ويجوز أن تكون ( ما) موصولة وما صدْقُها المكذب ، فهي بمعنى ( مَن) ، وهي في محل مبتدإ ، والخطاب للنبيء صلى الله عليه وسلم والضمير المستتر في { يكذبك} عائد إلى ( مَا) وهو الرابط للصلة بالموصول ، والباء للسببية ، أي ينسبك إلى الكذب بسبب ما جئت به من الإِسلام أو من إثبات البعث والجزاء. وحذف ما أضيف إليه { بعدُ} فبنيت بعدُ على الضم والتقدير: بعدَ تبيُّن الحق أو بعد تبيُّن ما ارتضاه لنفسه من أسفل سافلين. وجملة: { أليس الله بأحكم الحاكمين} يجوز أن تكون خبراً عن ( ما) والرابط محذوف تقديره: بأحكم الحاكمين فيه. اعرب هذة الجملة اليس الله باحكم الحاكمين - إسألنا. ويجوز أن تكون الجملة دليلاً على الخبر المخبر به عن ( مَا) الموصولة وحُذف إيجازاً اكتفاء بذكر ما هو كالعلة له فالتقدير فالذي يكذبك بالدين يتولى الله الانتصاف منه أليس الله بأحكم الحاكمين. والاستفهام تقريري. و«أحكم» يجوز أن يكون مأخوداً من الحكم ، أي أقضى القضاة ، ومعنى التفضيل أن حكمه أسد وأنفذ. ويجوز أن يكون مشتقاً من الحكمة. والمعنى: أنه أقوى الحاكمين حِكمةً في قضائه بحيث لا يخالط حكمه تفريط في شيء من المصلحة ونَوْطِ الخبر بذي وصف يؤذن بمراعاة خصائص المعنى المشتقِّ منه الوصفُ فلما أخبر عن الله بأنه أفضل الذين يحكمون ، عُلم أن الله يفوق قضاؤه كل قضاء في خصائص القضاء وكمالاته ، وهي: إصابة الحق ، وقطع دابر الباطل ، وإلزام كل من يقضي عليه بالامتثال لقضائه والدخول تحت حكمه.
- اعرب هذة الجملة اليس الله باحكم الحاكمين - إسألنا
- إعراب قوله تعالى ( أليس الله بأحكم الحاكمين ) التين - YouTube
- التفريغ النصي - أسماء الله الحسنى - الحكم والحاكم والحكيم - للشيخ عبد الحي يوسف
- صوت العراق | أليس الله بأحكم الحاكمين؟!
اعرب هذة الجملة اليس الله باحكم الحاكمين - إسألنا
شرح مسلم " ( 5 / 27). ثانياً:
قال النووي في آداب قراءة القرآن:
"فصل في آداب تدعو الحاجة إليها
منها: إذا قرأ قوله تعالى: ( إنَّ الله ومَلاَئِكَتِهِ يُصلونَ عَلى النَّبي) يستحب له أن يقول: صلى الله عليه وسلم تسليماً. ومنها: إذا قرأ: (أليسَ الله بَأحكمِ الحَاكِمين) (أَليسَ ذَلِكَ بقَادرٍ عَلى أنْ يُحيي الموْتَى) يُستحب أن يقول: بلى وأنا على ذلك من الشاهدين، وإذا قرأ: ( فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُون) قال: آمنت بالله... وهذا كله مستحب أن يقوله القارئ في الصلاة وغيرها. التفريغ النصي - أسماء الله الحسنى - الحكم والحاكم والحكيم - للشيخ عبد الحي يوسف. اهـ باختصار. وقد وردت بعض الأحاديث بذلك بعضها صحيح وبعضها فيه ضعف. روى أبو داود (884) عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يُصَلِّي فَوْقَ بَيْتِهِ ، وَكَانَ إِذَا قَرَأَ: (أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى) قَالَ: سُبْحَانَكَ فَبَلَى. فَسَأَلُوهُ عَنْ ذَلِكَ ، فَقَالَ: سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. صححه الألباني في صحيح أبي داود. وعن إسماعيل بن أمية سمعت أعرابيا يقول سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ منكم والتين والزيتون فانتهى إلى آخرها أليس الله بأحكم الحاكمين فليقل: بلى وأنا على ذلك من الشاهدين ، ومن قرأ لا أقسم بيوم القيامة فانتهى إلى أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى فليقل: بلى ، ومن قرأ والمرسلات فبلغ فبأي حديث بعده يؤمنون فليقل: آمنا بالله.
إعراب قوله تعالى ( أليس الله بأحكم الحاكمين ) التين - Youtube
من أسماء الله الحسنى (الحكم والحكيم والحاكم) وكلها واردة في القرآن الكريم ومعناها القاضي أو الذي يحكم الأشياء ويتقنها الذي لا يحوز على أحد ولا يظلم عنده أحد، والإيمان بهذه الأسماء الثلاثة يورث للعبد المسلم أن يحكم الله في كل شيء من حياته، واسم الله الحكم يتضمن جميع أسماء الله الحسنى وجميع صفاته العلى، ولا يجوز التكني بأبي الحكم كما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، ويجب الاستسلام لأحكام الله القدرية والشرعية. ورود أسماء الله: (الحكم والحكيم والحاكم) في القرآن الكريم
آثار الإيمان بأسماء الله: (الحكم والحكيم والحاكم)
الإيمان بهذه الثلاثة الأسماء له آثار، منها: أولاً: أن الحكم لله وحده, لا شريك له في حكمه؛ ولذلك قرن الله عز وجل في سورة الأنعام بين الأمور الثلاثة, فقال سبحانه: قُلْ أَغَيْرَ اللهِ أَبْغِي رَبًّا [الأنعام:164], وقال: قُلْ أَغَيْرَ اللهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا [الأنعام:14], وقال: أَفَغَيْرَ اللهِ أَبْتَغِي حَكَمًا [الأنعام:114]. فكما أنك لا تتخذ رباً إلا الله جل جلاله, ولا تتخذ ولياً إلا الله جل جلاله, فكذلك لا ينبغي أن تتخذ حكماً إلا الله, فهو الذي يحكم, فالحلال ما أحل, والحرام ما حرم, والدين ما شرع، قال سبحانه: وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا [الكهف:26], وفي قراءة ابن عامر: (وَلا تُشْرِكْ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا), وقال سبحانه: أَمْ لَهمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللهُ [الشورى:21]، إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا للهِ [الأنعام:57].
التفريغ النصي - أسماء الله الحسنى - الحكم والحاكم والحكيم - للشيخ عبد الحي يوسف
وأما الحكيم فهو بمعنى: محكم للأشياء, قال الله عز وجل: الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنسَانِ مِنْ طِينٍ [السجدة:7]. وقوله تعالى: صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ [النمل:88]. وقال الحليمي رحمه الله: الحكيم هو الذي لا يقول ولا يفعل إلا الصواب. فأفعاله سديدة, وفعله متقن. إذاً: هذه الأسماء الثلاثة: الحكم، والحاكم، والحكيم، تدل على أن الله عز وجل هو القاضي الذي يحكم في جميع الشئون, قدرية كونية, أو شرعية دينية. وتدل على أن الله عز وجل ذو حكمة بالغة, لا تصدر أقواله ولا أفعاله ولا قضاؤه وقدره إلا عن حكمة بالغة. وأنه جل جلاله محكم متقن للأشياء, ليس شيء من خلقته يكون عبثاً، ولا يكون فيه خلل، كما قال الله عز وجل: فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ * ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ [الملك:3-4]. واسمه الحكم يدل على أنه جل جلاله أعدل العادلين لا يظلم ولا يجور ولا يحيف.
صوت العراق | أليس الله بأحكم الحاكمين؟!
وكذلك تستسلم لله في حكمه الكوني القدري, فإذا قدر الله عز وجل عليك مرضاً, أو قدر عليك ذهاب مال, أو قدر عليك غنىً أو فقراً, طولاً أو قصراً, أو قدر الله عليك بياضاً أو سواداً أو غير ذلك مما هو من صنعه وحكمته جل جلاله, فاستسلم لله سبحانه, ولا تعترض عليه. وكذلك الأحكام الجزائية التي تكون يوم القيامة بأن يحكم الله تعالى بهؤلاء إلى الجنة وهؤلاء إلى النار, فالمسلم يعتقد يقيناً بأن الله عز وجل لا يظلم ولا يحيف ولا يجور. أسأل الله أن يرزقنا إيماناً صادقاً! وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين. معاني أسماء الله: (الحكم والحكيم والحاكم)
الحكم والحكيم بمعنى: الحاكم، وهو القاضي, أو هو الذي يحكم الأشياء ويتقنها. والحكيم ذو الحكمة, والحكمة معناها: معرفة أدق التفاصيل, وأفضل الأشياء لأفضل العلوم. وهذه الأسماء الثلاثة في حق ربنا جل جلاله؛ كما قال أبو جعفر الطبري رحمه الله في قوله تعالى: أَفَغَيْرَ اللهِ أَبْتَغِي حَكَمًا [الأنعام:114], قال: أي: فليس لي أن أتعدى حكمه وأتجاوزه؛ لأنه لا حكم أعدل منه, ولا قائل أصدق منه. وفي تفسير قوله تعالى: أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ [التين:8], قال ابن كثير رحمه الله: أما هو أحكم الحاكمين الذي لا يجور ولا يظلم عنده أحد؟ قال القرطبي رحمه الله: قيل: إن الحكم أبلغ من الحاكم؛ لأنها صفة تعظيم في مدح, والحاكم جارية على الفعل, فقد يسمى بها من يحكم بغير الحق.
ولكن الذين يهددون أمن المجتمع وسلامته، يستحقون التشويه، والنكال، لكي يكونوا عبرة للآخرين! فهم الذين ظلموا أنفسهم، وساقوها إلى الهلاك! أَلَيۡسَ ٱللَّهُ بِأَحۡكَمِ ٱلۡحَٰكِمِينَ؟! حينما يفرض جلد الزاني، ورجم الزاني المحصن، ويأمر المؤمنين بقوة وشدة، بعدم الرأفة، ولا الرحمة بالذين يقوضون الأخلاق الكريمة، ويشيعون الفاحشة، والرذيلة في المجتمع ( ٱلزَّانِيَةُ وَٱلزَّانِي فَٱجۡلِدُواْ كُلَّ وَٰحِدٖ مِّنۡهُمَا مِاْئَةَ جَلۡدَةٖۖ وَلَا تَأۡخُذۡكُم بِهِمَا رَأۡفَةٞ فِي دِينِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۖ وَلۡيَشۡهَدۡ عَذَابَهُمَا طَآئِفَةٞ مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ) النور 2. أَلَيۡسَ ٱللَّهُ بِأَحۡكَمِ ٱلۡحَٰكِمِينَ؟! حينما يطهر المجتمعات البشرية، من عصابات الإجرام والقتل، والمفسدين في الأرض، فيضع بنداً في قانونه العظيم، تتزلزل له فرائص المجرمين، وترتجف قلوبهم، فينهارون، ويتلاشون لشدة العذاب الذي سيتعرضون له، من تقطيع الأيدي والأرجل من خلاف، والصلب ( إِنَّمَا جَزَٰٓؤُاْ ٱلَّذِينَ يُحَارِبُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَيَسۡعَوۡنَ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوٓاْ أَوۡ يُصَلَّبُوٓاْ أَوۡ تُقَطَّعَ أَيۡدِيهِمۡ وَأَرۡجُلُهُم مِّنۡ خِلَٰفٍ أَوۡ يُنفَوۡاْ مِنَ ٱلۡأَرۡضِۚ) المائدة 33.