ويخرج من القلوب الحقد والحسد ويجعلها صافية ونقية. ويشترط عند ذكر الله سبحانه وتعالى بالقلب فقط أن يقصد به معناه، ولكن من الأفضل إضافة اللسان بالذكر إلى القلب. ومن أفضل مراتب الذكر، هي ذكر الله بالقلب واللسان معًا، فذلك يعمل على تقوى الله وخشيته. ويقوي الإيمان بالقلوب، ويشغل المسلمين بفعل الطاعات وعبادة الله وحده. ويبعدهم عن الذنوب والمعاصي. الأحاديث النبوية التي وردت في ذكر سبحان الله وبحمده
لقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة ما هو فضل ذكر الله في الكثير من الأحاديث الشريفة، نذكر منها ما يلي:
قال النبي صلى الله عليه وسلم "من قال سبحان الله وبحمده حط الله عنه ذنوبه. وإن كانت أكثر من زبد البحر". وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "إن أحب الكلام إلى الله، سبحان الله وبحمده". وقال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة، فسأله سائل من جلسائه. كيف يكسب أحد ألف حسنة يا رسول الله، فقال يسبح مائة تسبيحة. فيكتب له ألف حسنة، أو يحط عنه ألف خطيئة". كما قال رسول الله صلى الله عليه في فضل التسبيح والتهليل والتكبير "أحب الكلام إلى الله أربع، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، لا يضرك بأيهن بدأت، وهن من القرآن".
من قال سبحان الله وبحمده
ثقيلتان في الميزان أي أن لهما ثواب وأجر عظيم لمن ذكرهما على الرغم من سهولة نطقهما باللسان. حبيبتان إلى الرحمن أي أنهما من أحب الأذكار إلى المولى عز وجل. وبذكرهما يتقرب العبد إلى ربه. سبحان الله وبحمده أي تسبيح الله عز وجل وحمده حمدًا كثيرًا. وتشمل هذه العبارة تنزيه الله والثناء عليه. سبحان الله العظيم أي تعظيم الله تعالى وهو الواحد الأحد المستحق بالعبادة لا شريك له. ولا يوجد شيء أعظم منه ذي الجلال والإكرام. الوقت المفضل لذكر سبحان الله وبحمده
يجب على المسلم المداومة على ذكر الله تعالى طوال اليوم، ولكن هناك بعض الأوقات مستحبة للذكر، وهي كالتالي:
أفضل وقت للذكر هو بين صلاتي الفجر والمغرب، أي من شروق الشمس وحتى غروبها. يقول المسلم بقلبه ولسانه سبحان الله وبحمده كل يوم مائة مرة. حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من قال حين يصبح وحين يمسي، سبحان الله وبحمده مائة مرة، لم يأتي أحدًا يوم القيامة بأفضل مما جاء به، إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه". فضل ذكر الله سبحانه وتعالى
إن قول سبحان الله وبحمده له الكثير من الفضائل العظيمة كما أخبرنا الله تعالى في القرآن الكريم والرسول صلى الله عليه وسلم في السنة النبوية، ومنها ما يلي:
من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة.
من قال سبحان الله وبحمده 100 مره
يغفر الله سبحانه وتعالى للمسبحين ما تقدم من ذنوب ومعاصي، حتى وإن كثرت مثل زبد البحر. يكسب المسلم في اليوم ألف حسنة أو تحط عنه ألف خطيئة، إذا قال سبحان الله وبحمده في اليوم مائة مرة. ترسيخ الإيمان وتعميقه في القلوب مما يقوي علاقة المرء بربه وينال رضاه. إحياء السنة النبوية واتباع هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بكثرة الذكر والتسبيح والتكبير. تنفيذ أوامر الله عز وجل كما أمرنا في كتابه العزيز "يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرًا كثيرًا". ذكر الله في كل الأحوال له فضل عظيم، وذلك لقوله تعالى "إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب، الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم". مقالات قد تعجبك:
اقرأ أيضًا: معنى سبحان الله في اللغة
ما هي فوائد ذكر سبحان الله وبحمده؟
ذكر الله سبحانه وتعالى له الكثير من الفوائد العظيمة لمن داوم عليه، ومنها ما يلي:
بعث الطمأنينة في النفوس والشعور بالسعادة والارتباط. سعة الرزق والبركة فيما رزقه الله. إزالة الهموم والأحزان وتفريج الكروب عن القلوب. التخلص من وساوس الشيطان، وتيسير أحوال المسلمين. التكفير عن الفواحش والمعاصي التي ارتكبها المرء، وطلب المغفرة من الله عز وجل، فيغفر له ما تقدم من ذنب.
من قال سبحان الله وبحمده غرست له
اهـ. وقال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني في الكبير وفي الأوسط وأسانيدهم حسنة. وقد ضعفه الشيخ شعيب الأرنؤوط في تحقيق المسند فقال: إسناده ضعيف لضعف أبي صالح وهو باذام ويقال: باذان مولى أم هانيء. اهـ. وقد وافقه الألباني في ضعيف الجامع ثم رجع عن ذلك وحسن الحديث في السلسة ورجح أن أبا صالح هو ذكوان السمان وذكوان من رجال الشيخين. قال الألباني في السلسلة الصحيحة: أخرجه أحمد (6/344) والبيهقي في شعب الإيمان (1/379 - 380) من طريق سعيد بن سليمان قال: حدثنا موسى بن خلف قال: حدثنا عاصم بن بهدلة عن أبي صالح عن أم هاني بنت أبي طالب قال: قالت: مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله؛ إني قد كبرت وضعفت أو كما قالت فمرني بعمل أعمله وأنا جالسة. قال: فذكره. قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات.... وأما أبو صالح فهو ذكوان السمان الزيات، وكنت قديما قد سبق إلى وهلي أنه أبو صالح باذان مولى أم هاني، فأوردت الحديث من أجل ذلك في ضعيف الجامع الصغير برقم ( 3234)، فمن كان عنده فليتبين هذا، ولينقله إلى صحيح الجامع إذا كان عنده رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا {البقرة: 286}. اهـ
ثم إنه يشهد له ما رواه أبو داود وابن ماجه عن محمد بن عقبة بن أبي مالك عن أم هانئ قالت: أتيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله دلني على عمل فإني قد كبرت وضعفت وبدنت فقال: كبري الله مائة مرة، واحمدي الله مائة مرة، وسبحي الله مائة مرة خير من مائة فرس ملجم مسرج في سبيل الله، وخير من مائة بدنة، وخير من مائة رقبة.
( عَبْدُ اللَّهِ) وشهرته عبد الله بن أحمد الشيباني. 2. ( هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ) وشهرته هارون بن معروف المروزي. 3. ( ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ) وشهرته محمد بن أحمد الكوفي. 4. ( ابْنِ شَوْذَبَ) وشهرته عبد الله بن شوذب الخراساني. 5. ( أَبُو السَّوَّارِ الْعَدَوِيُّ) وشهرته حجير بن الربيع العدوي. لا تتوفر ترجمة لهذا الحديث
لا توجد ألفاظ غريبة بهذا الحديث
نعتذر غير متوفر شروح لهذا الحديث
رواة الحديث
تعرف هنا على رواة هذا الحديث الشريف
وسيرتهم وطبقاتهم ورتبة كل منهم
شاهد الآن
[١٠]
معاني المفردات في آية: ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزمًا
تعدّ سورة طه من السور المكية التي تحدثت عن أمور عقدية, مثل: النبوة, والبعث, وأصول الدين, والنشور, والتوحيد, وأسهبت في ذكر قصة موسى -عليه السلام- مع قومه, وأتت على ذكر خطيئة آدم -عليه السلام- وكيف تاب منها, وهذا موضوع الفقرة بالتحديد, وبعد الاطلاع على عدة تفاسير من أقوال أهل العلم, لقوله تعالى: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عزمًا}, [١١] ستكون هذه الفقرة شرح لمفردات الآية الكريمة مع مزيدٍ من الإيضاح والتفصيل فيما يأتي:
عهدنا: أمرناه وأوصيناه وأوحينا إليه ألا يأكل من الشجرة. [١٢]
من قبل: هؤلاء الذين أخبر أنه صرف لهم الوعيد في هذا القرآن. ص58 - كتاب أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية عرض ونقد - رأي الشيعة في نشأة التشيع - المكتبة الشاملة. [٤]
فنسي: فترك عهدي، أو ترك الأمر، والمعنى: آدم - عليه السلام- أيضًا عهدنا إليه فنسي. [٦]
ولم نجد له عزمًا: اختلف أهل التأويل في معنى العزم هنا، فقال بعضهم: معناه: الصبر، وقال آخرون: معناه: الحفظ، أي: ولم نجد له حفظًا لما عهدنا إليه، أي: المحافظة على ما أمره الله - تبارك وتعالى- بحفظه والتمسك به، وقال بعضهم: لم نجعل له عزمًا، وقيل: أن أصل العزم: اعتقاد القلب على الشيء، يقال: عزم فلان على كذا: إذ اعتقد عليه ونواه، ومن اعتقاد القلب حفظ الشيء، ومنه الصبر على الشيء؛ لأنه لا يجزع جازع إلا من خور قلبه وضعفه، فإذا كان ذلك كذلك، فلا معنى لذلك أبلغ مما بيّنه الله - تبارك وتعالى- فيكون تأويله: ولم نجد له عزم قلب على الوفاء لله بعده، ولا على حفظ ما عهد إليه.
معنى آية: ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزمًا - سطور
إنما يمتاز إنسان عن آخر بما يكون في رصيده من العلوم والمعارف والجد والاجتهاد؛ فلا يستوي العالم والجاهل، ولا المجتهد والقاعد. وأعظم ما ميّز أبا البشرية آدم -عليه السلام- عن سائر المخلوقات بما فيهم الملائكة المكرمين العلم. معنى آية: ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزمًا - سطور. والعلم الذي أوتيه كان منحة ربانية له، دون طلبٍ منه، أو اجتهادٍ في تحصيل، ولم يكن بواسطة معلّمٍ أو شيخٍ أو مربٍّ. قال -تعالى: ﴿ وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاَءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ ﴾ [البقرة: 31-33]. وهذا العلم محله العقل، وإذا كان عقل آدم -عليه السلام- وعى هذا العلم الإلهي الممنوح له فإن العلماء استنبطوا أن يكون عقله قويًّا لدرجة أنه يفضل عقول أبنائه أجمعين. قال أبو أمامة الباهلي: "لو أن أحلام بني آدم جُمعت منذ يوم خُلق آدم إلى أن تقوم الساعة فوضعت في كفة وحلم آدم في كفة، لرجح حلمه بأحلامهم.
ص58 - كتاب أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية عرض ونقد - رأي الشيعة في نشأة التشيع - المكتبة الشاملة
2- المؤمن حالَ الذنب لا يستمتع ولا يتلذذ به بشكل كامل (حتى وهو يُواقعه) فهو يشعر بصراع داخلي لاستحضاره عاقبة ما يفعل، فحياة قلبه تؤلمه وتؤرقه (أكرر) حتى وهو يفعل الذنب. 3- إذا عرضت للمؤمن موعظة أو تذكرة حال مقارفته للذنب يمتنع ويتوقف، فقلبه سليم مستعد لاستقبال الخير دائما، بخلاف معتاد الفسق الذي لو سمع ألف موعظة لا يرتدع بسبب الران الذي سيطر على قلبه فأغلقه. 4- الأصل أن يستر المؤمن ذنبَه (فالمجاهر على خطر عظيم) ويتوب بينه وبين ربه، لكنه كذلك لا يمتنع عن الاعتراف بالذنب أمام الشيخ أو القاضي (إن كان فيه مصلحة للنفس أو رد حق للغير)، ويبادر بالتوبة منه فلا يصر عليه، لا يسوغه لنفسه بأي تبرير فاسد، ولا يلتمس لنفسه المعاذير التي تساعدها على تكراره أو الوقوع في غيره. 5- المؤمن يصبر ويتحمل إذا ابتلاه الله بسبب ذنوبه. بالطبع.. هذه ليست دعوة لاقتراف الذنوب والآثام، ولكنها محاولة للوقوف على الطريقة الصحيحة للتعامل معها حال حصولها، وقد حذرنا الله تبارك وتعالى من التمادي في ذلك واتباع خطوات الشيطان. كما أن باب التوبة مفتوح لمن ارتكب أعظم الذنوب وأكبرها، ولو كان الكفر بالله ومحاربة أنبيائه (ولذلك تفصيل آخر بإذن الله)، علما بأن هذه النقاط المذكورة نسبية كما وكيفا، بمعنى أنها قد تكتمل في عبد بحيث يكون من أفضل الناس إيمانا، وقد تَقِل لدرجة أن تجعل صاحبها أقرب لوصف الفاسق، وكلما كان الشخص أكثر تعهدا لقلبه ومحاسبة لنفسه كلما كان أقوى تحصيلا لها، وكلما كان مستحسنا لحاله متباهيا بعبادته كلما كان أسرع سقوطا وانحدارا.
مصدر المقال: مدونات الجزيرة