وقد نال أبو هريرة – رضي الله عنه – هذه الدرجة في الحفظ وعدم النسيان ببركة دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم – له، فقد روى البخاري ومسلم في (صحيحيهما) عن أبي هريرة - رضي الله عنه – أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال في حديث يحدِّثه: "إنه لن يبسط أحد ثوبه حتى أقضي مقالتي هذه ثم يجمع إليه ثوبه إلا وعى ما أقول" ، فبسطتُ نَمِرة عليّ، حتى إذا قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقالته جمعتها إلى صدري، فما نسيتُ من مقالة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلك من شيء! ". أبو هريرة .. وعاء السنة - موقع مقالات إسلام ويب. وروى البخاري في (صحيحه) عن أبي هريرة – رضي الله عنه - أنه قال: قلت: يا رسول الله! إني أسمع منك حديثًا كثيرًا أنساه؟ قال: "أبسط رداءك" ، فبسطته، قال: فغرف بيديه ثم قال: "ضُمَه" ، فضممتُه فما نسيت شيئًا بعده!. وروى النسائي في (السنن الكبرى) أن رجلاً جاء زيدَ بن ثابت فسأله عن شيء، فقال له زيد: عليك أبا هريرة ، فإني بينما أنا وأبو هريرة وفلان في المسجد ذات يوم ندعو الله ونذكر ربنا - خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى جلس إلينا، فسكتنا، فقال: "عودوا للذي كنتم فيه" ، قال زيد: فدعوت أنا وصاحبي قبل أبي هريرة ، وجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يؤمِّن على دعائنا، ثم دعا أبو هريرة فقال: "اللهم إني أسألك مثل ما سألك صاحباي هذان، وأسألك علمًا لا ينسى" فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم –: "آمين! "
أبو هريرة .. وعاء السنة - موقع مقالات إسلام ويب
تعددت الروايات حول تاريخ وفاة أبي هريرة، وقال الواقدي وأبوعبيد وأبوعمر الضرير إنه مات سنة 59 هـ، وزاد الواقدي أن عمره يومها كان 78 سنة، وأن أبا هريرة هو مَن صلى على عائشة في رمضان سنة 58 هـ، وعلى أم سلمة في شوال سنة 59 هـ، ثم توفي بعد ذلك في السنة نفسها. كانت وفاة أبي هريرة في وادي العقيق، وحمل بعدها إلى المدينة، حيث صلى عليه الوليد بن عتبة أمير المدينة المنورة وقتئذ بعد صلاة العصر، وشيعه عبدالله بن عمر وأبوسعيد الخدري، ودُفن بالبقيع. وقد أوصى أبوهريرة حين حضره الموت، فقال: "إذا مت فلا تنوحوا عليّ، لا تضربوا عليّ فسطاطا، ولا تتبعوني بمجمرة، وأسرعوا بي".
ابو هريره رضي الله عنه تعريف بشخصيته وسبب تسميته وحفظة للحديث
"، وروي أنه كان له خيط فيها ألفا عقدة لا ينام حتى يسبح به. وقال أبو عثمان النهدي: "تضيَّفتُ أبا هريرة سبعًا [أي: كنتُ ضيفًا عليه في بيته سبع ليالٍ أو سبعة أيام]، فكان هو وامرأتُه وخادمه يعتقبون الليل أثلاثًا [أي يتناوبون قيام الليل]؛ يصلي هذا، ثم يوقظ الآخرَ فيصلي، ثم يوقظ الثالث". جهوده في حفظ السنة:
كان أبو هريرة – رضي الله تعالى عنه - من أوعية العلم ومن كبار أئمة الفتوى، فهو مُسنِد الصحابة بلا نزاع؛ حيث زادت مرويَّاته عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على خمسة آلاف وثلاث مئة حديث! بعض هذه الأحاديث حفظها عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ورواها عنه مباشرة، وبعضها رواها عنه بواسطة بعض الصحابة الكبار كأبي بكر وعمر وأبيّ بن كعب - رضي الله تعالى عنهم أجمعين -. وفاه ابو هريره رضي. روى البخاري في (صحيحه) عن أبي هريرة أنه قال: "ما من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أحدٌ أكثر حديثًا عنه مني إلا ما كان من عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب ولا أكتب". وقال الحاكم ( أبو أحمد): "كان من أحفظ أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وألزمهم له صحبة على شِبَع بطنه، فكانت يده مع يده يدور معه حيث دار إلى أن مات ولذلك كثر حديثه".
نبذة عن أبي هريرة - الموسوعة السعودية
الاحاديث القدسية التي رواها ابو هريرة
الحديث الأول:
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (( قال الله عز وجل: يؤذيني ابن آدم ، يسب الدهر ، وأنا الدهر ، بيدي الأمر ، أقلب الليل والنهار)). رواه البخاري. الحديث الثاني:
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (( ألم تروا إلى ما قال ربكم ؟ قال: ما نعمت على عبادي من نعمة إلا أصبح فريق منهم كافرين، يقولن: الكواكب ، وبالكواكب)). ابو هريره رضي الله عنه تعريف بشخصيته وسبب تسميته وحفظة للحديث. رواه مسلم. الحديث الثالث:
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: سمعت النبي صلي الله عليه وسلم يقول: (( قال الله عز وجل: ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي؟ فليخلقوا ذرة، أو ليخلفوا حبة ، أو شعيرة ، رواه البخاري. الحديث الرابع:
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: (( إن الله يقول يوم القيامة أين المتحابون في جلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي)). رواه مسلم. الحديث الخامس:
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: (( يقول الله: إذا أراد عبدي سيئة: فلا تكتبوها عليه حتى يعلمها فاكتبوها بمثلها، وإن تركها من أجلي فاكتبوها له حسنة.
حياة أبي هريرة
كان أبو هريرة -رضي الله عنه- فقيراً جائعاً، ليس بصاحب مالٍ وغنى، تميّز بعبادته وطاعته وحرصه على ذكر الله -سبحانه- والمدوامة عليه، إضافةً إلى حرصه على طلب العلم وحفظ الحديث النبوي، فكان من أئمة الفتاوى، وما يدلّ على ذلك ثناء الرسول -عليه الصلاة والسلام- على جهوده وحرصه على نيل العلم، كما أثنى عليه كبار الصحابة رضي الله عنهم، وما ذلك إلّا ببركة دعاء النبي -عليه السلام- له، كما كان أبو هريرة رضي الله عنه شديد الحب للنبي عليه الصلاة السلام وآل بيته، ويحثّ على ذلك. وفاة أبي هريرة
توفي أبو هريرة -رضي الله عنه- في العام السابع والخمسين للهجرة النبوية، وكان قد بلغ من العمر ثمانٍ وسبعين سنةً، قضى منهن أربع سنواتٍ في صحبة النبي عليه الصلاة والسلام، وسبعاً وأربعين سنة بعد وفاة النبي، قضى عمره في نشر العلم، وتعليم القرآن والسنة، والدعوة إلى الإسلام والإيمان برسالة محمدٍ.