وسيأتي الكلام في قطع الدنانير في " هود " إن شاء الله تعالى. وادعوه خوفا وطمعا أمر بأن يكون الإنسان في حالة ترقب وتخوف وتأميل لله عز وجل ، حتى يكون الرجاء والخوف للإنسان كالجناحين للطائر يحملانه في طريق استقامته ، وإن انفرد أحدهما هلك الإنسان ، قال الله تعالى: نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم فرجى وخوف. فيدعو الإنسان خوفا من عقابه وطمعا في ثوابه; قال الله تعالى: ويدعوننا رغبا ورهبا. وسيأتي القول فيه. والخوف: الانزعاج لما لا يؤمن من المضار. تفسير ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمة الله [ الأعراف: 56]. والطمع: توقع المحبوب; قال القشيري. وقال بعض أهل العلم: ينبغي أن يغلب الخوف الرجاء طول الحياة ، فإذا جاء الموت غلب الرجاء. قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله. صحيح أخرجه مسلم. قوله تعالى إن رحمة الله قريب من المحسنين ولم يقل قريبة. ففيه سبعة أوجه: أولها أن الرحمة والرحم واحد ، وهي بمعنى العفو والغفران; قاله الزجاج واختاره النحاس. وقال النضر بن شميل: الرحمة مصدر ، وحق المصدر التذكير; كقوله: فمن جاءه موعظة وهذا قريب من قول الزجاج; لأن الموعظة بمعنى الوعظ. وقيل: أراد بالرحمة الإحسان; ولأن ما لا يكون تأنيثه حقيقيا جاز تذكيره; ذكره الجوهري.
- تفسير ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمة الله [ الأعراف: 56]
- اصمتوا كرمى لله! | أرشيف المقالات | جريدة اللواء
- القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة البقرة - الآية 120
تفسير ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمة الله [ الأعراف: 56]
------------------- الهوامش: (10) في المطبوعة: "مدين بن إبراهيم" ، وأثبت ما في المخطوطة ، وهو مطابق لما في تاريخ الطبري 1: 159. (11) ( 2) في المخطوطة: "يثروب" ، غير منقوطة ، بالباء ، وهذه أسماء لا أستطيع الآن ضبطها ، وانظر تاريخ الطبري 1: 167 ، والبداية والنهاية 1: 185. (12) انظر تفسير "بينة" فيما سلف من فهارس اللغة (بين). (13) انظر تفسير "إيفاء الكيل والميزان" فيما سلف ص224. (14) انظر تفسير "البخس" فيما سلف 6: 56. (15) هذا مثل ، انظر مجاز القرآن لأبي عبيدة 1: 83 ، 219 ، وأمثال الميداني 1: 108 ، وجمهرة الأمثال: 68 ، واللسان (بخس) ، وروايتهم: "وهي باخس" ، بمعنى: ذات بخس ، على النسب. يضرب المثل لمن يتباله وفيه دهاء. وذلك أن رجلا من بني العنبر بن عمرو بن تميم ، حاورته امرأة فحسبها حمقاء ، لا تعقل ، ولا تحفظ مالها. فقال لها: ألا أخلط مالي ومالك؟ يريد أن يخلط ثم يقاسمها ، فيأخذ الجيد ويدع لها الرديء. فلما فعل وجاء يقاسمها ، نازعته ، فلم يخلص منها حتى افتدى منها بما أرادت. فلما عوتب في اختداعه المرأة على ضعفها قال: "تحسبها حمقاء وهي باخس". (16) انظر تفسير "الإفساد في الأرض" فيما سلف ص542 ، تعليق: 1 ، والمراجع هناك.
عباد الله: يحل الفساد في الأرض بصنيع المنافقين الذين يفسدون في الأرض بقولهم وفعلهم, ويدّعون الإصلاح, فتراهم يبغون الناس السوء, ويؤزون المسلمين للمنكر, يسعون بكل جهدهم وطاقتهم كي يفسدوا الخلق, ويوطّنوا الناس على المنكر, وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون. هم المفسدون؛ إذ يدعون إلى نبذ شرع الله, والتحاكم إلى قوانين البشر, وأنظمة الشرق والغرب. هم المفسدون؛ إذ يُشيعون الفحش, ويسعون لطمس كل أنوار الرسالة, وتشويه صورة الدين وأهله. هم المفسدون؛ إذ يودون لو انجرف المجتمع عن الفضيلة, ولحق بركب الكفار في أخلاقه وأحواله. هم المفسدون؛ إذ يتهمون المسلمين بالسفه, وبساطة العقول, وسطحية التفكير, وأن عقولهم متحجرة, ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لاَّ يَعْلَمُونَ) [البقرة: 13]. هم المفسدون؛ إذ يخادعون الله والذين آمنوا, ويكيدون لأهل الإسلام, ويتواصلون مع أعداء الدين, لأجل القضاء على مظاهر الدين, ومراكز إشعاع الرسالة والإصلاح في المجتمع, ( وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ) [البقرة: 14], يخادعون الله والذين آمنوا، وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون.
فمحظورٌ عند الصهيوصليبية.. أن يصل شخصٌ ما، أو جماعةٌ مسلمةٌ ما.. إلى الحكم..
تعرية العالم المسيحي
لقد تمكنت الثورة السورية، التي انطلقت منذ إحدى عشرة سنة، والحرب الأوكرانية، التي انطلقت منذ أحد عشر يوماً، أن تكشف، وتُعرِّي، وتُظهر، وتُبين بشكل واضح، لا غبش فيه.. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة البقرة - الآية 120. طبيعة هذا العالم المسيحي المنحاز انحيازاً كاملاً نحو الدول، والشعوب المسيحية، والمدلس، والمخادع، والمضلل، والكاذب الذي يدعي شيئاً ويعمل شيئاً آخر مناقضاً له. فهو يدعي، بل قام بحروب طاحنة، وقتل الملايين من المسلمين، زاعماً أنه يريد تمكين الشعوب المسلمة، من التحرر من الطغيان، والاستبداد.. والحصول على الحرية، والديموقراطية – بالرغم من لنا تحفظات حول المصطلح الأخير –. ولما أراد المسلمون في الشام، الحصول على ما زعموا، وقفوا ضدهم، وأخذوا يتهمونهم بالإرهاب، وانطلقوا يشنون حرباً شعواء، بالتعاون مع القيصر الروسي، والنظام الأسدي، على كل مسلم باسم محاربة الإرهاب. فالرضيع إرهابي، والطفل الذي يذهب إلى المدرسة؛ ليتعلم إرهابي، والمعلمة والمعلم إرهابي، والبائع في السوق إرهابي، والمقاتل الذي يحمل السلاح؛ ليدافع عن أهله، وعرضه، إرهابي، والذي يُضحي بنفسه في عملية استشهادية، إرهابي، والذي يدعو إلى التطوع، وتشكيل فرق لتدافع عن الأرض، إرهابي، والصحفي، والإعلامي، والكاتب، والشاعر، وحتى المغني، الذي يتغنى بأغاني حماسية، إرهابي.. بل حتى ولو انعزل المسلم في بيته، وأغلق عليه بابه، فهو إرهابي أيضاً.
اصمتوا كرمى لله! | أرشيف المقالات | جريدة اللواء
اعتقد العرب أنّ البشر جميعا لهم حاسدون وأنّ الأمم كلّها تضمر لهم عداءا وشرّا. العالم كلّه يغار من العرب لما كان للعرب من تاريخ ومن إسلام. لما كان لهم من كتاب لبيب، عظيم. العالم كلّه يكره أمّة الإسلام بسبب ما منّه الله على أمّة الإسلام من كتاب عزيز، عظيم الشأن. إن قامت فتنة في العراق فهي مناورة دبّرها أعداء الإسلام. إن عثرت بغلة في الحجاز فذاك من صنيع الكفّار. إن ضرب الجوع أهل اليمن، إن غزا العراق الكويت، إن اشتعلت نار في لبنان، إن قامت ثورة في تونس... فكلّها مؤامرات دبّرها أعداء الإسلام لضرب أمّة الإسلام، لزعزعة أرض العروبة والإسلام. نحن أمّة ضحيّة. دوما كان العرب أمّة ضحيّة. نحن دوما محلّ مكائد اليهود والنصارى والأمريكان. محلّ غدر العلمانيين والشيوعيين والمثليين وغيرهم من الكفّار. نحن ندفع ثمن ما حضينا به من دين حنيف ومن قرآن ليس له مثيل في الأرض وفي السماوات... ذاك قدرنا في الأرض. تلك مشيئة السماء ولا مردّ لمشيئة السماء. مثل هذا الطرح المجنون تلقاه في كلّ بلاد الإسلام. اصمتوا كرمى لله! | أرشيف المقالات | جريدة اللواء. تلقاه عند الكثير من المثقّفين وعند الأئمّة وجموع الناسّ. تسمعه خاصّة يتكرّر في المساجد وفي وسائل الإعلام. يرفعه الناسّ عاليّا كلّما شدّتهم أزمة أو مستّهم أكدار.
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة البقرة - الآية 120
فيحان يرد على العنود اليوسف: فكينا من شرك ولا تطرين اسمي - فيديو Dailymotion
Watch fullscreen
Font
بعد كل محاولات التكسير والهدم والتحطيم لأسس البنية الثقافية الدينية الجزائرية والمغاربية عموميا، شرعت فرنسا الاستعمارية في تدنيس ما لم تتمكن من إزالته، فعمدت إلى التشويه و"التطبيع" مع الثقافة الدخيلة، تماما كما تفعل اليوم القنوات الفضائية الغربية في "تطبيع" صور العري والفجور، وشرب الخمور كيما تبدو فيما بعد أشياء عادية طبيعية. هكذا بدأت فرنسا تدنيس المقدس بهدف تكسير تلك النظرة للدين وحتى بعض العادات والممارسات التي كانت تراها "متزمِّتة" أمام ضروة "الانفتاح"، هذا الانفتاح الذي لم يكن أكثر من تفسخ وانسلاخ وانفضاح. الإسلام المرتبط عضويا بالعروبة، كان المستهدَف الرئيس للعمل السياسي الأنثروبولوجي الاستعماري الفرنسي في الشمال الإفريقي، وكل المحاولات لرسم معالم "مغرب بربري" مناهض للعروبة والإسلام، لم يكن في الواقع إلا رسما سيناريوهيا، كانت نتائجه قد أعلنت عن نفسها من موقف المغاربة من "الظهير البربري" سنة 1930، ببروز التيار الديني الإصلاحي سنة 1931، وذلك بالإعلان عن الثالوث الهوياتي: "الجزائر وطننا، الإسلام ديننا، العربية لغتنا". في هذا الصدد، نفى "شارل أندري آجرون"، ما أشاعته الأطروحات الاستعمارية عن "عداء البربر" المزعوم للإحتكام إلى قوانين الشريعة الإسلامية وتفضيلهم قوانينهم العرفية عبر كامل التراب المغربي، وأكّد أنّ ".. هذه القبائل مسلمةٌ وبشكل عميق وقد بقوا مرتبطين بعاداتهم المحلية في كل ما يتعلق بالأمور الجزائية التي هي من صلاحيات "القايد" و"الشيوخ"، غير أن الأمور المتعلقة بالأحوال الشخصية تعود كلها للقاضي (الشرعي)" (Ageron، السياسة الكولونيالية.