وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة يأخذه مجزوم في جواب الطلب الذي هو فليلقه اليم بالساحل وعلى أنه بمعنى الأمر الكوني فالأمر واضح. وعلى أنه بمعنى الخبر فالجزم مراعاة لصيغة اللفظ. والعلم عند الله تعالى. وذكر في قصتها أنها صنعت له التابوت وطلته بالقار وهو الزفت لئلا يتسرب منه الماء إلى موسى في داخل التابوت ، وحشته قطنا محلوجا. وقيل: إن التابوت المذكور من شجر الجميز ، وأن الذي نجره لها هو مؤمن آل فرعون ، قيل: واسمه حزقيل. وكانت عقدت في التابوت حبلا فإذا خافت على موسى من عيون فرعون أرسلته في البحر وأمسكت طرف الحبل عندها ، فإذا أمنت جذبته إليها بالحبل. فذهبت مرة لتشد الحبل في منزلها فانفلت منها وذهب البحر بالتابوت الذي فيه موسى فحصل لها بذلك من الغم ، والهم ما ذكره الله تعالى في قوله وأصبح فؤاد أم موسى فارغا الآية [ 28 10]. [ ص: 10] وما ذكره جل وعلا في هذه الآية الكريمة من مننه المتتابعة على موسى حيث قال ولقد مننا عليك مرة أخرى [ 20 37] أشار إلى ما يشبهه في قوله: ولقد مننا على موسى وهارون الآية [ 37 114].
تفسير سورة طه الآية 37 تفسير السعدي - القران للجميع
قال قد أوتيت سؤلك يا موسى ولقد مننا عليك مرة أخرى إذ أوحينا إلى أمك ما يوحى أن اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم فليلقه اليم بالساحل يأخذه عدو لي وعدو له وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني إذ تمشي أختك فتقول هل أدلكم على من يكفله فرجعناك إلى أمك كي تقر عينها ولا تحزن وقتلت نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا فلبثت سنين في أهل مدين ثم جئت على قدر يا موسى واصطنعتك لنفسي اذهب أنت وأخوك بآياتي ولا تنيا في ذكري اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى. لما سأل موسى ربه سبحانه أن يشرح له صدره وييسر له أمره ويحلل عقدة من لسانه ويجعل له وزيرا من أهله أخبره الله سبحانه بأنه قد أجاب ذلك الدعاء ، فقال: قد أوتيت سؤلك يا موسى أي أعطيت ما سألته ، والسؤال المسؤول: أي المطلوب كقولك: خبر بمعنى مخبور ، وزيادة قوله يا موسى لتشريفه بالخطاب مع رعاية الفواصل. وجملة ولقد مننا عليك مرة أخرى كلام مستأنف لتقوية قلب موسى بتذكيره نعم الله عليه ، والمن الإحسان والإفضال. والمعنى: ولقد أحسنا إليك مرة أخرى قبل هذه المرة ، وهي حفظ الله سبحانه له من شر الأعداء كما بينه سبحانه هاهنا ، وأخرى تأنيث آخر بمعنى غير.
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة طه - الآية 37
وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَىٰ (37) ( وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى) يقول تعالى ذكره: ولقد تطولنا عليك يا موسى قبل هذه المرة مرّة أخرى.
موقع هدى القرآن الإلكتروني
فهذا طمأنة لفؤاده وشرح لصدره ليعلم أنه سيكون مؤيّداً في سائر أحواله المستقبلة ، كقوله تعالى لمحمد: { ولسوف يعطيك ربك فترضى ألم يجدك يتيماً فآوى ووجدك ضالاً فهدى ووجدك عائلاً فأغنى} [ الضحى: 5 8]. وتأكيد الخبر بلام القسم و ( قد) لتحقيق الخبر ، لأنّ موسى عليه السلام قد علم ذلك ، فتحقيق الخبر له تحقيق للازمه المراد منه ، وهو أن عناية الله به دائمة لا تنقطع عنه زيادة في تطمين خاطره بعد قوله تعالى: { قد أوتيت سؤلك} [ طه: 36]. والمَرّة: فَعلة من المرور ، غلبت على معنى الفَعلة الواحدة من عمل معيّن يعرف بالإضافة أو بدلالة المقام. وقد تقدمت عند قوله تعالى: { وهم بدأوكم أول مرة} في سورة براءة ( 13). وانتصاب مَرَّةً} هنا على المفعولية المطلقة لفعل { مَنَنَّا} ، أي مرّة من المنّ. ووصفها بأخرى هنا باعتبار أنها غير هذه المنّة. و { إذْ} ظرف للمنّة. قراءة سورة طه
قال الشاعر: نال الخلافة إذ كانت له قدرا كما أتى ربه موسى على قدر وكلمة ثم المفيدة للتراخي للدلالة على أن مجيئه عليه السلام كان بعد مدة ، وذلك بسبب ما وقع له من ضلال الطريق وتفرق غنمه ونحو ذلك. واصطنعتك لنفسي الاصطناع: اتخاذ الصنعة ، وهي الخير تسديه إلى إنسان ، والمعنى: اصطنعتك لوحيي ورسالتي لتتصرف على إرادتي. قال الزجاج: تأويله اخترتك لإقامة حجتي ، وجعلتك بيني وبين خلقي ، وصرت بالتبليغ عني بالمنزلة التي أكون أنا بها لو خاطبتهم واحتججت عليهم. قيل وهو تمثيل لما خوله الله سبحانه من الكرامة العظمى بتقريب الملك لبعض خواصه. اذهب أنت وأخوك أي وليذهب أخوك ، وهو كلام مستأنف مسوق لبيان ما هو المقصود من الاصطناع ومعنى بآياتي بمعجزاتي التي جعلتها لك آية ، وهي التسع الآيات ولا تنيا في ذكري أي لا تضعفا ولا تفترا ، يقال ونى يني ونيا: إذا ضعف. قال الشاعر: فما وني محمد مذ أن غفر له الإله ما مضى وما غبر [ ص: 910] وقال امرؤ القيس: يسيح إذا ما السابحات على الونى أثرن غبارا بالكديد الموكل قال الفراء: في ذكري وعن ذكري سواء ، والمعنى: لا تقصرا عن ذكري بالإحسان إليكما ، والإنعام عليكما وذكر النعمة شكرها. وقيل: معنى لا تنيا لا تبطئا في تبليغ الرسالة ، وفي قراءة ابن مسعود ( لا تهنا في ذكري).
الإعراب: (أوتيت) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل التاء (سؤلك) مفعول به منصوب. جملة: (قال... ) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (قد أوتيت... ) في محلّ نصب مقول القول. وجملة النداء: (يا موسى) لا محلّ لها اعتراضيّة. 37- الواو عاطفة اللام لام القسم لقسم مقدّر (عليك) متعلّق ب (مننّا)، (مرّة) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو عدده أي منّا ثانيا (أخرى) نعت لمرّة منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف. وجملة: (مننّا... ) لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة معطوفة على جملة أوتيت. 38- (إذ) ظرف للزمن الماضي مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (مننّا)، (إلى أمّك) متعلّق ب (أوحينا)، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به، عامله أوحينا (يوحى) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، ونائب الفاعل هو العائد. وجملة: (أوحينا... ) في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: (يوحى... ) لا محلّ لها صلة الموصول (ما). 39- (أن) تفسيرية، (اقذفيه) أمر مبنيّ على حذف النون.. والياء ضمير في محلّ رفع فاعل، والهاء ضمير مفعول به (في التابوت) متعلّق ب (اقذفيه)، الفاء عاطفة (في اليمّ) متعلّق ب (اقذفيه) الثاني الفاء عاطفة اللام لام الأمر، وعلامة الجزم في (يلقه) حذف حرف العلّة (بالساحل) متعلّق ب (يلقه) أي في الساحل، (يأخذه) مضارع مجزوم جواب الطلب (لي) متعلّق بنعت ل (عدوّ) الأوّل (له) متعلّق بنعت ل (عدوّ) الثاني الواو واو الحال- أو استئنافيّة- (عليك) متعلّق ب (ألقيت)، (منّي) متعلّق بنعت ل (محبّة)، الواو عاطفة اللام للتعليل (تصنع) مضارع مبنيّ لمجهول منصوب بأن مضمرة بعد اللام، ونائب الفاعل أنت (على عيني) متعلّق ب (تصنع).
ملزمة التجارب العملية لمادة فيزياء 2 نظام مقررات 1436 هـ
تجربة الاتزان الانتقالي والاتزان الدوراني, تجربة تجربة الدفع والزخم, تجربة الطاقة وحفظها, تجربة عملية لإثبات العلاقة بين الحركة الخطية والزاوية, تجربة قياس قوة الطفو, تجربة التسخين والتبريد, ايجاد تسارع الجاذبية باستخدام البندول البسيط
ملزمة التجارب العملية لمادة فيزياء 2 نظام مقررات لعام 1436 هـ
التحميل من المرفقات
منقول دعواتكم لأصحاب الجهد الحقيقي
تجربه فيزياء ثاني ثانوي الفصل الثاني
يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة على موقعنا.
6- اشرح تجربة لتوضيح تحويل الطاقة الميكانيكية
محمد عبدالمعبود
قائمة المدرسين
( 0)
0. 0
تقييم