وقال -أيضاً-: " وثبت أن الله جعل لنظيرتها من كل سنة؛ فضلاً عظيماً لكثرة ثواب العبادة فيها في كل رمضان كرامة لذكرى نزول القرآن، وابتداء رسالة أفضل الرسل -صلى الله عليه وسلم- إلى النّاس كافة ". أيها المسلمون: هذا القرآن كتاب الله، فيه الحق المبين، ويصدق بعضه بعضا، وهنا لا بد لنا من بيان الغلط الكبير الذي يقع به بعض الوعاظ والدعاة وأهل العلم- وهم قلة- لكني قرأت هذا وسمعته في المساجد، فما هو هذا الغلط الذي يقع في حق فقه هذه الليلة المباركة؟
أيها المسلمون: يغلط بعض الوعاظ والمفسرين بقولهم؛ إن المقصود بالليلة المباركة في هذه السورة هي ليلة النصف من شعبان. وهو كلام باطل. يقول ابن كثير: "ومن قال: إنها ليلة النصف من شعبان-كما روي عن عكرمة- فقد أبعد النَّجْعَة فإن نص القرآن أنها في رمضان. والحديث الذي رواه عبد الله بن صالح، عن الليث، عن عقيل عن الزهري: أخبرني عثمان بن محمد بن المغيرة بن الأخنس أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: " تقطع الآجال من شعبان إلى شعبان، حتى إن الرجل لينكح ويولد له، وقد أخرج اسمه في الموتى "، فهو حديث مرسل، ومثله لا يعارض به النصوص". وقال ابن عاشور: "و عَنْ عِكْرِمَةَ: أَنَّ اللَّيْلَةَ الْمُبَارَكَةَ هِيَ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ وَهُوَ قَوْلٌ ضَعِيفٌ "، وجاء في تفسير القرطبي: " وقال القاضي أبو بكر بن العربي: وجمهور العلماء على أنها ليلة القدر.
- القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة القدر - الآية 3
- سورة القدر - ويكيبيديا
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة القدر - الآية 3
لمشاهدة النص الكامل، أنقر نص:سورة القدر. العلق
سورةالقدر
البينة
رقم السورة:
97
الجزء:
30
النزول
ترتیب النزول:
25
مكية/مدنية:
مكية
الإحصاءات
عددالآيات:
5
عدد الكلمات:
عدد الحروف:
114
سورة القدر أو إنا أنزلناه، هي السورة السابعة والتسعون ضمن الجزء الثلاثين من القرآن الكريم ، وقيل إنها مكية ، وأسمها مأخوذ من أول آية فيها، حيثُ تُشير إلى إنزال القرآن الكريم في ليلة القدر. كما ويعتبر محتوى السورة من موارد الاستدلال على إثبات وجود الإمام عن طريق الروايات التي تفسرها. ورد استحباب قرائتها ألف مرة في ليالي شهر رمضان ، وكما ورد أيضاً في قرائتها فضائل كثيرة، منها ما رويَ عن الإمام الصادق أنه قال: من قرأ ( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) في فريضة من الفرائض نادى مُنادٍ: يا عبد الله قد غُفِر لك ما مضى، فاستانف العمل. محتويات
1 تسميتها وآياتها
2 ترتيب نزولها
3 معاني مفرداتها
4 محتواها
5 إثبات وجود إمام الزمان(ع)
6 قرائتها في بعض الصلوات
7 فضيلتها وخواصها
8 الهوامش
9 المصادر والمراجع
10 وصلات خارجية
تسميتها وآياتها
سُميت هذه السورة بــ( القدر)؛ على أول آية منها، وقيل: إنّ سبب تسميتها بالقدر لما لها من قدر عظيم وشرف كبير في القرآن ، كقوله تعالى: ﴿ وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ﴾.
سورة القدر - ويكيبيديا
ومنهم من قال: إنها ليلة النصف من شعبان، وهو باطل؛ لأن الله تعالى قال في كتابه الصادق القاطع: ( شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) [البقرة: 185]؛ فنص على أن ميقات نزوله رمضان، ثم عيّن من زمانه الليل ها هنا بقوله: ( فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ)؛ فمن زعم أنه في غيره؛ فقد أعظم الفرية على الله، وليس في ليلة النصف من شعبان حديث يعول عليه، لا في فضلها ولا في نسخ الآجال فيها، فلا تلتفتوا إليها ". فيا أيها المسلمون: هل يعقل أن ينصّ القرآن صراحة على أن القرآن نزل في رمضان، ثم ننسب نزوله إلى شعبان؛ فالله الله في العلم الشرعي، والفقه السديد لكلام الله، والرجوع لعلماء السلف وتفاسير العلماء المعتبرين. يا عباد الله: أما الوصف الثالث لهذه الليلة-ليلة القدر- في سورة الدخان؛ فهو: أنها ليلة يفرق فيها أمر الله. نعم، ذلك هو وصف ربك بكلامه العظيم لهذه الليلة في سورة الدخان، بقوله: (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ)؛ ففي ليلة القدر يفرق أمر الله تعالى. ولكن ما معنى هذه الآية؟ ما معنى يفرق في تلك الليلة أمر الله؟
عباد الله: قال ابن عاشور في تفسير معنى هذه الآية وبيان حقيقة هذا الوصف لها: " الفرق: الْفَصْلُ وَالْقَضَاءُ، أَيْ فِيهَا يُفْصَلُ كُلُّ مَا يُرَادُ قَضَاؤُهُ فِي النَّاسِ ".
فقوله: (أنزلناه): ابتداء إنزاله؛ لأن الذي أُنزل في تلك الليلة خمس الآيات الأول من سورة العلق ". أيها المؤمن: تدبر معي: قول ربك في القرآن (ليلة)، وهذه الصيغة نكرة، وهذا الَتَنْكِيرُ- كما يقول ابن عاشور - يفيد التعظيم، أي إنها ليلة عظيمة تلك الليلة التي نزل فيها القرآن العظيم. أيها المؤمن: ثم تدبر معي، قول ربك: ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ)؛ ففيها الضمير(إنا)، إنه ضمير العظمة، وفيه إسناد الإِنزال إلى الله -سبحانه-، ليفيد التشريف للقرآن. نعم، يا -عباد الله-، الوصف الثاني لهذه الليلة- ليلة القدر- في سورة الدخان: أنها ليلة مباركة. فتأمل معي قول ربك -سبحانه- في سورة الدخان: ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ)؛ فوصف الليلة بأنها مباركة، وتأمل معي هذا الوصف، مباركة، وتأمل معي من الذي وصفها بالمباركة؟ إنه الله -سبحانه- وتعالى؛ فحكم لهذه الليلة حكما كونيا قاطعا دائما في حقها أنها ليلة مباركة؛ فسبحانك ربي سبحانك. نعم، وَصْفها الثاني: ( فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ). وقال السعدي في تفسيره لمعنى مباركة: "أي: كثيرة الخير، والبركة وهي ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر". وقال ابن عاشور: " وَوَصْفُهَا بِ مُبارَكَةٍ تَنْوِيهٌ بِهَا وَتَشْوِيقٌ لِمَعْرِفَتِهَا ".