ولذلك فإن العاصي مهما عظمت ذنوبه وكثرت سيئاته إذا تاب منها توبة نصوحا فلن يحاسب عليها بعد التوبة، بل تبدل سيئاته حسنات بفضل الله تعالى وكرمه. كما قال سبحانه وتعالى: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا*يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا* إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا. {الفرقان:70،69،68}. هل يعاقبنا الله بعد التوبة – جربها. ولتعلم أن ذكر الموت والخوف منه باعتدال يعتبر ظاهرة صحية فهو دأب الصالحين ووصية النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: أكثروا ذكر هازم اللذات الموت. رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه و أحمد ، وصححه الألباني. ولكن لا يجوز أن يصل ذكر الموت والخوف منه بالمسلم إلى حد اليأس والقنوط من رحمة الله، أو الانشغال به عن عمل الصالحات وإهمال ما عليه من الحقوق والواجبات وما أمر به من عمارة الأرض والاستخلاف فيها.. فالمؤمن الحق هو الذي يجمع بين الخوف والرجاء، ويحذر العقاب ويرجو الثواب، ويخاف الآخرة ويستعد لها كما كان السلف الصالح من الصحابة ومن بعدهم.
- هل يعاقبنا الله بعد التوبة – جربها
هل يعاقبنا الله بعد التوبة – جربها
• الشّرك الأصغر: وهناك قولان في ذلك، القول الأوّل أنّه تحت المشيئة، ، وأمّا القول الثّاني فإنّه تحت الوعيد، وهو الذي مال إليه بعض أهل العلم والفقهاء.
كما تعتبر قصة يونان من المقاطع الأخرى التي تستخدم كثيراً لإظهار أن الله يغير فكره. قال الله لنينوى، من خلال هذا النبي أنه سوف يدَّمر المدينة خلال أربعين يوماً (يونان 3: 4). ولكن، نينوى رجعت عن خطاياها (الآيات 5-9). ومقابل توبتهم "ندم" الرب: "نَدِمَ اللَّهُ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي تَكَلَّمَ أَنْ يَصْنَعَهُ بِهِمْ فَلَمْ يَصْنَعْهُ" (الآيات 10). يوجد أمرين من المهم أن نأخذهما في الاعتبار بشأن الآيات التي تقول أن الله غيّر فكره. أولاً، يمكن القول أن عبارات مثل "فَحَزِنَ الرَّبُّ انَّهُ عَمِلَ الانْسَانَ فِي الارْضِ وَتَاسَّفَ فِي قَلْبِهِ" (تكوين 6: 6) هي مثال لإسقاط المشاعر الإنسانية المحدودة على الله غير المحدود. وهي وسيلة لمساعدتنا على فهم عمل الله من منظور بشري. وفي تكوين 6: 6 بالتحديد ندرك مدى حزن الله بسبب خطية الإنسان. من الواضح أن الله لم يرجع عن قرار خلقه للإنسان. وحقيقة كوننا أحياء اليوم هي دليل على أن الله لم "يغير فكره" بشأن الخليقة. ثانياً، يجب علينا التفريق بين أقوال الله المشروطة، وقرارات الله غير المشروطة. بكلمات أخرى، عندما قال الله: " بَعْدَ أَرْبَعِينَ يَوْماً تَنْقَلِبُ نِينَوَى".