بِـسْـمِ اللَّهِ الـرَّحْـمَـنِ الـرَّحِـيـمِ الـسَّلَـامُ عَـلَـيْـكُـمْ وَرَحْـمَـةُ اللَّهِ وَبَـرَكَـاتُـهُ إِنَ الحَمدَ لله نَحْمَدَه وُنَسْتعِينَ بهْ ونَسْتغفرَه ، ونَعوُذُ بالله مِنْ شِروُر أنْفْسِنا ومِن سَيئاتِ أعْمَالِنا ، مَنْ يُهدِه الله فلا مُضِل لَه ، ومَنْ يُضلِل فَلا هَادى له ، وأشهَدُ أنَ لا إله إلا الله وَحْده لا شريك له ، وأشهد أن مُحَمَداً عَبدُه وَرَسُوُله.. اللهم صَلِّ وسَلِم وبَارِك عَلى عَبدِك ورَسُولك مُحَمَد وعَلى آله وصَحْبِه أجْمَعينْ ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحْسَان إلى يَوُمِ الدِينْ وسَلِم تسْليمَاً كَثيراً.. أمْا بَعد... ارض بما قسم الله لك..!!! سئل يحيى بن معاذ رحمه الله: متى يبلغ العبد إلى مقام الرضا ؟ قال: « إذا أقام نفسه على أربعة أصول يعامل بها ربه.. يقول: إن أعطيتني قبلت ، و إن منعتني رضيت ، و إن تركتني عبدت ، و إن دعوتني أجبت ». نرضى بحكم الله وشرعه ، ونصبر على قضائه وقدره ، ننقاد إلى حكمه ونستسلم لأمره.. فالرضا مقام عظيم ومنزلة عالية وتدور عليه كثير من الأعمال الصالحة ، ولا يحصله إلا مؤمن صادق يعلم لذة النعيم وحلاوة اليقين... قـال ابن القيم رحمه الله سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقـول: « بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين » مدارج السالكين... فإذا اجتمع لديك الصبر على قضاء الله واليقين بحكمه وعدله والرضا بما قسمه الله لك بلغت درجة ومنزلة الإمامة في الدين... قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ﴾ السجدة 24.
ارض بما قسم الله لك الاهلي
ويروى عن بشر بن الحارث أنه قال: "الغَنِيُّ هو القنوع". وقال أوس بن حارثة: "خير الغنى القناعة، وشرُّ الفقر الضَّراعة". وقد فسر بعضهم الحياة الطيبة في قوله -تعالى-: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل:97]. قال إبراهيم: ﴿ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾ قال: "القناعة". لذا قيل: "القناعة كنز لا يفنى"؛ لأنها تنشأ من غنى القلب بقوة الإيمان، ومزيد الإيقان، ومن قنع أُمد بالبركة. فليس الغنى بكثرةِ متاع الدنيا ولا بالأموالِ وبالمنصبِ، لكنَّ بالرضا بما قَسَمَ الله. وفي الحديثِ الصحيحِ: "إنَّ الله يحبُّ العبد الغنيَّ التقيَّ الخفيَّ". والغنى هنا: غنى القلب؛ لما ثبت في حديثِ آخر أنه قال صلى الله عليه وسلم: "اللهمَّ اجعلْ غناه في قلبِهِ". "فارض -يا عبد الله- بما قسم لك الله تكن أغنى الناس" وتذكر قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِناً فِي سِرْبِهِ، مُعَافىً فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا" (رواه الترمذي، وحسنه الألباني).
ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس
سئل يحيى بن معاذ رحمه الله: متى يبلغ العبد إلى مقام الرضا ؟ قال: « إذا أقام نفسه على أربعة أصول يعامل بها ربه.. يقول: إن أعطيتني قبلت ، و إن منعتني رضيت ، و إن تركتني عبدت ، و إن دعوتني أجبت ». نرضى بحكم الله وشرعه ، ونصبر على قضائه وقدره ، ننقاد إلى حكمه ونستسلم لأمره.. فالرضا مقام عظيم ومنزلة عالية وتدور عليه كثير من الأعمال الصالحة ، ولا يحصله إلا مؤمن صادق يعلم لذة النعيم وحلاوة اليقين... قـال ابن القيم رحمه الله سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقـول: « بالصبر واليقين تنا ل الإمامة في الدين » مدارج السالكين... فإذا اجتمع لديك الصبر على قضاء الله واليقين بحكمه وعدله والرضا بما قسمه الله لك بلغت درجة ومنزلة الإمامة في الدين... قال تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ ﴾ السجدة 24. قـال ابن القيم رحمه الله: « في القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله.. وعليه وحشة لا يزيلها إلا الأنس به في خلوته.. وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته.. وفيه قلق لا يسكنه إلا الاجتماع عليه والفرار منه إليه.. وفيه نيران حسرات لا يطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه وقضائه ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه.. وفيه طلب شديد لا يقف دون أن يكون هو وحده المطلوب.. وفيه فاقة لا يسدها الا محبته ودوام ذكره والاخلاص له، ولو أعطى الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقة أبدا ».. أهـ.
ارض بما قسم الله لك البنك الاهلي
• وقال أبو عثمان الحيري: "منذ أربعين سنة، ما أقامني الله في حال فكرهته، وما نقلني إلى غيره فسخطته". وهذا الفهم السليم للرضا هو الذي يهون المصاب، ويخفف وطأة الرُّزء، ويضعف سَوْرة الخطب. قال علقمة في قوله تعالى: ﴿ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ﴾ [التغابن: 11] قال: هي المصيبة تصيب الرجل، فيعلم أنها من عند الله - عز وجل -، فيسلم لها ويرضى". • وقال عامر بن قيس: "أحببتُ الله حباً هوَّن عليَّ كلَّ مصيبة، ورضَّاني بكل بليَّة، فلا أُبالي مع حبي إياه علامَ أصبحت، وعلام أمسيت". عند ذلك يستوي عند المسلم حال الفقر وحال الغنى. قال ابن عون: "لن يصيب العبدُ حقيقة الرضا، حتى يكون رضاه عند الفقر كرضاه عند الغنى". فهل تعلم - يا عبد الله - أن الأرزاق بيد الله مقسومة، ومقاديرَها عند الله معلومة محسومة، وأن الفقر قد يكون أفضل لك من الغنى. قال السفاريني: "فمن عباده من لا يصلحه إلا الفقر، ولو أغناه لفسد عليه دينه. ومنهم من لا يصلحه إلا الغنى، ولو أفقره لفسد عليه دينه.. فمهما قسمه لك من ذلك فكن به راضيا مطمئنا، لا ساخطا ولا متلونا، فإنه جل شأنه أشفق من الوالدة على ولدها". يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله تعالى قسم بينكم أخلاقكم، كما قسم بينكم أرزاقكم، وإن الله تعالى يُعطي المال من أحب ومن لا يُحب، ولا يعطي الإيمان إلا من يحب" صحيح الأدب المفرد.
01 يوميا
اخر زياره:
[ +]
معدل التقييم:
27
نقاط التقييم:
106
آمين آمين
جزاك الله كل خير وجعله في ميزان حسناتك..
توقيع: خواطر موحدة
ربي اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم
27-09-11, 07:32 PM
المشاركة رقم: 6
أم عبد الرحمان الجزااائرية
جزاك الله خيرا أخي علي ونفـــــع بما قدمــــت...
توقيع: أم عبد الرحمان الجزااائرية
28-09-11, 01:01 AM
المشاركة رقم: 7
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نسأل الله أن يذيقنا برد الرضا
وينزله على قلوبنا
يارب
جزاك الله خيرا على الموضوع
وعجبـــــاً..!! لمن تحدثه نفسه أنه قليل الحظ أو أنه يستحق أكثر مما هو عليه أو أن يصل به الحال أن يقول حاشا لله ( لماذا يارب ؟)... فهذا من التسخط والشك وهو ينافى الرضا واليقين والإيمان بالقدر... عجبـــــاً..!! لمن تفكر فى المفقود ولم يشكر الموجود..!!! وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (انظروا إلى من أسفل منكم. ولا تنظروا إلى من هو فوقكم. فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله) رواه مسلم 179.
أنت الآن بالصفحة 1 من 3. رابط لتحميل من موقع البستان درس الزكاة: أحكامها ومقاصدها (الغايات والوظائف التنموية) للسنة الثالثة إعدادي
حديث الثلاثة الذين خلفوا
وبعد أن عاد النبي "صلي الله عليه وسلم" من الغزوة صلى بالمسجد ركعتين، ثم جلس للناس فجاءه المخلفون فبدأوا يعتذرون إليه ويحلفون له، وكانوا بضعة وثمانين رجلاً فقبل منهم رسول الله علانيتهم، وبايعهم، واستغفر لهم، ووكل سرائرهم إلى الله. ثم دخل "كعب بن مالك" فلما سلم عليه، تبسم تبسُم المغضب، ثم قال له: "تعال"... قال: فجئت أمشي حتى جلستُ بين يديه. فقال لي: "ما خَلّفك؟ ألم تكن قد ابتعت ظهرك؟"
فقلت بلى والله إني لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا، لرأيت أني سأخرج من سخطه بعذر، ولقد أُعطيتُ جدلاً ولكني والله لقد علمتُ أن حدثتك اليوم حديث كذِب ترضى به علي، ليوشكنّ الله أن يُسخطك عليّ، ولئن حدثتك حديث صِدق تجد عليَّ فيه، وإنّي لأرجوا فيه عفو الله عنيّ، والله ما كان لي من عذر، والله ما كنت قط أقوى ولا أيسر منيّ حين تخلفت عنك. فقال رسول الله "صلى الله عليه وسلم": "أما هذا فقد صدق، فقم حتى يقضي الله فيك"... الثلاثة الذين خلفوا - Islam Facile pour Tous. فقمت. وصار رجال من بني سلمه، فاتبعوني يؤنبونني، فقالوا لي: والله ما علمناك كنت أذنبت ذنبًا قبل هذا، ولقد عجزت أن لا تكون اعتذرت إلي رسول الله بما اعتذر إليه المخلّفون، فقد كان كافيك ذنبك استغفار رسول الله "صلى الله عليه وسلم" لك.
وعلي الثلاثه الذين خلفوا من هم
وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
بالضغط على هذا الزر.. سيتم نسخ النص إلى الحافظة.. حيث يمكنك مشاركته من خلال استعمال الأمر ـ " لصق " ـ
قد يكون الجهاد فرض عين على المسلم، كما لو عينه الإمام ، ولا يجوزله التخلف عنه حينئذ إلا لعذر شرعي. لذلك عندما يستنفر النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنين للجهاد يخرج كل مسلم صادق ، ولا يتخلف إلا أهل الأعذار الشرعية أو أهل النفاق، ولكن في غزوة تبوك تخلف ثلاثة رجال كعب بن مالك و مرارة بن ربيع و هلال ابن أبي أمية عن الغزو مع الرسول صلى الله عليه وسلم من غير عذر شرعي ولا نفاق. تخلف الثلاثة عن الغزو الذي كان في زمان الحر والشدة ، ولكن رغم فداحة الذنب وعظمته تجاوز الله عنهم وغفر لهم صنيعهم ، لأنهم كانوا صادقين مع أنفسهم ومع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، لم يخادعوه ولم يأتوا بأعذار كاذبة ، بل صدقوا واعترفوا بتخلفهم ، ولجؤوا إلى الله تائبين مستغفرين فتاب الله عليهم.