وأنه قال: لعن الله من غير منار الأرض [12] ، وغيّر منار الأرض فيه خلاف بين أهل العلم في المراد، ومن أشهر ما قيل في ذلك: أنه غير منار الأرض، يعني: العلامات التي تحدد فيها الأرض، يعني: قرب أرضه ووسعها وأخذ من أرض جاره، أبعد حدود المزرعة، أو حدود كذا، فغير المعالم، قال أي: حدودها. وأنه قال: لعن الله السارق يسرق البيضة، فتقطع يده [13] ، بعضهم قال: البيضة المعروفة، مع أنه لا يقطع فيما دون ربع دينار، والبيضة لا تبلغ ربع دينار، فبعضهم قال: هذا على سبيل الزجر، وبيان قبح حاله، وليس المقصود بيان الحد. وبعضهم يقول: البيضة هي التي يضعها المقاتل على رأسه الحديد، كالغطاء الذي يقيه ضرب السلاح بالرأس؛ وذلك يساوي أكثر من ربع دينار، وتقطع به اليد. وقال: لعن الله من لعن والديه [14] ، بلعنٍ مباشر، أو كان متسببًا؛ لأنه لما سُئل النبي ﷺ وكيف يلعن الرجل والديه؟ قال: يسب الرجل أبا الرجل، فيسب أباه، ويسب أمه [15] ، فيكون متسببًا؛ ولهذا قال الله : وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ [الأنعام:108]. ولعن الله من ذبح لغير الله [16] ، كمن ذبح لصنم، أو لقبر، أو لشيطان، أو لجني، كمن أراد أن يسكن البيت فذبح للجن، أو نحو ذلك، كل هذا داخل فيه.
لعن الله من غير منار الأرض والفضاء
[[لعن الله من غير منار الأرض]]17 رمضان فرج 🌷 - YouTube
لعن الله من غير منار الأرض
يقول النووي -رحمه الله-: "وجميع هذه الألفاظ في الصحيح، بعضها في صحيحي البخاري ومسلم، وبعضها في أحدهما، وإنما قصدت الاختصار بالإشارة إليها، وسأذكر معظمها في أبوابها من هذا الكتاب، إن شاء الله تعالى" [21]. إذًا هذا الباب حاصله: أنه يجوز اللعن باعتبار الوصف، أو الجنس، لعن الله من فعل كذا، لكن المعين لا يلعن، إلا ما ورد فيه لعن بعينه عن الشارع. العنوهن فإنهن ملعونات [22] ، وهذا لا يعني: لعن المعينة بنفسها، وكذلك المرأة حينما تتمنع عن زوجها، وتهجر فراشه، ونحو ذلك، تلعنها الملائكة حتى تصبح [23] ، بعضهم قال: هذا دليل على جواز لعن المعين، والملائكة معصومون، فإذا لعنتها الملائكة جاز لنا أن نلعنها بعينها، والواقع: أن هذا لا دليل فيه، فالملائكة مأذون لهم بهذا، ولكن نحن لم يؤذن لنا، ثم إن هذه المرأة المعينة، قد لا تقع عليها هذه اللعنة لفقد شرط، أو لوجود مانع، والله تعالى أعلم. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه. شرح النووي على مسلم (11/185). إكمال المعلم بفوائد مسلم (5/500). أحكام القرآن لابن العربي ط العلمية (1/75). فتح القدير للشوكاني (1/187). أخرجه البخاري في كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم، باب ما جاء في المتأولين برقم (6937).
أخرجه البخاري في كتاب الطلاق، باب مهر البغي والنكاح الفاسد برقم (5347) ومسلم في كتاب المساقاة، باب لعن آكل الربا ومؤكله برقم (1597). أخرجه أحمد ط الرسالة في مسند المكثرين من الصحابة، مسند عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه برقم (3725) وقال محققو المسند: "صحيح لغيره". أخرجه البخاري في كتاب الطلاق، باب مهر البغي والنكاح الفاسد برقم (5347). الاستقامة (1/348). أخرجه البخاري في كتاب الجهاد، والسير باب الجاسوس يرقم (3007) ومسلم في كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أهل بدر -رضي الله عنهم- برقم (2494). أخرجه الترمذي ت شاكر في أبواب المناقب برقم (3701) وحسنه الألباني. أخرجه مسلم في كتاب الأضاحي، باب تحريم الذبح لغير الله تعالى ولعن فاعله برقم (1978). أخرجه البخاري في كتاب الحدود، باب لعن السارق إذا لم يسم برقم (6783) ومسلم في كتاب الحدود، باب حد السرقة ونصابها برقم (1687). أخرجه البخاري في كتاب الأدب، باب لا يسب الرجل والديه برقم (5973) ومسلم في كتاب الإيمان، باب بيان الكبائر وأكبرها برقم (90). أخرجه البخاري في كتاب فضائل المدينة، باب حرم المدينة برقم (1870) ومسلم في كتاب الحج باب فضل المدينة ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم فيها بالبركة.