هل من الضروري ان يسعى كل فرد في المجتمع لكي يكون مبتكرا، يتملك جميع الأفراد الذين خلقهم الله قدرات متفاوتة في التفكير، فكل شخص في المجتمع يمتلك قدرات معينة مخلتفة عن غيره، ولكل شخص موهبة خاصة فيه، ولا يوجد شخص لا يمتلك موهبة، ولكنها تحتاج الى وقت حتى يتم اكتشافها، فالكل ولد مبتكرا ومبدعا، والإبتكار موجود منذ وجودنا في الحياة. ما المقصود بالإبتكار و الإبداع يعد الإبداع من القدرات التي تساعد الفرد على استخدام المهارات العقلية حتى يقوم بإيجاد أفكار جديدة، تكون هذه الأفكار غير مكررة وتخرج عن المألوف، فهي تعتبر قدرة الفرد على الإتيان بأفكار جديدة، وهو ليس وراثي، نرثه من الأباء و الأجداد، ولكنه سلوك يمكن تعلمه، أما الابتكار فنقصد به على انه هو قدرة الشخص على الإتيان بأفكار ومفاهيم وتنفيذها من خلال اسلوب جديد. هل من الضروري ان يسعى كل فرد في المجتمع لكي يكون مبتكرا وهو على كل فرد في المجتمع أن يحاول أن يكون مبدعا ومبتكرا في مجتمعه، فكل شخص له مواهبه الخاصة، ويمكن للفرد ان يكون مبتكرا من خلال قيامه بالتعرف على الأشخاص المبدعين وإحاطة نفسه بهم، وعليه ان يقوم بتجربة امور جديدة والعمل على البحث عن طرق بديلة، وان لا يتم التركيز على حل واحد فقط، وعليه ان يفكر بطرق ابداعية، وان يتخلص من ضغوطاته النفسية التي تعيق عملية تفكيره.
المسلمون يجب ان يسعى لعمل الخير كابيتال
ويعتبر الفعل المخالف للمصلحة الفرديّة والعامّة شرّاً من حيث أنّه أضرّ بالمجتمع أو سبّب بخلل ما فيه. ولمّا كان فعل المخالف يعتبر شرّاً، وجب السّؤال عن مصدر شرّه والدّافع لفعل الشّرّ. إنّ الحضارات القديمة أوعزت الشّرّ لآلهة الشّر الّتي تتصارع مع آلهة الخير. وتكثر الأساطير الّتي تروي عن كيفيّة حدوث الشّرّ في العالم، كما تكثر الشّروحات في الفلسفات والدّيانات الشّرقيّة القديمة كذلك في الفلسفة اليونانيّة. وكان السّؤال دائماً إذا ما كان هناك من مقياس ثابت لتحديد الخير والشّرّ يناسب الإنسانيّة على مرّ العصور. أمّا الدّيانات السّماويّة (الديانات المؤمنة بالوحي) الّتي جاءت بعدها، فإنها رفعت مفهوم الخير إلى مرتبة القداسة وجعلته من صفات وأعمال الله الخالق لجميع الأشياء. أمّا وجود الشّرّ في هذا العالم فهو يرجع إلى عمل روح الشّرير أو إبليس (الشّيطان). ولا بدّ من ذكر أنّ نشأة هذه الدّيانات خاصة اليهوديّة، اعتبرت بداية أنّ الله هو من خلق الخير والشّر وهو الّذي يمتحن عبده وذلك لاعتباره السّبب الأوّل لكلّ شيء. إلّا أنّه مع تطوّر الوعي الإيمانيّ نفى الإنسان فعل الشّرّ عن الله وأوعزه إلى الشّيطان. المسلمون يجب ان يسعى لعمل الخير ومسيرة الإنسانية النبيلة. وإن تعمّقنا في النّفس الإنسانيّة ودرسنا حالاتها النّفسيّة المتغيّرة لوجدنا أن الإنسان في صراع دائم مع ذاته بين فعل الخير وفعل الشّرّ.
وإن تحدّثنا عن الظّواهر الّتي نعتبرها شرّاً كالمرض والموت والفقر... فلكلّ منها أسبابه الّتي يجب على الإنسان أن يقبلها وبالتّالي يعترف بمحدوديّته وعدم كماله. إذا كان المرض شرّاً فهذا طبيعيّ نسبة للأسباب الّتي ينتج عنها المرض. فالجسد مادّة لا بدّ أن تصاب بخلل ما نتيجة ظروف معيّنة. كذلك الفقر في العالم ليس لأنّ مجموعة من النّاس كُتب لها أن تولد فقيرة، وإنّما لأنّ أصحاب المال والسّلطة حجبوا ثرواتهم لخيرهم الذّاتيّ. أمّا الموت فهو النّهاية الطّبيعيّة للإنسان على هذه الأرض، ولا يمكنه الاستمرار فيها نظراً لمحدوديّته البشريّة. والموت يعود للإنسان، ربّما لا يقرّر هو السّاعة وإنّما قد يسرع في مجيئها أم لا. فإن مرض أحدهم وواظب على العلاج سيؤخّر السّاعة والعكس صحيح. المسلمون يجب ان يسعى لعمل الخير راشد. وإن قاد أحدهم سيّارته بسرعة فائقة واصطدم بجسم أدّى إلى موته فهو من سعى لذلك. ولا ننسى الظّروف البيئيّة الّتي تساهم إلى حدّ بعيد في التّقليص من عمر الإنسان وذلك لما يواجهه من تلوّث وأمراض. القبول بالموت هو جزء من تدريب النّفس على التّخلّي عن الأنانيّة، وبالتّالي ينتفي الشّرّ عن الموت إذا اعتبرنا أنّه خطوة نحو "الحياة". فالقيمة الإنسانيّة لا يمكن أن تنتهي لأنّها تستحق البقاء.
وحكمة إرسائها على جبل أنّ جانب الجبل أمكَن لاستقرار السفينة عند نزول الرّاكبين لأنّها تخف عندما ينزل معظمهم فإذا مالت استندت إلى حانب الجبل. و { بعداً} مصدر ( بعدَ) على مثال كَرُم وفَرح ، منصوب على المفعولية المطلقة. وهو نائب عن الفعل كما هو الاستعمال في مقام الدعاء ونحوه ، كالمدح والذم مثل: تَبّاً له ، وسحقاً ، وسَقْياً ، ورَعْياً ، وشكْراً. والبعد كناية عن التحقير بلازم كراهية الشيء ، فلذلك يقال: بَعِد أو نحوه لمن فُقِدَ ، إذا كان مكروهاً كما هنا. ويقال: نفي البعد للمرغوب فيه وإن كان قد بعد ، فَيقَالُ للميّت العزيز كما قال مالك بن الرّيْب:... يقولون لا تَبْعَدْ وهم يدفِنوني وأيْنَ مكانُ البعد إلاّ مَكانِيا... وقالت فاطمة بنت الأَحْجَم:... إعراب قوله تعالى: وقيل ياأرض ابلعي ماءك وياسماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الآية 44 سورة هود. إخْوَتِي لا تَبْعَدُوا أبداً وبَلى والله قد بَعِدوا... والأكثر أن يقال ( بعِد) بكسر العين في البعد المجازي بمعنى الهلاك والموت ، و ( بعُد) المضموم العين في البعد الحقيقي. والقوم الظالمون هم الذين كفروا فغرقوا. والقائل ( بعداً) قد يكون من قول الله جرياً على طريقة قوله: { وقيل يا أرض ابلعي ماءك} ويجوز أن يقوله المؤمنون تحقيراً للكفّار وتشفّياً منهم واستراحة ، فبنِيَ فعل { وقيل} إلى المجهول لعدم الحاجة إلى معرفة قائله.
عرض وقفة أسرار بلاغية | تدارس القرآن الكريم
ثم لاحظ النداء قال (يا أرض) ناداه بحرف النداء (يا) وفي القرآن لم يرد غير (يا) للنداء ناداها باسم الجنس. سؤال: حروف النداء هل ترتبط ببُعد أو قرب المسافة من المنادى؟
(يا) يقولون في أصلها للبعيد وقد تكون للجميع و(أي) للقريب، (أيا وهيا) للبعيد لأن فيها مد الصوت. وقيل يا أرض ابلعي ماءك اعراب. هذا النداء (يا أرض) هذا يدل على عظمة المنادي لأنه ناداها باسم الجنس (وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ) كما تقول يا رجل افعل كذا، يا أرض، يا رجل افعل كذا أو لا تفعل كذا ولم يقل يا أرضي بالتكريم أو يا أرض الخير أو يا سماء الخير وإنما ناداها مجرّدة يا أرض ويا سماء دلالة على عظمة المنادي وكلها في مقام عظمة المنادي بعد هذا الذي حصل في قصة نوح (قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ (43) هود). يعني (يا أرضي) فيها مقام ترقيق كما نقول يا أخي، يا صديقي، فيها تودد وتقرب، يا رجل الخير، قال يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي فيها قوة وشدة. ثم لم يقل يا أيتها الأرض لو قالها تصير (أي) منادى لكن الغرض منها التوصل للمنادى يا أيها الرجل والهاء للتنبيه حتى إذا كان غافلاً ينتبه. لم يقل يا أيتها الأرض (ها) للتنبيه و(أي) يعني هي ليست غافلة ينبغي أن تكون واعية لكل ما يقول ليس هناك داعي للتنبيه، السماء والأرض نحن نقول الهاء للتنبيه فإذا كان غافلاً فالذي قبله ينبهه لكن الأَوْلى أن تكون واعية لكل حرف يصدر عن هذا الخالق العظيم وكأنها جاهزة للأمر وهي ليست غافلة حتى تحتاج إلى التنبيه، هذا أمر إضافة أن الآية بنيت على الإيجاز.
إعراب قوله تعالى: وقيل ياأرض ابلعي ماءك وياسماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الآية 44 سورة هود
وقوله سبحانه: (وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)، دعاء أوجبه الاحتراس ممن يظن أن الهلاك ربما شمل من لا يستحق، فدعا الله سبحانه وتعالى على الهالكين، وسمّاهم ووصفهم بالظلم احتراساً من هذا الاحتمال، وذلك يقتضي أن يكون بعد كل ما تقدم. فانظر إلى حسن هذا النسق، كيف وقع القول فيه وفق الفعل سواء؟!! وقد حكي أن ابن المقفع العبدي حاول معارضة القرآن، فلما بلغ إلى هذه الآية أمسك عن المعارضة وقال: هذه الفصاحة التي لا تبارى، والبلاغة التي لا يسابق المتكلم بها ولا يجارى، والقول الفصل الذي لا يختلف فيه ولا يتمارى!! وقيل يا أرض ابلعي ماءك بلاغة. (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ... ) قال تعالى في سورة النساء:(إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا، إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا). تأمل هاتين الآيتين العظيمتين تدرك أن الله تعالى جعل المنافقين شراً من شر الكافرين كآل فرعون، لأنه جعلهم في الدرك الأسفل من النار، وجعل أولئك في أشد العذاب، حيث قال في سورة غافر:(النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ).
واردفت تقول: في آية واحدة قصة نبي ، فيها: أمران ونهيان وبشارتان. وقد أورد السيد هبة الدين الشهرستاني في كتابه (المعجزة الخالدة) القصة التالية:
لقد جمعنا حفل ببغداد إلى بعض فضلاء الذميين ، والمذياع يتلو علينا هذه الآية. فأعجب الذمي ببلاغتها ، وبجودة تلاوتها. فحدثته أن احد العلماء سمع جارية ، فأعجبته فصاحتها وبلاغتها. فقال: ما أبلغك من ناطقة!. فقالت له الجارية: صه يا شيخ ، ما ترك القرآن لغيره ظهور البلاغة!. أما سمعت آية: {وأوحينا إلى ام موسى... } كيف جمعت على وجازتها أبدع الإيجاز: خبرين وإنشاءين وأمرين ونهيين ووعدين ؟!. فأعجب الجميع بحسن بيان الجارية وأدبها الجم. فقال صاحبنا الذمي: الآية آية ، كما أن الجارية آية ، فقد أتت بما يعجز عن الإتيان بمثله كل أحد. قلت: كلا. فإني الآن أتيكم بأكثر مما أتت او نحوه. فإن الآية جمعت: فعلين من الماضي (أوحينا وخفت) وفعلين من الأمر (أرضعيه وألقيه) وفعلين من النهي (لا تخافي ولا تحزني) ووزنين من اسم الفاعل (رادوه وجاعلوه) ووزنين من اسم المفعول أي (موسى) بمعنى المنشول من الماء و (المرسل). ثم اسمين خاصين (موسى) و (ام موسى). عرض وقفة أسرار بلاغية | تدارس القرآن الكريم. ثم تكرار (فاء الجواب) مرتين ، وحرف (إلى) مرتين ، ثم إعادة الخوف مرتين ، ثم نبآن غيبيان ، ووعدان بالرد والنبوة... فطار الذمي دهشة وطرباً من شدة إعجابه واستغرابه ، بما حوته هذه الآية الواحدة من فنون البلاغة والإعجاز (3).