ومن أعمال القلوب في الشر، أو ما يسمى عند البعض مفسدات القلوب: الكبر والحسد والنفاق والغرور والحقد والترف وحب الدنيا والهوى والكفر والشرك وغيرها. وتلك الأعمال لها أدلتها وحكمها في الشريعة الإسلامية الغراء [2]. فينبغي على المسلم معرفة أعمال القلوب لتزكيتها وتقوية الإيمان فيها والابتعاد عما يفسدها أو تكون قاسية بسبب الهوى والنفس الأمارة بالسوء وخطوات الشيطان والحفاظ على نقاوتها وصفائها بكثرة الدعاء والذكر وعمل الطاعات. التربية النبوية بأعمال القلوب| قصة الإسلام. وكما نعلم أن القلب سريع التقلب والتغير والعطب والمرض، وقد سمي القلب قلباً لعدة أسباب منها: ما أخرجه مسلم من حديث عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث شاء»، ثم قال صلى الله عليه وسلم: «اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك» [3]. وقد نظم بعضهم هذا المعنى بقوله: ما سمي القلب إلا من تقلبه فاحذر على القلب من قلب وتحويل [4] وكان المصطفى صلى الله عليه وسلم يقسم بمقلب القلوب [5]. وقد وصف الرسول صلى الله عليه وسلم القلوب بأنها على أربعة أنواع فقال صلى الله عليه وسلم: «القلوب أربعة: قلب أجرد فيه مثل السراج يزهر، وقلب أغلف مربوط على غلافه، وقلب منكوس، وقلب مصفح؛ فأما القلب الأجرد فقلب المؤمن سراجه فيه نوره، وأما القلب الأغلف فقلب الكافر، وأما القلب المنكوس فقلب المنافق عرف ثم أنكر، وأما القلب المصفح [6] فقلب فيه إيمان ونفاق ومثل الإيمان فيه كمثل البقلة يمدها الماء الطيب ومثل النفاق فيه كمثل القرحة يمدها القيح والدم فأى المدتين غلبت على الأخرى غلبت عليه» [7].
- العشر الأخير
- أعمال القلوب وتزكيتها
- التربية النبوية بأعمال القلوب| قصة الإسلام
- وقت صلاة القيام في رمضان 5 ساعات
العشر الأخير
الصَّلاة من أعْمال الجوارح، وقد ورد تسمِيتها في القرآن الكريم إيمانًا؛ قال الله تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ﴾ [البقرة: 143]؛ أي: صلاتكم. فالإيمان قول القلْب: وهو إقْرارُه وتصديقه بوجوبِها. وعمل القلْب: وهو الانقِياد والإذْعان بالإرادة الجازمة، وتَحريك الجوارح لفِعْلِها، والنيَّة حال أدائِها. وعمَل اللِّسان: وهو قراءة الأذْكار الواردة فيها. وعمل الجوارح: وهو القِيام والرُّكوع والسُّجود. والحياء الَّذي هو عمل قلبي قد صحَّ تسمِيته إيمانًا في حديث الشُّعب [1] وغيره. قصَّة الثلاثة الذين دخلوا على النَّبيِّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - وهو في الحلقة، فدخل أحدُهم فيها وأعرض الثَّالث، وأمَّا الأوسط فتردَّد ثمَّ جلس خلْفَهم، فقال عنه النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((وأمَّا الآخَر فاستحْيا، فاستحيا الله منْه))؛ متفق عليه. أي: إنَّما منعه الحياء من الذَّهاب. العشر الأخير. أعمال القلوب هي الأصل، وإيمان القلْب هو الأصل؛ كما قال النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((التَّقوى ها هنا))؛ أخرجه مسلم. وقال: ((إنَّ في الجسد مضغة إذا صلحتْ صلح الجسد كلُّه، وإذا فسدتْ فسد الجسدُ كلُّه، ألا وهي القلب))؛ متفق عليه، فما بالك برَأْسِ العبادات وأعظمِها؛ بل أعظم شيءٍ في الوجود الَّذي يرجح بالسَّماوات والأرْض وعامرهن - غير الله - وهو شهادة أن لا إله إلا الله؟!
أعمال القلوب وتزكيتها
تزكية القلب.. دلالات ونتائج: القلوب دائرة بين تطهيرها وتزكيتها، وكلا هذين الأمرين من التطهير والتزكية له دور مهم في تحصين القلب ونقائه والتطهير مقدم على التزكية من باب: التخلية قبل التزكية، فالتطهير هو إخراج دغل القلب وفساده، فيكون مهيأ لاستقبال الخير والترقي فيه وتزكيته ومن الأدلة على ذلك من القرآن الكريم قول الله تعالى: { فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} [ البقرة: 256] ، وقوله تعالى: { خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا} [ التوبة: 103]. والإيمان بمعناه الواسع هو الذي يربط القلب قال تعالى: { وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إلَهًا لَّقَدْ قُلْنَا إذًا شَطَطًا} [ الكهف: 14] ، وقال تعالى: { لَوْلا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْـمُؤْمِنِينَ} [ القصص: 10] ، والإيمان يزين قلب الإنسان، قال تعالى: { وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إلَيْكُمُ الإيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ} [ الحجرات: ٧]. من اعمال القلوب الاخلاص. والذكر يجعل القلب رطبا ليناً مطمئناً قال تعالى: { الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [ الرعد: 28] ، وقال تعالى: { الَّذِينَ إذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} [ الحج: 35] ، وقال تعالى: { ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إلَى ذِكْرِ اللَّهِ} [ الزمر: 23] ، وقد جاء أعرابيان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أحدهما: يا رسول الله، أخبرني بأمر أتشبث به، قال: « لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله » [8].
التربية النبوية بأعمال القلوب| قصة الإسلام
يعد التفكر في خلق الله وعظمة وإبداع ما خلق من صور الذكر أو من الأشياء التي تعين على الذكر. عندما يتفكر الإنسان في خلق الله فإنه يدرك عظمة خلقه فيذكر الله بالتسبيح والحمد وغيرها من صور الذكر. أعمال القلوب وتزكيتها. التقوى
يقول تعالى في كتابه الكريم:"يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" (الحجرات:13). من الآية الكريمة يقول تعالى أنه باختلاف الشعوب والقبائل فإن أكرم الناس عند الله أكثرهم تقوى، فالتقوى هي ما يجعل الإنسان عند الله أفضل من غيره. والتقوى في اللغة هو الخوف أو الخشية، فخشية الله والخوف من معصيته من التقوى والحرص على طاعته من التقوى. يقول تعالى:" وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ " (المائدة:27). من الآية السابقة يتضح فضل التقوى على المؤمن، فقد تقبل الله قربان ابن آدم المتقي وليس العاصي الظالم الذي لم يخش الله.
وغير ذلك من الأحاديث الكثيرة والمتنوعة التي تدعو إلى تزكية القلوب ونقائها وتجنب كل ما هو مفسد للقلب وضار به. [1] انظر: العين للفراهيدي: 5/121 ، وابن فارس في معجم مقاييس اللغة: 5/17 ، والمعجم الوسيط لمصطفى إبراهيم وآخرين: 2/753. [2] من المهتمين بتوضيح أعمال القلوب الشيخ محمد صالح المنجد، فقد ألقى اثنتي عشر محاضرة في أعمال القلوب ومفسداتها في دورة علمية تم إخراجها على هيئة مادة منشورة، وقد سبقه ابن القيم في مدارج السالكين، وكذلك ابن تيمية وغيرهم من العلماء. من امثلة اعمال القلوب. [3] أخرجه مسلم في صحيحه 4/2045. [4] انظر: لسان العرب: 1/687. [5] عن ابن عمر - رضي الله عنه - قال: «كانت يمين النبي: لا ومقلب القلوب » ، أخرجه البخاري في صحيحه برقم (6617) و (6628) و (7319). [6] أي ذو وجهين انظر: غريب الحديث لابن الجوزي:1/592. [7] أخرجه أحمد في مسنده من طريق أبي سعيد الخدري: 17/208 برقم (11129) ، موسوعة مسند أحمد الذهبية بتحقيق شعيب الأرناؤوط وآخرين، وقال شعيب: إسناده ضعيف. [8] أخرجه ابن حبان في صحيحه: 6/96 برقم (814) ، وقال المحقق شعيب الأرناؤوط: إسناده قوي، معاوية بن صالح صدوق له أوهام، أخرج له مسلم، وقد توبع عليه، وباقي رجاله ثقات، ويزيد بن موهب: هو يزيد بن خالد بن يزيد بن عبد الله بن موهب الرملي.
القول الثاني: قال المالكيّة بأنّ القيام في رمضان، أو صلاة التراويح تُؤدّى عشرين ركعةً، وتجوز الزيادة؛ بأدائها ستّاً وثلاثين ركعةً؛ استدلالاً بأنّ المسلمين كانوا يُؤدّونها عشرين ركعةً من غير الوتر في زمن عمر بن الخطّاب -رضي الله عنهم-، ثمّ ستّاً وثلاثين من غير الوتْر في زمن عمر بن عبدالعزيز -رضي الله عنه-. القول الثالث: لم يُحدّد الإمام ابن تيمية -رحمه الله- عدداً لركعات صلاة التراويح في شهر رمضان؛ إذ يُمكن للمسلم أن يُؤدّي عشرين ركعةً، أو ستّاً وثلاثين، أو إحدى عشرة، أو ثلاث عشرة؛ فالعدد مُرتبطٌ بمدّة القيام؛ إن كان طويلاً، أو قصيراً. [٢]
وتُؤدّى صلاة قيام الليل ركعتَين ركعتَين بتأنٍّ، وهدوءٍ، وسكينةٍ، ودون استعجالٍ؛ لِما ثبت في الصحيح عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (صَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى) ، [٣] [٤] وتجدر الإشارة إلى أنّ صلاة التروايح سُمِّيت بهذا الاسم؛ لأنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كان يُصلّي أربع ركعاتٍ ثمّ يستريح، وهي بذلك من الراحة، كما ثبت فيما ورد عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (يُصلِّي أربعًا، فلا تسألُ عن حُسنِهنَّ وطولِهنَّ، ثمَّ يُصلِّي أربعًا، فلا تسأَلْ عن حُسنِهنَّ وطولِهنَّ).
وقت صلاة القيام في رمضان 5 ساعات
فَتُوُفِّيَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- وَالأمْرُ علَى ذلكَ، ثُمَّ كانَ الأمْرُ علَى ذلكَ في خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ، وَصَدْرًا مِن خِلَافَةِ عُمَرَ علَى ذلكَ).
المراجع
^
صحيح البخاري, البخاري، عائشة أم المؤمنين، 924، صحيح. ^, صلاة التراويح, 31/03/2022
صحيح مسلم, مسلم، أبو هريرة، 759، صحيح. صحيح مسلم, مسلم، عائشة أم المؤمنين، 761، صحيح. قيام رمضان, الألباني، أبو ذر الغفاري، 20، صحيح.