آية (134):
*(ورتل القرآن ترتيلاً):
في قوله تعالى: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ (134) آل عمران) الكظم لغة الإخفاء والإمساك وهو مأخوذ من كظم القِربة إذا ملأها وأمسك فمها وعلى هذا تكون الآية تمثيلاً رائعاً بحق الخُلُق العظيم من جهتين: أولاً إخفاء الغضب من جهة وثانياً إمساكه عند وصوله حد الامتلاء تماماً كالماء إذا خيف أن يظهر من القربة وهي هنا النفس الغاضبة.
تفسير وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ... - إسلام ويب - مركز الفتوى
وقد ورد في السنة في فضل كظم الغيظ
أحاديث كثيرة نقتصر على بعضها فمنها:
–
عن ابن عمر – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -:
((ما تجرع عبد جرعة أفضل عند الله – عز وجل – من جرعة غيظ
يكظمها ابتغاء وجه الله – تعالى -)) 14. تفسير وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ... - إسلام ويب - مركز الفتوى. وعن سهل بن معاذ عن أبيه – رضي الله عنهما -: أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم –
قال: ((من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله
– عز وجل – على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى
يخيره الله من أي الحور العين شاء)) 15. وعن عائشة – رضي الله عنها – أنها قالت: ((ما خُيِّر رسول الله – صلى الله عليه
وسلم – بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثماً، فإن كان إثماً كان أبعد الناس
منه، وما انتقم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله
فينتقم لله بها)) 16. فهذا بعض ما ورد في فضل كظم الغيظ والعفو، وقد ورد في القرآن جواز الانتقام ممن
اعتدى والمعاقبة بالمثل.
وأما مرتبة الظلم: فقد ذكرها بقوله: { إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [الشورى من الآية:40] الذين يجنون على غيرهم ابتداءً، أو يقابلون الجاني بأكثر من جنايته، فالزيادة ظلم" (تيسير الكريم الرحمن للسعدي، ص:760).. وقال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [التغابن:14].
معنى الكاظمين الغيظ - ووردز
وهذا أكمل الأحوال، ولهذا قال: وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ فهذا من مقامات الإحسان... انتهى. وأما ما طلبته من تفسير علاقة الرؤيا بما حدث، فإن موقعنا ليس متخصصاً في تفسير الرؤى، إلا أننا ننبهك إلى أن الرؤى لا تنبني عليها أحكام شرعية. والله أعلم.
وقال القطان في قوله – تعالى -: {وَالْكَاظِمِينَ
الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}
{وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ} أي: الذين يمسكون أنفسهم عن الانتقام مع القدرة
عليه؛ ثم أردف – تعالى – بمزية عظيمة أخرى وهي قوله: { وَالْعَافِينَ
عَنِ النَّاسِ} أي: الذين يتجاوزون عن ذنوب الناس، ويتركون مؤاخذتهم مع
القدرة على ذلك، وتلك منزلة من ضبط النفس وملك زمامها قلَّ من يصل إليها، وهي أرقى
من كظم الغيظ، إذ ربما كظم المرء غيظه على الحقد والضغينة، فالله – سبحانه وتعالى –
يريدنا أن نكظم غيظنا، ونعفو عن الناس، وننسى إساءتهم 12 ". ومن القصص التي رويت في كظم الغيظ ما ذكره القرطبي – رحمه الله – عن ميمون بن مهران
– رحمه الله -: "أن جاريته جاءت ذات يوم بصحفة فيها مرقة حارة، وعنده أضياف، فعثرت
فصبت المرقة عليه، فأراد ميمون أن يضربها، فقالت الجارية: يا مولاي استعمل قول الله
– تعالى -: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ} ، قال
لها: قد فعلت، فقالت: أعمل بما بعده: {وَالْعَافِينَ
عَنِ النَّاسِ} ، فقال: قد عفوت عنك، فقالت الجارية: {وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} ، قال ميمون: قد أحسنت إليك، فأنت
حرة لوجه الله – تعالى – 13 ".
والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
أما الغضب لله فهو المطلوب". هذا سيكون حال جند الله ساعة يفتح الله على عباده المؤمنين، فيكون عليهم مواجهة طباع بني البشر ومنهم الحاقد والمغالي والمستعجل والساخر والكسول. نسأل الله تمام العافية. وصفتان نبويتان لكظم الغيظ الوضوء: أخرج أبو داود عن أبي وَائِلِ الْقَاصّ قالَ: "دخَلْنَا عَلَى عُرْوَةَ بنِ مُحَمّدِ ابنِ السّعْدِيّ فَكَلّمَهُ رَجُلٌ فأَغْضَبَهُ فَقَامَ فَتَوَضّأَ ثمّ رَجَعَ وَقَدْ تَوَضّأ،َ فقالَ حدّثنِي أَبِي عن جَدّي عَطِيّة قالَ: قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: إِنّ الْغَضَبَ مِنَ الشّيْطَانِ، وَإِنّ الشّيْطَانَ خُلِقَ مِنَ النّارِ، وَإِنّمَا تُطْفَأُ النّارُ بالمَاءِ، فإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُم فَلْيَتَوَضّأْ". تغيير الهيئة: روى الإمام أحمد عن أبي ذر قال: كان يسقي على حوض له فجاء قوم فقالوا: أيكم يورد على أبي ذر ويحتسب شعرات من رأسه؟ فقال رجل: أنا، فجاء الرجل فأورد عليه الحوض فدقه، وكان أبو ذر قائماً فجلس ثم اضطجع فقيل له: يا أبا ذر لم جلست ثم اضطجعت، فقال: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب، وإلا فليضطجع". مواضيع ذات صلة أدب مخالطة الناس الأصل هو المخالطة والتلاقي والاجتماع والمجالسة في المجالس والمجامع والمساجد والطرقات وكافة المناسبات، يجتمع الناس....
الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) قوله تعالى: الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين فيه أربع مسائل: الأولى: قوله تعالى: الذين ينفقون هذا من صفة المتقين الذين أعدت لهم الجنة ، وظاهر الآية أنها مدح بفعل المندوب إليه. السراء اليسر والضراء العسر; قاله ابن عباس والكلبي ومقاتل. وقال عبيد بن عمير والضحاك: السراء والضراء الرخاء والشدة. ويقال في حال الصحة والمرض. وقيل: في السراء في الحياة ، وفي الضراء يعني يوصي بعد الموت. وقيل: في السراء في العرس والولائم ، وفي الضراء في النوائب والمآتم. وقيل: في السراء النفقة التي تسركم; مثل النفقة على الأولاد والقرابات ، والضراء على الأعداء. ويقال: في السراء ما يضيف به الفتى ويهدى إليه. والضراء ما ينفقه على أهل الضر ويتصدق به عليهم. قلت: والآية تعم. ثم قال تعالى: والكاظمين الغيظ وهي المسألة الثانية: وكظم الغيظ رده في الجوف; يقال: كظم غيظه أي سكت عليه ولم يظهره مع قدرته على إيقاعه بعدوه ، وكظمت السقاء أي ملأته وسددت عليه ، والكظامة ما يسد به مجرى الماء; ومنه الكظام للسير الذي يسد به فم الزق والقربة.