فتعالوا بنا لنتعايش بقلوبنا مع تفسير سورة الفيل: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ) أي: ألم تعلم يا محمد ماذا فعل ربك بأصحاب الفيل عندما أرادوا أن يهدموا الكعبة المشرفة. (أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ) أي: ألم يجعل مکرهم وسعيهم لهدم الكعبة في ضياع وخسار وفوق ذلك أهلكهم وجعلهم عبرة لمن يعتبر. (وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ) أي: وسلط عليهم جند من جنوده وهي طيور جاءت إليهم جماعات متابعة بعضها في إثر بعض وأحاطت بهم من كل ناحية. سورة الفيل - ويكيبيديا. (تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ) أي: ترمي أبرهة وجيشه بحجارة صغيرة من طین متحجر أوقد عليها في نار جهنم فأصابتهم وكأنها رصاصات ثاقبة لا تصل إلى أحد إلا قتلته. قيل: كان كل طير منها يحمل ثلاثة أحجار.. حجرين في رجليه وحجرا في منقاره. (فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ) أي: جعل الله أصحاب الفيل كورق الزرع إذا أكلته الدواب، فرمت به من أسفل، وذلك جزاء الظالمين. اقرأ أيضا: تفسير سورة النبأ تفسير سورة النازعات شرح سورة عبس تفسير سورة التكوير تفسير سورة الانفطار سورة المطففين تفسير سورة الانشقاق تفسير سورة البروج سورة الطارق تفسير سورة الأعلى تفسير سورة الغاشية سورة الفجر تفسير سورة البلد سورة الشمس تفسير سورة الليل تفسير سورة الضحى سورة الشرح تفسير سورة التين تفسير سورة العلق سورة القدر تفسير سورة البينة تفسير سورة الزلزلة سورة العاديات تفسير سورة القارعة تفسير سورة التكاثر سورة العصر تفسير سورة الهمزة مسابقة القرآن الكريم الماء في القرآن والسنة Read more articles
- تفسير سورة الفيل ابن كثير
تفسير سورة الفيل ابن كثير
وقد يكون هذا الطير من جنس البعوض أو الذباب الذي يحمل جراثيم بعض الأمراض، أو تكون هذه الحجارة من الطين اليابس المسموم الذي تحمله الرياح، فيعلق بأرجل هذا الطير، فإذا اتصل بجسم دخل في مسامّه، فأثار فيه قروحا تنتهى بإفساد الجسم وتساقط لحمه. ولا شك أن الذباب يحمل كثيرا من جراثيم الأمراض، فوقوع ذبابة واحدة ملوّثة بالمكروب على الإنسان كافية في إصابته بالمرض الذي يحمله، ثم هو ينقل هذا المرض إلى الجمّ الغفير من الناس، فإذا أراد الله أن يهلك جيشا كثير العدد ببعوضة واحدة لم يكن ذلك بعيدا عن مجرى الإلف والعادة، وهذا أقوى في الدلالة على قدرة الله وعظيم سلطانه، من أن يكون هلاكهم بكبار الطيور، وغرائب الأمور، وأدل على ضعف الإنسان وذله أمام القهر الإلهي، وكيف لا وهو مخلوق تبيده ذبابة، وتقضّ مضجعه بعوضة، ويؤذيه هبوب الريح. قال الأستاذ الإمام: فهذا الطاغية الذي أراد أن يهدم البيت، أرسل الله عليه ما يوصل إليه مادة الجدري أو الحصبة، فأهلكته وأهلكت قومه قبل أن يدخل مكه، وهي نعمة من الله غمر بها أهل حرمه على وثنيتهم، حفظا لبيته حتى يرسل إليه من يحميه بقوة دينه ﷺ، وإن كانت نقمة من الله حلت بأعدائه أصحاب الفيل الذين أرادوا الاعتداء على البيت بدون جرم اجترمه، ولا ذنب اقترفه.
إننا لا يجوز أن نواجه النصوص القرآنية بمقررات عقلية سابقة ، بل ينبغي أن نواجه هذه النصوص لنتلقى منها مقرراتنا الإيمانية ، ومنها نكوّن قواعد منطقنا وتصوراتنا. ( وليس معنى هذا هو الاستسلام للخرافة ، ولكن معناه أن العقل ليس وحده هو الحكم في مقررات القرآن ، ومتى كانت المدلولات التعبيرية مستقيمة واضحة ، فهي التي تقرر كيف تتلقاها عقولنا ، وكيف نصوغ منها قواعد تصورها ومنطقها تجاه مدلولاتها ، وتجاه الحقائق الكونية الأخرى). vi. مع آيات السورة 1- ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل. ألم تنظر أو ألم تعلم عن الحالة التي وقع عليها عمل الله ، الذي يتولى أمرك ، بأصحاب الفيل الذين حاولوا هدم البيت الحرام ؟ والخطاب هنا للرسول صلى الله عليه وسلم ، وهو وإن لم يشهد تلك الواقعة ، لكنه شاهد آثارها ، وسمع بالتواتر أخبارها ، فالعلم بها مساو في قوة الثبوت للعلم الناشئ عن الرؤية والمشاهدة. 2- ألم يجعل كيدهم في تضليل. لقد دبّروا كيدا للبيت الحرام ، ببناء الكنيسة وصرف وجوه الحجاج إليها ، فضلّل الله كيدهم بأن أوقع الحريق فيها ، وكادوه ثانيا بإرادة هدم البيت ، فضلّل الله كيدهم بإرسال الطير عليهم. تفسير سورة الفيل ابن كثير. ومعنى تضليل كيدهم ، أي إضاعته وإبطاله ، يقال: ضلّل كيده ، إذا جعله ضالا ضائعا ، ومنه قولهم لامرئ القيس: الملك الضليل ، لأنه ضلّل ملك أبيه ، أي ضيعه.