القاعدة الحادية والأربعون: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ)
للاستماع لمحتوى المادة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذا لقاء يتجدد مع قاعدة قرآنية محكمة، ذات البعد الإيماني والتربوي، وله صلة شديدة بواقعنا اليومي، إنها القاعدة التي دلّ عليها قول ربنا جل جلاله: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30]. وهذه القاعدة القرآنية المحكمة تكررت بلفظ قريب في عدد من المواضع، كما تكرر معناها في مواضع أخرى. فمن نظائرها اللفظية المقاربة قول الله عز وجل: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران: 165]، وقال سبحانه: {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ} [النساء: 79]، ويقول عز وجل: { وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ... ما اصاب من مصيبه الا باذن الله. } [القصص: 47].
- ما اصاب من مصيبه الا باذن الله النابلسي
- ما اصاب من مصيبه الا باذن الله
- ما أصاب من مصيبة في الأرض
ما اصاب من مصيبه الا باذن الله النابلسي
وقد ذكر ابن الجوزي رحمه الله تعالى في كتابه < المدهش > أشياء كثيرة من الزلازال التي وقعت ، وكان أول زلازال في هذه الأمة أعني أمة محمد - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وقع على عهد عمر ، ولم يقع على عهد النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، ولا على عهد أبي بكر. فأنا أنصح بقراءة ما كتبته في < المخرج من الفتنة > لأن الحامل لي على ما كتبته أن بعضهم حتى بعض أهل العلم والعياذ بالله يقول: لا تقولوا أن الزلزال بسبب الذنوب ، واتصل مسؤول الإعلام من ذمار بزبارة المفتي اتصل به وقال: وقع الزلزال في ذمار - أي في وقت ما حدث الزلزال في ذمار - ، فماذا تنصح الناس ؟ ، قال: طبيعي طبيعي ، عندك نصيحة للناس تقدمها ، قال: طبيعي طبيعي ، العامة أنفسهم ازدرءوا واحتقروا جوابه ، وهو يعلم أنه ليس بأمر طبيعي ولكنه يريد أن يوافق العلمانيين ، ويريد أن يوافق المستشرقين وأعداء الإسلام والله المستعان. مداخلة: قلت إن بعض أهل العلم ثم ذكرت زبارة فهل هو من أهل العلم ؟
الشيخ: عنده شيء من العلم ولكنه ضل. لكيلا تاسوا ..ولا تفرحوا | موقع المسلم. ------------
راجع شريط: ( الأسئلة الجيولوجية من الجامعة اليمنية)
ما اصاب من مصيبه الا باذن الله
ويقول تلميذه ابن القيم رحمة الله عليه ـ وهو يوضح شيئاً من دلالات هذه القاعدة القرآنية المحكمة {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} قال رحمه الله:
وهل فى الدنيا والآخرة شرور وداء إلا سببه الذنوب والمعاصي؟! فما الذي أخرج الأبوين من الجنة دار اللذة والنعيم، والبهجة والسرور إلى دار الآلام والأحزان والمصائب؟
وما الذي أخرج إبليس من ملكوت السماء؟ وطرده ولعنه، ومسخ ظاهره وباطنه؟ فجعلت صورته أقبح صورة وأشنعها، وباطنه أقبح من صورته وأشنع، وبُدِّلَ بالقرب بعداً، وبالرحمة لعنةً، وبالجمال قبحاً، وبالجنة ناراً تلظى، وبالايمان كفراً، وبموالات الولي الحميد أعظم عداوة ومشاقة، وبزجل التسبيح والتقديس والتهليل زجلَ الكفر والشرك والكذب والزور والفحش، وبلباس الايمان لباس الكفر والفسوق والعصيان؟ فهان على الله غاية الهوان، وسقط من عينه غاية السقوط، وحلّ عليه غضب الرب تعالى، فأهواه ومقته أكبر المقت! وما الذي أغرق أهل الأرض كلهم؟ حتى علا الماء فوق رأس الجبال، وما الذي سلط الريح العقيم على قوم عاد حتى ألقتهم موتى على وجه الارض، كأنهم أعجاز نخل خاوية؟ ودمرت ما مرَّ عليه من ديارهم وحروثهم وزروعهم ودوابهم؟ حتى صاروا عبرة للأمم إلى يوم القيامة؟
وما الذي أرسل على قوم ثمود الصيحة، حتى قطعت قلوبهم في أجوافهم، وماتوا عن آخرهم؟
وما الذي رفع قرى اللوطية حتى سمعت الملائكة نبيح كلابهم، ثم قلبها عليهم فجعل عاليها سافلها؟ فأهلكم جميعاً ثم أتبعهم حجارة من سجيل السماء، أمطرها عليهم فجمع عليهم من العقوبة ما لم يجمعه علي أمة غيرهم، ولإخوانهم أمثالها، وما هي من الظالمين ببعيد.
ما أصاب من مصيبة في الأرض
وفى الصحيحين لما سأل أبو بكر - رضي الله عنه - النبيَّ صلى الله عليه وسلم أن يعلمه دعاء يدعو به في صلاته، قال له عليه الصلاة والسلام: "قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم"(4). فتأمل ـ أيها المؤمن ـ في هذه الأحاديث جيداً! فَمَنْ هو السائل؟ ومَنْ هو المجيب؟ أما السائل فهو أبو بكر الصديق الأكبر الذي شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة في مواضع متعددة، وأما المجيب فهو الرسول الناصح المشفق صلوات الله وسلامه عليه! جريدة المغرب | في ضيافة حديث نبوي: احفظ الله يحفظك (3). ومع هذا يطلب منه عليه الصلاة والسلام أن يعترف بذنوبه، وظلمه الكبير والكثير، ويسأل ربه مغفرة ذلك والعفو عنه، والسؤال هنا ـ أيها الأخوة القراء ـ مَنْ الناس بعد أبي بكر رضي الله عنه؟
أيها القراء الفضلاء:
إذا تقررت هذه الحقيقة الشرعية ـ وهي أن الذنوب سببٌ للعقوبات العامة والخاصة ـ فحري بالعاقل أن يبدأ بنفسه، فيفتش عن مناطق الزلل فيه، وأن يسأل ربه أن يهديه لمعرفة ذلك، فإن من الناس من يستمرئ الذنب تلو الذنب، والمعصية تلو المعصية، ولا ينتبه لذلك! بل قد لا يبالى! ولربما استحسن ذلك ـ عياذاً بالله ـ فتتابع العقوبات عليه وهو لا يشعر، فتكون مصيبته حين إذن مضاعفه!
وحق لهذا الشاعر خلود الدهر، فهو ليس شاعراً عظيماً فقط، ولكنه فيلسوف أدرك بعمق نوازع النفس البشرية وحاك منها درراً ما زال الزمن يهجس بها. توقفت عند ذلك البيت متأملاً.. «لا تلق دهرك إلا غير مكترث.. ».. فهل يمكن هذا؟ هل الاكتراث نزعة يقوى الإنسان بالتفكر أو الإقناع أن يتحاشاها.. أم هي ثمرة تكوين جيني ونفسي لا يمكن لبعض البشر أن يتجاهلها أو ينام قرير العين عن شواردها.. كما كان يفعل أبو الطيب. هل عدم زواج البنت كارثه ؟!! - الصفحة 6 - هوامير البورصة السعودية. يحمل المولود لون عينيه وبشرته وطوله وقصره وملامحه من جينات يرثها عن أسلافه.. لكن هل الصفات والنزعات النفسية ترتبط بهذه الجينات؟ أم هي ثمرة تربية ونشأة وبيئة غرست تلك الملامح حتى يصعب مفارقتها أو تغييرها؟ أين يكمن ما هو جيني وأين يتوقف ما هو ثمرة تربية وبيئة اجتماعية؟
هل لك أن تكون غير مبال؟ وأنت من تتمكن فيه شخصية قلقة. هل لك أن تتحلل من المسؤولية الإنسانية والاجتماعية - التي قد تتجاوز طاقتك - وأنت مؤرق على الدوام بهذا الحمل الثقيل؟ فقط لأنك تريد أن تكون غير مكترث؟
لقد ظل النقاش القديم في علم النفس معنياً بمدى كَوْن بعض الصفات سلوكيّة نتاجًا لعوامل جينية (متوارثة) أو بيئية (مكتسبة)، وستظل هذه الجدلية تلقي بظلالها، فحسم هذا الأمر في الكثير من مناحيه لن يكون يسيراً.
• فوائد الحديث: فيه إثبات القلم لأن الكتابة إنما تكون به. وفيه إثبات اللوح المحفوظ لقوله: (في كتابه) وفي رواية (في كتاب). كما فيه إثبات العرش وأنه خلق من خلق الله. ومن فوائده إثبات صفتي الرحمة والغضب، ولكن الرحمة أوسع وأشمل، فرحمته تعالى وسعت كل شي. المشاركة في هذا المقال