من هو ذو الرحم الكاشح وما المقصود به هذا ما سنتحدّث عنه ضمن فقرات هذا المقال، حيثُ أنّه قد ورد ذكر ذو الرّحم الكاشح ضمن الأحاديث النّبويّة، لذا يتساءل كثيرون ما المقصود بذي الرحم الكاشح، فنحن جميعنا نعلم بأنّ الرّحم هم من تجمعنا بهم قرابة دم، لكن من هو ذو الرّحم الكاشح هذا ما سيوضّحه لنا هذا المقال ضمن موقع المرجع إضافةً إلى حكم إعطاء الصّدقة لذو الرّحم الكاشح. ما المقصود بذي الرحم الكاشح
إنّ المقصود بذي الرّحم الكاشح هو الإنسان القريب الّذي تكمُن داخله الكراهية والبغضاء لقريبه، حيثُ أنّه يكون مترقّب لقريبه في كلّ أمرٍ وفعل، وكلّ شاردة وواردة، ليس من باب المحبّة، وإنّما كنوع من الغيرة أو البغضاء، مما قد يسبب للشخص الأذى من قبله بشكلٍ أو بآخر، ولا بدّ للقريب كي يضمن سلامته من قريبه الكاشح أن يُحسن معاملته، وأن يتودد إليه بالمعاملة الحسنة كما أمرنا رسولنا الكريم وحثّنا الإسلام على ذلك. شاهد أيضًا: من هو اول من هرول بين الصفا والمروة
من هو ذو الرحم الكاشح
من المعروف لدى الجميع بأنّ الرّحم هم مجموعة الأشخاص الّذين تجمعنا بهم قرابة الدّم، أمّا الكاشح فهو الشّخص العدو المُبغض، وبذلك فإنّ ذو الرّحم الكاشح هو الشّخص القريب الّذي يضمر لنا الكراهية سرًّا، فيكون كثير التّودد لقريبه بقصد تقصّي أخباره وأفعاله كنوعٍ من الغيرة أو ربّما الحسد له، حيثُ أنّه يُظهر لقريبه عكس ما يخبئه خلف مشاعره المزيّفة، لذا يجب على المسلم الحذر منه ومعاملته بالحُسنى كي لا يلقى الأذى منه، وأن يتودد إليه بالكلمة الطّيبة ويسعى إلى تحسين خُلقه والابتعاد عن مراقبة النّاس وتقصّي أخبارهم.
إن أفضل الصدقات على ذي الرحم الكاشح – كنوز التراث الإسلامي
وبمناسبة ورود الآية الكريمة وما فيها من دعوة للعفو والصفح فإن الحياة الاجتماعية لا تستقيم بدون التسامح والعفو والصفح وكذلك الحياة الشخصية والنفسية للإنسان لا تصح ولا ترتاح بدون العفو والتسامح، لاسعادة بلا سماحة أبداً. والتسامح مع سفهاء الناس عامة والاقارب منهم خاصة والصبر على اذى هؤلاء والبر بهم من شيم الكرام منذ القدم ـ قال الشاعر القديم:
وذي رحم قلَّمتُ أضغان رحمه
بحلميَ عنه وهو ليس له حلمُ
صبرت على ما كان بيني وبينه
وما تستوي حرب الأقارب والسلم
ويشتم عرضي في المغيِّب جاهداً
وليس له عندي هوانٌ ولا شَتءمُ
في قصيدة طويلة نبيلة جداً لا تسمح المساحة بها فانظرها إن شئت في كتابي (أفكار وحكايات) ص 83ـ
84ويقول حاتم الطائي:
تحلَّم عن الأدنين فاستبق وٌدَّهُمء
ولن تستطيع الحلم حتى تحلَّما
لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا
المقصود ب ذو الرحم الكاشح وتفسيره - جريدة الساعة
رواه مسلم والترمذي. عن عائشة رضي الله عنها: أنهم ذبحوا شاة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: { ما بقي منها؟ قالت: ما بقي منها إلا كتفها قال: بقي كلها غير كتفها} رواه الترمذي. 5»»> حساب الزكاة بدقة حسب النسب المخصصة لكل نوع منها، متبعا القواعد الفقهية الشرعية، ولا يصح تقدريها على وجه التقريب. قال تعالى: { والذين في أموالهم حق معلوم* للسائل والمحروم}. المعارج 24. 6»»> إخراج الزكاة عند حلول موعدها دون تسويف أو تأخير. 7»»> الإنفاق من أطيب ماله، وأنفسه عنده، وأحبه إليه ومن مال حلال لا شبهة فيه ولا معصية ولا حرام. قال تعالى: { لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} آل عمران 92. قال تعالى: { يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه.. } البقرة 267. إذا كان الوالد ظالما مفرطا في تربية أولاده فهل له حق الإحسان والبر؟ - الإسلام سؤال وجواب. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { من تصدق ببذل تمرة من كسب طيب،ولا يقبل الله إلا الطيب فإن الله يقبلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبها كما يربّي أحدكم أحدكم فلوّه حتى تكون مثل الجبل}. رواه الستة إلا أبو داود. عن أنس رضي الله عنه قال: كان أبو طلحة رضي الله عنه أكثر الأنصار بالمدينة مالا من نخل وكان أحب أمواله إليه بيرحاء وكانت مستقبلة المسجد.
إذا كان الوالد ظالما مفرطا في تربية أولاده فهل له حق الإحسان والبر؟ - الإسلام سؤال وجواب
ولم يقل: "وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فعقهما"؛ بل قال: ( فَلا تُطِعْهُمَا) أي: بالشرك، وأما برهما، فاستمر عليه، ولهذا قال: ( وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا)، أي: صحبة إحسان إليهما بالمعروف، وأما اتباعهما وهما بحالة الكفر والمعاصي، فلا تتبعهما " انتهى من "تفسير السعدي"(ص648). والشرع جعل من أعلى درجات صلة الرحم، الصلة التي تكون في مقابل الظلم والإساءة. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَيْسَ الوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ، وَلَكِنِ الوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا رواه البخاري(5991). قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى:
" اعلم أن المكافئ مقابل الفعل بمثله. والواصل للرَّحم لأجل الله تعالى يصلها تقربا إليه وامتثالا لأمره وإن قطعت، فأما إذا وصلها حين تصله فذاك كقضاء دين، ولهذا المعنى قال: ( أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ عَلَى ذِي الرَّحِمِ الْكَاشِحِ) - الْكَاشِح: الْمُبْغِضُ الْمُعَادِي -، وهذا لأن الإنفاق على القريب المحبوب مشوب بالهوى, فأما على المبغض، فهو الذي لا شوب فيه " انتهى من "كشف المشكل" (4 /120–121).
أما الرجل الثاني فهو «صادق النية» كما وصفه -صلى الله عليه وسلم-، والنية عبادة مستقلة لا تفتقر لغيرها من العبادات، أما سائر العبادات فتفتقر إلى النية، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه) [البخاري وسلم] أي لا عمل إلا بنية. فقوله -صلى الله عليه وسلم-: (فهجرته إلى الله ورسوله) تكرار للتوكيد ولإعلاء شأن حسن القصد. وقوله: (ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها) تخصيص بعد تعميم، لأن المرأة من الدنيا، لكنه خص ذكر المرأة لعظم الفتنة بها، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء) [رواه مسلم]، وقال: (ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن) [البخاري]
وقال تعالى حكاية عن يوسف: {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ} [يوسف:33] أي أميل إليهن، يقال أصباني فصبوت أي حملني على الجهل وعلى ما يفعل الصبي ففعلت.
انتهى من "كشف المشكل" (4 / 120 – 121). والله أعلم.