كما
قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: ( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا
ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ) وهم أناس من الأنصار ،
ابتنوا مسجدًا ، فقال لهم أبو عامر: ابنوا مسجدًا واستعدوا بما استطعتم من قوة ومن
سلاح ، فإني ذاهب إلى قيصر ملك الروم ، فآتي بجند من الروم وأخرج محمدًا وأصحابه. مختصر قصة "مسجد ضرار":. فلما فرغوا من مسجدهم أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: قد فرغنا من بناء
مسجدنا ، فنحب أن تصلي فيه وتدعو لنا بالبركة. فأنزل الله عز وجل: ( لا تَقُمْ
فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ) إلى (
وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)
وكذا رُوي عن سعيد بن جُبير ، ومجاهد ، وعروة بن الزبير ، وقتادة ، وغير واحد من
العلماء. وقال محمد بن إسحاق بن يَسَار ، عن الزهري ، ويزيد بن رومان ، وعبد الله بن أبي بكر
،
وعاصم بن عُمَر بن قتادة ، وغيرهم ، قالوا:
أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم – يعني من تبوك - حتى نزل بذي أوان - بلد بينه
وبين المدينة ساعة من نهار - وكان أصحاب مسجد الضرار قد كانوا أتوه وهو يتجهز إلى
تبوك ، فقالوا: يا رسول الله ، إنا قد بنينا مسجدًا لذي العلة والحاجة والليلة
المطيرة والليلة الشاتية ، وإنا نحب أن تأتينا فتصلي لنا فيه.
- مختصر قصة "مسجد ضرار":
مختصر قصة &Quot;مسجد ضرار&Quot;:
قام المنافقون في عهد رسول الله صلّ الله عليه وسلم بأفعال مشينة لتفريق المؤمنين ، ومن بين تلك الأشياء التي فعلوها هي بناء "مسجد ضرار" ، وهو المسجد الذي تم بنائه لأبي عامر الذي عُرف بأبي عامر الراهب ، والذي كان متنصرًا في العهد الجاهلي وكان المشركون يقومون بتعظيمه ، وحينما جاء نبي الله بالدعوة إلى الإسلام قام بالفرار إلى الكفار ، وقد قامت طائفة من المنافقين بالعمل على بناء ذلك المسجد ، وكان قصدهم من بنائه أن يكون لأبي عامر ولم تكن نيتهم أنه إرضاءًا لله ورسوله. وقد تحدث البركتي وهو أحد العلماء الأحناف في أمر ذلك المسجد قائلًا: "هو مسجد اتخذه المنافقون ضرارًا وكفرًا وتفريقًا بين المؤمنين ؛ وإرصادًا لمن حارب الله ورسوله في عهد النبي فأنزل الله فيه " لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا" ، فهدمه النبي وأحرقه فهو مسجد خاص ، نعم يُلحق به في الذم وعدم الثواب كل مسجد بني مباهاة أو رياء أو سمعة أو لغرض سوى ابتغاء وجه الله تعالى ، أو بمال غير طيب لكن ليس هو مسجد ضرار حقيقة حتى يهدم ويحرق والله أعلم ". قصة بناء المسجد:
ذُكر أنه حينما قام بنو عمرو بن عوف ببناء مسجد قباء ؛ كان الرسول صلّ الله عليه وسلم يذهب للصلاة فيه ، فحسدتهم على ذلك بنو غنم بن عوف حيث قالوا: نبني مسجدًا ونرسل إلى رسول الله صلّ الله عليه وسلم يصلي فيه ويصلي فيه أبو عامر الراهب إذا قدم من الشام ليثبت لهم الفضل والزيادة على إخوانهم.
ويعزو مشاعرهم فإذا هم جميعاً يهرعون الي المسجد ، ويزدلفون الي ذلك البناء ليتأكد جمعهم ، إن إجتماع محمد وصحبه وصحبه علي النحو الذي أراه كل يوم لمما يزيد النفس حسره ، ويزيقها أسفاً وكمداً. هذا ما كان في قلوب هؤلاء المنافقين من غلٍ وحقد وكراهية لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورؤية الصحابه يلتفون حول الرسول صلى الله عليه وسلم. سبب بناء مسجد ضرار
بعد ذلك قام وديعه بن عامر فقال لهما: دعكما مما تفيضان من الحسره وما تبعثان من همّ دفين، لقد جاءني اليوم كتاب من أبي عامر الراهب ، وهو من علمتم كراهيته لمحمد ، وحنقه علي دينه ، وهمه من ظهور أمره. قال: إن من يوم أن ترك المدينه ما زال يسير ويكمن ، ويند ويتهم، حتي انتهي بعد طول ما طوّف الي هرقل ملك الروم ، فوجده متعصباً النصرانية، مغيظاً محنقاً مما سمعه من محمد والمسلمين. ثم حدثّه بما يقع لمحمد كل يوم من فتح جديد ، وما ينتقل فيه من نصر الي نصر ، ولقد ذكر لي فيما كتب: أن عقد استنصره قواعده بالنصر ، واستنفره فمنّاه بالنفر ، فماذا أنتم صانعون وبماذا تشيرون؟
التخطيط لبناء مسجد ضرار
وكان صاحب هذه الفكره هو ( ابي عامر الراهب) الذي يكمن الحقد والكراهية لمحمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقال لهم ابي عامر: إن عند لرأياً قد أعددته فأحسنت إعداده ، وخطه دبرتها فأحسنت تدبيرها ، فإن شئتم سمعتموها ، وإن شئتم رددتموها.