[٧]
شرح حديث (يَأْتي علَى النَّاسِ زَمانٌ يُبْعَثُ منهمُ البَعْثُ)
هذا الحديث في فضل القرون الثلاثة الأولى، فيخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بأنه سيكون زمان يتحقق فيه نصر الجيوش لأن فيهم من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ وذلك لفضلهم وعظم شأنهم، إذ إنهم صاحبوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتعلموا من علمه. [٨] وكذلك يأتي زمان ينتصر فيه المسلمون لأن في جيشهم من التابعين، وهذا دليل على بركتهم وفضلهم، ثم يأتي زمان فينتصر فيه جيش المسلمين لأن فيه من تابعي التابعين، وهذا دليل على فضلهم وعظم شأنهم، فهم تعلموا وفهموا الدين من التابعين الذين رافقوا الصحابة وساروا على نهجهم. [٨]
المراجع ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:2532، صحيح. ↑ رواه الهيثمي، في مجمع الزوائد، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:192، ضعيف. ↑ نود الدين الهيثمي، مجمع الزوائد ، صفحة 187. بتصرّف. ↑ رواه عبدالله بن عمر، في ابن الجوزي، عن الموضوعات لابن الجوزي، الصفحة أو الرقم:429، لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإسحاق بن إبراهيم متهم بوضع الحديث. يأتي زمان على أمتي لايبقى من الإسلام إلا أسمه. ↑ ابن الجوزي، الموضوعات لابن الجوزي ، صفحة 262.
يأتي زمان على أمتي لايبقى من الإسلام إلا أسمه
قال ابن معين: " ليس بشيء " انتهى من " الكامل " (4/227). وقال أبو زرعة: " ضعيف " انتهى من " سؤالات البرذعي " (355). وقال أبو حاتم: " منكر الحديث ، ضعيف الحديث ، روى عن جعفر بن محمد غير حديث منكر
" انتهى من " الجرح والتعديل " (5/48)، وانظر: " تهذيب الكمال " (14/469). والحديث الذي معنا هو من رواية عبد الله بن دكين عن جعفر بن محمد ، والتي صرح أبو
حاتم بأن فيها مناكير. العلة الثانية:
تعارض الوقف والرفع بما يرجح ضعف حفظ عبد الله بن دكين ، واضطراب روايته ههنا ، فلا
يوثق برفعه للحديث ، ولعل هذا هو سبب إيراد العلماء له في سياق كلام علي بن أبي
طالب رضي الله عنه نفسه ، كما فعل البخاري في " خلق أفعال العباد " (ص/67) حيث قال:
"ويذكرون عن علي رضي الله عنه قال: ( يأتي على الناس زمان لا يبقى من الإسلام إلا
اسمه ولا من القرآن إلا رسمه) " انتهى. العلة الثالثة:
الانقطاع ، فجعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، يروي
الحديث عن أبيه ، محمد بن علي ، عن جده علي بن الحسين ، وعلي بن الحسين لم يدرك علي
بن أبي طالب رضي الله عنه ، بل حديثه عنه مرسل كما في " جامع التحصيل " (ص/240). ياتي زمان علي امتي القابض علي دينه. ولذلك حكم الإمام البيهقي على الحديث بقوله: " منقطع " انتهى. "
ياتي زمان علي امتي القابض علي دينه
بتصرّف. ↑ رواه ابن الجوزي، في العلل المتناهية، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:565، لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ↑ ابن الجوزي، العلل المتناهية ، صفحة 74. بتصرّف. ^ أ ب محمد الأمين الهرري، الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم بن حجاج ، صفحة 206-207. بتصرّف.
يأتي زمان علي أمتي يحبون خمس وينسون خمس
فالذي يأكل الربا ملعونٌ على لسان محمد صلى الله عليه وسلم، وكذلك
موكله فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه
وشاهديه "، وقال: " هم سواء "،
وكذلك أكل الربا سبب لعدم استجابة الدعاء، لقول النبي صلى الله عليه
وسلم: "ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب
يا رب ومطعمه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك؟"،
وكذلك هو سببٌ لعدم التوفيق في الطاعات لقول الله تعالى: { الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ
إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ
الْمَسِّ} [البقرة: 275]، فهم بمثابة المجانين، تصرفاتهم غير
مضبوطة. وقد اختلف أهل التفسير في تفسير هذه الآية فقالت طائفة منهم: يقومون
من المحشر أي عندما يحشرون من قبورهم يقومون يتخبطون كالمجانين، وذلك
من عقوبتهم الأخروية، وقالت طائفة أخرى: بل تصرفاتهم في الدنيا كذلك،
الذين يأكلون الربا في الدنيا لا يقومون في أمورهم إلا كما يقوم الذي
يتخبطه الشيطان من المس، ونحن نشاهد هذا كثيراً، فتصرفات أهل الربا
كثيراً ما تأتي عليهم بالوبال، فالربا في البداية ينفق السلعة، ثم بعد
ذلك يمحقها، ثم بعد ذلك يحرق صاحبها، وكم من إنسان كان من أهل الثروة
والغنى ولكنه اشتغل بالربا فمحق الربا ماله وأهلكه ولم يبق معه إلا
الندم حيث لا ينفع الندم.
[١]
صحة حديث (سيأتي على أمتي زمان يكثر القراء)
هذا الحديث يُروى عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (سيأتِي على أمتي زمانٌ يكثرُ القراءُ ويقلُّ الفقهاءُ ويُقبضُ العلمُ ويكثرُ الهرْجُ قالوا وما الهرجُ قال القتلُ بينَكم ثم يأتِي بعدَ ذلك زمانٌ يقرأُ القرآنَ رجالٌ لا يُجاوزُ تراقِيَهم ثم يأتِي زمانٌ يجادلُ المنافقُ والمشركُ المؤمنُ) ، [٢] وهذا الحديث ضعيف لطعنٍ في سنده، وهو أن ابن لهيعة الذي هو من سلسلة السند ضعيف. [٣]
صحة حديث (يأتي على أمتي زمان يحسد الفقهاء بعضهم بعضا)
هذا الحديث يُروى عن ابن عمر -رضي الله تعالى عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يأتي علَى أمَّتي زمانٌ يحسدُ الفقَهاءُ بعضُهُم بعضًا ، ويغارُ بعضُهُم علَى بعضٍ، كتغايرِ التُّيوسِ بعضُها علَى بعضٍ) ، [٤] وهذا الحديث لا يصح عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وفي إسناده إسحاق بن إبراهيم، وهو متهم بوضع الأحاديث ونسبتها كذب إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-. [٥]
صحة حديث (يأتي على النَّاسِ زمانٌ يحجُّ أغنياءُ أمَّتي)
رُوي عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يأتي على النَّاسِ زمانٌ يحجُّ أغنياءُ أمَّتي للنُّزهةِ وأوساطُهُم للتِّجارةِ وقرَّاؤُهُم للرِّياءِ والسُّمعةِ وفقراؤُهُم للمسألَةِ) ، [٦] وهذا الحديث لا يصح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأكثر رواته مجهولون.
تاريخ النشر: الخميس 4 جمادى الأولى 1432 هـ - 7-4-2011 م
التقييم:
رقم الفتوى: 153811
35798
0
564
السؤال
أنا لست من أرسل الفتوى
رقـم الفتوى: 152105
عنوان الفتوى: قصة هاجر أم إسماعيل مع سارة زوجة إبراهيم الخليل عليه السلام. لكن لي سؤال: يوجد في بعض الكتب والمحاضرات أن سارة غارت أو كرهت هاجر، وأن إبراهيم عليه السلام قد طلقها، وسمعت على ما أذكر أنه عندما لم تنجب هاجر زوجة إبراهيم عليه السلام أتاه جبريل قائلا غير عتبتك فتزوج هاجر وطلق سارة. ويمكنك الاطلاع على بعض الكتب ستجد أن إبراهيم عليه السلام طلق سارة. قصص نبوية | قصة إبراهيم وسارة عليهما السلام مع أحد الطغاة. لم تذكر ذلك أو تشير إليه فضيلتك في فتواكم أو تصحح ما فيه خطأ حول نقطة كره سارة لهاجر وطلاق سيدنا إبراهيم لسارة، ومدى صحة هذا الكلام أو خطئه، وهل كانت سارة حاملا في إسحق وقت طلاق إبراهيم منها، أم أنها كانت قد وضعته، ومعنى كلامكم أن إسماعيل أكبر بثلاث سنوات من إسحق؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الإجابة في الفتوى المشار إليها كانت حسب السؤال، وغيرة سارة من هاجر لما ولدت إسماعيل ذكرها غير واحد من أهل العلم، وأنها السبب في ذهاب إبراهيم بها مع ولدها إلى مكة.
قصص نبوية | قصة إبراهيم وسارة عليهما السلام مع أحد الطغاة
قصة سيدنا ابراهيم مختصرة قصته مع زوجة اسماعيل و قصته مع الأصنام ومع أبيه مكانة السيدة سارة كانت السيدة سارة تعشق زوجها إبراهيم عليه السلام، فهي كانت أول من آمن بدعوته، فهي كانت وفية له حيث هاجرت معه لينشر الدعوة في بلاد الله، وعلى الرغم من كثرة حبها لسيدنا إبراهيم إلا إنها كسائر النساء لم تستطع أن تخفي غيرتها وبمجرد ظهور بوادر الحمل الأولي على السيدة هاجر حني تجددت الغيرة مرة أخري وبدأت العلاقة بينها وبين زوجها تتوتر واشتعلت نيران الغيرة بداخلها وطلبت من زوجها أن يسافر بعيدا بزوجته وابنه القادم فهي لا تريد ولا تتحمل رؤيتهما. وعندما وضعت السيدة هاجر وابنها إسماعيل طلبت السيدة سارة من زوجها إبراهيم أن يبعدها وابنها، ولأن الله سبحانه وتعالى يرى ويعلم ما بقلب سارة فقد أمر سيدنا إبراهيم بأن يذهب بالسيدة هاجر وابنها إلى صحراء مكة ويتركها هنا بدون مأوى ولا سكن وجار ولا رفيق حزينا علي تركهما في هذا الوضع المؤسف ولقد لبي سيدنا إبراهيم أمر ربه وتركها هي وابنها في وادي بغير زرع ولا ماء ودعا لهما الله أن يرزقهما الخير. وبدا سيدنا إسماعيل يبكي فبدأت هاجر تجري بين الجبلين لتبحث عن طعام له وصارت تبحث هنا وهناك حتي أنهكها التعب بحثا عن الماء والطعام حتى ألهمها الله ينبوع ماء منهمر لم يجف حتي قيام الساعة، وقد خلد الله ذلك السعي فجعله ركنا أساسيا في الحج، وهو السعي بين الصفا والمروة.
[27]
ووردت روايات عن الشيخ الصدوق و علي بن إبراهيم القمي تشير إلى حسد سارة وسوء خلقها بعد ولادة إسماعيل وصبر إبراهيم على هذا الأمر، [28] لكن هناك بعض الباحثين المعاصرين يعدون أن هذه الروايات ضعيفة من حيث السند والدلالة، [29] وورد في التوراة أن سارة طلبت من إبراهيم أن يُخرج هاجر و إسماعيل من بيتها، فسخط إبراهيم لهذا الطلب، [30] ولكن بعد أن أمر الله أن يخرجهما، فامتثل أمره، وكان في ذلك تلبية لطلب سارة أيضا. [31]
ومع ذلك، فهناك روايات تتحدث عن تصدي سارة وإبراهيم لتربية أولاد الشيعة وأطفال المؤمنين في عالم البرزخ ، حتى يموت والديهم ثم يسلّمان هؤلاء الأطفال إليهم كي يلحقوا بهم. [32]
الهوامش
↑ الحسني العاملي، الأنبياء: حياتهم - قصصهم، 2002م، ص 115. ↑ محلاتی، ریاحین الشریعه، ج 5، ص 116 و117. ↑ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج 1، ص 245. ↑ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 1، ص 101؛ المقدسي، البدء والتاريخ، ج 3، ص 51. ↑ كلینی، الكافی، ج 8، ص 370. ↑ دقس، آشنایی با زنان قرآنی، ص 110 و111. ↑ ابن كثير، البداية والنهاية، ج 1، ص 150. ↑ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 1، ص 101. ↑ المقدسي، البدء والتاريخ، ج 3، ص 52.