ولا خبر يوجب الحجة بأن ذلك المعنى به فلا في ذلك إلا ما دل عليه ظاهر القرآن وهو أنهم يعرضون على النار غدواً وعشياً. فمن هذا تعلم أن مذهب الجمهور أن هذا العرض هو في البرزخ وإن اختلفوا في كيفية هذا العرض. أما القول الثالث فهو: أن هذا العرض يكون في الآخرة، وإلى هذا ذهب الفراء وقال: ويكون في الآية تقديم وتأخير، أي أدخلوا آل فرعون أشد العذاب النار يعرضون عليها. والصحيح الذي لا يُعدل عنه، هو ماذهب إليه الجمهور لأن الآية صريحة في إثبات عذاب القبر قبل قيام الساعة، والقول بأن الكلام فيه تقديم وتأخير، لا دليل عليه. قال الشوكاني معلقاً على قول الفراء: بأن هذا العرض في الآخرة، ولا ملجئ إلى هذا التكلف فإن قوله: وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ يدل دلالة واضحة على أن ذلك العرض هو في البرزخ، وتعقب القرطبي أيضاً الفراء بقوله: وهو خلاف ما ذهب إليه الجمهور من انتظام الكلام على سياقه. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة غافر - الآية 46. والله أعلم. jtsdv: hgk~QhvE dEuXvQqE, kQ uQgQdXiQh yE]E, ~hW>>
تفسير قوله تعالى: النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً. - منتدى قصة الإسلام
فسألت عائشة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن عذاب القبر ؟ فقال: " نعم عذاب القبر حق ". قالت عائشة: فما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد صلى صلاة إلا تعوذ من عذاب القبر. فهذا يدل على أنه بادر إلى تصديق اليهودية في هذا الخبر ، وقرر عليه. وفي الأخبار المتقدمة: أنه أنكر ذلك حتى جاءه الوحي ، فلعلهما قضيتان ، والله أعلم ، وأحاديث عذاب القبر كثيرة جدا. وقال قتادة في قوله: ( غدوا وعشيا) صباحا ومساء ، ما بقيت الدنيا ، يقال لهم: يا آل فرعون ، هذه منازلكم ، توبيخا ونقمة وصغارا لهم. تفسير قوله تعالى: النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً. - منتدى قصة الإسلام. وقال ابن زيد: هم فيها اليوم يغدى بهم ويراح إلى أن تقوم الساعة. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد ، حدثنا المحاربي ، حدثنا ليث ، عن عبد الرحمن بن ثروان ، عن هذيل ، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: إن أرواح الشهداء في أجواف طير خضر تسرح بهم في الجنة حيث شاءوا ، وإن أرواح ولدان المؤمنين في أجواف عصافير تسرح في الجنة حيث شاءت ، فتأوي إلى قناديل معلقة في العرش ، وإن أرواح آل فرعون في أجواف طير سود تغدو على جهنم وتروح عليها ، فذلك عرضها. وقد رواه الثوري عن أبي قيس عن الهزيل بن شرحبيل من كلامه في أرواح آل فرعون.
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة غافر - الآية 46
والله أعلم.
والنار بدل من سوء، في الآية الأولى. وقوله تعالى: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر:٤٦] أي: يقول تعالى لملائكة النار ولزبانيتها: {أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر:٤٦] أي: أدخلوهم إلى أشد عذاب يوجد في جهنم؛ جزاء شركهم وظلمهم وطغيانهم، وكفرهم بنبييه إليهم، وإعطاءهم مهلة طويلة لعلهم يتوبون ويسلمون، فلم يتوبوا.
دموع السماء تروي قصة الكرم الإلهي
باتت العيون ترقب تلك الفسحة السَّماوية التي ضمَّت إلى أحضانها قطع الغيوم الرَّمادية والتّي تاهت في رحاب السَّماء بعد أن حمَّلها البشر الكثير من آمالهم وأمانيهم، فكانت السَّماء لهذه الغيوم كذاك الرَّاعي الذي اقتاد قطيع أغنامه إلى فسحة الوادي، بل تبدو السَّماء بحنوِّها على قطع الغيوم المتناثرة كأمٍّ رؤومٍ ترقب أبناءها بعيني الحذر والخوف من ضياعهم. ما هي إلَّا لحظات قليلة مرَّت على السَّماء بخطواتها الثِّقال، حتَّى ضجَّت السَّماء بتلك الموسيقى الصَّاخبة التي صمَّت الآذان ورجفت لها جبال الغيوم المتماسكة، إنَّه الرَّعد جاء ليعلن أنَّ السَّماء ستتمخض عن الرَّحمة الإلهيَّة والكرَّم الرَّباني، وكامرأةٍ في لحظات ولادتها العصيبة عانت تلك السَّماء من ألم البرق الذي شقَّ أوصالها بلونه الذَّهبي ليعانق قمم الجبال والأشجار بلوحةٍ تعلوها الرَّوعة ويشوبها الأمل والخوف.
مقال وصفي عن الشتاء - موضوع
في الشتاء تُصبح الشمسُ خجولة تختبئ خلف الغيوم، وتُرسل أشعتها الباهتة على استحياء، وتتمرّد أوراق الأشجار وتسقط عن أغصانها لتصبح الأشجار عاريةً تمنح جسدها للريح وماء المطر، وكأنها تغسل غبار عامٍ كامل مع أول زخة مطر، فالشتاء صديق النباتات والأزهار، لأنه يُعطيها فرصة للنمو من جديد، ويمنحها انطلاقة جديدة تضجّ بالحياة، كما أن الشتاء أكثر الفصول مزاجيةً، فتارةً يأتي بالنسيم الوادع والريح الخفيفة التي تُداعب الأغصان والأزهار وستائر النوافذ، وتارةً يأتي غاضبًا مزمجرًا بالعواصف والبرق والرعد، فيبثّ الرعب في الأشجار والحيوانات فتنكمش على نفسها، وتختبئ من شدة البرد. الشتاء بكلّ ما فيه من عطاء وجمال، يُصبح أحيانًا فصلًا مدمّرًا، وفي أحيانٍ أخرى يُكثر من العطاء الذي أودعه الله فيه، فيظلّ يأتي بالمطر حتى تتفجر ينابيع الأرض، وفي أحيانٍ أخرى يظلّ يُزمجر بالرعود والبروق، لكن على أيّة حال سيظلّ هذا الفصل الرائع هو سرّ اكتمال جميع الفصول، وهو الأول في دائرة الحياة، ولولا الشتاء لَما كانت الأرض هي الأرض.
جاءني في ليلة ليلاء كانون الثّاني، فسلّم بالعواصف و الصّواعق، و صافح بالبروق و الرّعود. و ما هي غير ساعات قصيرات حتى وجدتنـي قابعا في زاوية من زوايا بَيتي، و أمَامي موقد فيه حطبات نحيلات، تلحس أبدانهنّ ألسنة نار لعوب طَروب ، و تطفِر منهنّ قُلُوبُهُنَّ شَرارَات راقصَات، و يَرْسَبُ ما تَبَقَّى منهنَّ في أسفل المَوقَد رمَادا بلا حَرَاك. و عَلَى قَيد متر منّـــــي هرَّتي البَيضَاء، و قَد التَفَّت عَلىَ ذَاتهَا في شَكل كَعكَة و رَاحَت تغطُّ غَطيطَ مَن يَجهَل الهَمَّ. و الرّيح في ثَورَة و جنون، و البَـــرق يـَنهَش جلْدَ الجَلَدِ، و الرَّعد في غَضْبَةٍ و البَرَدُ كَــــأنَّــــهُ وابلٌ من الرَّصَاص، و الظُّـــلمةُ قد دَغَمَتِ الأرضَ بالسَّمَاءِ. وعندما خَمَدَتْ أنفَاسُ نَــــــاري و نَضَبَ الزيتُ في سِرَاجِي و انطلقتْ هرَّتـــــي إلى مساهرة الفِئرانِ أويت إلى فراشِـــي و كأنَّه من جليد. فقلت في نفسي ˸ " هنيئا لمن له مأوًى و فراشٌ في مثل هذا الليل وإن كان مأواه من طين و فراشه من جَلِيد ". لكن نومي كان سُهادًا ، و كان ليلي جهادًا. فالعاصفة ما انفكَّت تدور من حول بيتِـــــي و تدور ، عاوية عواء الذّئاب، زائرة زئير الأسود، صاخبةً، ناقمةً ،مولولةً.