تميز أبي بحساسية نادرة وبحبه للشعر ولكل ما هو جميل. ورث الحس الفني المرهف بدوره عن عمه أبي خليل القباني الشاعر والمؤلف والملحن والممثل وباذر أول بذرة في نهضة المسرح المصري. امتازت طفولتي بحب عجيب للاكتشاف وتفكيك الأشياء وردها إلى أجزائها ومطاردة الأشكال النادرة وتحطيم الجميل من الألعاب بحثا عن المجهول الأجمل. عنيت في بداية حياتي بالرسم. فمن الخامسة إلى الثانية عشرة من عمري كنت أعيش في بحر من الألوان. أرسم على الأرض وعلى الجدران وألطخ كل ما تقع عليه يدي بحثا عن أشكال جديدة. ثم انتقلت بعدها إلى الموسيقى ولكن مشاكل الدراسة الثانوية أبعدتني عن هذه الهواية. وكان الرسم والموسيقى عاملين مهمين في تهيئتي للمرحلة الثالثة وهي الشعر. في عام 1939، كنت في السادسة عشرة. توضح مصيري كشاعر حين كنت وأنا مبحر إلى إيطاليا في رحلة مدرسية. كتبت أول قصيدة في الحنين إلى بلادي وأذعتها من راديو روما. ثم عدت إلى استكمال دراسة الحقوق
تخرج نزار قباني 1923 دمشق - 1998 لندن في كلية الحقوق بدمشق 1944 ، ثم التحق بالعمل الدبلوماسي ، وتنقل خلاله بين القاهرة ، وأنقرة ، ولندن ، ومدريد ، وبكين ، ولندن. وفي ربيع 1966 ، ترك نزار العمل الدبلوماسي وأسس في بيروت دارا للنشر تحمل اسمه ، وتفرغ للشعر.
- ماذا يقول نزار قباني عن المرأة
- يقول نزار قباني حب
ماذا يقول نزار قباني عن المرأة
يعتبر ديوان "أبجدية الياسمين"، علامة شعرية فارقة في تاريخ الشاعر السوري نزار قباني، لا لأن الديوان جاء بعد أكثر من 50 عامًا شعريًا في مسيرة قباني فقط، بل لأنه ديوان الوداع، الديوان الأخير الذي ودّع به نزار قباني الساحة الشعرية، بعدما عاين بنفسه محبة الجمهور والتفافه حول القصيدة وقاصدها. وعلى خلاف كل دواوين نزار السابقة، جاء "أبجدية الياسمين" كما تركه صاحبه تمامًا، بالملاحظات الجانبية، والمقاطع المشطوبة، والتحويلات النصية، فالديوان بخط يد نزار قباني، كما أراد أبناؤه، عمر وزينب وهدباء، ليكون هدية قباني إلى محبيه. وما يعطي الديوان خصوصية أكبر أنه لم يُكتب خلف الطاولات وتحت مصابيح المكاتب، بل في المستشفى، وتحديدًا في الغرفة رقم 12 ضمن مستشفى "سان توماس"، في العاصمة البريطانية، لندن، بين عامي 1997 و1998، وهي الفترة التي أعلن بها جسد الشاعر تعبه، واحتجاجه على ما يحمله من تعب. كما كتب نزار قباني قصيدة باسم "بدونك" على كيس بلاستيكي يحمل اسم إحدى الصيدليات، فالجسد لدى نزار يتداوى بالشعر أيضًا مقدار تداويه بالعقاقير. قصيدة "بدونك" على كيس إحدى الصيدليات بخط الشاعر نزار قباني
في المشهد، لو شاء القارئ إعمال المخيلة لحشد جمعًا غفيرًا من الجمهور والورد والأزاهير تلون ممرات المستشفى وباحاته، وصلوات تُتلى علّها تشفع بإطالة عمر وانتزاع عافية أضنتها التجارب.
يقول نزار قباني حب
لهذا نجد نزار قد راعى هذا الشرط في شعره فاهتم بمتلقي شعره فلم يتعال (الفعل مجزوم بحذف حرف العلة) عليه و لم يتكبر عليه ،و إنما تقبله كما هو بإيجابياته و سلبياته، فقبل أن يكتب الشعر أنصت لهموم القارئ العربي جيدا و فهمها ، فعبّر عنها بأحسن عبارة و أجود معنى لهذا بادله هذا القارئ الذي لطالما نُعت بأنه قارئ لا يستطيع فك ألغاز و رموز الشعر المكشوف منها بله المضمر. و لكن نزار كسّر هذه الخرافة عندما استعمل لغة قريبة من الجمهور يعرفها و يدرك ألفاظها و يفهم مضمونها، هذه اللغة التي سمّاها نزار باللغة الثالثة أو اللغة الوسطى فهي منزلة بين المنزلتين،بين العامية و العربية الكلاسيكية. و مما زاد من انتشار شهرة نزار في الآفاق و اتساع شعبيته ضمن الجمهورية العربية المتحدة للشعر هو غناء نخبة من المطربين والمغنين قصائده فأسمعت من به صمم. من هنا صح القول بأن" القصيدة مكتوبة أصلا لتصل إلى من كُتبت إليهم …كما تتجه المراكب إلى مرافئها لتتزود بالوقود…و كل قصيدة لا تتجه إلى مرفأ ما تموتُ جوعاً و عطشاً". من شروط الشعر كذلك عند نزار الصدق و الحسم و الشجاعة ، الصدق في القول و الحسم في الاختيارات و المبادئ و القيم، و الصدع بفضيلة الشعر أمام كل صور و أشكال الفساد و الاستبداد وأشكاله، يقول نزار: "لكي تدخل الناس حزبك الشعري ، لابد أن تكون صادقاً و حاسماً و شجاعاً.
إني ألف أهواه..