[سورة الزمر: 33: 35]. ثم يبين - صلى الله عليه وسلم - عن كتاب ربه فيقول: "خير الناس قَرْنى، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، ثم يجئ قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته"[صحيح البخاري 3651]. ثم يزيد الأمر بيانًا - صلى الله عليه وسلم -، فيدل المؤمنين على المنزلة التي أنزلها الله أصحاب محمد رسول الله، فيقول: "يأتي على الناس زمانٌ، فيغزو فئامٌ من (3) الناس فيقولون: فيكم مَن صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فيقولون: نعم! فيفتح لهم. ثم يأتي على الناس زمانٌ فيغزو فئامٌ من الناس فيقال: هل فيكم من صاحبَ أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فيقولون: نعم! فيفتح لهم. لا تسبوا اصحابي فلو ان احدكم. ثم يأتي على الناس زمانٌ فيغزو فِئَامٌ من الناس فيقال: هل فيكم من صاحبَ مَن صاحب أصحابَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فيقولون: نعم! فيفتح لهم"[صحيح البخاري 3649]. فإذا كان هذا مبلغ صحبة رسول الله، فأي مسلم يطيق بعد هذا أن يبسط لسانه في أحد من صحابة محمد رسول الله؟ وبأي لسان يعتذر يوم يخاصمونه بين يدي ربهم؟ وما يقول وقد قامت عليه الحجة من كتاب الله ومن خبر نبيه؟ وأين يفر امرؤ من عذاب ربه ؟ تحميل كتاب لا تسبوا أصحابي pdf تأليف أبو فهر محمود محمد شاكر - مكتبة يسك:شارك الكتاب مع أصدقائك
كن أول من يقيم ويراجع ويقتبس من الكتاب
لا توجد تعليقات حتى الآن
الوثائق المطلوبة
يجب أن تكون مسجلا للدخول لتكتب تعليق
تسجيل الدخول
- حديث من سب أصحابي - حياتكِ
حديث من سب أصحابي - حياتكِ
فبيَّنَ أنَّ جُهدَ المُقِلِّ منَ الصَّحابةِ، واليَسيرَ منَ النَّفَقةِ الَّذي أنْفَقوه في سَبيلِ اللهِ، معَ شدَّةِ العَيشِ والضِّيقِ الَّذي كانوا فيه، أوْفى عندَ اللهِ، وأزْكى منَ الكَثيرِ الَّذي يُنفِقُه مَن بَعدَهم، فالقَليلُ الَّذي أنفَقَه أحَدُهم أكثَرُ ثَوابًا منَ الكَثيرِ الَّذي يُنفِقُه غَيرُهم؛ وذلك لمَّا كان يُقارِنُ عمَلَ الصَّحابةِ منَ السَّبْقِ، ومَزيدِ الإخْلاصِ، وصِدقِ النِّيَّةِ، وكَمالِ النَّفْسِ، بخِلافِ غيرِهم. وفي الحَديثِ: تَفْضيلُ الصَّحابةِ كلِّهم على جَميعِ مَن بعْدَهم.
ولكن روى ابن جرير هذا الحديث من وجه آخر ، فقال: حدثني بن البرقي ، حدثنا بن أبي مريم ، أخبرنا محمد بن جعفر ، أخبرني زيد بن أسلم ، عن أبي سعيد التمار ، عن أبي سعيد الخدري: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " يوشك أن يأتي قوم تحقرون أعمالكم مع أعمالهم ". قلنا: من هم يا رسول الله ؟ قريش ؟ قال: " لا ، ولكن أهل اليمن ، لأنهم أرق أفئدة ، وألين قلوبا ". وأشار بيده إلى اليمن ، فقال: " هم أهل اليمن ، ألا إن الإيمان يمان ، والحكمة يمانية ". حديث من سب أصحابي - حياتكِ. فقلنا: يا رسول الله ، هم خير منا ؟ قال: " والذي نفسي بيده ، لو كان لأحدهم جبل من ذهب ينفقه ما أدى مد أحدكم ولا نصيفه ". ثم جمع أصابعه ومد خنصره ، وقال: " ألا إن هذا فضل ما بيننا وبين الناس ، ( لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير)] " فهذا السياق ليس فيه ذكر الحديبية فإن كان ذلك محفوظا كما تقدم ، فيحتمل أنه أنزل قبل الفتح إخبارا عما بعده ، كما في قوله تعالى في سورة " المزمل " - وهي مكية ، من أوائل ما نزل -: ( وآخرون يقاتلون في سبيل الله) الآية [ المزمل: 20] فهي بشارة بما يستقبل ، وهكذا هذه والله أعلم.