ويقول: "قد يتصوّر البعض أنّ الفقير يحتاج إلى الصّدقة فقط، والحقيقة، أننا نحن نحتاج إلى أن نتصدّق، لنحصّل الرّضا الرباني والبركة في هذه الحياة، وعلينا أن نسعى لتحصيل هذا الجانب، لما للصّدقة من آثار في المتصدّق في الدنيا، وحتى الآخرة". علينا أن نعوّد أولادنا على حبّ العطاء والإنفاق في سبيل الله، حتى نبني جيلاً واعياً ومعطاءً
ويشير الحاج علي ياسين إلى أنّ مديرية الصدقات تعتبر من الروافد الأساسية في مكتب الخدمات الاجتماعية، الذي يعمل من أجل خدمة الناس، والتخفيف من معاناة الأيتام والفقراء والعجزة والمساكين. ويضيف: "يربط البعض حجم المال الذي يتبرّع به بحجم الأجر والثواب، ولكنّ الأهم هو المداومة على الصدقة، من خلال وضع قجّة الصّدقة في بيوتنا، وتعويد أولادنا على حبّ العطاء والإنفاق في سبيل الله، حتى نبني جيلاً واعياً محباً وعطوفاً ومعطاءً في هذه الحياة". ويختم الحاج علي ياسين قائلاً: "الصّدقة الّتي تعتبر وجهاً من وجوه التكافل الاجتماعي، وحتى الإنساني، فضلاً عن الحقوق الشرعيّة، من زكاة وخمس وكفارات ونذورات وغيرها، تساهم أيضاً في بلسمة جراحات الكثيرين من المحتاجين والفقراء، وتساهم في تأمين حياة كريمة لهم ولعائلاتهم".
- مقدمة في فضل الانفاق في سبيل الله
- الانفاق في سبيل الله السنة التالتة اعدادي
مقدمة في فضل الانفاق في سبيل الله
وهو أحد أشراف قريش وأجوادها، وفصحائها الممدّحين، عاش في الفترة ما بين 2 - 59 هجرية. وقد ولي الكوفة لعثمان بن عفان ما يقارب خمس سنين، وغزا طبرستان فافتتحها، ولما وقعت فتنة الخلافة بين علي ومعاوية - رضي الله عنهما - اعتزل الفتنة، وأقام بمكة. وكان معاوية - رضي الله عنه - يقدمه من بين رجالات قريش، وولاه المدينة سنة 42 هـ لأكثر من مرة مناوبة مع مروان بن الحكم. إنفاقه في سبيل الله -رضي الله عنه-:
الإنفاق الممزوج بالوفاء:
استسقى سعيد بن العاص - رضي الله عنه - ذات يوم من دار من دور المدينة فسقوه، وبعد ذلك قام صاحب الدار بعرض الدار للبيع وذلك لأربعة آلاف دينار كانت عليه، فعلم سعيد بن العاص - رضي الله عنه - بهذا البيع فقال إن صاحب الدار له علينا ذماماً، وأدى الأربعة آلاف دينار عنه. فنعم وفاء الرجل وعطاؤه وكشفه كربة المكروب. الإنفاق بالآجل:
ومن فرط حبه - رضي الله عنه - في الإنفاق في سبيل الله نجد ابن عيينة يقول عنه: كان سعيد بن العاص - رضي الله عنه - إذا قصده سائل وليس عنده شيء، قال: اكتب علي سجلاً بمسألتك إلى الميسرة. فهو لا يضيع فرصة الظفر بقضاء حاجة السائل ويعلقها للميسرة، وليس هذا لشئ إلا لمعرفته - رضي الله عنه - بقيمة تلك الفرصة ونفاستها.
الانفاق في سبيل الله السنة التالتة اعدادي
التقوى والإنفاق في سبيل الله وعد الله المتقين بالجنة وجعل أول صفاتهم الإنفاق وشهد لهم بمحبّته: قال تعالى: {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (134) الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}، دعوة من الله تعالى للإقبال على مغفرته وجنته، للمتقين الذين ينفقون أموالهم عند الضيق وعند السّعة، ثم أفاض كرمه عليهم فقال: {والله يحبّ المحسنين}.
– ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبداً بعفو إلّا عزا، وما تواضع أحد لله إلا رفعة الله. – لا يتصدق أحد بتمره من كسب طيب، إلا أخذها الله بيمينه، فيربيها كما يربى أحدكم فلوه أو قلوصة، حتى تكون مثل الجبل أو أعظم. – داووا مرضاكم بالصدقة. الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار. – يا مًحْسِنون جزاكمُ المولى بما.. يرجو على مَسْعَاكمُ المحمود كم رَدَّ فضلكمُ الحياة لمائتٍ.. جوعاً وكم أبقى على مَوْلودِ كم يَسَّرَ النومَ الهنيءَ لساهدِ.. شاكٍ ولَطَّفَ من أسى مكمودِ كم ضانَ عرضاً طاهراً من ريبةٍ.. ونفى أذىً عن عاثرٍ منكودِ. – في الصحيحين عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه قال: { استعمل النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً من الأزد يقال له ابن اللتبية، على الصدقة، فلما قدم، قال: هذا لكم، وهذا أهدي إلي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما بال الرجل نستعمله على العمل مما ولّانا الله، فيقول: هذا لكم، وهذا أهدي إليّ، فهلا جلس في بيت أبيه، أو بيت أمه فينظر أيهدى إليه أم لا؟ والذي نفسي بيده لا يأخذ منه شيئاً، إلّا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته، إن كان بعيراً له رغاء أو بقرة لها خوار، أو شاة تيعر ثم رفع يديه حتى رأينا عفرتي ابطيه، اللهم هل بلغت؟ اللهم هل بلغت، ثلاثاً.