السؤال: تعرَّفتُ على شابٍّ عبر الإنترنت، وأحبَّني وأحببتُه كثيرًا، ثم خطبني، وكنتُ أهتم به جدًّا، وفجأة وبدون أيَّة مقدِّمات ترَكني وخطب فتاةً أخرى؛ إرضاءً لأهله، ولم يعطني فرصةً لأعرف سبب ذلك! أنا أدعو عليه في كلِّ صلاة، ولا أنام الليل مِن الغَدْر والظلم والإهانة، وأدعو عليه وعلى أهله، فهل لي حق في ذلك أو لا؟
الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَنْ والاه، أما بعدُ:
فما ذكرتِه - على الرغم من كونه قاسيًا على النفس ومحزنًا - إلا أنه نتيجة طبيعية وحتمية لما يسمَّى بالحب أو التعارف قبل الزواج، فعلى الرغم مِن كونه مخالفًا لثوابت الدين والقيم والمبادئ، والعادات والتقاليد الشرقية والعربية الراقية والعِفَّة، فإنه كذلك مُهِين للفتيات، فحتى لو تَمَّ الزواج، يظل الرجل يشك في المرأة، وينظر لها نظرة دونية! أعلم أنَّ هذا الأمر صار شائعًا؛ أعني: الحب قبل الزواج، أو الزواج عن حب، والصداقة بين الجنسين، ولكن هذا لا يجعله مباحًا، ومَن تأمَّل الواقعَ الأليم، وسَلِمتْ من الهوى نفسه، علم أن تلك العَلاقات أَفْسَدت العباد والبلاد، فالزواجُ الشرعي أو التقليدي هو الأوفر حظًّا، والأقرب للنجاح في عالمنا الإسلامي، بل إن الغرب الكافر قد توصَّل من خلال الدراسات الميدانية إلى أنَّ الزواج يحقق نجاحًا أكبر إذا لم يكن طرفاه قد وقعا في الحبِّ قبله، كما في دراسة "سول جور دون" أستاذ علم الاجتماع الفرنسي.
دعاء لمن ظلمني - ليدي بيرد
قد يظهر جزاء الظالم في الدنيا في عدم توفيقه في حياته ودخوله في الكثير من الأزمات والمشاكل، بالإضافة إلى عدم الشعور بالراحة والسكينة وعند الموت فقد يموت الظالم موتة سوء ويستكمل عذابه على ظلمه في يوم القيامة. لأي شخص قد تعرض للظلم ليس عليه إلا أن يتوجه بالدعاء تعالى وقراءة دعاء على من ظلمني وقهرني التالي:
يا رب اللهم عليك بمن ظلمني، اللهمّ خيّب أمله، واجعل شغله في بدنه اللهم ولا تفكّه من حزنه. وصيّر كيده في ضلال اللهم إن الظالم مهما كان سلطانه لا يمتنع منك فسبحانك أنت مدركه أينما سلك، وقادر عليه أينما لجأ، فمعاذ المظلوم بك، وتوكّل المقهور عليك. اللهم عليك بمن ظلمني فإنك تقوى عليهم ولا أقوى عليهم وأنت الجبار وأنت المتعال لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. اللهم أنت مدرك وناظر الظالم حيث كان، أنت الشاهد والمطلع عليه في كل وقت وكل حين. أنت العلي ليس يعلو عليك شيء أنت الكبير ليس يكبرك شيء أنت المقدم والمؤخر، اللهم انصرني نصرًا عزيزًا. دعاء حسبي الله ونعم الوكيل على من ظلمني وقهرني
الله تعالى لا يضيع حق من تعرض للظلم، لهذا على المظلوم ترديد قول الله تعالى حسبي الله ونعم الوكيل وترديد دعاء على من ظلمني وقهرني التالي:
رباه من سينصرني أن لم تكن وكيلي ونصيري ومن يرحمني إن لم ترحمني وتلطف بي حسبي أنت ونعم الحسيب والنصير.
"رب إني اتمنى لمن ظلمني الهداية وهو ي تمنى تدميري وهلاكي، رب إنه لا قوة ولا حول لي إلا انت، فأنت القادر على نصرة عبدك المسكين يا من وعدت باستجابة دعاء المظلومين ونصرهم ولو بعد حين".
والأول أصح، لأن القول بغيره يشد يد ولي الأمر في تطبيق العقوبات اللازمة لمحاربة الإجرام وإخلاء البلاد من الفساد، وهذا ليس بمستساغ[19]. السابع: أن عقوبة الحدود والقصاص مقدرة شرعاً، فليس للحاكم أو نائبه كالقاضي مثلاً الحرية في اختيار العقوبة التي تناسب هذه الجرائم أما التعزير فهو مفوض إلى رأي الإمام والقاضي فهو الذي يفرض العقوبة المناسبة للجريمة من بين العقوبات التعزيرية بحسب الظروف والحالات[20]. الثامن: أن الحدود والقصاص لا تثبت إلا بالبينة أو الاعتراف، بالشروط المبينة لكل منهما، فالبينة هناك ما لا يقبل إلا بشهادة أربعة شهود رجال عدول كشهود الزنى، وهناك ما لا يقبل فيه إلا رجلين عدلين كالقتل مثلاً. وكذلك بالنسبة للإقرار، فلا بد أن يكون بدون إجبار، وأن يكون أربع مرات عند من يقول بذلك. الفرق بين الحدود والقصاص والتعزير - مجلة أوراق. بخلاف التعزير فيثبت بالإقرار مرة واحدة، ولا يقبل الرجوع فيه وكذلك بالنسبة للشهادة فتقبل برجل وامرأتين، وبشهادة المدعي مع آخر وبشهادة عدل وتقبل فيه الشهادة على الشهادة وغير ذلك[21] من الفروق. [1] لسان العرب 2/764، شرح القاموس 2/88، مختار الصحاح: ص454. [2] الفقه على المذاهب الأربعة 5/397، المغني والشرح الكبير 10/347، الأحكام السلطانية لأبي يعلى ص:279، كشاف القناع 6/121، فقه السنة 2/497.
الفرق بين الحدود والقصاص والتعزير - مجلة أوراق
ومعنى: "أنه حق للأفراد" أن للمجني عليه أو ولي الدم العفو إذا شاءوا، فبالعفو تسقط هذه العقوبة[7]. الفرق بين الحد والقصاص والتعزير. ويكون القصاص في النفس والأطراف والجروح قال تعالى: ﴿ وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ ﴾[8]. فمن اعتدى عمداً عدواناً على إنسان معصوم الدم فقتله أو قطع طرفاً من أطرافه، أو جرحه جرحاً وكان قاصداً ذلك بآلة تقتل غالباً أو تجرح فإنه يقتص منه، إذا توفرت شروط وجوب القصاص، وشروط استيفائه. إلا إذا عفا المجني عليه أو ورثة الدم في حالة موته عن القصاص إلى الدية، أو إلى غير عوض، فإن ذلك جائز وتسقط هذه العقوبة، فإن كان القتل خطأ أو شبه عمد – خلافاً للمالكية، فقد منعوا شبه العمد، ولم يثبتوا سوى العمد والخطأ- فإن الدية تقوم مقام القصاص للمجني عليه، أو لورثته في وقت وفاته إذا طلبوها ولم يعفوا عنها، لأنه لا قصاص فيهما لعدم توفر الشروط. وفي هذا الموضوع كلام طويل وخلاف كثير ليس هذا مكان بسطه.
القسم الثالث: جرائم التعازير:
هي الجرائم التي يعاقب عليها بعقوبة أو أكثر من عقوبات التعزير، ومعنى التعزير التأديب، وقد جرت الشريعة على عدم تحديد عقوبة كل جريمة تعزيرية، واكتفت بتقرير مجموعة من العقوبات لهذه الجرائم تبدأ بأخف العقوبات وتنتهي بأشدها، وتركت للقاضي أن يختار العقوبة أو العقوبات في كل جريمة بما يلائم ظروف الجريمة وظروف المجرم، فالعقوبات في الجرائم التعزير غير مقدرة. جرائم التعزير غير محدودة كما هو الحال في جرائم الحدود أو جرائم القصاص والدية، وليس في الإمكان تحديدها. وقد نصت الشريعة على بعضها وهو ما يعتبر جريمة في كل وقت كالربا وخيانة الأمانة والسب والرشوة، وتركت لأولي الأمر النص على بعضها الآخر، وهو القسم الأكبر من الجرائم التعازير، ولكن الشريعة لم تترك لأولي الأمر الحرية في النص على هذه الجرائم بل أوجبت أن يكون التحريم بحسب ما تقتضيه حال الجماعة وتنظيمها والدفاع عن مصالحها ونظامها العام، وأن لا يكون مخالفاً لنصوص الشريعة ومبادئها العامة. وقد قصدت الشريعة من إعطاء أولي الأمر حق التشريع في هذه الحدود تمكينهم من تنظيم الجماعة وتوجيهها الوجهات الصحيحة، وتمكينهم من المحافظة على مصالح الجماعة والدفاع عنها ومعالجة الظروف الطارئة.