عن الكتاب البلاغ تفاصيل البلاغ
22 جامعة سعودية تنضم إلى تصنيف التايمز البريطاني للجامعات ذات التأثير
يمنح إنشاء التواصل الجديد للمتعلمين شكلًا جديدًا من الطاقة وخاصةً القوة الفكرية. 4- التعلّم الإنساني
عندما يتعلّم الطالب شيئًا ذو أهمية عن نفسه وعن الآخرين ليتمكّن بذلك من التفاعل بشكلٍ أكبر مع نفسه ومع الآخرين، كما سيكتشف الأمور الاجتماعيّة والشخصيّة لما تعلّمه فكل ذلك يُعطي الطالب فهمًا جديدًا لنفسه ورؤيةً جديدةً لما يُريد أن يكون. كما قد يكتسب الطالب فهمًا أفضل للآخرين مثلًا كيف ولماذا يتصرّف الآخرون بتلك الطريقة أو كيف يمكنه التفاعل بشكلٍ أكبر مع الآخرين. يُقدّم هذا النوع من التعلّم للطلاب فكرةً عن الأهميّة الإنسانيّة لما يتعلمونه. 5- الاهتمام
قد تُغيّر تجربة التعلّم مستوى اهتمام الطالب حول بعض الأمور، مما قد ينعكس على شكل مشاعر واهتمامات وقيمٍ جيّدة، والذي يعني أنّ الطالب الآن يعتمُّ بشيءٍ ما بدرجةٍ أعلى أو بطريقةٍ لم يقم بها من قبل. عندما يُبدي الطالب اهتمامًا حول أمرٍ ما، فإنّه سيمتلك القدرة اللازمة لتعلّم المزيد حول ذلك الامر وجعله جزءً من حياته، فعند فقدان القدرة على التعلم لن يحدث أي أمرٍ ذو أهميّة. 6- معرفة طريقة التعلم
يحدث ذلك عندما يتعلم الطالب أمرًا ما حول عملية التعلّم نفسها، وربما قد يتعلّم كيف يكون طالبًا أفضل وكيف ينخرط في نوعٍ خاصٍ من التحقيقات (مثلًا الطريقة العلمية) أو كيف يُصبح متعلّمًا ذاتيّ التوجيه، وكل هذا يُشكّل أنماطًا هامةً من معرفة كيفية التعلّم.
3) البحث عن المعنى أمر فطري في الدماغ: The search of meaning is innate يشير البحث عن المعنى إلى الإحساس بالخبرة بصفة عامة. ويُعد البحث عن المعنى هو الأساس والموجه المستمر للأدمغة البشرية، وهذا يُبيّن أن المعنى يستنبط من التجارب التي يمر بها الفرد. ولذلك فإن رحلة البحث عن المعنى جاءت نتيجة الحاجة إلى الطعام والأمان، من خلال نمو العلاقات البشرية والإحساس بالانتماء، والبحث عن النجاح والتفوق في عالم متغير. إذ إنَّ الهدف الأساسي لعمل الدماغ إبداع طرائق متعددة يستطيع الفرد من خلالها إدراك المعنى، ثم عمل تمثيلات داخلية للواقع تساعد على التكيف مع المواقف التعليمية التي يتعرض لها. 4) البحث عن المعنى يحدث من خلال الترميز: The search of meaning occurs through patterning الدماغ لا يعمل كآلة. بل يهتم كثيراً بفهم العالم، وذلك من خلال ترتيبه للأشياء وتصنيفها في أنماط، ويبحث عن التشبيهات والاختلافات والمقارنات. 5) الانفعالات حاسمة من أجل الترميز: Emotions are critical to patterning إن القاعدة الرئيسة هي أن العواطف والأفكار يتفاعلان ويدعمان بعضهما بعضاً. ولا ينفصلان في الدماغ ولا في عمليات التعلم، ودليل ذلك أن كل فكرة مهما كانت بسيطة تأتي مصحوبة بإحدى العواطف.