نشأ نشأةً صالحة، ودرس علوم الدين والأدب والشعر، ونبغ في العلم. ولمَّا آلت الخلافة إليه تشبَّه بجدِّه عمر بن الخطاب في خلقه وسلوكه، حتى أنه عُرِف في التاريخ بالخليفة الراشد الخامس لما اشتهر به من صلاح وتقوى وحكمة. كان عمر من خيار الخلفاء عالمًا زاهدًا تقيًّا ورعًا، وقد ترك رفاهية الإمارة حين عُرِضت عليه الخلافة، وعاش عيشة أفقر فقراء دولته. وقد أدخل الكثير من الإصلاحات في الدولة الأموية، فخفَّف الضرائب عن الناس ويسَّر سبل المعيشة وأصلح الاقتصاد وأسقط الجزية عمَّن أسلم (وقد كان بعض حكام بني أمية لم يسقطوا الجزية عمن أسلم). وعَزَل الولاة والعمال الذين ظلموا الناس ولم يُطبِّقوا العدالة. [٨]
كان موت عمر بن عبد العزيز نهاية فترة تأسيس الدولة الأموية وازدهارها. وهو آخر الخلفاء الذين ساروا على النهج الراشدي، وقد اضطرب أمر الدولة بعد وفاته، وتولى خلفاء قليلو الخبرة والحكمة، وأسرعوا بالدولة إلى نهايتها ومكَّنوا منهم الأعداء، وهدموا ما بناه مؤسسوها؛ فتحوَّلت الدولة إلى أيدي منافسيهم العلويين من بني العباس، وسقط الحكم الأموي في سنة 132 هـ. تاريخ الرومان - موضوع. [٩]
المراجع
↑ معاوية بن أبي سفيان وتأسيس الدولة الأموية، أ.
- تاريخ الرومان - موضوع
- بِر الوالدين في القرآن الكريم
- إسلام ويب - في ظلال القرآن - تفسير سورة الأحقاف - تفسير قوله تعالى ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها- الجزء رقم6
- القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة العنكبوت - الآية 8
تاريخ الرومان - موضوع
Edited. ↑ "خلفاء بني أمية" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-20. بتصرّف.
ذات صلة أبرز خلفاء الدولة الأموية أبرز خلفاء الدولة العباسية
معاوية بن أبي سفيان
ولد الخليفة الأمويّ معاوية بن أبي سفيان عام 602م في مكة المكرمة، وهو أول خلفة أمويّ، تولّى الخلافة بعد علي بن أبي طالب عام 661م، ونقل الخلافة إلى دمشق، وضمّ مصر إلى خلافته، ووحّد الدولة الإسلامية تحت حكمه، واستمرّت خلافته لمدة تقارب العشرين سنة من (661-680)م، وقد امتلأت فترة حكمه بالعديد من الأحداث. [١]
يزيد بن معاوية
هو يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأمويّ الدمشقيّ، تولّى الخلافة بعد وفاة أبيه في رجب عام 60هـ، وكان عمره حينها ثلاثاً وثلاثين عاماً، إلا أنّ فترة حكمه لم تتجاوز الأربع سنوات، قاد جيشاً ضدّ القسطنطينية، وكان من ضمن الجيش أناساً من كبار الصحابة مثل أبو أيوب الأنصاريّ. [٢]
عبد الملك بن مروان
هو عبد الملك بن مروان الخليفة ابن الحكم بن أبي العاص، المكنّى بأبي الوليد الأمويّ، ولد سنة 26هـ، كان فقيهاً غزير العلم، امتلأت فترة خلافته بالعديد من الأحداث، أبرزها: توليه حكم الشام ومصر بعد أبيه، والمشاركة في معركة مسكن، وقتل أخيه مصعب، وأمر الحجاج بتجهيز جيش لقتال ابن الزبير، فقتله، وكان ذلك عام 72هـ، كما ضمّ الممالك إليه، ونجح في جعل العراق تحت إمرته.
القول في تأويل قوله تعالى: ( ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين ( 15)) [ ص: 112]
يقول - تعالى ذكره -: ووصينا ابن آدم بوالديه الحسن في صحبته إياهما أيام حياتهما ، والبر بهما في حياتهما وبعد مماتهما. واختلفت القراء في قراءة قوله ( حسنا) فقرأته عامة قراء المدينة والبصرة " حسنا" بضم الحاء على التأويل الذي وصف. وقرأ ذلك عامة قراء الكوفة ( إحسانا) بالألف ، بمعنى: ووصيناه بالإحسان إليهما ، وبأي ذلك قرأ القارئ فمصيب ؛ لتقارب معاني ذلك ، واستفاضة القراءة بكل واحدة منهما في القراء. بِر الوالدين في القرآن الكريم. وقوله ( حملته أمه كرها ووضعته كرها) يقول - تعالى ذكره -: ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا برا بهما ، لما كان منهما إليه حملا ووليدا وناشئا ، ثم وصف - جل ثناؤه - ما لديه من نعمة أمه ، وما لاقت منه في حال حمله ووضعه ، ونبهه على الواجب لها عليه من البر ، واستحقاقها عليه من الكرامة وجميل الصحبة ، فقال: ( حملته أمه) يعني في بطنها كرها ، يعني مشقة ، ( ووضعته كرها) يقول: وولدته كرها يعني مشقة.
بِر الوالدين في القرآن الكريم
ﵟ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا ۖ وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۚ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﰇ ﵞ
سورة العنكبوت
ووصينا الإنسان بوالديه أن يبرّهما ويحسن إليهما، وإن جاهدك والداك - أيها الإنسان - لتشرك بي ما ليس لك بإشراكه علم - كما وقع لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه من أمه - فلا تطعهما في ذلك لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، إليّ وحدي رجوعكم يوم القيامة، فأخبركم بما كنتم تعملون في الدنيا، وأجازيكم عليه.
إسلام ويب - في ظلال القرآن - تفسير سورة الأحقاف - تفسير قوله تعالى ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها- الجزء رقم6
المزيد
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة العنكبوت - الآية 8
كما حدثنا بشر قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد ، عن قتادة ( حملته أمه كرها ووضعته كرها) يقول: حملته مشقة ، ووضعته مشقة. حدثنا ابن عبد الأعلى قال: ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة والحسن في قوله ( حملته أمه كرها ووضعته كرها) قالا حملته في مشقة ، ووضعته في مشقة. حدثني محمد بن عمرو قال: ثنا أبو عاصم قال: ثنا عيسى ، وحدثني الحارث قال: ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله ( حملته أمه كرها) قال: مشقة عليها. إسلام ويب - في ظلال القرآن - تفسير سورة الأحقاف - تفسير قوله تعالى ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها- الجزء رقم6. اختلف القراء في قراءة قوله ( كرها) فقرأته عامة قراء المدينة والبصرة [ ص: 113] " كرها" بفتح الكاف. وقرأته عامة قراء الكوفة ( كرها) بضمها ، وقد بينت اختلاف المختلفين في ذلك قبل إذا فتح وإذا ضم في سورة البقرة بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع. والصواب من القول في ذلك عندي أنهما قراءتان معروفتان ، متقاربتا المعنى ، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب. وقوله ( وحمله وفصاله ثلاثون شهرا) يقول - تعالى ذكره -: وحمل أمه إياه جنينا في بطنها ، وفصالها إياه من الرضاع ، وفطمها إياه شرب اللبن ثلاثون شهرا. واختلفت القراء في قراءة قوله ( وفصاله) ، فقرأ ذلك عامة قراء الأمصار غير الحسن البصري: ( وحمله وفصاله) بمعنى: فاصلته أمه فصالا ومفاصلة.
فما يعرف في عالم الطير أو الحيوان أو الحشرات وما إليها أن صغارها مكلفة برعاية كبارها. والمشاهد الملحوظ هو فقط تكليف فطرة هذه الخلائق أن ترعى كبارها صغارها في بعض الأجناس. فهي وصية ربما كانت خاصة بجنس الإنسان. وتتكرر في القرآن الكريم وفي حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - الوصية بالإحسان إلى الوالدين. ولا ترد وصية الوالدين بالأولاد إلا نادرة، ولمناسبة حالات معينة. ذلك أن الفطرة وحدها تتكفل برعاية الوالدين للأولاد، رعاية تلقائية مندفعة بذاتها لا تحتاج إلى مثير. وبالتضحية النبيلة الكاملة العجيبة التي كثيرا ما تصل إلى حد الموت - فضلا على الألم - بدون تردد، ودون انتظار عوض، ودون من ولا رغبة حتى في الشكران! أما الجيل الناشئ فقلما يتلفت إلى الخلف. قلما يتلفت إلى الجيل المضحي الواهب الفاني. لأنه بدوره مندفع إلى الأمام، يطلب جيلا ناشئا منه يضحي له بدوره ويرعاه! وهكذا تمضي الحياة! والإسلام يجعل الأسرة هي اللبنة الأولى في بنائه; والمحضن الذي تدرج فيه الفراخ الخضر وتكبر; وتتلقى رصيدها من الحب والتعاون والتكافل والبناء. والطفل الذي يحرم من محضن الأسرة ينشأ شاذا غير طبيعي في كثير من جوانب حياته - مهما توافرت له وسائل الراحة والتربية في غير محيط الأسرة - وأول ما يفقده في أي محضن آخر غير محضن الأسرة، هو شعور الحب.
ووضعته كرها.. لكأنها آهة مجهد مكروب ينوء بعبء ويتنفس بجهد، ويلهث بالأنفاس! إنها صورة الحمل وبخاصة في أواخر أيامه، وصورة الوضع وطلقه وآلامه! ويتقدم علم الأجنة فإذا به يكشف لنا في عملية الحمل عن جسامة التضحية ونبلها في صورة حسية مؤثرة..
إن البويضة بمجرد تلقيحها بالخلية المنوية تسعى للالتصاق بجدار الرحم. وهي مزودة بخاصية أكالة. تمزق جدار الرحم الذي تلتصق به وتأكله; فيتوارد دم الأم إلى موضعها، حيث تسبح هذه البويضة الملقحة دائما في بركة من دم الأم الغني بكل ما في جسمها من خلاصات; وتمتصه لتحيا به وتنمو. وهي دائمة الأكلان لجدار الرحم. دائمة الامتصاص لمادة الحياة. والأم المسكينة تأكل وتشرب وتهضم وتمتص، لتصب هذا كله دما نقيا غنيا لهذه البويضة الشرهة النهمة الأكول! وفي فترة تكوين عظام الجنين يشتد امتصاصه للجير من دم الأم فتفتقر إلى الجير. ذلك أنها تعطي محلول عظامها في الدم ليقوم به هيكل هذا الصغير! وهذا كله قليل من كثير! ثم الوضع، وهو عملية شاقة، ممزقة، ولكن آلامها الهائلة كلها لا تقف في وجه الفطرة ولا تنسي الأم حلاوة الثمرة. ثمرة التلبية للفطرة، ومنح الحياة نبتة جديدة تعيش، وتمتد.. بينما هي تذوي وتموت!