ألم نشرح لك صدرك❤ - YouTube
سورة الم نشرح لك صدرك
أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) القول في تأويل قوله تعالى: أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، مذكِّره آلاءه عنده، وإحسانه إليه، حاضا له بذلك على شكره، على ما أنعم عليه، ليستوجب بذلك المزيد منه: ( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ) يا محمد، للهدى والإيمان بالله ومعرفة الحقّ ( صَدْرَكَ) فنلِّين لك قلبك، ونجعله وعاء للحكمة.
فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ: أي: فإذا فرغت يا محمد من دعوة الخلق، فاجتهد في عبادة الخالق، وإذا انتهيت من أمور الدنيا، فأتعب نفسك في طلب الآخرة. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «إني لأكره أن أرى أحدكم فارغا سَبَهْللا، لا في عمل دنياه، ولا في عمل آخرته. سورة الم نشرح لك صدرك. وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ: أي: إذا فرغت من أمور الدنيا فاجتهد في عبادة ربك، واجعل سؤالك ورغبتك لله وحده، فتضرع إليه راغبا فيما عنده، طالبا منه المعونة على أمر دينك ودنياك، فلا تطلب الحاجات إلا منه، ولا تعول في جميع أمورك إلا عليه، وأخلص لربك النية والرغبة. فوائد
1 - قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى: «أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ»: أي نورناه وجعلناه فسيحا رحيبا واسعا، وكما شرح الله صدره كذلك جعل شرعه فسيحا سمحا سهلا لا حرج فيه ولا إصر ولا ضيق. 2 - روي عن ابن عباس رضي الله عنهما في البحر المحيط (8/487) في تفسير قوله تعالى: «أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ»، أنه شق جبريل لصدر النبي صلى الله عليه وسلم في صغره. وهذه الحادثة صحيحة رواها الإمام مسلم في صحيحه (162). وعن أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فاستخرج القلب فاستخرج منه عَلَقَة فقال: هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم لأَمَه (أي خاطه) ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه (ظئره التي أرضعته) فقالوا: إن محمدا قد قتل، فاستقبلوه وهو منتقع اللون.
لا شك أن الاستماع الجيد من مستقبل الرسالة التعليمية والتربوية هو الخطوة الأولى للتأثير التربوي والسلوكي وإن حسن تلقي الرسالة التربوية التعليمية يعتمد في المقام الأول على إحسان الاستماع إليها والإنصات, وقد أمر الله _سبحانه_ في كتابه بالاستماع غير ما مرة في سبيل بيان أهمية هذه الخطوة، فقال _سبحانه_: "وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاسْمَعُوا" (المائدة: من الآية108)، وقال: "وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا" (التغابن: من الآية16). وقد علم القرآن العظيم ذلك كأدب شريف من آداب تلقي الرسالة القرآنية فأمر بالاستماع له والإنصات "وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ" (الأعراف: 204), كما زجر كل نافرٍ عن الاستماع، لاهٍ عن الإنصات للنصح والإرشاد، قال سبحانه: "أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا" (الحج: من الآية46).. بل لقد بشر الله عباده الصالحين الذين يحسنون الاستماع والعمل بما سمعوا، فقال _سبحانه_: "فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ" (الزمر: 17، 18). فن الإنصات - إبراهيم بن صالح الحميضي - طريق الإسلام. يقول ابن القيم: "فالسماع أصل العقل وأساسه ورائده وجليسه ووزيره ولكن الشأن كل الشأن في المسموع... وحقيقة السماع تنبيه القلب على معاني المسموع وتحريكه طربا وهربا وحبا وبغضا " (مدارج السالكين).
فن الإنصات - إبراهيم بن صالح الحميضي - طريق الإسلام
فهو غائب القلب، ليس حاضرا. فهذا أيضا لا تحصل له الذّكرى، مع استعداده ووجود قلبه. والثّالث: رجل حيّ القلب مستعدّ. تليت عليه الآيات. فأصغى بسمعه، وألقى السّمع وأحضر قلبه. ولم يشغله بغير فهم ما يسمعه. فهو شاهد القلب. ملق السّمع. فهذا القسم هو الّذي ينتفع بالآيات المتلوّة والمشهودة. فالأوّل بمنزلة الأعمى الّذي لا يبصر. والثّاني بمنزلة البصير الطّامح ببصره إلى غير جهة المنظور إليه، فكلاهما لا يراه. والثّالث بمنزلة البصير الّذي قد حدّق إلى جهة المنظور، وأتبعه بصره وقابله على توسّط من البعد والقرب. فهذا هو الّذي يراه. فسبحان من جعل كلامه شفاء لما في الصّدور). حسن الاستماع للخطبة سبب للمغفرة:
عن عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: يحضر الجمعة ثلاثة نفر:
رجل حضرها يلغو وهو حظّه منها، ورجل حضرها يدعو، فهو رجل دعا الله- عزّ وجلّ-: إن شاء أعطاه وإن شاء منعه، ورجل حضرها بإنصات وسكوت، ولم يتخطّ رقبة مسلم، ولم يؤذ أحدا، فهي كفّارة إلى الجمعة الّتي تليها وزيادة ثلاثة أيّام، وذلك بأنّ الله- عزّ وجلّ- يقول: {مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها}[الأنعام/ 160].
إن من محاسن الآداب وفضائل الأخلاق وجميل الصفات حسن الإنصات والاستماع؛ فهو خصلة رفيعة ومهارة عالية قل من يحسنها. إن من محاسن الآداب وفضائل الأخلاق وجميل الصفات حسن الإنصات والاستماع؛ فهو خصلة رفيعة ومهارة عالية قل من يحسنها. يحرص كثير من الناس على تعلم فن الإلقاء ومهارة التحدث أمام الناس، بينما لا نجد أحداً يتعلم فن ومهارة الإنصات مع إن المستمع الجيد خير من المتحدث الجيد في أغلب الأحوال. لقد تضافرت النصوص من الكتاب والسنة وأقوال السلف في وجوب حفظ اللسان وعدم إطلاق العنان له فيما لا خير فيه من الكلام، ولقد كان صلى الله عليه وسلم خير منصت، يستمع للرجل والمرأة والصغير والكبير والمسلم والكافر. ولا غروَ في ذلك فقد أحسن الناس خلقاً وأشدهم تواضعاً، استمع لزوجه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وهي تقصُ عليه حديث أم زرع الطويل فأقيل عليها ولم يقاطعها أو يزد ري حديثها، حتى إذا فرغت رفع قدرها وأسعد قلبها بقوله: « كنت لك كأبي زرع لأم زرع ». وحينما جاءه عتبه بن ربيعه رسولاً من قريش يعرض عليه أموراً يريد أن يصده بها عن دعوته أنصت له وأقبل عليه حتى إذا انتهى من كلامه قال له صلى الله عليه وسلم: « أفرغت يا أبا الوليد » ؟ قال:نعم، قال:((فاسمع مني)) الحديث.