[٩]
قوله -تعالى-: (لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ)، [١٠] أي أن الله يغفر ذنوبهم ويشكرحسناتهم. [١١]
قوله تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) ، [١٢] ومعنى الآية الكريمة أنّ الله يستر على جميع ذنوب العبد بعفوه عنه، ويترك عقوبته على هذه الذنوب إنه غفور رحيم على أن يعاقب عبده بهذه الذنوب بعد أن تاب منها ورجع وأناب. [١٣]
عنِ ابنِ عمر -رضي الله عنه- قالَ: (إنا كنَّا لنعدُّ لرسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ في المَجلِسِ الواحدِ مائةَ مرَّةٍ: ربِّ اغفر لي، وتُب عليَّ، إنَّكَ أنتَ التَّوَّابُ الغفور) [١٤]
عن أبي بكرٍ الصديقِ -رضي الله عنه-: (أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلاَتِي، قَالَ: قُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، وَلاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمْنِي إِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ)، [١٥] ومعنى المغفرةُ سَترُ الذُّنوبِ ومَحْوُها.
اسم الله الرحيم | معرفة الله | علم وعَمل
وتوحيد الله في اسمه الرحيم يقتضي امتلاء القلب برحمة الولاء والحب والوفاء الذي يدفع النفس إلى حب المؤمنين والرأفة بهم والحرص عليهم، وقد كان النبي e رحيما بأصحابه حبيبا رفيقا قريبا صديقا. وصح من حديث عياض أن رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: (وَأهْل الجَنةِ ثلاَثة: ذُو سلطَانٍ مقسِطٌ متصَدِّق موَفق، وَرَجُل رَحِيمٌ رَقِيق القلبِ لكُل ذي قربَى وَمسْلمٍ، وَعفِيفٌ متعفّفٌ ذُو عِيَال) ([3]). --------------------------------- (1) صحيح البخاري (799). (2) صحيح أبي داود (1357). (3) صحيح مسلم (2865).
[١٣]
ثمرات اسم الله الرؤوف
لاسم الله الرؤوف أثر في قلب المسلم، لما فيه من معنى الرحمة، ومن هذه الثمرات:
إنزال الطمأنينة في قلب المسلم، وإفاضة الرضى والثقة واليقين. [١٤]
الله رحيم بالمؤمنين في الدنيا والآخرة. [١٥]
الرأفة عامة لجميع الخلق في الدنيا وللبعض في الآخرة. [١٥]
مقدار رأفة الله بالعباد تكون على قدر أعمالهم. [٧]
من رأفة الله بعباده أن هداهم إلى الصراط المستقيم. [٧]
إنّ الرأفة لا تكون في مضيعة الدين (وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ). [١٦] [١٧]
من معاني الرؤوف المتساهل على عباده، فلم يحملهم ما لا يُطيقون، بل خفف عنهم أقل مما يُطيقون بكثير. [١٧]
المراجع ↑ نشوان الحميري، شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم ، صفحة 2717. ↑ أحمد مختار، معجم اللغة العربية المعاصرة ، صفحة 838. بتصرّف. ↑ سورة البقرة، آية:207
↑ سورة آل عمران ، آية:30
↑ سورة النحل، آية:7
↑ سورة النور، آية:20
^ أ ب ت "شرح اسم الله الرؤوف" ، شبكة الألوكة. بتصرّف. ↑ أبو حامد الغزالي، المقصد الأسنى ، صفحة 140. بتصرّف. ↑ محمد سليمان المنصورفوري، رحمة للعالمين ، صفحة 664.