ولذا لمَّا كان اجتماع الرجال والنساء على مكان واحد للوضوء يمكن أن يحدث منه اطلاع الرجال على شيء من أعضاء النساء أثناء الوضوء عاقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه مَن اجتمع من النساء والرجال على مكان واحد ليتوضئوا جميعاً في وقت واحد، وأمر بجعل مكان خاص للرجال وآخر للنساء، فعن أبي سلامة الحبيبي قال: رأيتُ عمر بن الخطاب أتى حياضًا عليها الرجال والنساء يتوضئون جميعًا فضربهم بالدِّرة ثم قال لصاحب الحوض: اجعل للرجال حياضًا وللنساء حياضاً، ثم لقي عليًّا فقال: ما ترى؟ فقال: أرى إنما أنت راعٍ فإن كنتَ تضربهم على غير ذلك فقد هلكتَ وأهلكتَ. رواه عبد الرزاق في " مصنفه " ( 1 / 75). ما معنى الارجاء. وهذا يدل على أن هذا الأمر لم يكن معروفًا في زمان النبي صلى الله عليه وسلم، فهو إما أن يكون قبل تشريع الحجاب، أو يكون اجتماع الرجال والنساء على الوضوء من مكان واحد لا يكون في وقت واحد، ولما حصل مثل هذا في زمان عمر رضي الله عنه عاقب عليه ومنعه. والعجيب من بعض المميعين الذين استدلوا بحديث ابن عمر على جواز كشف المرأة لذراعيها وساقيها أثناء الوضوء أمام الرجال الأجانب لم يلتزم هذا في كشف الرأس! وقال إن الرأس يمكن أن يُمسح على الخمار الذي يغطيه!
الرجاء من الاعضاء عدم ...
عند الحديث عن التيسير في شريعة الإسلام يُستدل دوما بالحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الدين يسر، ولن يشاد أحد الدين إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدُّلْجة». وفي هذا الحديث الكثير من المعاني في اللغة العربية التي يجهلها الكثير وخاصة في الكلمات الثلاث الغدوة والروحة والدلجة. الرجاء من الاعضاء عدم .... الغدوة: أول النهار. الروحة: آخر النهار. الدلجة: السير من أول الليل وقيل الليل كله. واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة: أي استعينوا على مداومة العبادة بإيقاعها في الأوقات المنشطة، والغدوة بالفتح سير أول النهار. وقال الجوهري: ما بين صلاة الغداة وطلوع الشمس، والروحة بالفتح السير بعد الزوال، والدلجة بضم أوله وفتحه وإسكان اللام سير آخر الليل وقيل سير الليل كله، ولهذا عبر فيه بالتبعيض، ولأن عمل الليل أشق من عمل النهار، فهذه الأوقات أطيب أوقات المسافرة فكأنه صلى الله عليه وسلم خاطب مسافرا إلى مقصد فنبهه على أوقات نشاطه لأن المسافر إذا سافر الليل والنهار جمعا عجز وانقطع، وإذا تحرى السير في هذه الأوقات المنشطة أمكنته المداومة من غير مشقة وحسن هذه الاستعارة أن الدنيا في الحقيقة دار نقلة إلى الآخرة.
وفي النهاية تم التعرف على الرجاء النافع هو الرجاء المصحوب بالعمل الصالح والرجاء ينقسم إلى نوعين رجاء نافع وهو الرجاء المصحوب بالعمل الصالح وبطاعة الله عز وجل وحده، والأخذ بالأسباب والرضا بقضائه وتعالى وقدره، والرجاء الكاذب وهو الرجاء المتمثل في الطلب من أجل النيل دون عمل أو طاعة.