وهو من اللَّطيف الخبير. القرآن مِنْهاجٌ لِحَيَاةِ المسلمين:
ينبغي على كل مسلم أن يعلم يقيناً أن الله تعالى نَزَّلَ القرآن العظيم ﴿ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ ﴾ [النحل: 89]، فهو منهاج عملي يتضمن الأصول المُوَجِّهة لحياة الفرد، وعلاقته بالربِّ سبحانه، وعلاقته بالكون والحياة مِنْ حوله، وعلاقته بنفسه، وعلاقته بأسرته وجيرانه ومجتمعه، وعلاقته بأمته المسلمة، وعلاقته بغير المسلمين، ممن يُسالمونه وممن يُحاربونه. علاقته بالله تعالى: أن يعبده ولا يشرك به شيئاً: ﴿ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ * وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ * قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ * قُلْ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي * فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ ﴾ [الزمر: 11-15]. جريدة الرياض | أفراح الداود والبكر. وعلاقته بالكون: أن يتأمله وينظر فيه ليهتدي به إلى خالقه ومُبدِعه: ﴿ قُلْ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ [يونس: 101]. ﴿ أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ ﴾ [الأعراف: 185]. وعلاقة المسلم بالحياة الدنيا: أن يتخذها مزرعة للحياة الأخرى، وأن يستمتع بطيباتها دون أن يجعلها له غاية، وأن يعمل لدنياه كأنه يعيش فيها أبداً، ويعمل لآخرته كأنه يموت غداً، وبذا يجمع الحسنيين، ويسعد في الدارين، كما قال تعالى: ﴿ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنْ الرِّزْقِ ﴾ [الأعراف: 32].
ومن اياته ان خلق لكم ازواجا
وعلاقته بغير المسلمين: بَيَّنتها آيتان من كتاب الله تعالى، هما بمثابة الدستور في تحديد العلاقات بين المسلمين وغيرهم، يقول الله تعالى: ﴿ لَا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ ﴾ [الممتحنة: 8، 9]. فللمُسالمِين من غير المسلمين: القسط، وهو العدل الذي يحبه الله تعالى ويحب أهله، والبر، وهو الإحسان، وهو أمر فوق العدل. وأما غير المُسالمين - ممن قاتلوا المسلمين في دينهم وأخرجوهم من ديارهم - فلهم ما يستحقونه من مناصبة العداء، ورفض الولاء: ﴿ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ ﴾ وفيهم يقول تعالى: ﴿ وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾ [البقرة: 190] [3].
ومن آياته أن خلق لكم English
وعلاقته بأُمَّتِه - أُمَّةِ الإسلام: أن ينصح لها، ويَعُدَّ نفسه جزءاً منها، يعطيها ويأخذ منها، ويغار عليها، ويذود عنها، داعياً إلى الخير آمراً بالمعروف، ناهياً عن المنكر، مجاهداً في سبيل الله، كما قال تعالى: ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 104]. ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا تفسير. ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ ﴾ [التوبة: 71]. وللأمة كلِّها حق عليه - وخصوصاً الضعفاء من فئاتها المختلفة، مثل اليتامى والمساكين وابن السبيل - كما قال تعالى: ﴿ مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ ﴾ [الحشر: 7]. وعلى المسلم أن يكون ولاؤه لأمته، المنبثق من ولائه لله تعالى ولرسوله صلّى الله عليه وسلّم، وأن يُعادي مَنْ يعاديها، كما قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْغَالِبُونَ ﴾ [المائدة: 55، 56].
ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا تفسير
وهذا يعني التناسُق التام والنظام الكامل، وقد اكتمل ذلك في خلق الكون كله الذي خلقه الله فقدره تقديراً وأبدع صنعه، وأحسن كل شيء خلقه: " ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور"، ويلفت القرآن نظرنا إلى هذا التناسُق في خلق السماء بقوله: "أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيّنّاها وما لها من فروج"، وجعل لنا الحدائق بهجة لأنظارنا وسروراً لأنفسنا: "وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة". وتتكرّر في القرآن الكريم أوصاف الجمال في خلق السماء وتزيينها لتكون بهجة للناظرين، وذلك مثل قوله تعالى: " ولقد زيّنا السماء الدنيا بمصابيح"، وقوله: "ولقد جعلنا في السماء بروجاً وزيّناها للناظرين". ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا مكتوبة. ويستنكر القرآن مَن يحرم زينة الله بقوله: "قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيّبات من الرزق". والقرآن الكريم يدعونا لأن نتخّذ زينتنا عند الخروج إلى المسجد حتى نكون في أبهى صورة وفي أجمل حال: "يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد".
ثانياً- التعاون مع الوزارات ومنظمات المجتمع المدني للحد من ظاهرة العنف الأسري. ثالثاً- إنشاء قاعدة بيانات مركزية لحالات العنف الأسري. رابعاً- تأسيس شبكة اتصالات مع المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني لتبادل الخبرات وتقديم البحوث والدراسات بهذا الخصوص. خامساً- التواصل مع الدول المتقدمة في هذا المجال من خلال الزيارات الميدانية والورش والتدريب لاكتساب الخبرات للحد من ظاهرة العنف الأسري. توعية أفراد المجتمع عبر وسائل الإعلام حول ضرورة حماية الأسرة من كافة أشكال العنف. ورغم عمل هذه المديرية وتشكيلاتها ومع وجود بعض النصوص القانونية آنفة الذكر التي عالجت بعض حالات العنف الأسري، إلا أن حالات العنف أخذت بالزيادة، ففي احصائية لعام 2014 حول حالات الإعتداء نجدها بنسب مرتفعة جداً وكالتالي: 1- إعتداء الزوج على الزوجة 54%. القرآن مصدر تشريع ومنهاج حياة. 2- إعتداء الزوجة على الزوج 7%. 3- الإعتداء بين الأخوة والأخوات 5%. 4- إعتداء الأبناء على الأب والأم 6%. 5- إعتداء الأب والأم على الأبناء 12%. 6- أخرى تذكر 16%.